عفرين بوست-خاص
حصلت “عفرين بوست” على مقطع فيديو مصور، يظهر الأضرار التي لحقت بمزار أصلان دا دا العلوي، الذي كان يزوره أبناء عفرين على مختلف طوائفهم ومذاهبهم، قبل الغزو التركي المرافق بمليشيات إسلامية متطرفة معروفة بـ (الجيش الحر، الجيش الوطني وجبهة النصرة).
وتظهر المشاهد المصورة الحصرية بـ “عفرين بوست“، جذوع الأشجار التي تم قطعها، وهي أشجار معمرة ومعروفة لدى أبناء المنطقة بكونها مباركة، ولم يتجرأ سابقاً أي شخص على قطعها، نتيجة احترام السكان الكُرد الأصليين لسائر الأشجار والبيئة على العموم.
ويقع المزار شرق قرية “كورزيليه جيه” وجنوب قرية خضريا، في ناحية بلبلة\بلبل، على سفح جبل كالوشكة (قلعة) وهو مزار قديم، كان يزوره الأهالي يوم الأربعاء، من كل اسبوع بقصد الاستشفاء وتقديم الأضاحي على نية الشفاء والإنجاب.
وكان المزار يتألف من مرقد الشهيد “اصلان دا دا”، محاطاً بغابة مهيبة من أشجار السنديان المعمر، ويمر منه طريق قديم من قرى “ديكه” و”كاريه” و”كيلا” باتجاه مركز ناحية بلبلة\بلبل شمالاً.
وللمزار احترام في نفوس اهالي المنطقة بغض النظر عن التزامهم الديني، ومن مظاهر ذاك الاحترام، المرور بهدوء ودون ضجة أو صخب من الطريق المار منه، وكذلك وضع حجرين صغيرين فوق بعضهما كشاهدة او أداء السلام قبل المرور وتجاوز المزار.
أضافة إلى وجوب الامتناع عن الصفير ضمنه وفي محيطه، وعدم رعي الدواب ضمنه، وعدم قطع أشجاره مهما كانت الحاجة، فيما كانت شجرة الأماني بجانب مرقد الشهيد، قبل قطعها من قبل مسلحي المليشيات الإسلامية والمستوطنين من عوائلها!
ويمكن تصنيف المزارات تبعاً لأسمائها، فكلمة “دا دا” هي لقب رجل الدين لدى الطائفة العلوية، ويوجد منها حوالي عشرة مزارات مثل أصلان دادا ويغمور دا دا، وهي دليل على انتشار المذهب العلوي في مرحلة تاريخية في إقليم جبل الكُرد (عفرين).