تطرق مراسل “عفرين بوست” في ناحية راجو، إلى الوضع في قرية “بربني\بربند”، وهي أول قرية تصادف القادم إلى الناحية من الطريق الرئيس الواصل مع مركز إقليم عفرين الكُردي التابع للإدارة الذاتية سابقاً، مرورا بناحية موباتا\معبطلي.
وقال المراسل أن عدد منازل القرية يقارب الـ 110 منازل، وبعد إطباق الاحتلال العسكري من قبل تركيا ومسلحي المليشيات الإسلامية على إقليم عفرين الكُردي، احتلت القرية مليشيا “الحمزة”.
وعقب شهر من إطباق الاحتلال على عفرين، عاد أكثر من 80% من سكان قرية بربني الكُرد الأصليين إليها، حرصاً وخوفاً منهم على تغيير ديموغرافية قريتهم، حيث حافظت القرية على استقرار الوضع فيها بفضل عودة الأهالي لقرابة 5 أشهر عقب الاحتلال.
السرقة على مراحل..
ولكن الأوضاع تغيرت بعد ذلك، عندما انتقل مسلحو “مليشيا الحمزة”، الى داخل القرية للسكن فيها، فبدئوا السرقة والنهب والاستيلاء على مراحل، كانت أولها بسرقة كل ما تتضمنه البيوت في قرى (بربني\بربند، كوليان تحتاني وفوقاني، إضافة لجميع القرى التي تقع ضمن ما يسمى قطاع الحمزة)، خاصة تلك التي هُجر أهلها ولم يتمكنوا من العودة.
وأشار مراسل “عفرين بوست” أن عمليات السرقة شملت سرقة (خزانات المياه، الاواني، أسطوانات الغاز، الاواني النحاسية التي يستخدمها السكان الاصليون عادة في تحضير المواد الموسمية كغلي مختلف أنواع المنتجات الزراعية كالعنب والبندورة وغيرها، الأدوات الزراعية، صهاريج المياه الخاصة بالجرارات، أدوات الحراثة، وحتى أدوات المطابخ لم تسلم).
وإثر ذلك، بدأت المرحلة الثانية، والتي تم فيها سرقة البيوت التي يسكنها أصحابها في وضح النهار وامام اعين أصحابها، حيث كان يتم اتهام سكان القرية بتعاملهم مع (الإدارة الذاتية السابقة، وحدات حماية الشعب، أو الحزب “في إشارة لحزب الاتحاد الديمقراطي)، أو الخروج بنوبات الحراسة ضمن القرية، وتهديدهم وابتزازهم بمبالغ مالية تصل الى 200000 ليرة سورية، مقابل غض النظر عنهم، فيما كان تتم السرقة والاستيلاء على كل ما يروق للمسلحين من أدوات كهربائية (غسالات، افران غاز، برادات وغيرها)، وذلك في وضح النهار وامام اعين أصحابها.
وفي المرحلة الثالثة، ومع قدوم موسم قطاف الزيتون، قامت مليشيا “الحمزة” بإعداد قائمة بأسماء السكان الأصليين الكُرد، وفرضت عليهم اتاوات كيفية، بدأت بـ 6 تنكات زيت، وصولا الى 30 تنكة زيت.
ومع انتهاء موسم قطف الزيتون، بدأت المليشيا بالاستيلاء وسرقة الحطب الموجود والمخزن من قبل الاهالي في منازل القرية منذ عدة سنوات (حيث جرت العادة أن تقوم كل عائلة كُردية في عفرين بتقليم أشجار الزيتون كل سنتين أو ثلاث، والاحتفاظ بالأحطاب ضمن احواش بيوتها لاستخدامها في التدفئة في السنوات اللاحقة).
وما أن انتهى المسلحون من سرقة الحطب المخزن بمنازل القرية، حتى بدوا بمصادرة الحطب الناتج عن تقليم أشجار الزيتون، حيث كان يتم مصادرة نصف الحطب اثناء نقله من الحقول الى القرية (حيث تقيم المليشيات الإسلامية حواجز لها، في مختلف مداخل القرى التي تحتلها، لفرض الاتاوات والسرقة من المحاصيل التي يجلبها المزارعون الكُرد من حقولهم).
وتزامناً مع الوضع المأساوي قامت مليشيا “الحمزة” بتوطين مستوطنين غرباء في القرية، داخل منازل المهجرين الكُرد الذين لم يعودوا، حيث احضر مسلحو المليشيا عوائلهم، وقاموا بإسكانهم في القرية.
جهود للتهجير وأخرى للاستيطان..
وفي ظل كل هذه التجاوزات والسرقات الممنهجة وسياسات الإفقار الممنهج، تؤكد ممارسات المليشيا أنها تسعى إلى تهجير السكان الأصليين، وتوطين عوائل المسلحين في مكانهم، حيث تستمر المليشيا بتوطين المزيد من عوائل مسلحيها في القرية بشكل متواصل، خاصة من الغنامة، حيث يجري احضار عوائل المسلحين واقربائهم من مختلف المناطق.
وتجري عمليات التهجير وتوطين المستوطنين بإشراف مليشيا “الشرطة المدنية” و”العسكرية” وجنود الاحتلال التركي، حيث أكد مراسل “عفرين بوست” في راجو أن الوضع في قرية “بربني\بربند” مأساوي، وقد تحولت إلى سجن لأهلها، بحيث لا يتمكن أحد من السكان الكُرد، الخروج من منزله إلا لقضاء الحاجات الضرورية.
أما المستوطنون فيتمتعون بسطوة كبيرة كونهم يشكلون عوائل المسلحين، وقد قاموا مؤخراً بالاستيلاء على عدد من البيوت خلال شهر فبراير الماضي، وتوطين مستوطنين فيها، وهي منازل المواطنين التالية اسمائهم:
منزل المواطن “منان دادا” الذي يتجاوز من العمر الـ 70 عام.
منزل المواطن “منان حبش” الذي يتجاوز من العمر الـ 60 عام.
منزل المواطن “محي الدين محمد” الذي يتجاوز من العمر 45 عام.
منزل المواطن “صبحي رشيد” الذي يتجاوز من العمر 45 عام.
منزل المواطن “سيدو محمد” الذي يتجاوز من العمر 90 عام.