في إطار مساعيها لمحو الإرث الكردي، وطمس الهوية القومية عن إقليم عفرين الكردي التابع للإدارة الذاتية سابقاً، تواصل قوات الاحتلال التركي وميليشياته ممارساتهم الرامية لإزالة جميع الأوابد التاريخية والمعالم الدينية والاثرية من الإقليم.
وفي هذا السياق، قالت شبكة نشطاء عفرين الأحد\السابع عشر من فبراير، أن المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي قامت بتدمير شواهد القبور في مزار “شيخ حميد” في قرية قسطل جندو التابعة لناحية شرا في ريف عفرين الشرقي.
وقالت الشبكة أن مسلحي المليشيات الإسلامية قد قاموا بقطع الشجرة الواقعة أمام المزار، والتي تعتبر مباركة بحكم العرف المحلي، حيث يصل عمرها لأكثر من 100 عام. وأضافت أن المزارات التاريخية والخاصة بالكُرد الإيزيديين تعرضت لتدمير، وإن الاحتلال التركي في بداية احتلاله لـ عفرين قام بتفجير مزار “شيخ حميد”، حيث عاودوا أهالي القرية ترميم المزار مرة أخرى لكن قوات الاحتلال التركي قاموا بتدميره ثانية.
ويأتي الكشف عن الاضرار التي لحقت بمزار “الشيخ حميد” عقب تقارير سابقة أصدرها “عفرين بوست” تناولت ذات القضية، ففي الأول من فبراير، تم الكشف عن تدمير الميليشيات الاسلامية التابعة للاحتلال التركي، ونبش مزار ديني خاص بالعلويين الكُرد في ناحية موباتا/معبطلي، حيث افاد ناشطون بقيام الميليشيات الإسلامية بأعمال حفر وتدمير ونبش في مزار ” آف غيري” الذي يحظى بقدسية لدى أبناء الطائفة العلوية في البلدة.
وفي التاسع من فبراير، حصلت “عفرين بوست” على مقطع فيديو مصور، يظهر الأضرار التي لحقت بمزار أصلان دا دا العلوي، الذي كان يزوره أبناء عفرين على مختلف طوائفهم ومذاهبهم، قبل الغزو التركي المرافق بمليشيات إسلامية متطرفة معروفة بـ (الجيش الحر، الجيش الوطني وجبهة النصرة). ويقع المزار شرق قرية “كورزيليه جيه” وجنوب قرية خضريا، في ناحية بلبلة\بلبل، على سفح جبل كالوشكة (قلعة) وهو مزار قديم، كان يزوره الأهالي يوم الأربعاء، من كل اسبوع بقصد الاستشفاء وتقديم الأضاحي على نية الشفاء والإنجاب.
وفي العاشر من فبراير، أفاد مراسل “عفرين بوست” في ناحية راجو، أن الميليشيات الإسلامية المحتلة لقرى “ميدانيات” التابعة للناحية، أقدمت مؤخراً على القيام بأعمال نبش وحفر وتدمير لمزار “شيخموس ” الشهير، محدثةً فيه دماراً كبيراً رغم اعتراض أهالي القرى المجاورة. وأوضح مراسل “عفرين بوست” أن تلك الميليشيات قامت بحفر ونبش القبور التاريخية الموجودة في المزار بحثاً عن الكنوز واللقى الأثرية! دون أدنى اعتبار للمكانة الاعتبارية التي يحظى بها المزار الديني لدى سكان القرى المجاورة لها.
وتعرضت أغلب المزارات الدينية، الإسلامية منها والايزيدية والعلوية في عفرين، لأعمال حفر ونهب ونبش وتدمير على يد الميليشيات الإسلامية وأبرزها “مزار حنان” التاريخي الذي يحظى بقدسية وتبريك لدى مختلف الطوائف والمذاهب الدينية في الإقليم.
وخلال الغزو التركي لــ عفرين الكُردية، تعرضت العديد من المواقع الأثرية لغارات جوية وتدمير مُتعمد، منها موقع عين داره الأثري، والنبي هوري، موقع براد الأثري، آثار منطقة خرابي رهزا، كنيسة علبسكي، مزارات دينية على امتداد عفرين، قبور وأضرحة لبعض الرموز الكُردية.
ونشر المرصد السوري لحقوق الإنسان في الثاني من أكتوبر \ تشرين الأول العام 2018، تسجيلاً مصوراً أظهر عمليات الحفر والتنقيب عن الآثار، وبينت المشاهد جرافات وآليات تابعة للميليشيات الإسلامية وهي تقوم بأعمال الحفر بجانب موقع نبي هوري الأثري، وذلك بهدف البحث عن الآثار وسرقتها.
كما تقوم المليشيات الإسلامية بتدمير المقابر الكردية في مختلف القرى، وتسويتها بالأرض بحجة أنه محرم أن يكون لها قبة، وأنها يجب أن تكون مستوية بالأرض، لكن ناشطين كرد يؤكدون أن هذه الممارسات في مجملها تهدف إلى طمس تاريخ المنطقة وخصوصيتها القومية الكُردية.