“Ez ji gundî ser vekirî me” بتلك العبارة عادة ما كان يجيب أهالي قرية بوفالونيه\بوفالون، التابعة لناحية شرا\شران بالريف الشرقي من إقليم عفرين الكُردي التابع للإدارة الذاتية سابقاً، كونها واقعة على واحدة من الهضاب المرتفعة شرق عفرين، مُتصلة مع جبل “بارساخاتون”.
لكن ذلك كان قبل أن يحتلها مسلحو المليشيات الإسلامية برفقة جيش الاحتلال التركي، فالقوة العسكرية التي استخدمها الغزاة لم تمكن قلوب أهلها من الصمود أمام طائرات الناتو، التي قصفت بلا هوادة القرية الكُردية المُشكلة لخط الدفاع الثاني بعد الخط الأول في معسكر جبل “بارساخاتون\برصايا”.
فعقب المقاومة العنيفة التي أبادها المقاتلون والمقاتلات الكُرديات في خطوط الجبهة الأولى، وتمكن الغزاة من كسرها بفضل طائرات الغزو، باتت المواجهات لفترة طويلة مُتركزة في خطوط الجبهات القريبة من قرية بوفالونيه.
وطبق الاحتلال التركي على القرية ما طبقه على جميع القرى العفرينية، من خلال اتباع استراتيجية افراغ القرى الكُردية من أهلها، واحدة تلوى الأخرى من خلال قصف محيط القرى لعدة أيام، ومن ثم قصف أطراف القرية، ومن ثم غزوها، بغية تهجير الأهالي ومنعهم من البقاء فيها، وبالتالي اتهامهم لاحقاً بأنهم موالون للإدارة الذاتية ووحدات حماية الشعب، لتبرير ادخال المستوطنين فيها، والتنكيل بالراغبين بالعودة.
ومنذ أن طُبق الاحتلال العسكري التركي المدعوم بالمليشيات الإسلامية المعروفة بـ (الجيش الحر والجيش الوطني)، يمنع أهالي كثير من القرى الكردية الحدودية مع الجانب التركي أو المناطق التابعة للمليشيات الإسلامية من عودة سكانها الكُرد إليها، ومنها قرية بوفالونيه.
وفي هذا السياق قال مصدر خاص لـ “عفرين بوست” أن عدة عائلات توجهت الى قريتها (بوفالونيه) بعد فترة من التهجير، وقد توجهوا بداية إلى مركز ناحية شرا\شران، وقاموا بتنظيم اوراقهم بغية العودة إلى قريتهم”.
مضيفاً: “سمح لهم بالتوجه للقرية، وأرسل معهم أحد مسلحي (الجيش الحر)، ولكن وما أن وصلت العائلات الكُردية الى القرية، حتى تم فتح جبهة عليهم، حيث قام افراد العائلات المستوطنة، التي قدمت للقرية مع احتلال الاتراك والجيش الحر، بإطلاق اعيرة نارية بشكل كثيف، كلاً من الدار التي استولى عليها، وذلك في محاولة لترهيب الأهالي الكُرد العائدين وتحذيرهم من مغبة العودة للقرية”.
وأردف المصدر أن العدد التقريبي لمنازل القرية يقارب الـ 100 منزل، يوجد فيها جميعها عائلات مستوطنة، وقد اعتقدت العائلات الكردية بأنه سوف يتم قتلها في مكانها، ليغادروا فوراً بعد تلك الحادثة.
من جهته يقول المواطن الكُردي (م، ن) من بوفالونيه لـ “عفرين بوست”: “وصلنا لقناعة بأننا لن نستطيع الحياة بينهم، كوننا سنكون اقلية ضمن عائلات المسلحين والمستوطنين، كما أنهم عمدوا إلى تغيير معالم القرية وتقطيع الأشجار والاحراش”، مردفاً: “انهم شعب صحراوي ويكره الأشجار، يرغبون في تقطيع الأشجار جميعها!”
متابعاً: “توجد حوالي عشرين عائلة من القرية مُقيمة حالياً في عفرين، حيث منع الأهالي من العودة إلى قريتهم، وقد سمح سابقاً لبعض العائلات بالتوجه للقرية والاطلاع على بيوتهم، لكنهم منعوا من الإقامة فيها، حيث توجه بعض المسنون إلى شران وتقدموا بشكوة، وعند توجههم للقرية، قال لهم المستوطنون عودوا من حيث اتيتم، متى عدنا إلى بيوتنا، تعودون أنتم إلى بيوتكم!”.
وأعلنت مصادر محلية خلال الأسبوع الجاري، أن المليشيات الإسلامية و المستوطنين المرافقين لها من عائلاتها، قد افتتحت جامعاً في أحد بيوت القرية، وقالت أن مسلحي مليشيا “الجبهة الشامية” قد ازالوا جدار أحد المنازل وقاموا بتحويله إلى مسجد ، وتعين أحد المستوطنين إماماً.