توصل مراسل “عفرين بوست” في مركز إقليم عفرين الكُردي التابع للإدارة الذاتية سابقاً، إلى معلومات جديدة تؤكد أن الميليشيات الإسلامية هي من أقدمت على قتل الصيدلاني الكُردي ” محمد حمو خليل عيشة ” مفنّدا الرواية التي اشاعها المسلحون عن إقدام الصيدلاني على الانتحار بإلقاء نفسه من بناء سكني في حي الأشرفية، في الثاني عشر من آذار\مارس.
وأفاد المُراسل أن الصيدلي المغدور كان يقيم في عيادته “دار الدواء” الواقعة قرب مدرسة “سليمان الحلبي – دبستانا رش” في حي الأشرفية، لأنه كان يعيش وحيداً في مدينة عفرين، بينما تعيش عائلته في مدينة حلب، ما يثبت أن الرواية التي روجتها الميليشيات بأن ألقى بنفسه من الشقة /ط4/ كاذبة للتغطية على جريمة قتله.
وأضاف مُراسل “عفرين بوست” أن سكان المنطقة التي وقعت فيها الجريمة لم يشاهدوا كما لم يلحظوا سقوط أحد من البناء السكني الذي تقع تحته صيدلية “دار الشفاء”، وهو لا يمتلك شقة فيها أصلاً!
وبين المراسل أن جيراناً في الحي شاهدوا جثة الصيدلي مُضرجة بالدماء، ويقف فوقها مسلحون من ميليشيا “الجبهة الشامية” التي تحتل ذلك القطاع (وفق تصنيفهم للمدينة)، مشيرا إلى أن المسلحين لم يسمحوا لسكان المنطقة من الاقتراب من موقع الجريمة.
وأكد مراسل “عفرين بوست” أن توقيت حدوث الجريمة تزامن مع إقدام المسلحين على إطلاق عيارات نارية في الهواء ما يعزز احتمال قتله على يد المسلحين أنفسهم والذين كان يقفون على جثمان الشهيد “محمد”.
وعلم مُراسل “عفرين بوست” عن مقربين من الصيدلي الشهيد، أن الميليشيات الإسلامية أقدمت على خطفه أكثر من مرة، وكانت تطلق سراحه بعد تلقيها فدى مالية منه، مشيرا إلى أن وضعه المادي كان جيداً او ممتازاً، وهو ما يجعله هدفاً للمسلحين.
وأضاف المُراسل أن الميليشيات الإسلامية أقدمت نهب صيدليته بشكل تام في “يوم الجراد ” (يوم إطباق الاحتلال العسكري على مركز عفرين في الثامن عشر من آذار العام 2018)، كما وأقدمت في وقت سابق على تحطيم واجهة الصيدلية العائدة له بهدف الضغط عليه وتلقى الفدى المالية.
وفي سياق عمليات الانتحار المزعومة، كان الشاب الكٌردي “خوشناف فائق حنان” من أهالي قرية بربني/بربند التابعة لراجو، قد أقدم في ظروف غامضة على الانتحار شنقا ليلة الخميس \السابع من فبراير، في منزله بحي المحمودية في مركز إقليم عفرين التابع للإدارة الذاتية سابقا.
وعملت “عفرين بوست” حينها على تجميع معلومات حول حادثة الشنق ودوافعها، بمحاولة الاتصال مع مقربين من خوشناف، وقالت مصادر خاصة حينها أن “خوشناف” كان يتعرض للتهديد من قبل الميليشيات الإسلامية، بسبب اختلافه معهم حول مبلغ الفدية الذي كان يدفعه في كل مرة، بشكل دوري.
ووفقاً لما تمكنت “عفرين بوست” من جمعه، فقد أصيب الشاب البالغ 34 عاماً بالترهيب النفسي جراء المضايقات التي كانت تقوم بها المليشيات الإسلامية لسكان عفريين الأصليين الكُرد، وكان قد أخبر أحد أصدقائه بأنه “مُصاب بالوسواس ويشعر أنه مُلاحق من قبل مسلحين، وأنهم يريدون خطفه، خاصة أنه ميسور الحال ويعيش لوحده في منزله، ما يرفع من احتمالات خطفه”.