نوفمبر 08. 2024

أخبار

متشددون يستوقفون المارّة في شوارع عفرين “المدينة”.. ويحاضرونهم في الدين!

عفرين بوست-خاص

يحاول الاحتلال التركي والميليشيات الإسلامية التابعة له، عبر المستوطنين المنحدرين من بيئات دينية متطرفة، نشر التطرف والتشدد الديني في المجتمع العفريني الذي يمتاز بالتسامح والتعدد الديني والمذهبي على مر التاريخ.

وفي هذا السياق، أفاد مُراسل “عفرين بوست” في مركز إقليم عفرين الكُردي، أنه شاهد اليوم مجموعة أشخاص ملتحين ويرتدون جلابيات قصيرة، وهم يستوقفون المارّة في شارع طريق راجو وسط مدينة عفرين، ويجبرون الناس على الاجتماع في شكل حلقات ليقوموا بتلقينهم دروسا ومواعظ دينية، كما ويدعون إلى الالتحاق بالجوامع على غرار جماعات “الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر”.

وفيما لا يُعرف بعد إن كان الاحتلال التركي قد شكّل فعلا هيئة بهذا الاسم أم لا، أضاف المُراسل أن هؤلاء يدخلون أيضا إلى المحال التجارية ويلتقطون الزبائن ويجبرونهم على الاصغاء لتعاليمهم الدينية.

ومن مظاهر نشر التطرف التي تمكن ناشطون كُرد رصدها مؤخراً، ظهور جماعة متشددة مماثلة للآنفة في ناحية موباتا\معبطلي، وقالت منظمة حقوقية أن هؤلاء ينتشرون في زوايا الشوارع بالناحية وأمام الجوامع، ليقوموا برش (بخ) العطر على المواطنين ويطلبوا منهم الدخول للجامع. كما يقوم هؤلاء المتطرفون بطرق أبواب الأهالي، ودعوتهم للذهاب الى الجامع للصلاة.

كما تحاول المليشيات الإسلامية الإساءة للأوابد المباركة لدى أبناء الإقليم، حيث أقدمت الميليشيات الاسلامية التابعة للاحتلال التركي على تدمير ونبش مزار ديني خاص بالعلويين الكُرد في ناحية موباتا/معبطلي، ونشرت صفحة” أخبار معبطلي” على الفيس بوك خبراً مرفقا بصور توضيحية، يفيد بقيام الميليشيات الإسلامية بأعمال حفر وتدمير ونبش في مزار ” آف غيري” الذي يحظى بقدسية لدى أبناء الطائفة العلوية في البلدة.

وفي الصدد، افتتح الاحتلال التركي معاهد الدينية، كمعهد “الفَتح المُبين”، في قرية كورزيليه/قرزيحل، وافتتاح الاحتلال التركي لمدرسة باسم الإمام الخطيب “باشا كاراجا” مكان الثانوية الشرعية وسط مدينة عفرين، ويُعرف أن مدارس” باشا كاراجا” تعتبر من أكثر المدارس الدينية رواجا في تركيا وتخرج منها الكثير من الشخصيات بينها أردوغان.

كما تقوم المليشيات الإسلامية بتدمير المقابر الكردية في مختلف القرى، وتسويتها بالأرض بحجة أنه محرم أن يكون لها قبة، وأنها يجب أن تكون مستوية بالأرض، لكن ناشطين كرد يؤكدون أن هذه الممارسات في مجملها تهدف إلى طمس تاريخ المنطقة وخصوصيتها القومية الكُردية.

وفي شهر كانون الثاني المنصرم، علمت “عفرين بوست” من مصادرها أن مشايخ أتراك يتجولون في شوارع عفرين ويقومون بتوزيع كتب دينية مجاناً على المارة، في حين ذكر ناشطون كُرد أن الاحتلال التركي قام بطباعة أكثر من 100 ألف نسخة من القرآن، بغية توزيعها في عفرين.

وكانت “عفرين بوست” نشر سابقاً صوراً لجلاءات الاحتلال التركي التي وزعت في عفرين، وتتضمن قائمة المواد وفقاً لجلاء المرحلة الابتدائية 11 مادة رئيسية، منها 3 مواد دينية! وهي المواد التالية: (التربية الدينية، القرآن الكريم، حياة الرسول محمد)، حيث خصص لكل منها خانة في الجلاء!
ومع بدأ العدوان التركي على عفرين تحت مسمى “غصن الزيتون” في العشرين من شهر يناير عام 2018، عملت حكومة حزب العدالة والتنمية الإخوانية على حشد الأتراك دينيا ليلتفوا حول عملية الغزو والاعتداء التي مارسوها على أراضي دولة مجاورة.

حيث دعا حينها رئيس الشؤون الدينية التركي علي أرباش، المرتبط بالرئيس التركي مباشرة، جميع أئمة المساجد في تركيا طالبا منهم الدعاء للجيش بالنصر وقراءة سورة الفتح التي تبدأ بـ «إنا فتحنا لك فتحا مبينا” من أجل أن “تتكلل بالنصر العملية التي بدأها الجنود الأتراك في عفرين ضد “الكيانات الإرهابية” التي تهدد تركيا وشعبها” حسب ما نشرته وكالة الأناضول التركية.

وقالت وكالة الاناضول التركية التابعة للحكومة “تضرع المصلون في 90 ألف مسجد بجميع أنحاء تركيا عقب صلاة فجر اليوم الأحد، بالدعاء بالنصر لجيش بلادهم في عملية “غصن الزيتون”.

وحاول الرئيس التركي رجب طيب اردوغان حينها خلق انطباع لدى الناس بأن العملية العسكرية التي يقودها جيش الاحتلال التركي برفقة ميليشيات إسلامية مما تسمى “الجيش الوطني السوري”، على إنها “باب من ابواب الجهاد” أو الفتوحات الإسلامية ويخوضها ضد الكفار والملاحدة الكُرد.

وجاءت الفيديوهات المصورة والتي كان ينشرها مسلحو الميليشيات الإسلامية وهم يتوعدون فيها الكُرد في عفرين بـ “الذبح” ويصفونهم بالملاحدة والكفرة، لتؤكد مرامي التحالف المكوّن من حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية المتطرف، بالتعاون مع جماعة الاخوان المسلمين السورية، في الانتقام من كُردية وتنوع “إقليم عفرين” الديني والمذهبي، وكذلك الانقضاض على “الإدارة الذاتية” التي أعلنها أبناء الإقليم في أوائل عام 2014.

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons