نوفمبر 21. 2024

أخبار

في استمرار لمُشاركتهم بالاحتلال.. المُستوطنون يحولون “فيلا” لحظيرة إبل في مدينة عفرين!

عفرين بوست-خاص

يواصل المستوطنون ومسلحو الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي تعدياتهم على ممتلكات المُهجرين الكُرد في إقليم عفرين الكُردي التابع للإدارة الذاتية سابقا، عقب الاستيلاء على عشرات الآلاف من البيوت والدور السكنية، حيث يعبث بها المستوطنون ويتصرفون بها كأنها املاكهم، فيما حول بعضها إلى مقار عسكرية أو حظائر للحيوانات.

وفي هذا الصدد، أفاد مراسل “عفرين بوست” في مركز الإقليم أن المستوطنين حولوا فيلا واقعة على طريق قرية “كفرشيليه\كفر شيل” في مدينة عفرين إلى حظيرة للإبل (الجِمال)، بعد أن اضطر صاحبها “محمد صبري بطال”، من أهالي قرية باسوطة لتركها خلفه وتوجهه نحو مدينة حلب تحت ضغط ومضايقات الميليشيات الإسلامية المُمارسة ضده.

ويتجاهل المستوطنون كونهم يشاركون مع الاحتلال التركي في تهجير مكون من ارضه، عندما ارتضوا ترك منازلهم، للاستيطان في منازل مُهجرين، بفعل ما ارتكبه أبنائهم من مسلحي المليشيات الإسلامية المعروفة بـ (الجيش الحر، الجيش الوطني، جبهة النصرة) بمختلف مسمياتها.

فعقب قرابة شهرين من المقاومة التي ابداها المقاتلون والمقاتلات الكُرد وشركائهم من باقي المكونات في “قوات سوريا الديمقراطية”، وفي ظل استمرار التخاذل الدولي، واستحالة استمرار المقاومة العسكرية امام الآلة العسكرية المتطورة لحلف الناتو، والقصف المتواصل للطيران التركي، أجبر المقاتلون الكُرد على الانسحاب من عفرين، حيث أعلنت “الإدارة الذاتية” عن الانسحاب يوم الثامن عشر من مارس العام 2018، تجنيباً للمدينة والأهالي المزيد من الدمار والقتل الذي كان يخطط له النظام التركي، عبر مذابح كبرى داخل مركز مدينة عفرين بحجة محاربة “وحدات حماية الشعب”.

ومع إطباق الاحتلال العسكري التركي، كانت الصفقة التركية الروسية قيد الاستمرار، حيث وصلت جحافل من المستوطنين المتشكلين في غالبيتهم من عوائل مسلحي المليشيات الإسلامية التابعة في مجملها لجماعة الإخوان المسلمين بفرعها السوري من ريف دمشق كـ الغوطة وأرياف حمص وحماه وإدلب، ممن ارتضوا التخلي عن أراضيهم والجري خلف الاجندات التركية الساعية إلى تمزيق اوصال السوريين وضربهم ببعضهم، ضاربين بعرض الحائط المبادئ الوطنية، ليساهم فعلهم ذاك في خلق حالة عداء لم يعهدها السوريون سابقاً، عبر توطين مكون في مكان مكون آخر بشكل مُخطط ومدروس من قبل الاحتلال التركي وجماعة الإخوان المسلمين.

وتزامن وصول المستوطنين مع تهجير موجات كبيرة من أهالي عفرين وقراها، نحو شيراوا والشهباء، حيث هجرت اعداد كبيرة من السكان الأصليين الكرد في عفرين، تراوحت اعدادهم ما بين 350 ألف وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، إلى أكثر من 500 ألف مواطن وفق تقديرات أخرى.

ومع استمرار الاحتلال التركي، لم يكن المستوطنون أنفسهم بعيدين عن ارتكاب الانتهاكات بحق السكان الكرد الأصليين في إقليم عفرين، مما يؤكد أن هؤلاء لا يعارضون الأهداف التركية التي هجرت أكثر من 60% من سكان عفرين الأصليين، سعياً لإحداث تغيير ديموغرافي ومحو الهوية الثقافية والقومية لـ عفرين.

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons