نوفمبر 09. 2024

أردوغان يحاول تقمص دور “عدنان مندريس”.. فهل يلقى مصيراً مشابهاً؟

عفرين بوست ــ خاص

ألمح الرئيس التركيّ أردوغان أمس الأربعاء، إلى أنّ الانتخابات الرئاسيّة والنيابيّة في تُركيا ستجرى في الذكرى الـ”73″ على فوز الحزب الديمقراطيّ، والذي كان يقوده رئيس وزراء تركيا السابق عدنان مندريس، وبذلك فإن 14/5/2023 هو التاريخ الذي أشار إليه أي قبل شهر من الموعد الذي أعلن سابقاً. وقال أردوغان إنّ “مندريس قال في 14 مايو 1950: كفى، الشعب سيقول كلمته. وحقق الفوز في صناديق الاقتراع”.

لا ينفكُّ الرئيس التركيّ أردوغان يذكر رئيس الوزراء التركيّ السابق عدنان مندريس الذي تم إعدامه في 17/9/1961 بعد انقلاب الجيش عليه في 27/5/1960. ويوصف بشهيد “الأذان”. ولكن تقاطعات عديدة تجمع بين أردوغان ذي الأصول الجورجيّة ومندريس التتاريّ.

عُرف مندريس بحدةِ طباعه وغضبه واستبداده وكراهيته للمؤسسة العسكرية، فزجَّ بالعديد من الضباط بالسجن، وأسس المدارس الإسلاميّة، وانشقَّ سياسيّاً بالخروج من معطف الحزب الجمهوريّ عام 1946، ليؤسس الحزب الديمقراطيّ. وفي عهد مندريس انضمّت تركيا إلى حلف الناتو لمواجهة الاتحاد السوفيييتي، وعقدت اتفاق الحزام المحيطيّ مع إسرائيل.

اللافت أكثر أنّ تركيا في عهد مندريس تحرشت بسوريا وبدأت الأزمة حينها في 18/8/1957، على خلفية اتهام سوريا بتحولها إلى الشيوعيّة، وحشد الجيش التركيّ على الحدود، وفي 13/10/1957، نزلت قوات مصريّة في اللاذقية لدعم سوريا بمواجهة التهديد التركية. ودخلت تركيا في عهده في أزمة اقتصادية كبيرة

أردوغان تلميذ مدارس إمام وخطيب، انقلب على معلمه نجم الدين أربكان زعيم حزب الرفاه الإسلاميّ ومن بعده الفضيلة، ليؤسس حزب العدالة والتنمية وفي 14/8/2001، والذي ذكر في صدر برنامجه أنّه وريث “الحزب الدّيمقراطيّ”، وفي سياق طموحه السياسيّ انقلب أردوغان على رفاقه المؤسسين للحزب (عبدالله غل، أحمد داوود أوغلو)، ورغم الهوية الإسلاميّة للحزب، فإنّه يقدم نفسه في حالة توازن في الحفاظ على التقاليد الأتاتوركيّة وسعى للانضمام إلى الاتحاد الأوروبيّ.

تدخلت تركيا في عهد أردوغان عسكريّاً في سوريا منذ بداية الأزمة واحتلت عبر عمليات عسكية مناطق (جرابلس، الباب، عفرين، رأس العين، تل أبيض)، واستمرت علاقاتها الوثيقة مع إسرائيل. كما استغل أردوغان محاولة الانقلاب في 15/7/2016 لترويض المؤسسة العسكريّة التي تحافظ على التقاليد الأتاتوركيّة والتي تشكل مصدر خطر للانقلاب عليه.

اليوم يجدد أردوغان استذكار عدنان مندريس في سياق الدعاية الانتخابية والادعاء بالديمقراطيّة مستمراً في تقمص شخصيته، وانتقامه من الجيش مرده إلى فوبيا مندريس.

فهل يتكرر سيناريو مندريس وتنتهي مسيرة أردوغان السياسيّة بالانقلاب عليه وتقديمه للمحاكمة؟

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons