نوفمبر 22. 2024

أخبار

في فاجعة الغزو الأولى.. (قصف، خطف، تفجيرات، استيطان، تغيير ديموغرافي، سرقات) جرائم مُتواصلة منذ عام بحق العفرينيين!

عفرين بوست-خاص

تواصل المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي انتهاكاتها المتواصلة بحق المدنيين في إقليم عفرين الكُردي التابع للإدارة الذاتية سابقاً، وفي هذا السياق رصدت “عفرين بوست” جملة من الوقائع التي حدثت خلال أسبوع، في الفترة المُمتدة ما بين الثامن عشر الى الرابع والعشرين من يناير.

فاجعة الغزو التركي الأولى..

بالتزامن مع الفاجعة الأولى للغزو التركي المرافق بمليشيات إسلامية متطرفة عاملة تحت مسميات (الجيش الحر، الجيش الوطني و غيرها)، أصدر حزب الاتحاد الديمقراطي السبت، بياناً قالَ فيه إن احتلال تركيا وتوابعها من الفصائل السورية لعفرين جاء «نتيجة توافق دولي قذر»، مشيراً إلى أن تركيا تحاول «اقتلاع الشعب الكردي من جذوره» وأنها تمارس «مع مرتزقتها ضد سكان عفرين ما مارسته داعش في شنكال»، داعياً أبناء الشعب الكردي والقوى الديمقراطية إلى الخروج يوم غد إلى الساحات للتنديد بسياسة الإبادة وعمليات التغيير الديموغرافي التي يقوم بها الجيش التركي في عفرين.

بدوره، طالب “مجلس سوريا الديمقراطية” عبر بيان، الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمنظمات الحقوقية محاسبة الاحتلال التركي وميليشياته على انتهاكاتهم وجرائمهم بحق أهالي عفرين، داعياً أصدقاء الشعب السوري بالمشاركة في اليوم العالمي للتضامن مع عفرين، مؤكداً أن تحرير عفرين من أولوياته.

أما “الإدارة الذاتية السابقة في عفرين” والمتواجدة حالياً في مناطق الشهباء، فقد استنكرت هجمات جيش الاحتلال التركي وميليشياته على عفرين، والتي بدأت في 20 كانون الثاني من العام الماضي، وحيّت المقاومة التي ابداها المقاتلون الكرد في وجه المتشددين الإسلاميين المرافقين لقوات الاحتلال التركي، وذلك من خلال بيان، حيث تجمع السبت، العشرات من أعضاء وإدارة المجالس ومؤسسات الإدارة الذاتية الديمقراطية في مخيم برخدان، وقُرِئ بيان من قبل الرئيسة المشتركة للمجلس التنفيذي في إقليم عفرين شيراز حمو.

من جانبه قال “الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا” أدان الاحتلال التركي لعفرين وطالب المجتمع الدولي بالعمل على انهاء الاحتلال التركي، عبر بيان جاء فيه: “إننا في الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا في الوقت الذي نتذكر هذه الكارثة الأليمة بحزن شديد بحق أبنائنا شعبنا في عفرين، ندين هذا الاحتلال الآثم. كما نطالب المجتمع الدولي والهيئات والمنظمات المعنية بحقوق الانسان بتحمل مسؤولياتها، وخاصة القوى الضالعة منها في الشأن السوري بإنهاء الاحتلال التركي لعفرين، وتوفير الحماية اللازمة لأبناء عفرين وممتلكاتهم”.

وعلى سياق متصل، كشف مصدر مُطلع في “مجلس سوريا الديمقراطية”، الواجهة السياسية لـقوات سوريا الديمقراطية لـ “عفرين بوست”، أن احتلال تركيا لإقليم عفرين الكردي التابع للإدارة الذاتية سابقاً، كان مُقراً بين الدول الضامنة في الاستانة (روسيا، تركيا وإيران). وقال المصدر الذي فضل عدم الكشف عن هويته، أن تسليم عفرين من قبل روسيا للاحتلال التركي، كان سيتم سوآءا إن تم تسليمها للنظام السوري أم لم يتم ذلك. وأوضح المصدر أن القوى الكُردية لم يكن لديها قرار التفضيل بين الغزو التركي أو دخول النظام السوري لها وفق تسوية سياسية مع الإدارة الذاتية، مشيراً أنه قد تم طرد قيادات عسكرية كُردية من قاعدة حميميم، من قبل الروس، ورُفض اللقاء بهم. ونوه المصدر أن الروس عند اللقاءات السابقة للغزو التركي معهم، كانوا يتعهدون بحماية عفرين، ويؤكدون أنهم لن يسمحوا بتنفيذ غزو عسكري ضد عفرين، لكنها عملياً كانت مُتفقة مع الاتراك والإيرانيين على تسليم عفرين، مُقابل سحب تركيا مسلحيها من الغوطة وباقي المناطق التي تم تسليمها عقب سقوط عفرين بيد الاحتلال. وسعى حلفاء النظام إلى تخليصه من الحاضنة السنية في محيط دمشق، عبر توجيهها إلى إقليم عفرين الكُردي، كون ذلك يشكل مصلحة مشتركة أو لا يعني النظام السوري على اقل تقدير، كونه عمل سابقاً على تنفيذ سياسات عنصرية بحق الشعب الكُردي في سوريا، ومنها مشروع “الحزام العربي” في الجزيرة، إضافة لـ “تجريد” مئات آلاف الكُرد من الجنسية السورية. وحقق النظام عبر تلك الصفقة هدفين، كان اولهما تطهير محيط العاصمة دمشق من الميليشيات الإسلامية، وثانيهما التخلص من “الإدارة الذاتية” الكُردية بأياد تركيا، كونه غير مستعد للاعتراف بحقوق الكُرد كشعب يعيش على أرضه التاريخية.

قصف ريف عفرين..

أصيب مدني في قصف نفذته الجمعة، الميليشيات الاسلامية التابعة للاحتلال التركي على قرية صوغانه/سوغانكي التابعة لناحية شيراوا بريف اقليم عفرين الكردي التابع للإدارة الذاتية سابقاً. وقصفت المليشيات الإسلامية انطلاقا من قرية كيمار المحتلة والمُجاورة، حيث سقطت عشرة قذائف على القرية حسب مصادر عفرين بوست المحلية. وتسبب القصف بإصابة المواطن علي مامو وعدد آخر من المواطنين.

والاربعاء، قالت قوات الاحتلال التركي، أن مدفعيته المتمركزة في منطقة تحتلها مليشيات “درع الفرات” التابعة له، قصفت مواقع لوحدات حماية الشعب في منطقة تل رفعت التابعة لمقاطعة الشهباء. وقالت وكالة الأناضول التركية إن مدفعية الجيش التركي أطلقت 5 قذائف على مواقع “ي ب ك” في محيط تل رفعت، وهي المنطقة التي هجر إليها أكثر من 150 ألف عفريني من مجموع قارب 350 ألف مهجر، إبان الغزو التركي لمقاطعة عفرين.

استمرار الخطف..

السبت، أفاد مراسل “عفرين بوست” في مركز عفرين، أن الميليشيات الإسلامية شنت حملة اختطاف في صفوف المدنيين الكرد في مدينة عفرين، في محيط دوار ماراتي وسط المدينة، مشيرا إلى أن الحملة أسفرت عن اختطاف أكثر من 20 شخصا بينهم مواطنون من قريتي “كمرش وكوتانا”، بالتزامن مع حلول الفاجعة الأولى لبدء الغزو التركي على الإقليم الكردي.

والأحد، أقدمت الميليشيات الإسلامية او ما تسمى “الشرطة العسكرية” التابعة للاحتلال التركي، على اختطاف مواطنين كُرديين من منزلهما الكائن في ريف إقليم عفرين الكُردي التابع للإدارة الذاتية سابقاً. وقال نشطاء محليون، أن ميليشيا “الشرطة عسكرية” داهمت يوم أمس قرية “بيلي/بيلان” التابعة لناحية “بلبلة\بلبل”، واختطفت كل من “رستم محمد بن مصطفى” و”دارا عمر بن حسن”، واقتادتهما الى مركزها في بلدة شرا\شران.

والاثنين، أقدمت ميليشيا “أحرار الشرقية” الإسلامية التابعة للاحتلال التركي، على إعادة اختطاف عدد من المواطنين الكرد في قرية “موساكا” التابعة لناحية “راجو” بريف إقليم عفرين الكُردي التابع للإدارة الذاتية سابقاً، بعدما أفرجت عنهم قبل أسبوع مُقابل دفع فدية مالية لها. وأفاد مراسل “عفرين بوست” في ناحية راجو، أن مسلحي ميليشيا ” أحرار الشرقية” أعادت اختطاف كل من “نضال مصطفى” و”أنور مسلم” و”محمد مصطفى” و”كمال مصطفى” و”سعيد موسى” و”عمر عليكو”، ليلة أمس الاثنين. وأشار المراسل أن تلك الميليشيا كانت قد اختطفت نفس الأشخاص قبل نحو أسبوع، وأفرجت عنهم بعد إجبارهم على دفع فدى مالية تُقدر بـ /150/ ألف ليرة سورية عن كل شخص منهم.

وتستخدم الميليشيات الإسلامية الخطف كسلاح ضد المدنيين الكُرد، بهدف ابتزازهم لكسب المال وافقار المواطنين الكُرد، لدفعهم إلى ترك الإقليم الكُردي، وفق سياسات مُمنهجة وضعتها لهم استخبارات الاحتلال التركي، لإنهاء الوجود الكردي في الإقليم.

تفجيرات واغتيالات..

الجمعة، قتل سبعة عناصر وأصيب أربعة آخرين من ميليشيا الحمزة التابعة لجيش الاحتلال التركي، جراء قصف صاروخي على نقطة عسكرية في قرية كيمار التابعة لناحية شيراوا بريف عفرين، وقالت مصادر محلية إن مقاتلي وحدات حماية الشعب استهدفوا بصاروخ حراري من قرية سوغناكه في ناحية شيراوا مقراً عسكرياً لميليشيا الحمزة في قرية كيمار، ما أسفر عن مقتل 7 عناصر وإصابة أربعة آخرين. واستهدفت القوات التركية وميليشيا الحمزة قرية سوغناكه بقذائف مدفعية عقب استهداف النقطة العسكرية بصاروخ حراري، ما أدى لإصابة أربعة مدنيين بجروح طفيفة ووقوع ضرار مادية في منازل الأهالي، بحسب المصادر ذاتها.

قتل يوم السبت، مسلحان من الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي في انفجار عبوة ناسفة بهما، وأفاد مراسل “عفرين بوست” في مركز الإقليم، أن مسلحين من ميليشيا “فليق الرحمن” الإسلامي (المطرود من ريف دمشق بموجب تفاهمات بين انقرة وموسكو)، قتلا إثر انفجار عبوة ناسفة بهما في معسكر قرب قرية “قيباريه\عرش قيبار”، الذي تبعد نحو 5كم شرقي عفرين المدينة. وكانت عبوة ناسفة موضوعة في حاوية للقمامة، انفجرت بالقرب من مركز الأسايش سابقاً بحي المحمودية، دون أن يسفر عن إصابات ليل الجمعة.

والأحد، تزامناً من الفاجعة الأولى للغزو التركي، انفجرت عبوتين ناسفتين استهدفت احداها حافلة نقل عامة في محيط دوار كاوا وسط مدينة عفرين، وأفاد مراسل “عفرين بوست” أنه قد حصل انفجاران متزامنان ناجمان عن تفجير عبوتين ناسفتين، إحداها انفجرت في مساحة خالية مقابل كراج المدينة، والأخرى استهدفت حافلة نقل مدينة/سرفيس، عائدة لمواطن يُدعى “شيخ”، وأسفرت عن أربعة ضحايا، بينهم ثلاثة من المستوطنين، وشهيد كُردي واحد، واصابة خمسة أشخاص آخرين، 3 منهم من الكرد، واثنان من المستوطنين. وحسب مصادر خاصة لـ “عفرين بوست” فإن الشهيد الكردي هو المواطن “جميل بكر”، من أهالي قرية خليلاك ويعمل كتاجر زيت، فيما أصيب كل من المواطنون الكرد “حورية محمود، محمد موسى ورفعت شيخ سيدي (سائق الحافلة)” بإصابات متفاوتة. وكشف أحد الناجين من تفجيرات عفرين لـ “عفرين بوست” تفاصيل عن التفجيرات التي ضربت حافلة، وأكد الناجي (س، ه) أنه بينما كان يستقل الباص (السرفيس) مُتوجها إلى حي الأشرفية، صعدت امرأة منقبة في مفرق فرن الذرة إلى الباص، وهي تحمل بيدها كيساً أسوداً وضعته أسفل الكرسي، ونزلت أمام الكراج القديم، مشيراً إلى أنه يتذكر أن تلك المرأة المنقبة نزلت خالية اليدين دون أن يخطر بباله الشكوك حول ماهية الكيس المتروك تحت الكرسي. وأضاف الناجي أنه بعد مسافة 150 متراً ولحظة وصول الباص إلى ما بعد مقصف النجار بأمتار قليلة، وقع الانفجار، ليغما عليه بعدها، ولا يتذكر شيئاً إلى أن وجد نفسه في المشفى. وانفجرت عبوة ناسفة أخرى داخل أسوار الكراج الجديد في توقيت مُتزامن مع تفجير الحافلة دون أن يسفر عن إصابات. وفي هذا السياق، أكدت عدة مصادر متقاطعة أن مسلحين من الميليشيات الإسلامية مما يسمى “الشرطة المدنية”، روجت في اليوم الذي سبق التفجيرات عن وجود مُفخخة داخل المدينة وأننها تبحث عنها! وعقب التفجيرات، شنت الميليشيات الإسلامية عمليات اختطاف في المنطقة الصناعية طالت عدداً من الحرفيين بتهمة الوقوف وراء التفجيرات، حيث دأبت تلك الميليشيات على شن عمليات مًماثلة بين المدنيين الكًرد حصراً بعد كل عمل تخريبي. ويرجح ناشطون أن تلك الميليشيات هي نفسها من تقف وراء تلك التفجيرات المتواترة بين الفترة والأخرى، بهدف بث البلبلة والذعر بين سكان عفرين الأصليين الكُرد، للضغط عليهم ودفعهم نحو ترك الإقليم الكردي وإحداث تغيير ديموغرافي شامل لصالح المستوطنين من عوائل المليشيات الإسلامية. وفي هذا السياق، دعا الناشطون الكُرد الأهالي الموجودين في عفرين إلى توخي الحيطة والحذر، واليقظة في حال مصادفتهم حالات مماثلة لمنقبات قد يحملن مفخخات!

من جهة أخرى، قالت وسائل إعلام موالية للمليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي في إقليم عفرين الكُردي التابع للإدارة الذاتية سابقاً، إن ما يسمى “الجهاز الأمني التابع” لمليشيا “فيلق الشام” سلم جثة أحد مسلحيها لذويه الذين يستوطنون في منطقة ميدانكي بريف إقليم عفرين، بعد تعرضه للتعذيب خلال فترة سجن لأكثر من أسبوع في سجون المليشيا. ووفقاً لتلك الوسائل الإعلامية الموالية للمليشيات الإسلامية، فإن المدعو “محمد سعيد العتر” المسلح الذي حارب مع جيش الاحتلال التركي اثناء غزو عفرين، ينحدر من مدينة القصير بريف حمص، وقد قتل تحت التعذيب في سجون ميلشيا “فيلق الشام”، بعد تعذيبه، نتيجة قيامه بأعمال سرقة وفق المليشيا نفسها.

والأربعاء، انفجرت سيارة مفخخة، أمام مقر ميليشيا “أحرار الشرقية” الاسلامية التابعة للاحتلال التركي، في حي المركز الثقافي وسط مدينة عفرين، مُسفرةً عن سقوط قتلى وجرحى في صفوفها. وأفاد مراسل “عفرين بوست” من المدينة أن سيارة “صفراء اللون” مفخخة، انفجرت أمام المركز الثقافي الذي تتخذه ميليشيا “أحرار الشرقية” الاسلامية مركزاً لها، وأسفر عن سقوط عدد من المسلحين بين قتيل وجريح.

والخميس، أفاد مصدر خاص من ناحية شيراوا لـ “عفرين بوست”، أن النظام السوري يعرقل عمليات التسلل والهجومية التي تنفذها وحدات حماية الشعب ضد مواقع الاحتلال التركي وميليشياته الإسلامية في إقليم عفرين الكُردي التابع للإدارة الذاتية سابقاً. ورجح المصدر أن يكون الاحتلال التركي قد مارس ضغوطا على الجانبين الروسي والإيراني المتواجدين في عدة نقاط عسكرية في مناطق الشهباء والقرى الثمانية التي تشكل الحزام الأمني لبلدتي نبل والزهراء، وذلك لوضع حد للعمليات العسكرية في تلك المناطق المتداخلة، وهذا ما دفعت الوحدات الكردية إلى العمل باسم جديد “قوات تحرير عفرين”

الاستيطان والتغيير الديموغرافي..

حذر ناشطون كُرد في عفرين من الانجرار خلف مخططات الاحتلال التركي الرامية إلى تهجير السكان الأصليين الكُرد في عفرين، لتوطين عوائل المليشيات الإسلامية المسلحة التابعة للاحتلال والمعروفة بمسميات (الجيش الحر والجيش الوطني وغيرها). وقال الناشط (س، ع) لـ “عفرين بوست” أنه يجري “الحديث من بعض الشبان الكرد برغبتهم في بيع أملاكهم والتوجه لخارج عفرين، نتيجة الأوضاع الأمنية السائدة في ظل الاحتلال التركي، والمخاطر التي يشكلها المسلحون الإسلاميون عليهم، من حيث الخطف الكيفي والتعذيب والفدية”. وقال الناشط الكردي أن “ذلك يشكل خطراً كبيراً على التركيبة السكانية في عفرين”، (حيث كان الكُرد يشكلون ما نسبته 95% من السكان الأصليين قبل الاحتلال التركي، في حين تقول مصادر حقوقية أن نسبة الكُرد حالياً باتت أقل من 50% منذ بدء الاحتلال التركي، عقب تهجير ما يقارب 400 ألف كردي من أرضه). وفي هذا السياق، حصلت “عفرين بوست” على معلومات تفيد بأن أحد المستوطنين يبحث عن بيانات المالك الأصلي للمنزل الذي يستوطنه بالقرب من شركة مياه عفرين ليقوم بتزوير عقد بيع وشراء وتقديمه لمجالس الاحتلال المحلية بهدف استملاك المنزل، في وقت الذي تقوم فيه تلك المجالس بإجراء المسح العقاري للمنازل والمحال التجارية والمحاضر، على الرغم أن أكثر من نصف سكان المنطقة الأصلين هجروا قسرياً إلى خارج الإقليم. وناشد الناشط الكُردي “المغتربين الكُرد وخاصة من أهالي عفرين لدعم ذويهم في الداخل”، معتبراً أن “الأحزاب الكردية مُقصرة في التعاطي مع عواقب الاحتلال، وتكتفي ببيانات خجولة دون تنفيذ شيء عملي لأهالي عفرين”، مشدداً أن “التظاهرات وحدها ليست سبيل للدفاع عن أهالي عفرين رغم أهميتها”.

إلى ذلك، أكد مصدر خاص لـ “عفرين بوست”، أن الجمعيات والمنظمات العاملة حالياً في إقليم عفرين الكُردي التابع للإدارة الذاتية سابقاً، بكنف ورعاية المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي، تمتنع عن توظيف المواطنين الكُرد من أهالي عفرين بين طواقمها. وقال المصدر أن تلك المنظمات تُعين كحد أقصى مُوظفاً واحداً أو مُوظفين ضمن مُلاكها من الكُرد، مضيفاً: “أحد اقربائي تقدم للعديد من تلك المنظمات سعياً للعمل فيها، ورغم ما يمتلكه من خبرات سابقة، إلا أنه جرى رفض توظيفه”، مشدداً أن المنظمات تُعين فقط المستوطنين القادمين برفقة المليشيات الإسلامية المُحتلة لـ عفرين. وأضاف المصدر أن “غالبية العاملين من المستوطنين ضمن تلك المنظمات، يعملون وقف شهادات مُزورة، يتم استصدارها من مدينة اعزاز، وهو أمر ينطبق على مجالي التوظيف ضمن المنظمات الإغاثية والتعليمية”. وأردف المصدر: “عرض أحد المستوطنين على شبان كُرد أن يجلب لهم شهادات مُزورة وفق مبالغ مالية من مدينة اعزاز، كي يتمكنوا من تقديمها إلى المنظمات الإغاثية او التعليمية، فيستطيعوا العمل ضمنها”. وسبق أن أكد مواطنون كُرد، عنصرية المنظمات الإغاثية الموالية للمليشيات الإسلامية، حيث تتعمد تلك المنظمات توزيع المساعدات على المستوطنين القادمين من الغوطة وارياف حمص وحماه وحلب وغيرها، فيما تمتنع عن التوزيع على السكان الأصليين الكرد بحجة أن المستوطنين أبدى منهم!

وفي السياق ذاته، أفاد مراسل “عفرين بوست” في مركز إقليم عفرين الكُردي التابع للإدارة الذاتية سابقاً، ان الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي بدأت من جديد بإجبار عائلات كُردية في عدد من القرى على إخلاء منازلها، بهدف استيطان عوائل مسلحي ميليشيات فيها، بحجة أن “جبهة النصرة” قد طردتهم مُؤخراً من ريف حلب الغربي وريف إدلب. وأوضح مراسلنا أن ميليشيا “الحمزة” الإسلامية، أجبرت الكثير من العائلات الكُردية في قرى ماراتي وكوندي مازن وجوقي وداركر، إضافة لعدد من العائلات العربية الموجودة ضمن تلك القرى في منازل تسكنها بالإيجار أو مستولى عليها، على الخروج منها، بهدف توطين عائلات الميليشيات الإسلامية، بحجة أنها طردت من قبل “جبهة النصرة” من مناطق ريف حلب وإدلب. وأضاف مراسل “عفرين بوست” أن قوافل المطرودين من عائلات ميليشيات “نور الدين الزنكي” و”صقور الشام” و”أحرار الشام” و”جيش الأحرار” وغيرها، تتدفق بشكل يومي إلى إقليم عفرين الكُردي، بمعدل “15” حافلة يومياً. وسبق أن أكد ناشطون من عفرين مساعي الاحتلال التركي لتزوير الحقائق والعمل على إحداث دوائر نفوس وسجلات مدنية للمستوطنين في عفرين، بغية دمجهم مع السكان الأصليين من الكُرد في الإقليم، ويؤكد هؤلاء بأن هذه الخطط قد تكون بالتنسيق مع النظام السوري، كونه عمل سابقاً على تنفيذ مخططات مُماثلة للتغيير الديموغرافي، بائت بالفشل. ويشير هؤلاء أن الاحتلال يسعى إلى استصدار بطاقات تعريف جديدة لا تميز بين السكان الأصليين من الكُرد والمستوطنين، حيث سيمكن تزويدهم ببطاقات التعريف الجديدة نسبهم إلى عفرين، بحجة ضياع او تلف او احتراق ثبوتياتهم، إضافة إلى تسجيل مواليد المستوطنين الجدد على أنهم من ولادة عفرين!

والخميس، قال مراسل عفرين بوست في ناحية شرا\شران، أن المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي في إقليم عفرين الكُردي التابع للإدارة الذاتية سابقاً، تواصل مضايقاتها لسكان القرى الأصليين الكُرد. وفي هذا السياق، أوضح مراسل عفرين بوست أن المليشيات الإسلامية التي تحتل قرية “قطمة” الكُردية بريف عفرين الشرقي، المُتاخم لمنطقة اعزاز (التي تشكل مرتع لتلك المليشيات)، تضايق العائلات الكُردية، وتحاول خلق المشكلات لها. وأضاف مراسلنا أن المليشيات الإسلامية تضايق عدة عائلات في القرية الكُردية بحجة أنها تسكن في بيوت كبيرة، وينبغي لها أن تقوم بإدخال المستوطنين إلى تلك البيوت إلى جانب العائلات الكُردية. وأشار مراسلنا أنه في واحدة من الحالات، يقوم مسلحو المليشيات الإسلامية بالاستقواء على سيدتين كبيرتين بالعمر (أم وابنتها الغير متزوجة)، كونهما تسكنان وحدهما في منزلهما، بحجة أنه “كبير”، (عقب تهجير بقية افراد العائلة مع فرض الاحتلال العسكري على القرية). ونوه مراسلنا أن المليشيات تُطالب السيدتين الكُرديتين بالسكن ضمن غرفة واحدة ضمن منزلهما، ليتم إسكان عائلات مُستوطنة مُوالية لتلك المليشيات في بقية المنزل.

ومن جهة أخرى، قال مراسل “عفرين بوست” في مركز إقليم عفرين الكُردي التابع للإدارة الذاتية سابقاً، أن المليشيات الإسلامية تواصل محاولاتها لفرض تطرفها على المجتمع العفريني المعروف بانفتاحه واحتضانه لمختلف المشارب الفكرية. وقال مراسلنا أن الطواقم الطبية الموالية للمليشيات الإسلامية والتي احتلت مشفى آفرين سابقاً (مشفى الشفاء حالياً)، قامت بعزل استراحة الرجال عن استراحة النساء في بهو المشفى. وأضاف مراسلنا أن الطواقم الطبية العاملة في المشفى، طالبت زوجات كُرد بالانفصال عن ازواجهن، والتوجه للانتظار في الاستراحة المُخصصة للسيدات، وهو ما يعتبر حداً من حرية الأهالي، وفرضاً للتشدد على المواطنين الكُرد. وأكد مراسلنا بأنه قد بات ممنوعاً جلوس الرجال والنساء في الساحة الكبيرة الموجودة أمام بوابة المشفى، كما كان الحال سابقاً، حيث يتوجه عاملون في المشفى لمُطالبة الأزواج بالانفصال عن زوجاتهم أو اقربائهم، وينتظر كل منهم على انفراد!

جرائم جيش الاحتلال التركي..

أفادت الأربعاء، مصادر محلية لـ “عفرين بوست” أن جيش الاحتلال التركي حول المدرسة الابتدائية الواقعة على طريق قرية أرنده في بلدة شيه/شيخ الحديد إلى مقر عسكري بعد أن أحاطها بجدران اسمنتية عالية. وأضافت المصادر أن جيش الاحتلال والميليشيات الاسلامية التابعة له، قام بتركيب كاميرات مراقبة لرصد تحركات الأهالي داخل البلدة. ويشار إلى أن العديد من العشرات من المنشآت المدينة من مبانٍ سكنية ومدارس في إقليم عفرين الكُردي التابع للإدارة الذاتية سابقاً، جرى تحويلها إلى مقرات أمنية وعسكرية على يد الاحتلال التركي وميليشياته الاسلامية، كما أن أنه قام بتحويل عدد من قرى بشكل كامل، لمقرات عسكرية ولم يسمح لسكانها بالعودة اليها.

السرقات..

زود ناشطون “عفرين بوست” بصور تثبت استخدام المسلحين في قرى ريف عفرين لـ “سيارة اسعاف” في قضاء اغراضهم الشخصية، (رجح الناشطون أنها قُدمت للمعارضة السورية، بغية تلبية احتياجات الأهالي). والصور التي التقطت خلال موسم الزيتون، تثبت استخدام المسلحين، لسيارة الإسعاف في نقل “جوالات” الزيتون المسروق (أكياس خيش كبيرة مُخصصة لتعبئة الزيتون)، من أراضي السكان الأصليين الكُرد، إلى حيث يجمع هؤلاء اتاواتهم. فخلال موسم الزيتون الماضي، فرضت المليشيات الإسلامية وما تسمى بـ “المجالس المحلية” التابعتين للاحتلال التركي، اتاوات تراوحت ما بين 15% إلى 40%، من محصول الزيتون، في حين تعرضت كميات كبيرة من الزيت إلى السرقة.

وفي هذا السياق، قام مسلحو مليشيا “فرقة الحمزة” التابعة للاحتلال التركي في قرية قدا التابعة لناحية راجو، بسرقة عشرات تنكات الزيت العائدة ملكيتها لأهالي القرية، والتي قد تصل ل٧٠ تنكة زيت تقريباً، بالإضافة إلى سرقة عدة ماكينات خياطة عائدة لأحد أهالي القرية المُهجرين في مناطق الشهباء. وقالت مصادر محلية أن مسلحي “الحمزة” حولوا منزل المُهجر الكردي “عدنان بلال” في مدخل القرية لمقر عسكري ووضعوا حاجزاً أمامه.

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons