ديسمبر 23. 2024

لافروف من أنقرة: اتفاق حول حبوب أوكرانيا وتفهمٌ لمخاوفِ أصدقائنا بشأن التهديدات الخارجيّة

عفرين بوست ــ متابعة

عقد وزيرا الخارجية الروسي سيرغي لافروف والتركي مولود شاويش أوغلو مؤتمراً صحفياً في أنقرة، اليوم الأربعاء 8/6/20220، كشفا فيه عن خطوط عريضة للمباحثات التي جرت بين الطرفين فيما يتصل بالملفين الأوكرانيّ والسوريّ.

وأكد وزير الخارجية الروسية، في المؤتمر الصحفي، الذي أعقب محادثاته مع وزير الخارجية التركي، أن موسكو تتعاون بشكل وثيق مع أنقرة في الشأن السوري، مشيراً إلى أنَّ الطرفين ملتزمان بالأهداف المنصوص عليها في تلك الاتفاقات. وقال: “نتفهم تماماً مخاوف أصدقائنا بشأن التهديدات التي تشكلها قوى خارجيّة على حدودهم، بما في ذلك من خلال تغذية النزعات الانفصاليّة في المناطق التي تسيطر عليها القوات الأمريكيّة بشكل غير قانونيّ في سوريا”. وهو كلامٌ سبق أن كرره الوزير الروسيّ في مناسبات عديدة.

وقال لافروف أيضاً إنّ هناك اختلافاً في وجهات النظر مع تركيا، ولكنه أكّد العملَ على حله. ولم يفصح الوزير الروسيّ طبيعة تلك الاختلافات.

وفي الشأن السوري أكد شاويش أوغلو أن بلاده “تولي أهمية كبيرة لوحدة أراضي سوريا” وشدد على ضرورة “تطهير سوريا مما سماه “التنظيمات الإرهابيّة” التي تهدد وحدة أراضيها وأمن تركيا”.

وفيما يتعلف بالملف الأوكراني، قال لافروف إنّ بلاده مستعدة لعقد اجتماع رباعي في إسطنبول مع الأمم المتحدة وتركيا وأوكرانيا حول تصدير الحبوب. وأضاف لافروف، إن وضع الحبوب الأوكرانية لا علاقة له بأزمة الغذاء في العالم، لكن الغرب يعتبرها “كارثة عالمية”.

وأضاف “لقد أولينا اهتماماً كبيراً لمشكلة تصدير الحبوب الأوكرانيّة، التي يحاول زملاؤنا الغربيون والأوكرانيون أنفسهم تصنيفها على أنها كارثة عالمية، على الرغم من أن حصة الحبوب الأوكرانيّة أقل من 1٪ “.

وقال وزير خارجية دولة الاحتلال التركي، إنّ خطة الأمم المتحدة لاستئناف صادرات الحبوب الأوكرانيّة على طول ممر بحري “معقولة” وتتطلب مزيداً من المحادثات مع موسكو وكييف لضمان سلامة السفن.

وإذا كان تصريحات الوزيرين حول أوكرانيا اتسمت بشيءٍ من الواقعية بالنظر إلى أزمة الغذاء العالميّة جراء الحرب في أوكرانيا وتأمين تصدير الحبوب الأوكرانية إلى تركيا، فيما تجاهلا الواقع الميدانيّ في سوريا، وإذ انتقد الوزير الروسيّ الوجود الأمريكي ووصفه بغير الشرعيّ، فإنّه تجاهل الاحتلال التركيّ للأراضي السوريّة والانتهاكات التي تُمارس في تلك المناطق.   

فيما وزير دولة الاحتلال التركي الذي تحتل قوات بلاده تحتل أراضٍ سوريّة، وتواصل إجراءات عزلها عن المحيط السوريّ وتفرض فيها لغتها وعملتيها وربطتها بالولايات التركيّة تحدث عن الحرص على وحدة الأراضي السوريّة! أشار أوغلو مداورةً إلى استمرارِ استهدافِ مناطق شمالي سوريا عبر إثارة المخاوف الأمنية.

وكان وزير الخارجية الروسيّ، سيرغي لافروف، قد وصل إلى تركيا، مساء الثلاثاء، وسُبقت الزيارة إعلاميا بتحديد الملفات التي سيتم مناقشتها وهي إنشاء ممرات بحريّة تسمح بتصدير الحبوب الأوكرانيّة عبر البحر الأسود، والملف السوريّ. والتعاون الاقتصاديّ والتجاري حيث وصل حجم التبادل التجاري بين البلدين خلال الربع الأول من العام الحالي نحو 14 مليار دولار بحسب لافروف.

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons