ديسمبر 23. 2024

مُخيمات التهجير لا تحمي العفرينيين.. وموتاهم يوصون: لن ترتاح ارواحنا حتى ندفن في ارضنا!

عفرين بوست-خاص

مُخيمات التهجير لا تحمي العفرينيين.. وموتاهم يوصون: لن ترتاح ارواحنا حتى ندفن في ارضنا!
مُخيمات التهجير لا تحمي العفرينيين.. وموتاهم يوصون: لن ترتاح ارواحنا حتى ندفن في ارضنا!

تناقلت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي أمس الثلاثاء\السادس والعشرين من فبراير، خبراً عن ارتقاء شابة عفرينية مُهجرة في أحد مشافي حلب، نتيجة الظروف القاسية التي عايشتها في ختم التهجير بمخيمات الشهباء.

وقال ناشطون أن الشابة “عريفة بلال” البالغة من العمر”17″ عاماً، والتي تنحدر من قرية “قدا” التابعة لناحية راجو، قد ارتقت إلى جوار ربها، نتيجة اصابتها بمرض التهاب السحايا، والذي أصيبت به خلال حياتها في خيام، لا تقي حر الصيف ولا برد الشتاء.

ونعت الكثير من الصفحات رحيل الشابة الكُردية، حيث جاء في جزء مما كتبته الشاعرة العفرينية “مروى بريم” قولها: “آلمني اليوم جداً، رحيل هذا الغصن العفريني الغض الجميل ذو الستة عشر زهرةً، (…) سمعت انها اطفأت شموعها الستة عشر الى الابد و اختارت جوار ربها سكناً،
لا تفارقني ابداً صورة امها المسكينة و البسيطة جدا في مخيمات النزوح في الشهباء، فقد افجعها الموت إبان هجوم المغول على عفرين العام الفارط بابنها البكر ذو العشرين عاماً”.

مقبرة قسرية..

ولا تقتصر مآسي المُهجرين العفرينيين على موتهم ألماً أو قهراً لما حل بهم وبـ عفرين، بل تتعداها إلى كونهم لا يتمكنون حتى دفن مواتهم في ارض اجدادهم وبينهم، حيث يضطر العفرينيون في حلب إلى دفن موتاهم حالياً ضمن قبور في منطقة “حقل الرمي”، بوضع الجثامين مع توابيتها في القبور.

ويقول ذوو المتوفين أنهم يترقبون اللحظة التي يتخلصون فيها من الاحتلال وتبعاته، حيث يصرون على أن مقبرتهم القسرية في حقل الرمي بحلب، لن تكون دائمة، وأنهم سينقلون جميع العفرينيين المتوفين في حلب الى مقابر قراهم، كما اوصوا قبل رحيلهم، فأرواح العفرينيين لن ترتاح إلا بين جنبات ترابها.

وفي هذا السياق، جاء في جزء من منشور للمحامي “شيخو بلو” على صفحته في وسائل التواصل الاجتماعي: ” في حقل الرمي الذي كانت تقام فيه مهرجانات النوروز، شمال حي الشيخ مقصود، يدفن النازحون العفرينيون موتاهم اليوم مع التوابيت المجهزة لنقلها لعفرين يوما ما… حتى الدفن في تراب مقبرة زيارة حنان وباقي مقابر عفرين… قرب الآباء والأجداد… مسقط الرأس… اصبحت حلما لأهل عفرين… وفي مناطق تل رفعت وفافين وغيرها من اماكن النزوح مقابر مماثلة”.

تحوير وطمس..

وفي إقليم عفرين الكُردي، لا تبدو الأمور انها على خير، فحتى موتى الكُرد لم يسلموا من تدنيس مسلحي المليشيات الإسلامية المعروفة بـ (الجيش الحر، الجيش الوطني، وجبهة النصرة)، حيث عمد هؤلاء إلى تدمير المقابر في العشرات من القرى وتسويتها بالأرض، بحجة أن تقبيب المقابر يخالف الشرع!

لكن مراقبين من عفرين يؤكدون أن الحديث ذلك ما هو إلا محاولة للالتفاف على حقائق التاريخ، ومحاولة لتزوير وتشويه معالمها، حيث عادة ما يهاجم رموز المعارضة المكون الكردي في سوريا، ويدعون أن الكُرد جاءوا إلى سوريا في العام 1925، عقب نكبة ثورة الشيخ سعيد، أي قبل مئة عام!

في حين أن الكثير من مقابر قرى عفرين، يمتد عمرها لأكثر من خمسمئة عام، وبالتالي فإن وجود مقابر تعود لمئات السنوات للكُرد في عفرين يعتبر نسفاً لرواية المعارضة التي تتقمص الرواية التركية واجنداتها، وتسعى لضرب الوجود التاريخي للكُرد في المنطقة.

عمليات تخريب..

ومنذ إطباق الاحتلال العسكري التركي المرافق بمسلحين إسلاميين، سجل ناشطون عفرينيون تخريب وتدمير شواهد القبور في العديد من القرى في مختلف نواحي الإقليم الكُردي، ومنها تدمير مقبرة قرية قوربه Qurbê التابعة لناحية جنديرس، إضافة لجرف مقابر مدنيين في قرية كفرصفرة، وقصف مقبرة ومزار “عبد الرحمن بن عوف” في قرية كأني كاوركي بالسلاح الثقيل اثناء الغزو التركي على إقليم عفرين.

وفي شيه\شيخ الحديد، قامت قوات الاحتلال التركي بتدمير قبر تاريخي يعود إلى العام 1636م، والمسمى بـ “المقبرة الفوقانية” في قرية “سنارة”، ما تسبب بتدمير ما يزيد عن 500 قبر من أصل 1000 من مقابر أهالي القرية.

وفي مقبرة زيارة حنان القريبة من قرية “مشاليه\مشعلة” التابعة لناحية “شرا\شران”، فرغت المليشيات الإسلامية التابعة لقوات الاحتلال التركي مزار المقبرة، والتي تضم رفات الدكتور نوري ديرسمي وزوجته، إلى جانب رفات العديد من الشخصيات الوطنية والدينية.

وفي ميدانكي التابعة ايضاً لـ “شرا\شران”، قال نشطاء محليون أن الميليشيات الاسلامية التابعة للاحتلال التركي أقدمت على تدمير شواهد القبور في مقبرة البلدة، وقامت أيضا بقطع الأشجار الحرجية المحيطة بالمقبرة والتي تكتسب صفة القدسية لدى سكان البلدة.

وفي تللف التابعة لناحية جنديرس، عمدت الميليشيات الإسلامية إلى تدمير وتكسير القبور في مقبرة القرية، ومن بينها ضريح السياسي الكُردي “كمال حنان”، نتيجة وجود كتابات باللغة الكردية عليه.

وفي قرية آدما\ادمانلي التابعة لناحية راجو، تناقل ناشطون كُرد صوراً لتدمير مقبرة القرية، حيث أكد هؤلاء أن ميلشيا “فيلق الشام” المعروفة بتبعيتها لجماعة الإخوان المسلمين السورية، هي من حطمت شواهد القبور في المقبرة.

ويرجح ناشطون كُرد من عفرين أن يكون التخريب قد طال العشرات من المقابر في قرىً أخرى، خاصة وأن عشرات القرى الكُردية لا تزال خالية من سكانها الأصليين، مع منع الاحتلال لأصحابها الحقيقيين من العودة إلى ارضهم ودورهم.

مقابر الشهداء..

ولم يقتصر تخريب على قبور القرى، بل طالها إلى تدمير مقابر الشهداء، من استشهدوا في المواجهات السابقة للغزو التركي مع المليشيات الإسلامية التي لطالما حاولت الاعتداء على عفرين والعفرينيين، خلال سنوات الحرب الاهلية السورية التي اندلعت العام 2011، بدعم وتمويل الاحتلال التركي.

وطال تخريب الاحتلال التركي وميليشياته ثلاث مقابر للشهداء في عفرين، وهي مقبرة الشهيدة “أفيستا خابور” التي ضمت جثامين المئات من المقاتلين والمدنيين المُرتقين خلال التصدي للغزو التركي على المنطقة، حيث جرى أنشاء المقبرة خلال الغزو، بالقرب من مدينة عفرين على طريق قرية “معراتيه\ماراتيه”، وسميت باسم المقاتلة الكُردية “أفيستا خابور” التي نفذت عملية استشهادية ضد إحدى الدبابات التركية وفجرتها.

كما دمر الاحتلال التركي مزار “الشهيد سيدو” القريب من قرية “كفر صفرة” بريف ناحية جنديرس، والذي ضم هو الآخر جثامين المئات من شهداء وحدات حماية الشعب والمرأة، عبر القصف الصاروخي المُتعمد، كما بث ناشطون صوراً أظهرت دماراً في “مقربة الشهيد رفيق”، القريبة من قرية “ماتينى” بريف ناحية “شرا\شران”.

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons