نوفمبر 22. 2024

أخبار

من أصل 40 محل للذهب في عفرين.. كم صائغاً كردياً تبقى؟

عفرين بوست-خاص

في إطار التغيرات التي طرأت على إقليم عفري الكردي التابع للإدارة الذاتية سابقاً، عقب احتلالها من قبل المليشيات الإسلامية والاحتلال التركي، لم يعد العفرينيون قادرين على التعرف إلى مدينتهم، نتيجة الطمس المتعمد لهويتها من قبل قوى الاحتلال.

وفي هذا السياق، قال مراسل “عفرين بوست” في مركز عفرين، أن المدينة باتت خالية من أي محل صاغة كُردي، بعد أن كانت محال الصياغة في عفرين تعج بالزبائن وشتى صنوف الحلي والمجوهرات، نتيجة الأمان الذي كان يسودها.

وأضاف مراسلنا أن المعلومات التي استطاع جمعها، بينت وجود صائغين كُرديين فقط بقيا في عفرين، وهما حالياً يمارسان مهنتهما بشكل سري، خشية تعرضهما للسرقة من قبل مسلحي المليشيات الإسلامية، في حين يسيطر المستوطنون على عدد من المحلات التي قاموا بافتتاحها، دون تمكنه من تحديد عددها.

وذكر مصدر اقتصادي كان متواجداً في عفرين إبان عهد “الإدارة الذاتية” التي شكلها أبناء عفرين في العام 2014، وامتدت الى العام 2018، لـ “عفرين بوست” أن الإقليم الكردي كان يتضمن حينها 40 محل لصاغة الذهب، إضافة إلى 140 شركة لصرافة وتحويل العملات، مُرخصة من قبل “الإدارة الذاتية”.

وخلال عهد “الإدارة الذاتية” شكل أبناء عفرين الكرد جهاز أمنى سمي “الاسايش”، عمل على ضبط الامن الداخلي في الإقليم الكردي، في حين كانت “وحدات حماية الشعب” تشكل الجيش الفعلي الذي يحمي اسوار الإقليم من المتربصين، خاصة الجماعات الجهادية الإسلامية التي عرفت بـ “الجيش الحر”.

وفي سبع سنوات من حكم أبناء المنطقة بشكل فعلي لها، من العام 2012 إلى العام 2018، لم يتمكن المخربون من إحداث أي تفجير في عفرين، حيث كان التعاون على أشده بين الأهالي الكُرد وابنائهم المنضوين ضمن صفوف قوات الاسايش.

كما شكلت الإدارة الذاتية جملة من الأجهزة الأمنية التي تكفل كل منها بمهام محددة، كـــ (الجمارك، القوات الخاصة\هات، قوات الحماية الذاتية، الترافيك\مرور، الاسايش، وحدات حماية الشعب) وغيرها.

ولكن ومنذ اطباق الاحتلال العسكري على الإقليم الكردي، يعمد الاحتلال التركي إلى تغيير معالم الإقليم الكردي، ويحارب الثقافة واللغة الكردية، عبر تغيير معالم وأسماء القرى والبلدات، كما يسعى لتفكيك النسيج الاجتماعي، والاعتداء على الرموز القومية كـ تدمير تمثال كاوا، إضافةً إلى إجبار أهالي عفرين الأصليين على طلب بطاقات تعريف شخصية تمنحها سلطات الاحتلال باللغتين التركية والعربية، تساوي بينهم وبين المستوطنين.

وفي سياق عمليات “تتريك عفرين”، قامت المليشيات الإسلامية بصبغ واجهات المحال التجارية بألوان العلم الذي تعتمده المجموعات المسلحة التابعة لتركيا وعلم الاحتلال التركي، إضافة إلى تغيير أسماء معالم المدينة وقراها، ونشر اللغة التركية، على اللافتات، ونشر العلم التركي فوق الدوائر الرسمية.

ويتهم ناشطون كرُد، المنظمات الدولية والدول ذات التأثير في الأزمة السورية، بمشاركتها مع الاحتلال التركي في سياسة التغيير الديمغرافي، وذلك بسبب صمتها تجاه ممارسات الاحتلال، رغم الكم الهائل من التقرير التي تتطرق إلى جرائم الاحتلال، حيث يطالب الناشطون الكرد بدخول المنظمات الدولية المحايدة إلى الإقليم، والتأكد بنفسها من مصداقية الانتهاكات الجارية.

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons