يواصل الاحتلال التركي والميليشيات الإسلامية التابعة له سياسات التطهير العرقي ضد ما تبقى من سكان إقليم عفرين الكُردي التابع للإدارة الذاتية سابقا، عبر ممارسة المزيد من الانتهاكات بحق من تبقى من السكان الكُرد في الإقليم، بمنعهم من العودة إلى قراهم وبلداتهم ومدنهم، ومنها قرية بعرافا، التي تعتبر إحدى القرى شبه الخالية من سكانها الأصليين.
القرية في سطور
“بعرافا/علي بازنلي” Be’irava قرية تطل على بحيرة ميدانكي من الجهة الغربية وتتبع لناحية شرّا/شرّان، يقدر عدد بيوتها بـ 90 منزلاً، وتبعد عن بلدة شران 4كم باتجاه الشمال الغربي، يحدها شمالاً مُنحدر ومجرى نهر عفرين على بعد أمتار، وقرية ميدانكي و قرية قارقين الصغير، وجنوباً وادي وسهل وسلسلة جبلية مزروعة بأشجار الزيتون والأشجار الحراجية، وقرية “كوبه لك” وشرقاً مُنحدر ووادي عميق وقرية قارقين كبير وقرية جمانلي، وغرباً نهر عفرين وسهل مزروع بأشجار الزيتون وبلدة ميدانكي، حسب ما ورد في كتاب جبل الكُرد لمؤلفه الدكتور محمد عبدو علي.
خلال الغزو..
اضطر سكان القرية نتيجة للأعمال الحربية والقصف العشوائي لمدفعية وطيران الاحتلال التركي، إلى التهجير من قريتهم والتوجه إلى مدينة عفرين بداية خلال الحرب، ومن ثم نحو مناطق الشهباء عقب احتلال الإقليم بحثاً عن الأمان، وأسفر القصف أثناء العدوان عن تدمير 7 منازل بشكل كامل، وتضرر 4 منازل أخرى، ليتمكن الاحتلال التركي والميليشيات الإسلامية التابعة له من احتلال القرية في الرابع من مارس العام 2018، عقب معارك ضارية مع المقاتلين والمقاتلات الكُرد.
بعد الاحتلال..
وبعد مضي ما يقارب العام من إطباق الاحتلال العسكري، لا زالت القرية شبه خالية من سكانها الأصليين، حيث لم تتمكن سوى 6 عائلات فقط من العودة إلى ديارهم، إلى جانب 14 منزلاً يحتلها مستوطنين تركمان، جلبهم الاحتلال التركي من ريف حمص وفق صفقات عقدها الاحتلال التركي مع كل من روسيا.
وحسب مُراسل “عفرين بوست” في ناحية شرّا/شرّران فإن ميليشيا “السلطان مراد” بقيادة المدعو “أبو عبد الله” تحتل القرية، ولا تسمح لسكانها الأصليين الكُرد بالعودة إلى ديارهم، وأقدمت أيضا على طرد عائلة “رفعت ياسين خليل” منها.
سرقة طالت الكل..
وأوضح المُراسل أن الميليشيا الإسلامية والمستوطنين نهبوا القرية بالكامل وأفرغوها من الأثاث المنزلي، حيث لايزال نحو 70 منزلاً فارغاً، بينما باقي سكان القرية موزّعون في القرية المجاورة ومدينة عفرين وكذلك في مناطق الشهباء.
مهجرون مشتتون..
ونوّه المُراسل أن 9 عائلات من سكان القرية تقطن حاليا في قرية “جمان” المجاورة، وأكثر من 15 عائلة في مدينة عفرين، بينما تتواجد باقي عوائل القرية المهجرين في مناطق الشهباء وخيماتها.
وأفاد أحد سكان القرية لمُراسل “عفرين بوست” (أنه طرق كل الأبواب ليسمحوا له وللعائلات المتواجدة على أرض الإقليم بالعودة إلى بيوتهم، إلا أن مجالس الاحتلال المحلية وكذلك قوات الاحتلال التركي لم تهتم لقضيتهم).
استيلاء..
وقال مراسل “عفرين بوست” أن مسلحي الميليشيا بقيادة المدعو “أبو عبد الله ” فرضوا على العائلات الأصلية الست نسبة 20% على محاصيلهم من موسم الزيتون، كما فرضوا على العائلات المتواجدة في الإقليم نسبة 50% من محاصيلهم.
أما بالنسبة لمواسم المهجرين من أهل القرية فأشار المُراسل أنه «جرى نهبها بشكل كامل من قبل الميليشيا والمستوطنين»، وأكد المُراسل أن الميليشيا التي تستبيح القرية لا تسمح لمزارعي القرية من القيام بأعمال الفلاحة والتقليم في حقول الزيتون العائدة لهم.