أكتوبر 05. 2024

أخبار

ارتفاع أسعار الوقود وتوقف المواصلات بسبب الحصار الخانق يجبر أهالي عفرين المهجّرين على السير لمسافات طويلة في الشهباء

عفرين بوست – خاص

يؤرّق ارتفاع أسعار الوقود وندرتها كاهل المواطن العفريني المهجّر قسراً إلى منطقة الشهباء بريف حلب الشمالي، وباتت معظم سيارات النقل خالية من الوقود بسبب فرض الفرقة الرابعة حصاراً خانقاً على المنطقة ومنع دخول المحروقات إليها.

بدأت الفرقة الرابعة التابعة لجيش النظام السوري بفرض حصار خانق منذ الأسبوع الأول من سبتمبر 2022، وقطعت ميليشيات نبل والزهراء الطرقات على أهالي عفرين المهجرين للشهباء بريف حلب الشمالي في 11 سبتمبر 2022، ما تسبب بانقطاع تدريجي لمستلزمات الحياة، كما منعت حواجز الفرقة الرابعة من دخول مشتقات الوقود منذ ذلك الوقت باستثناء السماح بدخول شحنتين من صهاريج الوقود وبكميات محدودة في فترات متباعدة، 7 ديسمبر و20 ديسمبر 2022.

وبمرور الوقت توفقت مولدات الكهرباء عن التشغيل نتيجة فقدان المازوت، كما توقفت البلدية عن عملها إلا بعد دخول الأعداد المحدودة للصهاريج التي سمحت لعمل المولدات والأفران لساعات قليلة في اليوم، فيما لم يتوفر شيء لتوزيعه على الأهالي من أجل التدفئة بظل فصل الشتاء القارس.

السير على الأقدام

ومع شح مادة المازوت في الأسواق ارتفع سعر لتر المازوت إلى 11 ألف ليرة سورية ما تسبب بتوقف معظم الأعمال، وباتت الطرق شبه خالية من السيارات، ما يدفع بالمواطن إلى السير مشياً على الأقدام إنْ اضطر لقضاء عمل ما بين قرى منطقة الشهباء.

في هذا السياق تطرقت السيدة “ج.أ” من أهالي عفرين المهجرين وتقطن في مخيم سردم، لـ “عفرين بوست”، لمعاناتها بعد انقطاع المحروقات عن منطقة الشهباء، “اضطر للمشي سيراً على الأقدام لساعات طويلة من المخيم إلى قرية الأحداث، في سبيل تأمين احتياجات عائلتي، في ظل البرد القارس والظروف المعيشية الصعبة لحياة المخيم”، وطالبت بتوفير أدنى مقومات الحياة لهم كمهجّرين الذين هم بغنى عن تحمّل أعباء إضافية.

من جانبه تطرق المهجّر “ع. ص” من أهالي منطقة عفرين، لمعاناته في الوصول إلى مكان عمله بعد توقف وسائل النقل بسبب نفاذ المحروقات، حيث يذهب لعمله سيراً على الأقدام من قرية الأحداث إلى قرية فافين، ومشيراً إلى أن “هذه هي حال أغلب العاملين في المنطقة، نتحمّل السير لمسافات طويلة في سبيل تأمين لقمة عيشنا”.

وتابع قائلاً “أغلب العوائل في الشهباء بدون تدفئة، بعد أن ارتفع سعر لتر المازوت إلى 11 ألف ليرة سورية، ووصل سعر طن الحطب إلى 900 ألف ليرة سورية، وسط انعدام القدرة الشرائية لدى نازحي عفرين”.

ضغط جسدي ونفسي

ومع تدني دخل المواطن بعد تدهور الليرة السورية مقابل الدولار الأمريكي، حيث تجاوز واحد دولار الـ 6 آلاف ليرة سورية، بات من الصعوبة تأمين ضروريات حياته أو حتى الوصول للمراكز الطبية لمتابعة علاجه، مجبراً على تحمّل الضغط الجسدي والنفسي في سبيل مقاومة الصعوبات.

قالت السيدة “خديجة.م”، من مهجري ناحية بلبله بريف عفرين المحتل، “اضطر إلى المشي سيراً على الأقدام برفقة طفلتي نجمة من قرية الأحداث إلى مشفى آفرين في قرية فافين لمتابعة علاجها، ولا استطيع من أطلب سيارة أجرة للوصول إلى المشفى، لأن قيمة الأجرة من قريتي إلى مشفى آفرين يبلغ الآن 50 ألف ليرة سورية”.

أما السيدة “زينب” وهي تعمل كمدرّسة في إحدى مدارس الإدارة الذاتية قالت لـ “عفرين بوست” “أنا حامل ومع ذلك أتوجه في الصباح الباكر من قرية تل سوسين سيراً على الأقدام إلى قرية فافين لتدريس الطلاب، ومع الأيام بدت أتعب كثيراً واضطر للوقوف ساعات طويلة في انتظار أي سيارة كي أستقلها وأعود إلى منزلي”.

وأعلنت هيئة التربية والتعليم لإقليم عفرين في ريف حلب الشمالي، تعليق الدوام لمدة أسبوع، مرتين خلال شهر ديسمبر، لتوقف معظم وسائل النقل التي تقل الطلاب إلى مدارسهم.

ومع شح مادة البنزين وصل سعر اللتر منه إلى 17 ألف ليرة سورية، وتوقفت معظم محطات الوقود (الكازيات) عن بيع مادة البنزين لعدم صرف مخصصاتهم من قبل النظام السوري بحجة عدم توفر المادة لديه.

أما المواطن المهجّر “خليل” الخمسيني من أبناء قرى ميدانيات بناحية راجو، ويعمل على أحد صهاريج المياه، أشار إلى أنه يسكن في قرية الأحداث، ويتوجه إلى عمله في قرية تل قراح سيراً على الأقدام في ساعات الصباح الأولى يومياً، ويعود إلى منزله أيضاً سيراً على الأقدام، وبأنه مضطر للعمل بالرغم من كبر سنه لإعالة أسرته.

الأسعار بالضعف

تسبب ارتفاع أسعار الوقود بارتفاع أسعار المواد الغذائية إلى الضعف نتيجة ارتفاع تكاليف نقل البضائع من مدينة حلب وفرض الفرقة الرابعة إتاوات مالية مقابل السماح بإدخال المواد الغذائية إلى منطقة الشهباء.

من جهتهم، استغل تجار الأزمات ندرة البنزين برفع سعرها إلى أرقام قياسية والاحتفاظ بكميات كبيرة في المستودعات لبيعها لاحقاً بأسعار خيالية.

الأمر الذي جعل الأهالي المهجرين عاجزين عن إيجاد البدائل وفقدان القدرة على تلبية احتياجاتهم من المواد الغذائية أو المشتقات النفطية وعدم توفّر فرص العمل، ما دفعهم إلى الخروج في مظاهرات عدة (15 و17 و18 ديسمبر 2022) أمام حواجز النظام السوري في قرية الأحداث وأمام القاعدة الروسية في قرية الوحشية بمنطقة الشهباء لكن دون جدوى.

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons