نوفمبر 22. 2024

أخبار

مُشبهاً إياها بـ “مدرسة العشائر بإسطنبول”: مُختص يُحذر من ثالوث (الفاشية التركية-الاخوان-المُستتركين) الساعي لزرع التطرف في مدارس عفرين.. وحقوقي: المواد المُدرسة تدعوا الى الجهاد والقتل والذبح والغزو!

عفرين بوست-خاص

يواصل ناشطون كرد في إقليم عفرين الكردي التابع للإدارة الذاتية سابقاً، تأكيدهم تعمد الاحتلال التركي والمليشيات الإسلامية التابعة له، زرع التطرف من خلال تدمير المزارات المباركة في عفرين، ونشر الشعارات الدينية على اللوحات الطرقية وانتشار أشخاص في الشوارع وأمام الجوامع يجبرون المواطنين على ارتياد الجوامع والصلاة، إضافة لإدخال تكثيف المواد الدينية في المناهج الدراسية الابتدائية ومحاولة فرض الحجاب على الفتيات الصغيرات وتحويل المدارس إلى مراكز لزرع الفكر السلفي المتطرف ، إضافة لإجبار أطفال المدارس خلال العطل الموسمية على الخضوع لدورات في دينية في الجوامع.

وفي هذا السياق، قال “محمود علي\اسم مستعار لضرورات امنية” وهو مُجاز في الفلسفة وعلم النفس، حول تبعات تلك الخطوات التي يقوم بها الاحتلال على الأطفال مستقبلاً، في ظل استمرار إطباق الاحتلال العسكري لـ “عفرين بوست: “نعم هناك تجاوزات عديدة تندرج ضمن بند جرائم الحرب ابتداء من عمليات الخطف والقتل والنهب والسرقة وفرض الاتاوات مرورا بتدمير البنى التحتية عبر التفجيرات المفتعلة التي تقوم بها الاستخبارات التركية بأيدي الميليشيات المتطرفة الاخوانية وتدمير الطبيعة في عفرين بقطع الأشجار الحراجية والزيتون وسياسات تجويع وتفقير المجتمع لإجبارهم على الخضوع وقبول الاحتلال كأمر واقع انتهاء بسياسة التغيير الديمغرافي المتمثلة بتوطين المهجرين من العرب والتركمان والتي غالبيتهم من عوائل تلك الميليشيات المتطرفة في المنطقة لتغيير المعالم والذاكرة العفرينية الكردية، وهناك كثير من الفيديوهات التي فضحت تلك السياسة وعمليات التنقيب عن الاثار وتدمير المزارات التي تقوم بها الاحتلال التركي”.

متابعاً: “اود التنويه الى انه هناك تجاوزات لم تأخذ بعد مكانها في الاعلام الكردي عامة مثل جرائم اغتصاب النساء وفتح دور الدعارة، وكذلك ظاهرة الأطفال اللقطاء، كل هذا لم يأخذ حيزه الكافي في الراي العام الكردي والعربي وكذلك العالمي، هذه كلها تعتبر جرائم ترتكب بحق الانسانية في عفرين الى جانب جرائم ترتكبها المعارضة السورية المتمثلة بالميليشيات الإسلامية الاخوانية في عفرين ضد المستوطنين (المهجرين) أنفسهم الا ان اعلام المعارضة المستتركة يعمل على إخفاء كل تلك التجاوزات بشعارات ويافطات وهمية”.

وفيما يخص مدى تأثير المراكز الدينية والأخرى التي أنشئت بزعم رعاية الأيتام والتي أظهرت صور ملتقطة فيها كيف أنه يتم تعليم الأطفال فيها على الشعارات العنصرية كشعار الذئاب الرمادية أو شعار رابعة العدوية الذي يرمز للإخوان المسلمين، قال علي: “اعتقد ان لهذه السياسة المتبعة جذورها التاريخية ولها أهمية خاصة لدى المحتل في عملية استعباد الشعوب والقضاء على وجودها التاريخي ومحو هويتها الخاصة وهي تتلخص في ضرب هويتها الروحية المعبر عنها بالموروث الديني وهويتها السياسية”.

مستطرداً: “وجود المراكز الدينية لتعليم القرآن والسنة على الطريقة الاخوانية كالتي تم تأسيسها بإشراف تركمان سوريا في قرية كورزيلة انما الهدف من ورائها هو ضرب التنوع الديني الذي يتمتع بها الشعب الكردي عامة وخاصة في عفرين (حيث يعيش المسلم والايزيدي والعلوي والمسيحي جنبا الى الجنب) وتكريس اللون الواحد على الطريقة العثمانية تحت المظلة الدينية, فلو عدنا الى ثلاثينات القرن الماضي لوجدنا مثيلها بحركة المريدين والتي كان يقوده المسمى شيخ إبراهيم خليل التركي بهدف ضرب التنوع الديني الموجود في عفرين، ومن ثم دفع الأهالي للمطالبة بالحاق عفرين بالدولة التركية المتشكلة حديثا آنذاك، الا ان العفرينيين كشفوا السياسات التركية الاحتلالية، وقضوا على تلك الحركة المسمومة”.

وحول دور الايتام والمدارس التي يشرف عليها الاحتلال التركي، قال علي: “اعتقد بان افضل مثال لها هي المدرسة السلطانية العشائرية في استانبول التي أسسها عبدالحميد الثاني الى جانب الكلية العسكرية وتم افتتاحها في يوم المولد النبوي في 4 تشرين الأول من عام 1892، بعد ان فقدت الإمبراطورية العثمانية معظم أراضيها في دول البلقان، الحدث الذي نبه السلطان في التفكير الجدي بمصير الخلافة العثمانية فعمل على جلب و تدريس أبناء رؤساء العشائر والشيوخ من كردستان والولايات العربية الى تلك المدرسة الداخلية التي تستمر لمدة 5 سنوات بهدف تعليمهم وتكريس الأيديولوجية السنية الإسلامية في اذهانهم بغية صناعة رؤساء عشائر وشيوخ موالية لهم, بعد ان كانوا خارج سيطرة الدولة المركزية, خدمة للإمبراطورية العثمانية وابعادهم عن التأثر بالحركات وطنية التي تطالب بالاستقلال ومحاربة الدولة العثمانية اسوة بدول البلقان, حيث حددت المادتان 9 و10 الهدف الأساسي منها وهي كالتالي: (ان الهدف الأساسي من انشاء المدرسة جاء من اجل تمكين أبناء القبائل من المشاركة في الازدهار المنبثق من المعرفة والثقافة، وإلى مضاعفة معرفتهم بالميل الفطري نحو حب الخلافة الإسلامية العظيمة، والسلطة العثمانية المعظمة، فضلا عن تقوية وتعزيز الولاء الجدي تجاه الدولة والواجبات الدينية الملقاة على عاتقهم من خلال الشريعة والقوانين المدنية)”.

مضيفاً: “كما ان هذه المدرسة كانت تستقبل طلاب أعمارهم تتراوح ما بين 12-16 سنة، وعند التخرج كانوا يستلمون شهادة لكي يعملوا كأساتذة ومدرسي دولة في مناطقهم، حتى يعملوا وفق توجيهات الخلافة العثمانية وتعليم مللهم على ذلك أيضا، لذا فمراكز الايتام وادلجة المدارس والتعليم بأيديولوجية دينية تدخل في خدمة نفس الهدف وهي ضمان ولاء واستعباد الشعوب خدمة لاستمرارية الفاشية التركية عن طريق أولاد الكُرد أنفسهم والعرب السوريين بالعمل على افراغهم من هويتهم وفرض هوية خارجية، وبتكريس هذه الفكرة فان الاحتلال التركي على استعداد ان يقدم لهؤلاء كل ما يلزمهم، كي يصبحوا جنوداً تحت الطلب لدى التركي المُحتل”.

ويبدي علي مخاوفه من استمرار الاحتلال، منهباً أن المستقبل سيكون مُظلماً، وعلى الكُرد ان ينتبهوا الى هذه السياسات الخبيثة وان يكونوا أكثر وعياً والتصدي لها بكل الوسائل الممكنة.

ويرى علي أن “خطر هذه السياسة ينبع من كون الاحتلال التركي أضاف عنصر جديد في حربه ضد الوجود الكُردي، ففي حين كانت الخلافة العثمانية تضع الدين الإسلامي في خدمة الطبقة التركية، الا انه في وقتنا الحاضر تم إضافة العرب المستتركين الى تلك الثنائية فأصبحت لدينا ثالوث جديد متمثل بالقومية التركية الفاشية على راس الهرم الى جانب الإسلام الإخواني والعرب السوريين المستتركين (ميليشيات المعارضة السورية)”.

وأشار علي أن الاحتلال يستهدف وجود الكُرد في سوريا عامة وعفرين بشكل خاص على ثلاث مستويات، وهي في مستواها الأول:

-نشر الفاشية التركية (الذئاب الرمادية) عبر المأجورين من التركمان والعرب السوريين.

-توصيف الكُرد بالملاحدة، وهو مصطلح داعشي، ليُبرر عملية قتل الكُرد كونهم ليسوا مسلمين!

-خلق صراع كردي-عربي عبر المعارضة السورية بوصفه للكُرد على أنه حليف للنظام السوري تارة وسبب فشل الثورة السورية تارة أخرى، أو حتى توصيف الكُرد بالانفصاليين كونهم لم يخضعوا لأوامر تركية.

ويتابع علي في نفس السياق: “يدرك المحتل التركي أهمية وجود طبقة سياسية واعية تقود الكُرد الى بر الأمان، لذا نراه دائماً يسعى الى خلق جبهات وكتل سياسية من اشخاص غير موفقين في قراءاتهم السياسية، نتيجة عدم نضجهم الفكري او السياسي، فتدعمهم إعلامياً وتدفعهم الى شاشات التلفزة للتحدث باسم الكُرد، كما حدث ابان الجمهورية التركية عندما قام اتاتورك بإبعاد الكُرد عبر شخصيات برلمانية كُردية للمطالبة بضم كُردستان المستقلة المُقرة في اتفاقية سيفر الى تركيا في اتفاقية اللوزان الثانية، وبهذه الحركة استطاعت اتاتورك القضاء على حلم الكُرد من عمق الكرد أنفسهم”.

أما في مستواها الثاني وفقاً لـ علي، فتكمن في ضرب الوجود التاريخي، وذلك من خلال “القضاء على الوجود التاريخي عبر سرقة الاثار واسكان المستوطنين في عفرين، حيث يملك المحتل التركي خبرة طويلة في هذا المجال من خلال عملية تتريك شمالي كردستان باستخدام الالة العسكرية بالتوازي مع استقدام عناصر تركية من جميع بقاع العالم الى شمالي كردستان ودفعهم للتزاوج والمصاهرة مع الكرد باسم اخوة الدين، وبالتالي تحول الكُرد الى اتراك مع مرور الوقت، كما ودفع الكُرد للهجرة نحو مناطق داخلية مثل انقرة و استانبول تارة بالقوة وتارة عبر سياسية افقار المناطق الكردية وتجويعهم، بالإضافة الى منع اللغة الكردية وبناء مدارس داخلية من اجل القضاء النهائي على الشخصية الكردية، واليوم نحن نرى هذه السياسة تعاد انتهاجها بدقة تامة في عفرين”.

اما في المستوى الثالث، فيشير علي إلى أنها تكمن في مُحاربة الكُرد إعلامياً على مستوى المفاهيم والمصطلحات، فيقول: “لبث وخلق فتن كردية-كردية وكردية-عربية وبين باقي المكونات السورية، يسعى المحتل التركي تارة عبر خلق اعلاميين غير كفؤين من الكُرد او عبر قنوات المعارضة السورية والتركية مباشرة، وقبله النظام السوري على تشويه وإعادة انتاج تعاريف إعلامية (تعاريف لا تمت بصلة بالتعريف الأساسي والمعتمد عالميا باي صلة انما هي عبارة عن تعريف للاستهلاك الإعلامي وخلق الفتن لدى شعوب الشرق باعتبارها لا تقرأ لحشد الرأي العام العربي والسوري خاصة ضد الكرد) لمصطلحات سياسية قانونية وسياسية دينية، ومنها أن الفدرالية هدفها التقسيم وغيرها، من المصطلحات وكذلك المصطلحات الدينية كوصف الكُرد بالكفرة وتوجب محاربتها أو انهم زردشتيون, إيزيديون, مسيحيون او لا دينيون، ضاربة مبادئ حقوق الانسان في حرية الاعتقاد بعرض الحائط”.

ويختتم علي حديثه لـ “عفرين بوست” بالقول: “يؤسفني القول بان عدم نضوج الوعي القومي لدى الطبقة المثقفة تلعب دوراً سلبياً في قبول هذه السياسات او عدم إيجاد وسائل مقنعة وناجعة للتصدي لها، على العكس تماماً يلجأ المثقف والسياسي عادة الى لعب دور الشيخ او الامام لكي يثبت للمحتل من انهم أيضا مسلمين بل ومسلمين أكثر منهم فينشغلون بذلك بقضايا واهية ليس للكًرد فيه ناقة ولا جمل”.

قانونياً..

من جهته تطرق “علي حبو” عضو الهيئة القانونية الكردية، إلى ظاهرة نشر التطرف القومي والديني الذي تسعى قوات الاحتلال التركي والمليشيات الإسلامية التابعة له، في عقول ونفوس الأطفال الصغار، عبر ادلجة التعليم وتكثيف المواد الدينية فيه من جهة، وافتتاح مراكز تحت عناوين فضفاضة كمراكز تدريب او رعاية ايتام أو غيرها، من خلال حديثه لـ “عفرين بوست” فقال: “نحن كهيئة قانونية رصدنا العشرات من تلك الانتهاكات بدءاً بالسرقة وليس انتهاءاً بادلجة التعليمية، مرورا بالنهب والحرق والقتل والتعذيب والتهجير والاغتصاب الخ، والتي ترتقي في غالبيتها الى مصافي جرائم ضد الانسانية وجرائم الحرب وكذلك جرائم الابادة الجماعية”.

وحول نشاط المنظمات التركية المتطرفة في مدارس عفرين كالذئاب الرمادية، يقول حبو: “بداية لا بد لنا من ان نعرف أن ما تسمى بالذئاب الرمادية هي منظمة تركية يمينية متطرفة تشكلت في اواخر ١٩٦٠ افكارها متطرفة، تدعي تفوق العرق والشعب التركي وتسعى لاستعادة ما تعتبره امجاده وتاريخيه، محاولةً دمج الهوية التركية والدين الإسلامي في توليفة واحدة، حيث تمارس نشاطاتها في قطاعات التعليم والثقافة والرياضة والاقتصاد، وسلطتها الحقيقية وتأثيرها المباشر يبدأ من الشوارع وبين الفقراء وغالباً الطلاب”.

متابعاً: “وما ظهر في الآونة الأخيرة في المراكز الدينية ودور الايتام في عفرين وهم يرفعون شعار تلك المنظمة المتطرفة يشكل لدينا مخاوف وقلق شديد كما هو لدى كافة شرائح المجتمع الكردي البعيد كل البعد عن التطرف والعنف والقريب جداً من حب الحياة والتسامح وقبول التنوع، ونحن في هيئتنا ندين تلك التصرفات ونحاول توثيقها وفضحها وايصال الصوت المخنوق لدى الأهالي الى الجهات الدولية ذات الشأن، لان زرع مثل هذه أفكار وفي هذا العمر سوف يولد الكثير من التطرف، وهو بمثابة غسيل للدماغ، سيعرض الامن والاستقرار في المنطقة بشكل خاص والدولي بشكل عام الى الخطر، ومن هنا يجب الوقوف في وجهها”.

وينوه حبو أنه لديهم الكثر من الوثائق والأدلة حول ما يتم تدريسه في المدارس، حيث هناك مدارس لا يوجد فيها سوى الحصص الدراسية الدينية التي تغذي الفكر الجهادي التكفيري، والقائمون على ذلك يتحججون بعدم توافر الكادر التدريسي”. مضيفاً: “فعلى سبيل المثال هناك ثلاث مواد أساسية تدرس في تلك المدارس وهي: 1- التربية الدينية 2-القران الكريم 3-حياة رسول محمد”.

ويرى حبو أنه “ومن خلال هذه المواد يتم تغذية الأفكار المتطرفة التي تدعوا الى الجهاد والقتل والذبح والغزو لدى هؤلاء الأطفال الأبرياء، كما ان جعل اللغة التركية لغة رسمية في المدارس يوحي بان الهدف من ورائه هو تجريد الجيل القادم من كل مقوماته القومية الكردية وإعادة تأهيله وحقنه بالأفكار المتطرفة سواء القومية التركية او الجهادية”.

وحول ما يقومون به كهيئة قانونية لها تواجد في دول الاتحاد الأوروبي، يقول حبو لـ “عفرين بوست“: “لدينا الكثير من العلاقات مع المنظمات الدولية ولم نترك باباً الا وطرقناه ولا نزال، وذلك في سبيل إيصال هذه القضية وغيرها من القضايا والانتهاكات التي تجري على الأرض في منطقة عفرين”، مختتماً بالقول: “غير انه ونقولها متأسفين، ان تلك المنظمات والجهات الدولية ذات الشأن تبدي تعاطفها مع تلك القضايا، لكنهم يقولونها وبصريح العبارة ان الحكومة التركية لا تسمح لهم بالدخول الى المنطقة للاطلاع على الأوضاع وتقديم ما يلزم من خدمات، لتوثيق كل ما هو مخالف للقواعد والقوانين الدولية!”.

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons