نوفمبر 08. 2024

أخبار

ملف|| قرية جولاقا … تعددٌ في ميليشيات الاحتلال وتعددٌ في الانتهاكات

Photo Credit To تنزيل

عفرين بوست ــ خاص


جولاقا ــ Çolaqa القرية الكرديّة، التي يتعدد فيها وجود الميليشيات التابعة للاحتلال التركيّ، فتتنازع فيما بينها، وتنزع ما وهبته الطبيعة للقرية من خيرات وجمال، ويُختطف الأهالي حتى كبار السن.
الاسم:
جولاقا ــ Çolaqa أو جولقان، وأصلها من كلمة “جولاق” الكرديّة وتعني “الأكتع”، أي من يعمل بيدٍ واحدةٍ، بسبب انقباض أصابع يده ورجوعها للوراء، ويُقال إنّ الاسم يعود إلى أحدِ أبناء القرية الأوائل الذين قدموا إلى المكان.

الموقع:
تقع قرية جولاقا في ناحية جندريسه، تبعد عن مركز ناحية جندريسه 14 كم، يحيط بها الجبال العالية من ثلاث جهات (شمالاً، وشرقاً وغرباً) مزروعة بأشجار الزيتون، وقد بُنيت بيوتها على طرفي وادٍ عميق يعرف باسم “وادي الضبع ــ Geliyê Heftêr، وتبلغ مساحة القرية نحو 500 هكتار. ويعود عمر القرية لأربع قرون، وكان سكانها الأوائل يسكنون في مغارات شمال القرية، ونزلوا إلى موقع القرية الحال قبل نحو قرنين، بعد اكتشاف نبع ماء، وفيها شجرة دلب معمرة يتجاوز عمرها قرنين.
السكان والنشاط العام:
جولاقا قرية متوسطة، يتجاوز عددُ سكانها 1600 نسمة هم من الكرد، ويعملُ معظمهم في الزراعة، وأهم الأشجار الزيتون ويبلغ عدد الأشجار نحو 150 ألف شجرة، إضافة إلى أشجار الجوز واللوز وكروم العنب والسماق، وكذلك الخضار، إلى جانب تربية المواشي، وفي القرية بئر ماء قديم مازال صالحاً حتى اليوم، كما توجد فيها بيوتٌ قديمة وأخرى حديثة من جهة الشرق والجنوب.

احتلال قرية جولاقا
خلال العدوان التركيّ تعرضت قرية جولاقا مرات عديدة للقصف، منها القصف مساء 4/2/2018، واضطر الأهالي للنزوح من القرية بسبب كثافة القصف، وفي 24/2/2018 تعرضت قرية قنطرة في ناحية موباتا لقصف جوي ومدفعيّ ما أدى لاستشهاد الطفل إبراهيم رشيد رشو (4 سنوات) أعوام، وإصابة شقيقه حسين رشيد رشو (5 سنوات) من أهالي جولاقا. وكانت عائلة الطفلين قد نزحت إلى قرية قنطرة نظراً للقصف المكثف على قريتهم.
واحتلت القوات التركية والميليشيات التابعة لها قرية جولاقا في 14/3/2018

الانتهاكات في جولاقا:
ــ الاستيطان:
تعرضت قرية جولاقا كغيرها من قرى الإقليم الكرديّ لعملية تغيير ديمغرافيّ، واستولى المستوطنون على عدد من منازل المواطنين المهجرين، بالإضافة إلى خيم انتشرت بين حقول الزيتون، ويتجاوز عدد سكان القرية اليوم 1700 نسمة، ولا توجد إحصائيّة دقيقة لعدد المستوطنين، ولكنهم بضعة مئات.
ــ حفر المواقع الأثريّة وقطع الأشجار:
عمل مسلحون الميليشيات التابعة للاحتلال التركيّ في أعمال التحريف والنبش في عدة مواقع من قرية جولاقا بحثاً عن اللقى الأثريّة، مستخدمين أجهزة حديثة حصلوا عبر سماسرة تجارة الآثار.
وفي حزيران 2020 تعرضت الأراضي الزراعية الموجودة بين قريتي “جولاقا وفقيرا” التابعتين لناحية جندريسه للحفر والبحث عن الآثار واللقى الأثرية.
وفي 21/12/2020 قام مسلحون من ميليشيا الحمزة بقيادة “علاء جنيد” بقطع عشراتِ أشجارِ الزيتون في قريتي جولاقا وفقيران
في 10/12/2020 بدأت مجموعتان من مسلحي ميليشيا “الحمزات” برفقةٍ عمالٍ، جنيَ محصول الزيتون بشكل عشوائيّ، مع القطعِ الجائر لأشجار الزيتون باستخدام المنشار الكهربائيّ، بحجة الكسح، ليتم القضاء على نحو 1500 شجرة في قريتي قوجمان وجولاقا.
ــ السرقات:
-في 25/12/2019 قام مسلحون يتزعمهم المدعو “أبو سعيد” ومعهم سيارة (هونداي بيضاء) بسرقة أكبال الكهرباء التي تحت الأرض في قرية جولاقا، وقالوا للأهالي إن علاء جنيد قد أرسلهم.
في 9/5/2020 ذكرت عفرين بوست أنّ مستوطنين ينحدرون من منطقة صوران بريف حماه، سرقوا ألواح الطاقة الشمسية من منزل المواطن الكُردي “محمد كوريش” في قرية جولاقا.
ــ ابتزاز وإتاوات:
في 28/1/2020 اختطف مسلحون من ميليشيا “الحمزة” يتزعمهم المدعو “أحمد الزكور الشاب محمد عثمان من أهالي جولاقا، بهدف ابتزازه ماليّاً وفرضت عليه إتاوة سنويّة مقدراها 1500 دولار، لكونه موزع أنترنت. رغم أنه اعتقل لمرتين في أوقات سابقة وأفرج عنه كل مرة مقابل فدية مالية.
في تموز 2020 فرض مسلحو ميليشيا “الحمزات” على أهالي قرى (جولاقا ــ فقيرو ــ كاوركان ــ قوجمان) شراء الخبز منهم (ربطة بوزن 400 غرام بسعر 500 ل.س) وتصادر أيّة ربطة تدخل تلك القرى تحت طائلة المحاسبة.
في موسم زيتون 2020، فرضت ميليشيا “الحمزات” إتاوة على أهالي جولاقا مقدراها دولاران عن شجرة، بصرف النظر عن حجم الشجرة ومستوى الإثمار، مقابل السماح لهم بجني المحصول. كما فرضت إتاوة ما بعد الموسم مقدارها 500 تنكة زيت على أهل القرية.
ــ عمليات اختطاف
في 2/8/2018 اختطفت ميليشيا “السلطان مراد” الشاب عبد الرحمن خليل عثمان (31 عاماً) من أهالي قرية جولاقا. بتهمة أداء واجب الدفاع الذاتي خلال فترة الإدارة السابقة. ولم تفضِ جهود عائلته إلى نتيجة، فتقدموا بشكوى لميليشيا “الشرطة العسكريّة” التابعة للاحتلال التركيّ دون جدوى. وتم الإفراج عنه في 11/3/2021 من سجن عفرين المركزي في قرية معراته، بعد أن قضى مدة 31 شهراً في الإخفاء القسري، تنقل خلالها بين سجون مدينة الراعي ومدينة الباب وأخيراً ماراته. وتم الاستيلاء على مكتبه العقاريّ في شارع الفيلات بمدينة عفرين في حينه، بعد دفع فدية 800 دولار. وفي اليوم نفسه، أفرج عن المواطن روجان حسين عصمت بعد مضي قرابة سنة وكان قد اختطف في 26/06/2020 بتهمة أداء واجب الدفاع الذاتي، وذلك للمرة الثانية.


في 7/7/2020 اعتقلت ميليشيا “الشرطة العسكريّة” بناءً على توجيه من الاستخبارات التركية في ناحية “موباتا/ معبطلي ثلاثة من شباب قرية “جولاقا” التابعة لناحية “جندريسه\جنديرس”، واقتادتهم إلى مركز الناحية، موجهةً إليهم تهمة التعامل مع “الإدارة الذاتية” السابقة، وأداء “واجب الدفاع الذاتي”، بهدف الابتزاز الماديّ، بحسب ما ذكرت منظمة حقوق الإنسان في عفرين. والمواطنون المختطفون هم كل من: 1- محمد عثمان بن مجيد، 2- محمد رشو بن فريد، 3- عبد الرحمن عثمان بن خليل.
في 15/8/2020 اعتقلت الاستخبارات التركية في مركز ناحية جنديرس المواطنين الشقيقين محمد نوري شيخو وعبد الرحمن نوري شيخو من أهالي قرية جولاقا دون معرفة الأسباب.
في 20/8/2020 اعتقلت ميليشيا “الشرطة العسكرية” كل من: حسين عبد الرحمن عثمان ٦٨ عاماً (مختار القرية)، عزت محمد عثمان (٥٨ عاماً)، خليل عزت عثمان (٢٣ عاماً)، مصطفى علوش (٤٦ عاماً)، عثمان محمد رشو (٦٥ عاماً)، فريدة عبدو (٣٥ عاماً) وقد أطلق سراحها في اليوم نفسه، واقتادتهم إلى مركز ناحية معبطلي(ماباتا) بغرض الابتزاز الماديّ وأُفرج عنهم في 23/8/2020، بعد دفعهم فدىً مالية بلغت 850 ليرة تركية لكل معتقل.
في 30/8/2020 اعتقلت الاستخبارات التركية بالتنسيق مع ميليشيا الشرطة العسكريّة بناحية جندريسه، عدداً من المواطنين من قرية جولاقا بعدما داهمت منازلهم صباحاً، ومن بين المعتقلين مسنون، ووجهت لهم تهماً مفبركة، واقتادتهم إلى مركز ناحية موباتا/ معبطلي، وتم الإفراج عنهم في اليوم التالي، والمواطنون المعتقلون هم:
1 كمال محمد عمرو شيخو (80 عاماً).
2 _ عبد الرحمن خليل عمرو سيدو (80 عاماً).
3 _ عبد الرحمن محمد عمرو رشو (75 عاماً).
4 _ رستم عزت عمر ريحانة (45 عاماً).
5 _ حمزة أحمد عمرو رشو (45 عاماً).
6 _ أحمد نبي عمرو رشو (40 عاماً).
ويذكر أنّ الاستخبارات التركيّة وعناصر ميليشيا “الشرطة العسكريّة” اعتقلوا خلال الحملة الأمنيّة الثالثة في شهري (حزيران وتموز/ 2020) أكثر من 15 مواطناً من أهالي القرية، وأُطلق سراح بعضهم بعد دفع الفدية.

اشتباكات في القرية
24/9/2020 اندلعت اشتباكات بين مسلحي ميليشيا “فرقة الحمزة” و”أحرار الشام” في قرية جولاقا، وأدت إلى مقتل وجرح عدد من المرتزقة، وكان سبب الاشتباكات بين الطرفين، وقوع حادث مروري بين دراجة ناريّة وسيارة في القرية، وتضرر سيارة مسلح من ميليشيا “الحمزات” التي تحتل القرية، بينما يتمركز مسلحو “أحرار الشام” في معسكر تدريبيّ بمحيط القرية.
في 18/12/2020 اندلعت الاشتباكات بين مسلحي ميلشيا أحرار الشام المسيطرين على قرية جولاقا ومسلحي ميليشيا الحمزات، ما أدى لتعرض مستودع للأسلحة والذخيرة تابع لميليشيا “حركة أحرار الشام” لتفجير ضخم واندلعت فيه الحرائق، كما أدى إلى إصابة عنصرين ومقتل خمسة آخرين من عناصر ميلشيا أحرار الشام واستمر التوتر لعدة أيام.
في 29/1/2021 شهدت قرية جولاقا على مدى يومين تحركات عسكريّة مشبوهة مرتبطة بالخلافات البينيّة بين مسلحي ميليشيا الحمزات المسيطرين على القسم الأدنى من القرية، ومسلحي ميلشيا أحرار الشام المسيطرين على القسم العلوي، وأقيمت الحواجز وتم تفتيش المارة دون بيان الأسباب.

مواطنين من جولاقا أمام المحاكم التركيّة
في 20/4/2021 أفرجت السلطات التركيّة بكل مشروط عن المواطنين (فريد محمد رشو وحنان شيخ محمد) بشرط عدم مغادرة الأراضي التركية لتقديمهما للمحاكمة بتهمة التعامل مع الإدارة الذاتية السابقة، رغم قضائهما ثلاثة أعوام في الإخفاء القسري بالسجون التركية وكذلك سجون ميليشياتها في إقليم عفرين المحتل، وكان قد اختطفا من منزلهما في قرية جولاقا في نيسان 2018، من قبل ميليشيا “الحمزات” وسلمتهما إلى الاستخبارات التركيّة التي نقلتهما في داخل الأراضي التركية.
وأشارت المصادر أن السلطات التركية ستقدم المواطنين الكرديين إلى المحكمة بعد نحو شهر من تاريخ الإفراج عنهما إلى المحكمة، وفي حال تم تبرئتهما سيتم السماح لهما بالعودة إلى قريتهما “جولاقا”.

شهداء في الذاكرة
في 12/3/2004 استشهدت المواطنة فريدة احمد من قرية جولاقا وكانت قد استشهدت برصاص الأمن السوريّ بحي الأشرفية بمجينة حلب.
في 28/5/2015 استشهدت المواطنة كلستان جميل حسن من قرية جولاقا، في قصف بالقذائف تعرض له حي الشيخ مقصود بحلب وراح ضحيته عددٍ من الشهداء والجرحى، من منطقة عفرين.

في 26/6/2018 فُقد أثر المواطن آذاد عبد الرحمن حمادة من أهالي جولاقا، وأفاد شقيقه جوان حمادة، أنّ «آزاد مقيم بالقرية ولكنه ذهب إلى مدينة عفرين في اليوم الذي سبق تفجيرات عفرين الدامية، لتفقد محله التجاريّ في سوق التلل، ولا معلومات عن مصيره»، ورجّح أن يكون قد اختطف على يد مسلحي الميليشيات.

وفاة في إسطنبول
في 11/3/2021 توفي المواطن الشاب نبيه محمد رشو (41 عاما)، بعد سقوطه من الطابق الثالث أثناء عمله في قيد مبنى سكنيّ قيد الإنشاء في مدينة إسطنبول التركية.

Post source : عفرين بوست

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons