عفرين بوست ــ متابعة
كتب السفير الأمريكيّ السابق في سوريا روبرت فورد حول مسار التصالح بين أنقرة ودمشق ووصفها لعبة سياسية بين الأتراك في عام انتخابات، بجانب مساعي الرئيس أردوغان للفوز ببعض المزايا لحساب المصالح التركية الحيوية في الشمال السوري، في مواجهة دمشق وموسكو والإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا.
وأشار إلى أنّ الرئيس التركيّ لا يحظى بشعبية كافية لخوض الانتخابات ووفقاً لاستطلاعات الرأي فإنّ 59% من الأتراك يؤيدون مسار المصالحة. لكن فورت قلل من سقف الآمال في تحقيق المصالحة، وأنّ أردوغان يحتاج ليُظهر، على الأقل، أن ثمّة عملية سياسية تبدأ. وقال: وتذكروا هذه الكلمة جيداً: «عملية». وأشار إلى تشكيل لجان مشتركة بين الجانبين، وأنّه ومن المحتمل أن يعقد وزراء خارجية الدول الثلاث لقاءً مشابهاً، بل وربما يلتقي رؤساء الدول الثلاث قبل الانتخابات، أو أن يطلق أردوغان تعهداً بمقابلة الأسد، ويمكنه أن يدّعي وجود عملية قائمة.
أجرى فورد مقاربة في هذا السياق، على نحو اللجان ومجموعات العمل لإنجاز المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية لإقرار سلام، قبل 30 عاماً، وكان نتيجة العملية التفاوضية التنازلات والحلول الوسط والاختيارات الصعبة قادرة على تحقيق تقارب دائم، إلا أنّه حتى هذه اللحظة، لم تقدم كل من دمشق وأنقرة تنازلات أو تسويات حقيقيّة.
وفي توضيح لتصريح وزير الدفاع التركي، خلوصي آكار في 6 يناير الجاري، أنّ بلاده لن تقبل موجة جديدة من اللاجئين من سوريا، أشار فورد أن الأمر ينطوي على ثلاث رسائل واضحة: الأولى إبلاغ يخبر دمشق وموسكو بعدم قبول أنقرة بشن هجوم روسي – سوري للسيطرة على إدلب وشمال حلب. والثانية مفادها أنّه داخل الأمم المتحدة في نيويورك، لا ينبغي لموسكو إعاقة جهود توصيل مساعدات إنسانيّة من تركيا لإدلب وشمال حلب، ما يستفز آلاف السوريين المشردين، ويدفعهم لدخول تركيا، هرباً من الجوع. أما الثالثة، فجاءت ضمنيّة بدرجة أكبر، بأنّ الاحتلال التركي في شمالي سوريا سيبقى حتى التوصل لترتيب تقبله أنقرة، وكذلك السوريون المشردون.
ويقول فورد إنه بالنظر إلى أن اعتبارات المشهد السياسي الداخليّ في تركيا تطالب ببناء عملية سياسية، قَبِلَ آكار في أثناء وجوده في موسكو فكرة تسيير دوريات مشتركة جديدة بالتعاون مع الروسيين والسوريين على طول الحدود المشتركة.
وأضاف: على أقصى تقدير، يمكن أن نشهد تعاوناً بين أنقرة وموسكو ودمشق من أجل معاونة القوات السوريّة الضعيفة والقوات الروسيّة للسيطرة بدرجة أكبر على منبج وتل رفعت في شمال وسط سوريا. ومع هذا، فإنه على امتداد المستقبل المنظور، ستبقى إدارة الحكم الذاتيّ، وبالتالي الاحتلال التركي، بغض النظر عن اعتراضات الرئيس السوريّ.
يؤكد فورد أنّ واشنطن لن تقدم شيئاً لسوريا، كما ليس لديهم ما يقدمونه لتركيا بخصوص القضية السورية. ولو جرى فتح سفارتين تركيّة وسورية في العاصمتين. بالطبع، ستعترض واشنطن، وستمضي بالتعاون مع شركائها من “قوات سوريا الديمقراطية” في محاربة فلول تنظيم “داعش” في شرقي سوريا. والواضح أن البعثة الأمريكيّة ليس باستطاعتها تسوية مشكلة “داعش” في سوريا، أو الصراع السوري.