أصدرت ما تسمى “جماعة الاخوان المسلمين في سوريا” وهي جزء من تنظيم عالمي مصنف على لوائح الإرهاب في العديد من البلدان العربية والغربية، بياناً يوم الخميس\الثامن عشر من فبراير، دعا دون مواربة او حياء، الاحتلال التركي لاقتطاع الأراضي السورية تحت مسمى المنطقة الآمنة!
ومن المعلوم ان “الجماعة” تعتبر المنظر الفكري والمنبع الروحي لغالبية مسلحي المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي، والتي تحمل مسميات عديدة كـ (الجيش الحر، الجيش الوطني، جبهة النصرة) وغيرها.
في حين تتكفل قطر، بتمويل الجماعة واحتضان رموزها وعلى رأسهم المدعو “يوسف القرضاوي” وآخرين من المروجين للعثمانية الجديدة التي يسعى لها رئيس النظام التركي “اردوغان”.
وشنت ذات الجماعة في ثمانيات القرن الماضي، هجمات إرهابية في سوريا، كما أعلنت تمرداً مسلحاً ضد السلطات، كان مركزها الأساس في مدينة حماه وبعض احياء حلب وريفها، حيث تستغل الجماعة الفقر والجهل لنشر افكارها، التي تخدم بشكل أساس إعادة ما تسمى الخلافة العثمانية!
وقالت الجماعة في بيانها المطول: “إن المنطقة الآمنة لن تكون آمنة، ما لم تتم رعايتها من الدولة التي كانت منذ انطلاقة ثورة الحرية والكرامة السند والردء والعضد لكل المستضعفين والخائفين من رجال ونساء وأطفال. لقد كفلت الدولة التركية خلال سني الحرب، لكل السوريين الذين لاذوا بها، كل ما تفتضيه وثائق حقوق الإنسان المدنية، وقيم الأخوة الإسلامية، ومقتضيات حسن الجوار”.
مضيفةً: “إننا في جماعة الإخوان المسلمين (…) نتوجه إلى جوارنا التاريخي الجيوسياسي في تركية.. وإلى الرئيس رجب طيب أردوغان … أن يمضوا على طريقتهم في نصرتهم لشعب مظلوم مخذول أطبقت عليه قوى الشر العالمي وما تزال تلاحقه بشرها ومكرها وكيدها حلقة بعد حلقة”.
وخاطبت الجماعة اردوغان وكأنه الرئيس المنتخب من قبل السوريين، فقالت: “السيد الرئيس رجب طيب أردوغان.. المنطقة الأمنة بغير رعايتكم الإنسانية الحكيمة والكريمة لن تكون آمنة”، في وقت تعاني فيه جميع المناطق الواقعة تحت الاحتلال التركي، من الفوضى والفلتان، وارتكاب مختلف الانتهاكات والجرائم ضد المدنيين من جرابلس إلى عفرين.
متابعةً: “ونحن نعلم أن العبء ثقيل، وأن التحديات جسام، وأن المعرقلين كثر.. ولكن عون الله؛ ثم التعاون على الحق والبر والتقوى لمصلحة شعبينا جدير بأن يجعل من المنطقة الآمنة الصغيرة؛ قاعدة انطلاق إلى الغد الأفضل ليأمن كل السوريين على كل الأرض السورية الواحدة الموحدة على صعيدي الجغرافيا والديموغرافيا معاً”.
وفي الوقت الذي تدعوا فيه الإدارة الذاتية إلى بناء سوريا جديدة لامركزية، تساوي بين مكوناتها في الحقوق والواجبات، يسعى الاخوان المسلمون بدعوتهم للاحتلال التركي في إقامة المنطقة الآمنة إلى اقتطاع جزء من الأراضي السورية وضمها لتركيا، مستغلة الحراك الشعبي، الذي حرفته عن مساره منذ عامه الاول.
وفي سياق محاولاته ضم الأراضي السورية، يجبر الاحتلال التركي في عفرين، السكان الأصليين والمستوطنين المتشكلين من عوائل مسلحي المليشيات الإسلامية المعروفة بولائها في المجمل لجماعة الإخوان المسلمين على استصدار بطاقات تعريف جديدة بديلة عن “الهويات” السورية.
ويهدف الاحتلال التركي إلى تمييع الانتماء الأصيل الى عفرين، من خلال منح المستوطنين بطاقات تعريفية تثبت انهم يقطنون في عفرين، صادرة عن مجلسه الاحتلالي في الإقليم، ما سيعني عدم المقدرة على التمييز لاحقاً بين السكان الأصليين من الإقليم الكُردي، أو المستوطنين الذين استجلبهم الاحتلال لإحداث التغيير الديموغرافي.
ويشير إجبار الاحتلال التركي للسكان الأصليين الكُرد على استصدار بطاقاته التعريفية الجديدة مثلهم مثل المستوطنين، إلى مساعيه للمساواة بينهم، ما من شأنه أن يمنح المستوطنين مستقبلاً، الشرعية للتصويت في أي انتخابات او استفتاءات وهمية قد يسعى الاحتلال الى اجراءها، لسن تشريعات تمنح المستوطنين ميزات في الإقليم الكردي، أو حتى تنظيم استفتاء لضم الإقليم إلى تركيا، كما حصل سابقاً في لواء الاسكندرون، القرن الماضي.