عفرين بوست-خاص
هددت الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي من تبقى من السكان الكُرد الأصليين في إقليم عفرين الكُردي التابع للإدارة الذاتية سابقاً، بالمحاسبة والاختطاف في حال أقدموا على الاحتفال بأي شكل من الأشكال بعيد النوروز.
وأفاد مُراسل “عفرين بوست” في ناحية راجو أن ميليشيا ” الفرقة التاسعة” بقيادة المدعو “أبو عبدو الغوطاني” جمعت أهالي قرية “ماساكا” التابعة للناحية، وحذرتهم من مغبة الاقدام على الاحتفال بعيد نوروز، وهددتهم بالاختطاف والمحاسبة الفورية في حال قاموا بإشعال النيران على الجبال.
وأشار المُراسل أن الميليشيا المذكورة ستمنع مواطني القرية من ايقاد نيران نوروز حتى في القرية وداخل البيوت أيضاً، كون الميليشيات الإسلامية عموما تعتبر “النوروز” عيداً للكفرة والمجوس حسب زعمها.
وكانت مجالس الاحتلال المحلية أصدرت في الخامس عشر من آذار الجاري، بياناً مشتركاً، حمل تواقيع سبع مجالس في مركز الإقليم والنواحي التابعة له، هنئت فيه بقدوم عيد النوروز، ودعت الأهالي لعدم إقامة احتفالات كبير والاكتفاء بالتوجه إلى الأماكن العامة والطبيعة وعدم التجمهر في مكان واحد معتبرة يوم الـ 21 من آذار عطلة رسمية في الإقليم.
إلا أنه وعقب يومين فقط، ونتيجة التهديدات والضغوطات التي مارستها الميليشيات الإسلامية على مجالس الاحتلال، تراجعت تلك المجالس عن خطوتها وقامت بحذف البيان الأول ليصدر بيان “انقلابي” معاكس باللغتين العربية والتركية عن مجلس ناحية معبطلي ألغى بموجبه كل ما أشار إليه البيان الأول للمجالس السبعة.
وحمل بيان مجلس معبطلي الثاني تهديداً مبطناً لمن يقدم على عدم الدوام والاحتفال بـ ” نوروز”، وأكد فيه مواصلة جميع المؤسسات من مجالس وصحة وتربية ومحاكم الدوام خلال يومي 20 و21 آذار، مشيراً إلى عدم السماح للمواطنين بالاحتفال بجميع أوجهه (مظاهرة، والمشي، اشعال النيران والترفيه).
ويعتبر النوروز عيداً قومياً كردياً يحتفل فيه جميع أبناء الشعب الكردي في مختلف اصقاع المعمورة، حيث يجسد العيد من خلال شخصية البطل “كاوا الحداد” معاني الانعتاق من العبودية والاستغلال والظلم ودلالة إلى اشراق شمس الحرية مهما طال أمد الظلم وطال ليله، وتعتبر هذه المعاني كفيلة بمنع الاحتلال ومسلحيه للعيد، كونهم يدركون انهم قوات محتلة بالقوة المسلحة.
وكان مسلحو المليشيات الإسلامية عمدوا في أول يوم لهم من اطباق الاحتلال العسكري على مركز مدينة عفرين في الثامن عشر من آذار\مارس العام 2018، إلى تدمير نصب البطل كاوا الحداد، حيث جرى إطلاق عشرات العيارات النارية على النصب، وهو ما بين كم البغض الذي يحمله هؤلاء في نفوسهم تجاه الشعب الكردي ومعتقداته وثقافته وتاريخه.