نوفمبر 08. 2024

الأمم المتحدة: 14.6 مليون سوريّ بحاجة مساعدات إنسانيّة ومن المتوقع أن يصبحوا 15.3 مليون العام القادم

عفرين بوست ــ متابعة

أكد مسؤولان أمميان رفيعان على ضرورة منح السوريين الأمل في المستقبل، وشددا على أهمية الحل السياسيّ الشامل الذي يتماشى مع القرار 2254 ويلبي التطلعات المشروعة لجميع السوريين ويعيد سيادة سوريا واستقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها.

عقد مجلس الأمن جلسة لمجلس الأمن، أمس الأربعاء، حول الوضع في سوريا استمع خلالها إلى إحاطتين حول الوضع السياسي والأمنيّ قدمهما- عبر الفيديو- مبعوث الأمين العام الخاص إلى سوريا ووكيل الأمين العام للشؤون الإنسانيّة ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ.

أزمة إنسانية واقتصادية متفاقمة

الإحاطة الأولى، كانت لمبعوث الأمين العام الخاص إلى سوريا، غير بيدرسون إلى زيارته إلى دمشق قبل أسبوعين لمواصلة محادثاته مع الحكومة السورية حول دفع العملية السياسيّة لتنفيذ القرار 2254، مشيراً إلى أن الظروف على الأرض تشير إلى اتجاهات مقلقة.

وقال بيدرسون: يواجه السوريون أزمة إنسانية واقتصادية متفاقمة – داخل وخارج البلاد- وفي كل من المناطق التي تسيطر عليها الحكومة والمناطق الخارجة عن سيطرة الحكومة، حيث لا يزال الوضع أكثر خطورة، خاصة في مخيمات النازحين.

وأشار إلى ما وصفها بالديناميكيات الخطرة التي تؤثر على المدنيين ومن بينها التقارير التي تفيد بوقوع غارات جوية حكومية متفرقة في الشمال الغربي، وغارات جوية تركية في الشمال وضربات في دمشق والجنوب الغربي منسوبة لإسرائيل.

ست أولويات ضرورية

وأكد الممثل الأممي على الحاجة إلى تغيير هذه الديناميكيات المقلقة، مسلطاً الضوء على ست أولويات قال إننا نحتاج إلى التركيز عليها، مشيراً إلى أنه ظل يعمل على كل هذه القضايا خلال لقاءاته الدبلوماسية مع الأطراف السورية ومع أصحاب المصلحة الدوليين.

ــ التراجع عن التصعيد واستعادة الهدوء النسبي على الأرض.

ــ تجديد إطار عمل هذا المجلس على الصعيد الإنساني.

ــ الحاجة إلى استئناف اجتماعات اللجنة الدستورية وجعلها أكثر موضوعية في جنيف.

ــ إعطاء الأولوية للعمل على قضية المحتجزين والمختفين والمفقودين.

ــ تعزيز الحوار من أجل تحديد وتنفيذ تدابير بناء الثقة الأولية خطوة مقابل خطوة.

ــ الاستمرار في الاعتماد على مشورة ورؤى المجلس الاستشاريّ النسائي؛ ومراعاة إدماج المنظور الجنساني في كامل

العمل.

وقال لا تزال النساء السوريات صامدات بشكل مثير للإعجاب، ويتحملن مصاعب متزايدة، لا سيما كربات أسر. وتمكينهن أمر أساسي

أرقام قياسية سلبية

أشار مارتن غريفيثس، وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانيّة ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ إلى تحطيم العديد من الأرقام القياسية في عام 2022، لكنها كانت سلبية للغاية على حد تعبيره

استمرت الأعمال العدائيّة في إلحاق خسائر فادحة، خاصة على طول الخطوط الأماميّة. في الشمال الغربي وحده، قُتل ما لا يقل عن 138 مدنيّ وأصيب 249 آخرون بين يناير ونوفمبر، وفقاً لمكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان. وارتفع عدد الأشخاص الذين يحتاجون إلى مساعدات إنسانيّة إلى 14.6 مليون شخص، بزيادة قدرها 1.2 مليون شخص مقارنة بالعام الماضي. ومن المتوقع أن يصل هذا الرقم إلى 15.3 مليون شخص في عام 2023.     

وقال غريفيثس إننا لم نرَ مثل هذه الأرقام منذ بداية الأزمة في سوريا عام 2011، مشيراً إلى أن أكثر من 12 مليون شخص – أكثر من نصف السكان – يكافحون من أجل وضع الطعام على المائدة، وحذر من إمكانية أن ينزلق ما يقرب من ثلاثة ملايين شخص إلى حالة انعدام الأمن الغذائي.

وقال إن التدهور الاجتماعي والاقتصادي هو الأسوأ منذ بداية الأزمة، معرباً عن خشيته من ألا يوفر عام 2023 الكثير من الراحة للشعب السوري.

كما أشار السيد غيريفيثس إلى أنّ عام 2022 شهد أيضاً عودة الكوليرا إلى الظهور لأول مرة منذ 15 عاماً، بسبب الضغط الشديد الواقع على النظام الصحي.

وأفاد المسؤول الأممي بأن هناك حوالي 62 ألف حالة يشتبه بأنها كوليرا حتى 18 ديسمبر، فيما توفي 100 شخص بسبب المرض.

وقال وكيل الأمين العام إن توقعات التمويل العام لسوريا غير مشجعة. وقد تلقت خطة الاستجابة الإنسانية لعام 2022 تمويلاً بنسبة 43 في المائة فقط مع تبقي أيام قليلة على نهاية عام 2022.

حديث عن مسار أمني وتجاهل للأرقام الصادمة

من جانبه، ركّز المندوب الدائم لسوريا لدى الأمم المتحدة، السفير بسام صباغ، على رؤية حكومته وإنجازات المسار الأمنيّ وعمل منصة أستانه، ولم يتطرق إلى الأزمة الإنسانيّة والأرقام الصادمة.

وقال: إن حكومة بلاده بذلت جهوداً كبيرة في مكافحة الإرهاب وتمكنت من تحرير مساحات واسعة من الأراضي السوريّة من سيطرة المجموعات الإرهابيّة وإعادتها إلى كنف الدولة السوريّة. وأضاف أنها قامت بموازاة ذلك بإتباع مسار التسويات المحليّة والمصالحات الوطنيّة كطريق لإعادة الأوضاع إلى طبيعتها، إلى جانب إصدار العديد من مراسيم العفو الرئاسيّة، بحسب تعبيره.

ووفقاً للمندوب السوريّ فإنَّ هذه الإجراءات ساهمت بعودة الكثير من السوريين إلى بيوتهم وحياتهم الطبيعيّة، وعززت الوحدة الوطنيّة وتماسك المجتمع السوريّ، وحققت الاستقرار على نحو مستدام.

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons