ديسمبر 23. 2024

بإشراف الاحتلال التركي: المليشيات الإسلامية تواصل التعدي على المزارات الدينية.. وآخرها مزار “شيخموس”!

عفرين بوست-خاص

تواصل الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي الاعتداء على التراث والمزارات الدينية في إقليم عفرين الكُردي التابع للإدارة الذاتية سابقاً، بإشراف الاحتلال التركي وتخطيطه، في إطار مساعيه لطمس هوية عفرين المتميزة بالتعدد الديني والمذهبي.

وفي هذا السياق، أفاد مراسل “عفرين بوست” في ناحية راجو، أن الميليشيات الإسلامية المحتلة لقرى “ميدانيات” التابعة للناحية، أقدمت مؤخراً على القيام بأعمال نبش وحفر وتدمير لمزار “شيخموس ” الشهير، محدثةً فيه دماراً كبيراً رغم اعتراض أهالي القرى المجاورة.

ونقل مراسلنا عن أحد سكان قرى “ميدانا/ميدانيات” أن الأهالي أبدوا اعتراضهم على أعمال الحفر في القبور، كذلك قطع الأشجار المعمّرة المُباركة، إلا أن المسلحين والمستوطنين أبدوا استخفافهم بالمزار الديني، وادعوا أن أهل المنطقة لا يعرفون التنعّم بهذه الخيرات!، مضيفا” أن “المسلحين” يقولون للأهالي بأنهم جاؤوا إلى الإقليم لطمس هويته وعليهم أن ينسوا أنهم كُرد!

وأوضح مراسل “عفرين بوست” أن تلك الميليشيات قامت بحفر ونبش القبور التاريخية الموجودة في المزار بحثاً عن الكنوز واللقى الأثرية! دون أدنى اعتبار للمكانة الاعتبارية التي يحظى بها المزار الديني لدى سكان القرى المجاورة لها.

وأضاف المُراسل أن مسلحي ميليشيات “فيلق الشام” و”لواء أحرار الشمال” الإسلاميين، وكذلك المستوطنين المُتشكلين من عوائل المسلحين، أجهزوا على الغابة الحرجية القديمة التي تغطي المزار، وذلك لاستخدام أحطابها في التدفئة، رغم أن التقاليد والتراث السائد في عفرين تحرّم قطعها.

وﻳﻘﻊ ﻣﺰﺍﺭ ” شيخموس\ﺳﻠﻄﺎﻥ شيخ موس العنزلي” ﻓﻲ “ﺳﻬﻞ ﻣﻴﺪﺍﻧﺎ” ﻭﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺔ “ﻛﺎﻭﻧﺪﺍ” ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻨﺎﺣﻴﺔ “ﺭﺍﺟﻮ” وإلى جانب القبور التاريخية والغابة الحرجية الوارفة، توجد ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ كبيرة ﻣﻦ ﺍﻷﻋﻤﺪﺓ ﺍﻟﺤﺠﺮﻳﺔ القديمة اﻟﻀﺨﻤﺔ ﺍﻟﻤﻨﺘﺸﺮﺓ ﻋﻠﻰ شكل شواهد لقبور قديمة تعود الى زمان الرومان وعلى ﻣﺴﺎﺣﺔ ﺣﻮﺍﻟﻲ 2 ﻫﻜﺘﺎﺭ ﻣﻦ ﺍﻷﺭﺽ.

وﻳﻮﺟﺪ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﺏ مزار “ﺷﻴﺨﻤﻮﺱ” ﻧﺺ ﻛﺘﺎﺑﻲ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻴﺔ ﻳﻌﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1300ﻫـ -1882ﻡ، ويوضح النص أن ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻤﺰﺍﺭ هو “ﺷﻴﺨﻤﻮﺱ ﻋﻨﺰﻟﻲ”.

ويُعتقد أن المزار في الأصل هو خاص بالإيزديين حيث من المعروف أن ﻟﻺﻳﺰﻳﺪﻳﻴﻦ ﺳﻨﺎﺟﻖ ﺃﻭ ﺭﺍﻳﺎﺕ ﺗﺮﻣﺰ ﻛﻞ ﻭﺍﺣد ﻣﻨﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻣﻼﻙ، ﻭﺃﻋﻈﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻨﺎﺟﻖ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﺑﺴﻨﺠﻖ “ﺍﻟﻌﻨﺰﻝ”، ﻭ”ﺍﻟﻌﻨﺰﻟﻲ” –”ﺃﻧﺰﻟﻲ”، “ﺃﺯﻟﻲ” ﺃﻭ “ﺷﻴﺦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﻟﻌﻨﺰﻟﻲ” ﻫﻮ ﺃﺣﺪ ﻣﺸﺎﻳﺦ ﺍﻹﻳﺰﻳﺪﻳﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺌﺔ ﺍﻟﻘﺎﺗﺎﻧﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ “ﺷﻴﺨﻮ ﺑﻜﺮ”، ﻭﺭﺑﻤﺎ ﻟﻘﺐ “ﺷﻴﺨﻤﻮﺱ” ﺑﺎﻟﻌﻨﺰﻟﻲ ﻟﻜﻮﻧﻪ ﻣﻦ ﻣﺸﺎﻳﺦ ﺍﻟﻔﺌﺔ ﺍﻟﻘﺎﺗﺎﻧﻴﺔ ﺍﻹﻳﺰﻳﺪﻳﺔ ﻣﻦ ﻣﺸﺎﻳﺦ “ﺷﻴﺦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﻟﻌﻨﺰﻟﻲ” ﻭﻛﺎﻥ ﻣﺘﺼﻮﻓﺎً ﻭﻣﺘﻌﺒﺪﺍً ﻫﻨﺎﻙ ﺛﻢ ﻣﺎﺕ ﻭﺩﻓﻦ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ؛ ﻓﺎﺗﺨﺬﻩ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﺰﺍﺭﺍً ﻳﺘﺒﺮﻛﻮﻥ ﺑﻪ.

وتحاول أن الميليشيات الإسلامية ضرب التعدد الديني والمذهبي في إقليم عفرين الكُردي، عبر تخريب الرموز والمقدسات الدينية العائدة للعلويين والإيزيديين الكُرد، وفرض الثقافة الدينية المتطرفة، على المجتمع العفريني المتنوع على المستوى الديني والمذهبي في الإقليم.

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons