عفرين بوست ــ متابعة
جدد الرئيس التّركي أردوغان، اليوم السبت 4/6/2022، التهديد بشنِّ عملية عسكريّة جديدة شمالي سوريا، وقال إنهم يقومون بالخطوات اللازمة في المنطقة، “ولا نريد أن يزعجنا أحد”.
وخلال مشاركته في اجتماعٍ تشاوري لحزب العدالة والتنمية في أنقرة، أردوغان: “مزّقنا الممر الإرهابي المراد تشكيله على حدوده، من خلال عمليات درع الفرات وغصن الزّيتون ودرع الرّبيع في سوريا والمخلب ــ القفل في العراق”.
وتابع: “نواصل بعناية الأعمال المتعلقة باستكمال خطنا الأمني على حدودنا الجنوبية عبر عمليات جديدة”. وأشار إلى أن المنطقة الممتدة بعمق 30 كم، بمحاذاة الحدود الجنوبية هي منطقتنا الأمنية، ولا نريد أن يزعجنا أحد هناك، ونقوم بخطوات في هذا الخصوص”.
يذكر أنّ الرئيس التركيّ أردوغان بدأ التهديد بشن عملية عسكرية بعد إعلانه في 3/5/2022، عن مشروع عودة طوعية لمليون لاجئ سوريّ إلى ما سماه “المنطقة الآمنة”، وهي المنطقة التي يشير إليها في تهديداته شبه اليومية التي بدأها في 24/5/2022
وقال: في خطاب عقب اجتماع للحكومة في أنقرة: “سنبدأ قريباً باتخاذ خطوات تتعلق بالجزءِ المتبقي من الأعمال التي بدأناها لإنشاء مناطق آمنة على عمق 30 كم، على طول حدودنا الجنوبيّة”. وأضاف “العمليات ستبدأ بمجرد انتهاء تحضيرات الجيش والاستخبارات والأمن. وأردف: “سنتخذ قراراتنا بهذا الخصوص خلال اجتماع مجلس الأمن القومي الخميس”.
وخرج بيان ضبابيّ بعد اجتماعِ مجلس الأمن القوميّ، أشار إلى أنّ “العمليات العسكريّة الجارية وتلك التي ستُنفذ على الحدود الجنوبيّة للبلاد ضرورة لأمنها القوميّ”. وأضاف: “العمليات العسكريّة لا تستهدفُ سيادةَ دول الجوار”!
وفي 1/11/2021 أكد الرئيس التركيّ، أردوغان، خلال عودته من روما بعدما شارك في أعمال قمة G20 ولقائه الرئيس الأمريكيّ، جو بايدن، أنَّ بلاده مستعدةٌ لشنِّ عمليّةٍ عسكريّةٍ جديدة في سوريا، مشيراً إلى أنَّ هذا القرار سيتخذُ في حالِ اقتضتِ الضرورةُ ولن يتمَّ التراجعُ عنه.
لكن أنقرة تهدف من تجديد التهديد رفع سقف المساواة مع موسكو وواشنطن، عبر رفض انضمام السويد وفنلندا إلى حلف الناتو، فموسكو ترفض توسيع الناتو، فيما تدعم واشنطن انضمام الدولتين الاسكندنافيتين.
اللافت في الأيام الأخيرة هو النشاط العسكريّ الروسيّ في المناطق التي أشارت إليها أنقرة على أنها تكون هدف العملية العسكرية، وصباح اليوم السبت 4/6/2022 حلقت 6 حومات قتالية روسية على ارتفاع منخفض في مهمة استطلاعية للمرة الرابعة على التوالي، على طول خطوط التماس في منطقة الشهباء وفوق معبر أبو الزندين.
يأني ذلك بعد تداول خبر انسحاب روسي من سوريا وبعد تصريح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف: “إن القوات الروسيّة، باقية في سوريا، لأنّها موجودة هناك بطلبٍ من حكومتها الشرعيّة … ونحن نؤدي المهامَ التي حددها مجلسُ الأمن في القرار 2254، وسنلتزم بهذا الخط في المستقبل أيضاً”، وأشار إلى أنَّ عدد القواتِ الروسيّةِ على الأرضِ، يتم تحديده من خلال المهامِ العسكريّةِ. وتنتظر أنقرة زيارة وزير الخارجية الروسي لافروف مع وفد عسكريّ خلال الأسبوع الحالي.
وأعرب وزير الخارجية الأمريكيّ، أنتوني بلينكين، الأربعاء، 1/6/2022 عن رفض أيّ عمليّةٍ عسكريّةٍ تركيّةٍ جديدةٍ شمال سوريا، في إشارة إلى تصريحات الرئيس التركيّ، أردوغان الأخيرة. وحذّر بلينكين خلال مؤتمر صحفيّ مشترك مع الأمين العامِ للناتو ينس ستولتنبرغ من أنَّ أيّ عمليّة عسكريّة شمال سوريا “يقوّضُ الاستقرارَ الإقليميّ ويوفّر فرصاً للجهاتِ الخبيثةِ لاستغلالِ عدم الاستقرارِ”.
وخلال الأيام الخيرة الماضية عزز النظام السوري وجوده العسكريّ في عدة مواقع في منطقة الشهباء وخطوط التماس جنوب غرب مدينة الباب، بعشرات قطع العتاد ضمت دبابات وراجمات صواريخ وذلك بغطاء جوي روسيّ.