قررت ميليشيا “جيش الإسلام” تغيير تموضعها ضمن صفوف ميليشيا “الجيش الوطني السوري” الإسلامية، حيث انتقلت من مليشيا “الفيلق الثالث” إلى “الثاني”، بعد تجدد الخلافات المُزمنة مع خصمها القديم ميليشيا “فيلق الرحمن”.
وأعلنت ميليشيا “جيش الإسلام” في بيان لها، عن إعادة توزيع قواتها ضمن صفوف الميليشيات الإسلامية المعروفة بــ “الجيش الوطني السوري”، مبررةً خطوتها تلك بأنها أتت “بناء على المصلحة العامة”.
بدوره، أكّد مُراسل “عفرين بوست” في مركز عفرين، أن الأسباب الخفية التي دفعت ميليشيا “جيش الإسلام” لتغيير تموضعه داخل صفوف ميليشيا “الجيش الوطني السوري”، هو التنافس المحتدم بين الطرفين على استقطاب المجنّدين من مستوطني الغوطة الشرقية في إقليم عفرين الكُردي.
وأضاف المراسل أن مليشيا “فيلق الرحمن” تحظى بإقبال ورغبة أكبر في صفوف المستوطنين القادمين من الغوطة الشرقية، بالانتساب لصفوفها بسبب تمييز الاحتلال التركي بينهما، حيث منح الاحتلال التركي معسكر “قيباريه/عرش قيبار” لميليشيا “فيلق الرحمن”، وخصص رواتب مسلحي الميليشيا وقدرها 500 ليرة تركية لكل مُسلح منتسب لها.
وأشار مُراسل “عفرين بوست” إلى أن المستوطنين الغوطانيين يقبلون بشكل ضعيف على الانتساب لميليشيا “جيش الإسلام” وتُعتبر أعداد مسلحيه قليلة، إضافة إلى أنه يتخذ من مبان سكنية وأراض زراعية في حي الأشرفية وقرية ترنده وراجو مقرات لها، الي كانت ميليشيا “أحرار الشرقية منحتها إياها في العام الماضي.
ولا يعد الخصام بين الميليشيتين جديداً، ففي أيار العام 2016، شهدت الغوطة الشرقية اقتتالاً بين ميليشيا “جيش الإسلام” من جهة، وميليشيا “فيلق الرحمن” وبجانبها ميليشيات جيش الفسطاط الذي كان يضم “حركة أحرار الشام ولواء فجر الأمة وجبهة النصرة (فرع تنظيم القاعدة بسوريا) من جهة أخرى.
وأسفرت تلك المواجهات عن مقتل أكثر من 800 مسلح، خلال 17 يوماً من الاقتتال الدامي بين الطرفين، بالإضافة إلى مئات الجرحى والأسرى من الطرفين لدى بعضيهما، وقالت مصادر متقاطعة حينها أن الخلاف بينهما كان بسبب التمويل، حيث كانت “قطر” تدعم مليشيات (فيلق الرحمن وجبهة النصرة) فيما كانت تتلقى مليشيا “جيش الإسلام” التمويل من أطراف سعودية قبل أن تقطعه، وينقلب الطرفان إلى حاضنة الاحتلال التركي.