تواصل الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي منع سكان الكثير من قرى إقليم عفرين الكُردي التابع للإدارة الذاتية سابقا، العودة إلى ديارهم وخاصة في قرى وبلدات ناحية بلبل التي تعتبر من أكثر المناطق التي يطالها التغيير الديموغرافي عبر توطين غرباء استقدمهم الاحتلال التركي من مناطق التسويات بموجب صفقات إقليمية ودولية.
ستتوقف “عفرين بوست” في هذه المحطة على أحوال قرية عوكا/عُكانلي التابعة لناحية بلبل.
عوكا في سطور:
تقع قرية عوكا عن مركز ناحية بلبلة/بلبل مسافة 6كم باتجاه الجنوب الشرقي، يحدها من الشمال بلدة بلبل و” قورنه «، وجنوباً وقرية ” قورت أوشاغي” و” قاش أوشاغي “، ومن الغرب قرية شرقيا/شرقيانلي، وشرقاً بلدة ميدانكي وقرية «جارجالي”.
ويقدر عدد بيوتها بحوالي 85 بيتاً عمرها حوالي400 عاماً، يعمل معظم سكانها في زراعة الزيتون والحبوب والكروم والبقول إلى جانب بتربية الأغنام والماعز.
تمكنت الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي من احتلالها في 20.2.2018 عقب معارك مع المقاتلين والمقاتلات الكُرد.
عوكا بعد الاحتلال:
تعرضت القرية مثل غيرها من قرى جبل الكُرد، لقصف عنيف من قبل مدفعية وطيران العدوان التركي، ما أجبر على سكانها على النزوح القسري منها صوب المناطق الداخلية بحثا عن الأمان. وأسفر القصف عن تدمير خمسة منازل بشكل كامل وتضرر خمسة منازل أخرى بشكل جزئي.
تخضع القرية حاليا لسيطرة ميليشيا “السلطان مراد” الإسلامية، التي سمحت لعائلتين فقط بالعودة إلى القرية وهما الشقيقين /زكريا بري دادا وسليمان بري دادا/. ويحتل المسلحون وعائلاتهم القادمين من ريف حمص، كل بيوت القرية وأغلبهم من مدينة الرستن.
ويتوزع سكان القرية المهجّرون في قرية قسطل مقداد ومدينة عفرين كما تتواجد عدد من العائلات في مناطق لشهباء في ريف حلب.
وقال مراسل “عفرين بوست” نقلا عن شهود من أبناء القرية، أن مسلحي ميليشيا “السلطان مراد” لا يسمحون لأهالي القرية المتواجدين في الإقليم بالعودة إلى ديارهم ولم يسمحوا أيضا بجني محاصيلنا من الزيتون.
وأضاف المُراسل أن مهجّري القرية حاولوا العودة بشكل جماعي إلى قريتهم إلا أن الميليشيا المُسيطرة على القرية طردتهم جميعا وهددتهم بالذبح في حال عاودوا الكرّة.
أما عن حال الشقيقين الذين تمكنا من العودة إلى قريتهم أكد المٌراسل أن المسلحين فرضوا عليهما السكن في بيت واحد الذي يقع في مقدمة القرية، ولا يسمحون لهما بالتجوال بين بيوت القرية ويعيشون في ظروف تشبه حالة الإقامة الجبرية.
ويتصرف المستوطنون بكافة أراضي وحقول المهجّرين بشكل تام وبعد انتهائهم من جني محصول الزيتون يقومون حاليا بفلاحة الأراضي الزراعية وحقول الزيتون وكأنهم ورثوها من آبائهم وأجدادهم! يقول أحدُ المهجرين لمراسل “عفرين بوست”.
ويُشار إلى أن الاحتلال التركي وميليشياته الإسلامية بالتعاون مع المجالس المحلية التابعة له يخططون لتوطين المزيد من المسلحين وعائلاتهم في قرى الناحية، الخالية منها أو شبه الخالية وخاصة من الميليشيات التي طردتها تنظيم “جبهة النصرة” مؤخرا من إدلب وريف حلب الغربي.