نوفمبر 15. 2024

أخبار

ضمن خطة التغيير الديمغرافي… تركيا تدفع اللاجئين إلى مغادرة أراضيها وترحّلهم للشمال السوري

عفرين بوست – خاص

لا تقتصر خطة التغيير الديمغرافيّ التي تنتهجها سلطات الاحتلال التركي على توطين المستقدمين من باقي المناطق السورية في عفرين وبناء البؤر الاستيطانية، بل تتضمن الخطة تهجير من تبقى من المنطقة عبر التضييق والاختطاف، والخطة التي أعلن عنها أردوغان في 3/5/2022 هي الشكل الموسع للتغيير الديمغرافي في كل المناطق الخاضعة للاحتلال التركي والتي يتطلع إلى توسيعها عبر عدوان جديد.

من جهة أخرى تمارس السلطات التركية التضييق على السوريين اللاجئين على أراضيها ومن ثم تقوم بترحيلهم إلى المناطق الخاضعة لسيطرتها وسيطرة الميليشيات التابعة لها بالشمال السوري على أنها هيأت المنطقة الآمنة بما تسمح بعودتهم إلى بلادهم، تحت عنوان “العودة الطوعية”.

يعمل المواطن الكرديّ “محمد” (اسم مستعار) من أهالي بلدة ميدانكي منذ سبع سنوات في مدينة اسطنبول، واعتقلته السلطات المدنيّة التركيّة أواسط مايو الحالي أثناء توجهه إلى عمله في ورشة للخياطة، وتم ترحيله مع آخرين إلى الحدود التركيّة السوريّة، وإدخالهم إلى سوريا عن طريق معبر باب السلامة إلى مدينة أعزاز. وكانت الحافلة تحمل على متنها نحو 50 مرحّلاً بينهم 3 من أبناء عفرين.

يقول محمد لـ “عفرين بوست” توجهت إلى ميدانكي فعلمت أنّ عائلة أحد المسلحين يحتل منزلنا في البلدة، ولكن أقرباء لي نصحوني بعدم إثارة الموضوع، ولا حتى التجول بين الأحياء، وإلا سيتم اعتقالي فوراً من قبل مسلحي الميليشيات، ولذلك قررت الخروج من ميدانكي بعد ثلاثة أيام فقط من وصولي إليها، وسلكت طرق التهريب متوجهاً إلى مناطق الإدارة الذاتيّة”.

في قصة ثانية قامت السلطات التركيّة “الجندرمة” بترحيل قسريّ للمواطن الكرديّ “خليل درويش خلو” (38 سنة) من أهالي قرية قورنه- ناحية بلبله، وكان يعمل منذ خمس سنوات في مدينة اسطنبول التركية. وقد جاء إليها بعد أكثر من عشر سنوات قضاها بالعمل في لبنان، ولم يكن متيسراً أن يعود إلى سوريا. 

بعد الترحيل القسريّ من تركيا وإرساله إلى ما يسمّى “المناطق الآمنة” الخاضعة لسيطرة الميليشيات التابعة للاحتلال التركي إلى مدينة أعزاز، توجّه المواطن “خليل” إلى عفرين وبقي لمدة يومين في عفرين فقط، وقرر الخروج منها إلى منطقة الشهباء بريف حلب الشمالي، حيث يقيم أهله في المخيمات.

وتوجه ظهر الجمعة 20/5/2022، إلى مدينة أعزاز المحتلة ومن بعدها إلى منبج، إلا أنّه اُختطف في مدينة مارع من قبل ما تسمّى “أمنيّة هيئة ثائرون”، لتفقد عائلته أثره، إلى أنّ طالبت “أمنية هيئة ثائرون” بفدية ماليّة مقدارها ثلاثة آلاف دولار أمريكي للإفراج عنه. والمفارقة أنّه اُختطف بذريعة التعامل مع الإدارة الذاتيّة سابقاً، رغم أنّه غادر المدينة قبل خمس عشر سنة أي قبل اندلاع الأزمة السوريّة وقبل سنوات طويلة من تشكيل الإدارة الذاتية، قضاها في لبنان وتركيا.

ترويج السلطات التركيّة للعودة الطوعيّة هي للتسويق السياسيّ، فهناك حافلات تنقل اللاجئين السوريين يومياً إلى الحدود، فيما تعمل على خلق الظروف على الأراضي التركية لدفع اللاجئين السوريين للمغادرة وتقديم الإغراءات لهم.

كما تستثمر في هذا السياق خطاب الكراهية ومواقف المعارضة المناوئ للاجئين السوريين لتمرير خطتها بإنشاء ما تسميها “منطقة آمنة” بعمق 30 كم داخل الأراضي السورية، وفعلياً فهي تقصد منطقة خالية من الوجود الكرديّ، ويتولى مسلحو الميليشيات مهمة استكمال التهجير والترحيل من عفرين عبر مختلف وسائل الترهيب وارتكاب المزيد من الانتهاكات بحق المواطنين الكرد الباقين فيها.

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons