عفرين بوست ــ متابعة
أصدرت “حركة التحرير والبناء” بياناً على خلفية عملية استهداف طائرة مسيرة للتحالف القيادي في داعش “ماهر العقال” في ناحية جنديرس، تنفي وجود أي عناصر من داعش في صفوفها. وزعم بيان الحركة أنّ
“فصائلها كانت سباقة لقتال هذا التنظيم الإرهابيّ قبل تشكيل التحالف الدوليّ لقتاله في عام 2014″، وأنّ عملية الانتساب لأيّ ميليشيا في الحركة تخضع لشروط انتساب ومعايير عالية، تبدأ من التدقيق الأمنيّ وتنتهي بحسن السيرة والسلوك.
ونفى البيان ما ذكره المرصد السوري لحقوق الإنسان بأنّ القيادي الإرهابي “ماهر العقال/العكال” كان يعمل ضمن ميليشيا “أحرار الشرقية”. وقال إن الخبر يحمل تناقضات غير مفهومة!
عناصر داعش مع عوائلهم في جنديرس
المعلومات حول وجود عناصر من “داعش” هي انتقال عناصر “داعش” إلى عفرين المحتلة وانضمامهم إلى صفوف الميليشيات التابعة لاحتلال التركيّ متضافرة وثابتة. ففي 9/3/2022 نشرت “عفرين بوست” أنّ نحو 24 عنصراً من “داعش” بينهم 6 نساء معظمهم من الجنسية السوريّة جرى تهريبهم وتأمين وصولهم من قبل مسلحي ميليشيات “الجيش الوطني” إلى داخل الأراضي التركية ومنها دخلوا إلى إدلب لينتهي بهم المطاف في كنف ميليشيات “جيش الشرقية” المسيطرة على أجزاء من مدينة جنديرس، وتم استقبالهم من قبل ميليشيا “جيش الشرقية” التي وفّرت لهم مساكن في المدينة وسط مخاوف الأهالي من تزايد عناصر “داعش” وخاصة في صفوف الميليشيات التي ينحدر مسلحوها من المنطقة الشرقية في سوريا، وخاصة ميليشيات “أحرار الشرقية وجيش الشرقية” وتجمع أبناء دير الزور وغيرها.
عقوبات أمريكية
في 28/7/2021، فرض مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأمريكيّة عقوبات على عدة كيانات سوريّة كان “أحرار الشرقيّة” أحدها، بسبب ضم عناصر “داعش”، وفي محاولة للالتفاف على العقوبات الأمريكية عمدت ميليشيات “أحرار الشرقية وجيش الشرقية والفرقة العشرون وصقور الشام (قطاع الشمال)” إلى تشكيل جسم عسكري جديد باسم “حركة التحرير والبناء” قوامه 7 آلاف مسلح، وتم الإعلان عنه في 15 فبراير 2022. وجاء في البيان التأسيسيّ تكليف المدعو “حسين الحمادي” قائد ميليشيا “جيش الشرقية”، بقيادة التشكيل الجديد، وتكليف المدعو “أبو حاتم شقرا”، قائد ميليشيا “أحرار الشرقية” نائباً له. أي أكثر الميليشيات المتهمة بضم عناصر من “داعش”.
في 26/4/2021 قالت شبكة “عفرين بوست” إنها رصدت قيادياً سابقاً في تنظيم “داعش” الإرهابي ينشط في المناطق الخاضعة لسيطرة ميليشيا “أحرار الشرقية” وهو المدعو الملقب “لولو نظيف”، الأمني السابق لتنظيم “داعش” في محافظة دير الزور، ويعمل حالياً الأمنيّ العام لميليشيا “أحرار الشرقية” وهو يحظى بدعم متزعم الميليشيا “أبو حاتم شقرا” والاستخبارات التركية بتنفيذ عمليات الاتجار المخدرات وتهريبها إلى تركيا عبر معبر باب السلام في إعزاز المحتلة.
في مؤشر للعلاقة الوثيقة بين عناصر ميليشيا “أحرار الشرقية” و”داعش” أعلن العيد من مسلحيها عن رغبتهم بالانضمام إلى تنظيم “داعش” في حربها ضد قوات سوريا الديمقراطيّة مع انطلاق أحداث سجن غويران في 20/1/2022، ووزعوا الحلوى في الشوارع فيما اعتبروه صحوة التنظيم. وأطلق اسم “ثابت خلف الهويش”، أحد قتلى ميليشيا “أحرار الشرقيّة”، وكان عنصراً سابقاً في داعش”، على مدرسة في بلدة راجو، بموافقة سلطات لاحتلال التركيّ.
عناصر داعش أمنيون وإداريون
استقطبت ميليشيات “أحرار الشرقيّة وجيش الشرقية” عدداً من عناصر “داعش” وضمتهم إلى صفوفها وتؤكد مواقع إعلاميّة وجود عشرات المسلحين موثقين بالأسماء ضمن صفوفهما.
ونشرت منظمة “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة” في 28/6/2021 تقريراً بعنوان انتهاكات بلا محاسبة: من “الدولة الإسلاميّة” إلى “الجيش الوطنيّ” تضمّن رصد 11 قيادياً من الصف الأول والثاني في “الجيش الوطني”، عسكريين وإداريين بشكل أساسيّ، و6 مسؤولين أمنيين و10 عناصر برتب ومناصب مختلفة، قاتلوا سابقاً في صفوف تنظيم “داعش” وتبوأ بعضهم مناصب في التنظيم الإرهابيّ المحظور دولياً قبل الانتقال إلى البنية التي أسستها أنقرة تمهيداً لاحتلال مناطق في الشمال السوري عبر 3 عمليات عسكرية متتابعة.
وذكر التقرير أنّ عشائر معينة في مناطق انتشار “داعش” لعبت دوراً بارزاً في انضمام مقاتلي تنظيم “داعش” إلى صفوف “الجيش الوطني”، وخاصة بعد خسارة التنظيم لمناطق سيطرته، واستجاب قادة في “الجيش الوطني” من أمثال أبو حاتم شقرا وحسين الحمادي لمناشدات المقاتلين المحاصرين ووساطات شيوخ العشائر وبدأوا باستقبال المقاتلين في صفوف فصائلهم، ليتم استغلالهم لاحقاً في العمليات العسكرية التي نفذها “الجيش الوطني” بإمرة تركيا، كما يوجد العديد من عناصر “داعش” في صفوف باقي الميليشيات مثل الحمزات والسلطان مراد وصقور الشمال وسواها.
عناصر داعش في أحرار الشرقية وجيش الشرقية
ومن بين عناصر داعش في صفوف ميليشيات “أحرار الشرقية وجيش الشرقية”:
ــ عبد الجعشم والملقب محمد الخابوري وكان كبير إعلاميي داعش في الرقة
ــ أبو البراء الشرعيّ لدى ميليشيا “أحرار الشرقية”.
ــ أبو يعقوب يعمل لدى أمنية ميليشيا “أحرار الشرقيّة” في راجو.
ــ أبو حسنة مسؤول أمني لدى “أحرار الشرقية” في مدينة عفرين.
ــ المدعو أحمد محمود العبود الملقب أبو شهاب طيانة، وهو قائد عسكريّ في “جيش الشرقيّة”.
ــ عبد المنعم الملحم ــ أبو محمد مواليد الميادين، انضم إلى صفوف “جيش الشرقيّة”
ــ أسامة الخلف ــ أبو الباز، مواليد محافظة دير الزور، مقرب من الرائد “حسين حمادي” متزعم ميليشيا “جيش الشرقيّة”
ــ أبو عمر الديري، مواليد هجين ــ دير الزورــ مسؤول أمنيّ لدى “جيش الشرقيّة”.
ــ أبو عبد الله درنش، مواليد مدينة دير الزور، مسؤول أمنيّ في “جيش الشرقيّة” في جرابلس.
ــ ماهر العلي ــ أبو جابر، من دير الزور مسؤول تسليح في “أحرار الشرقية”.
ــ أبو مريم عقارات، مواليد الميادين، إداريّ في الذاتيّة لدى “جيش الشرقيّة” تحت إمرة أبو شهاب طيانه.
ــ عمار إبراهيم السفان مواليد دير الزور ــ مسؤول السلاح الثقيل، في ميليشيا “أحرار الشرقيّة” يعمل بإمرة “أبو جعفر شقرا”.
ــ القرش، من مواليد الطيانة ــ دير الزور، أمني في ميليشيا “جيش الشرقيّة”.
ــ أبو إسلام الأنصاريّ (محمد خضر العلواني) مواليد دير الزور، مسلح في ميليشيا “أحرار الشرقيّة”.
ــ خباب العراقيّ، (ثامر ناصر العراقيّ) مواليد الموصل، مسلح في ميليشيا “أحرار الشرقيّة”. شارك معها في عمليتي “غصن الزيتون ونبع السلام” وبحسب الشهادات التي حصل عليها “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة”، فقد شارك بعمليات قصف وإعدام ميدانية بحق الكرد في ناحية جنديرس ويقيم حالياً في تل أبيض.
بالمجمل، فإن الميليشيات المنضوية في إطار ما يسمّى الجيش الوطنيّ مثل “أحرار الشرقيّة” متورطة في انتهاكات لا تقل فداحة عن “داعش” وقد نفذت العديد من الاعدامات الميدانيّة خلال العدوان على عفرين وتواصل الانتهاكات، وكذلك خلال العدوان على سريكانيه/ رأس العين وتل أبيض، وبحضور “المدعو أبو شقرا” تم تنفيذ الاعدام الميدانيّ بحق السياسية هفرين خلف ومرافقيها، وكذلك بحق طاقم طبي، وبذلك لم يختلف سلوكها عن “داعش” بشيء!