نوفمبر 22. 2024

أخبار

المستوطنون كانوا على علم بتفجير “مثلث ديرسم”.. وعفرينيون متوجسون: “غــــــضب الـــــزيتون” لنا أم علينا؟

عفرين بوست-خاص

وقعت ولا تزال تفجيرات متفاوتة التأثير بين الفينة والأخرى، منذ إطباق الاحتلال العسكري التركي على إقليم عفرين الكُردي التابع للإدارة الذاتية سابقاً، استهدف العديد منها أهدافاً مدنية، ما سبب إدانة شعبية من أهالي عفرين الصامدين على أرضهم.

وكان من بين تلك التفجيرات، تفجير حافلة نقل داخلي في العشرين من يناير، تزامناً مع فاجعة الغزو الأولى، إضافة إلى تفجير طال “سوق الهال” منتصف ديسمبر 2018، وأودى بحياة عفرينيين من السكان الأصليين الكُرد!

عمليات تستهدف مدنيين!

وفي الواحد والعشرين من فبراير الماضي، هزّ تفجير جديد منطقة قريبة من مثلث “مشفى ديرسم”، حيث أودى بحياة المواطن الكُردي “جهاد عثمان مصطفى\40 عام” من أهالي ناحية شيه\شيخ الحديد، وهو أب لثلاثة أطفال، إضافة إلى طفلة لم يتم التعرف على هويتها، إلى جانب إصابة 20 شخص آخر، بينهم عدد من المستوطنين والمسلحين.

لكن التفجير ذاك، وتفجير سوق الهال، وتفجيرات أخرى وعمليات اغتيال قيل إنها تطال مُتعاملين مع الاحتلال التركي، أثارت الشكوك والريبة حول مجموعة مُسلحة تطلق على نفسها مسمّى “غرفة عمليات غضب الزيتون”، فالمجموعة تلك، وإلى جانب عمليات اغتيال اعترض مراقبون على تنفيذها، عمدت في مرات عديدة إلى تبني تفجيرات وقعت في وضح النهار بين المدنيين، ما اثار حفيظة العفرينيين وشكوك المراقبين للوضع المحلي في الإقليم الكُردي.

المستوطنون حذروا بعضهم!

وفي السياق، كشف مصدر محلي لـ “عفرين بوست”، أن مستوطنين من الغوطة كانوا على علم بالتفجير الذي وقع بالقرب من مثلث مشفى ديرسم!، وقال المصدر أن أهالي كُرد سمعوا مستوطنين من الغوطة، يطالبون آخرين بعدم التحرك ضمن عفرين قبل فترة وجيزة من التفجير.

مردفاً: “قال مستوطن من الغوطة لآخر، هناك سيارة ستنفجر، لا تتحركوا حالياً!”، مُتابعاً: “إن لاحظتم فإن غالبية القتلى والجرحى كانوا من المواطنين الكرد، والأهم من ذلك، أن حاجزاً قريباً من موقع التفجير يتبع إحدى المليشيات كان موجوداً، لماذا لم يستهدفهم التفجير؟”.

واستطرد المصدر: “الأهالي الكُرد على إيمان أن للاحتلال التركي اليد الطولى في عمليات التفجير، وأن من يقوم بالتفجيرات هم مسلحو المليشيات الإسلامية أنفسهم”، مُنوهاً أن سبب في وقوع التفجيرات وفق وجهة نظر العفرينيين، تكمن في رغبة قوى الاحتلال في زعزعة الأمن ضمن المنطقة، حتى لو كان بعض المستوطنين من بين الضحايا!

وشدد المصدر أن المليشيات الإسلامية لها مصلحة في وقوع هذه التفجيرات، كي تقوم بنسبها إلى المقاتلين الكُرد، وتشرعن لنفسها بالتالي تنفيذ حملات خطف جديدة بحق السكان الكُرد في المناطق القريبة من مواقع التفجير، مستشهداً بقيام المسلحين قبل فترة باختطاف “قرابة 50 مواطن كُردي من المنطقة الصناعية بحجة التفجيرات والتحقيق، عقب تفجير حافلة بالقرب من “دوار كاوا” القريب من المنطقة الصناعية، حيث تستمر عمليات الخطف عقب أي تفجير لشهر كامل، ليتلوها تنفيذ تفجير جديد، وإعادة لملسلسل الخطف السابق”.

المسلحون ينسبون التفجيرات للكُرد!

وأضاف المصدر: “لدينا معلومات بأن العديد من صفحات الفيس بوك التي تحمل مسميات القوات الكردية، يديرها مسلحون من المليشيات الإسلامية، حيث يتم تبني العمليات والتفجيرات من خلال هؤلاء، في حين تقول بعض الجهات الكردية بأنها قادرة على تنفيذ عمليات ضمن عفرين عبر خلايا نائمة، مما يدعم رواية المسلحين، وما يسعون إلى الترويج له”.

واختتم المصدر بالتأكيد على تلك التفجيرات التي تستهدف مواقع مدنية، ويذهب ضحيتها في الغالب مواطنون من السكان الأصليين الكُرد، تسيئ عملياً الى المقاومة المشروعة ضد قوات الاحتلال!

شكوك وريبة..

وحول تداعيات القضية، يقول الكاتب “بدرخان علي”، المتابع للوضع في عفرين خلال حديثه لـ “عفرين بوست”: “لدي شكوك كبيرة ترقى إلى درجة نسف وجود كيان فعلي اسمه (غرف عمليات غضب الزيتون)، ورغم أنه ليس موضوع تحليل سياسي، إلا أنني كمهتم بوضع عفرين ونقل واقعها تحت الاحتلال التركي، توقفت ملياً عند ثلاثة ادعاءات لما يسمى بـ (غضب الزيتون)”.

ويشرح علي تلك الادعاءات لـ “عفرين بوست” فيقول: “الادعاء الأول : حين نشرت ما تدعى” غرفة عمليات غضب الزيتون” فيديو لعملية استهداف مواطن عفريني (عكاش حجي أحمد) الذي يعمل في مجلس بلدية شران، التابع  للاحتلال، ونشر بشكل واسع على وسائل التواصل الاجتماعي، ليلاقي ردود فعل متباينة، بعضها أيد العملية الانتقامية، وبعضها رفضها والبعض تحفظ عليها، علماً أنني اعتبر فقط جنود الاحتلال التركي والمسلحين من العصابات السورية الارهابية المسلحة المحتلة لعفرين أهدافاُ مشروعة، وأن أي عمل يستهدف مدنييّن أو يؤدي إلى أذية مدنييّن فهو عمل إرهابي”، متابعاً: “شاهدت الفيديو عدة مرات ولم أجد فيه أي عملية قتل حقيقية، بل كان مشهداً  تمثيلياً مكشوفاً، وبتقنية بدائية ، غير احترافية حتى، وبحسب المعلومات اللاحقة، الرجل حيّ يرزق”.

ويضيف علي لـ “عفرين بوست”: “أما الادعاء الثاني: فيديو آخر بتاريخ 6 آب 2018، لعملية مزعومة لهذه المجموعة الغامضة (غرفة عمليات غضب الزيتون)، زعموا فيها أنهم نفذوا عملية اغتيال لأحد قادة العصابات الارهابية المسلحة المحتلة لعفرين، من مليشيا فيلق الشام، وأن المقتول اسمه “محمود أحمد ضبعان”، في الحقيقة لا يظهر من خلال الفيديو أي عملية قتل! كذلك ما هو ملاحظ أنه لا يظهر وجه” المقتول” ولا مرة، ولا استجواب له، ما اسمك مثلاً، لتأكيد عملية الاغتيال على سبيل المثال، هل ذلك صعب لتلك الدرجة، أن يظهروا اسم المستهدف، وجملة له يقول فيها اسمه مثلاً، الفيديو المزعوم مثير للشك كثيراً، وملعوب فيه كثيراً، ومركّب”.

ويتابع علي: “الادعاء الثالث: “نشر بيان باسم (غضب الزيتون) تتبنى فيه المجموعة المزعومة عملية تفجير سوق الهال المكتظ بالمدنيين في وسط مدينة عفرين، في يوم 16/12/2018، بالقول أن” (غرفة عمليات غضب الزيتون) استهدفت مقرا لمرتزقة الجبهة الشامية، وقتلت 25 مرتزقاً ومستوطناً والعدد قابل للازدياد”، مردفاً: “لقد تبين سريعاً كذب هذا الادعاء، حيث أن جل الضحايا كانوا مدنييّن عفرينييّن، و على الأرجح لم يقتل أي مسلح من الاحتلال التركي أو مسلحيه في التفجير الإرهابي، والمؤكد أن مقر “الجبهة الشامية” لم يُصب بأية شظية في ذاك التفجير الكبير!”.

من يقف خلفها؟

ويرجح علي أن تكون “جهات تابعة للعصابات المحتلة لعفرين وراء إصدار بيانات (غضب الزيتون) ونشرها، أو أن تكون الصفحة بالأساس وهمية، تأخذ معلوماتها من المسلحين، أو أن يكونوا مجموعة من الشباب المتحمسين ضد الاحتلال، وينشرون ما يرد إليهم من جهات غامضة”.

ويعتقد علي أن “التفجيرات هي من عمل تنظيمات القاعدة وخلايا داعش التي رافقت الاحتلال التركي لعفرين تحت أسماء جديدة ومخادعة، حيث تنفذ شبكات الإسلام السياسي (من تنظيمات الإخوان المسلمين إلى شبكة القاعدة وابنتها داعش) عمليات إرهابية كبيرة بين المدنيين في جميع المناطق التي تنشط فيها سراً أو علناً، ومنها مناطق الاحتلال التركي في شمال سوريا جميعاً، وليس في عفرين فقط”.

كما يتهم علي “الاستخبارات التركية نفسها بأنها قد تكون وراء تنفيذ هذه التفجيرات، حيث أن دولة الاحتلال التركي واستخباراتها خبيرة في هذا المجال ولها خبرة طويلة في تركيا وخارجها، وقد نفذّت أجهزة الاستخبارات التركية مئات عمليات الاغتيال ضد المدنيين في كردستان تركيا والمدن التركية ونسبتها لحزب العمال الكردستاني، وكشف أمرها فيما بعد في إطار فضيحة قضية “أرغنكون ” الشهيرة في تركيا”.

ويستخلص علي أن “ما يجري في عفرين من انتهاكات وجرائم مستمرة منذ اليوم الأول للعدوان على عفرين أمام أنظار جنود الاحتلال التركي، رغم قدرته على وقف حالة الفلتان المتعمدة، التي فرضها الاحتلال التركي ومرتزقة ما يسمى” الجيش الوطني/ الحر” على منطقة عفرين الآمنة تماماً قبل الاحتلال ، هذه الحالة تهدف أساساً لدب الذعر في نفوس أهالي عفرين وحملهم على مزيد من الهجرة القسرية وتخويف مستمر للسكان ، متابعاً: “لا اعتقد بأنه يوجد كيان فعلي على الأرض ينفذ تلك العمليات المزعومة في تلك البيانات الفيسبوكية، والفيديوهات المفبركة والهزيلة والمكشوفة باسم (غرفة عمليات غضب الزيتون)”.

ويبدي علي في ختام حديثه لـ “عفرين بوست” أسفه من تبني جهات سياسية وإعلامية لرواية تلك المجموعة التي تنشر بيانات غامضة تحت مسمى (غرفة عمليات غضب الزيتون)، داعياً إلى الحذر الشديد من أية منشورات بهذا الاسم الوهمي للفاعل الحقيقي.

سحب البساط..

بدورها، سحبت “وحدات حماية الشعب” سابقاً البساط من تحت أرجل المجاميع المسلحة التي تحاول الإساءة إلى مقاومتها للاحتلال التركي وميليشياته، حيث أصدرت في الثاني والعشرين من أغسطس\آب العام 2018، بياناً أكدت فيه عدم صلتها بأي عمليات عسكرية تقع في عفرين مالم تتبناها بشكل رسمي.

وقال المركز الإعلامي لوحدات حماية الشعب، “ازدادت في الآونة الأخيرة الانتهاكات والجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال التركي والفصائل المرتزقة التابعة له، بالتوازي مع ازدياد المجموعات المسلحة التي تتبنى العمليات العسكرية في عفرين تحت أسماء مختلفة، وتروج لعملياتها على صفحات ومواقع التواصل الاجتماعي، حيث هناك معلومات حول ارتباط بعض تلك المجموعات بالاستخبارات التركية من حيث شكل وأسلوب تلك العمليات التي تشتهر بها مجموعات الاستخبارات التركية، مع تأكيدنا من جهة أخرى على حق أهالي عفرين ومقاتلينا في وحدات حماية الشعب القيام بالعمليات العسكرية بالأساليب المشروعة لطرد الاحتلال ومرتزقته من أراضينا”، مردفاً: “ننوه في المركز الإعلامي لوحدات حماية الشعب إلى أن جميع عمليات وحداتنا منشورة للرأي العام عبر بيانات رسمية يتم نشرها على موقعنا الرسمي www.ypgrojava.org، وسوى ذلك لا علاقة لنا بها”.

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons