عفرين بوست ــ خاص
أثارت مطالبة الائتلاف السوري – الإخواني لتدخل عسكريّ تركيّ جديد في الأراضي السوريّة وإيقاف الدعم الأمريكيّ لقوات سوريا الديمقراطية ردود فعلٍ غاضبة ومستنكرة، واستبقت المطالبة لقاء الرئيسين الأمريكي والتركيّ، مستغلة القصف الصاروخيّ على مدينة عفرين.
الائتلاف يستجدي أنقرة مزيداً من الاحتلال
في 15/6/2021 طالب “الائتلاف الوطني السوري” المعارض، الولايات المتحدة وتركيا، بشنِّ عملية عسكرية في سوريا وإخراج “قوات سوريا الديمقراطية”، من مناطق سيطرتها.
وقال الائتلاف، عبر موقعه الرسميّ، إن رئيسه نصر الحريري، بعث رسالة إلى الرئيس الأمريكي جو بايدن، دعاه فيها إلى إيقاف أيّ دعمٍ عسكريّ أو سياسيّ لحزب “الاتحاد الديمقراطي”، الذي يشكّلُ جناحه العسكريّ “وحدات حماية الشعب”، المكون الأساسي في “قوات سوريا الديمقراطية”. وفق تعبيره.
وأبدى الائتلاف “الاستعداد الكامل للتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكيّة في محاربة ومكافحة ما سماه “الإرهاب” بشكل نهائيّ، وضمن خطة شاملة، تستلزم اعتماد شركاء على الأرض من أبناء المنطقة”.
وفي رسالة مماثلة، ولكن بنبرة مختلفة، دعا الائتلاف الرئيس التركيّ، أردوغان، إلى “التدخل العسكريّ إلى جانب الشعب السوري والجيش الوطني، لإخراج PYD من مدينتي تل رفعت ومنبج بريف حلب وكلّ المناطق السوريّة”.
وحاول الحريري استثمار الأحداث التي وقعت في منبج، في رسالته للرئيس التركيّ، بالإشارة إلى ما سمّاه وجود “احتقان شعبيّ واسع لدى السوريين في مناطق التي سيطرة قسد وحالة الفساد.
وجاءت رسالتا الحريري بعد القصف الصاروخيّ على مدينة عفرين يوم السبت 12/6/2021والذي أودى بحياة 22 شخصاً وإصابة أكثر من 30. وليكون “الائتلاف” صدى مباشر لما قاله الإعلام التركيّ مباشرة، الذي اتهم لقوات سوريا الديمقراطية بالوقوف وراء القصف، في أولى الدقائق من القصف، فيما توعد الرئيس التركيّ أردوغان بالمحاسبة.
تيار غد سوريا يعلق نشاطه بالائتلاف
في 18/6/2021 أعلن “تيار غد سوريا” المعارض تعليق كافة أنشطته وحواراته مع “الائتلاف السوريّ” رفض رئيس تيار غد سوريا فؤاد حميرة تصريحات رئيس الائتلاف السوري المعارض نصر الحريري، معتبرها دعوة لتوغل تركي لمزيد من الأراضي السورية.
ووصف بيان صدر عن المكتب السياسيّ لـ”تيار غد سوريا”، تصريحات الحريري بأنّها “غير مسؤولة” وتخدم أجندات بعيدة عن مصالح وتطلعات الشعب السوريّ بكافة مكوناته. وأدان البيان دعوة الائتلاف للجيش التركيّ بالتدخل العسكريّ، معتبراً إياها شكلاً من أشكال الاحتلال التركيّ للأراضي السوريّ، وينافي “تطلعات الشعب السوريّ الذي يسعى لإنهاء جميع الاحتلالات على أراضيه”.
وبشأن القصف الأخير الذي طال مستشفى في عفرين أشار حميرة إلى “وصول توضيحات من الإخوة في شمال شرق سوريا، حول هذا القصف، تفيد بإنكارهم إطلاق أيّ رصاصة تجاه هذا المشفى، فهم يرون أنّها لعبة من الأتراك لتوريط مجلس سوريا الديمقراطي بهذا الأمر”.
وتساءل عمن يسيطر على عفرين بالقول: “هل يسيطر عليها الكرد أم التابعون لتركيا؟”، مؤكداً أنَّ “النهب والسرقة تتم من العناصر التابعة لتركيا ولا تتم من قبل الكرد”.
الجدير ذكره أنّ “تيار غد سوريا” تأسس عام 2015، وهو كيانٌ سياسيّ معارضٌ، ويرأسه الكاتب والسيناريست المعارض “فؤاد حميرة”.
مسد تطالب بلجنة تحقيق دوليّة
وأصدر مجلس سوريا الديمقراطيّة يوم الجمعة 18/6/2021 بياناً للرأي العام حول مطالبة ما يسمى الائتلاف السوريّ لاحتلال المزيد من الأراضي السوريّة، وطالب المنظومة الدوليّة بعدم طي قضية قصف المشفى بعفرين وفصله عن السجال السياسيّ وتشكيل لجنة تحقيق خاصة ومحايدة تقوم بالتحقيق في هذه الجريمة وكشف الجهات المسؤولة عنها وتقديم مرتكبيها للعدالة وإظهار الحقيقة لتصبح في متناول الشعب السوري.
ووصف البيان بأنّ “الائتلاف” وصل في مستوى الانحطاط حتى صار في الحضيض ، وأنّه عبر عن إفلاسه بوقاحةٍ شديدةٍ، للإساءة لمشروع سوريا الديمقراطية عبر العبث بأمن المدنيين، وبهدف تشويه بطولات قوات سوريا الديمقراطية، واتهمها بجريمة استهداف المستشفى في عفرين وارتكاب مجزرة بحق المدنيين الأبرياء، لتسارع وسائل إعلامهم الحاقدة باتهام “قسد” بالتزامن مع مطالبة ممثلي “الائتلاف” لمُستخدميهم باحتلال مزيدٍ من الأراضي السورية، ووصفت ما حدث بأداءٍ سخيفٍ ضمن مسرحية هزيلة وخطة هشة لم تنطلِ على أحد، وبخاصة أن العالم كله بات يعرف من هم قتلة المدنيين الأبرياء، ومن هم لصوص الزيتون وسارقو ممتلكات الأهالي، ومن أسكن المستوطنين في بيوت المهجّرين.
وفي تعليقٍ لها على القصف الصاروخي الذي استهدف مركز مدينة عفرين طالبت رئيسة الهيئة التنفيذية لمجلس سوريا الديمقراطية، إلهام أحمد، اليوم الإثنين، المجتمع الدولي بمحاسبة “ميلشيات تركيا التي لها باع طويل في استهداف المدنيين الأبرياء”.
من جهته نفى القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، في تغريدة على تويتر نفيا قاطعا أن تكون أي من قواته مسؤولة عن الهجوم المأساويّ الذي وقع في مستشفى عفرين أو متورطة فيه”. وأدان عبدي الهجوم دون تحفظ، وأعرب عن حزنه “العميق لفقدان أرواح الأبرياء”، معتبراً استهداف المستشفيات “انتهاكاً للقانون الدولي”.
وكان المكتب الإعلاميّ لقوات سوريا الديمقراطية قد نفى ضلوع قواته بالقصف فوراً، كما نفى وجود قوات له بالمنطقة.
فيما أشارت مواقع إعلاميّة عديدة، بعضها محسوب على ما يسمّى “المعارضة” أنَّ الصاروخ المستخدم في قصفِ مدينة عفرين روسيّ الصنع من نوع كراسنبول الموجّه بالليزر ونشرت صورة لبقايا الصاروخ وأنّه من الطراز الذي تم به قصف مشفى الأتارب في آذار الماضي. وذكرت عفرين بوست أنّ منطلق الصواريخ كان من مناطق سيطرة قوات النظام، وأنّ قواتِ الاحتلال التركيّ أخلَت مقراتها قبل القصف.
الأنكسي يندد بتصريحات “نصر الحريري”
وقال المجلس الوطني الكردي، في بيان له أمس الأحد، إن “دعوة الحريري استباحة لسيادة الدولة السورية وتجاوز على مبادئ الثورة السورية وقيمها، يسيء إلى العلاقات بين مكونات الائتلاف نفسه.”
وأضاف المجلس الكردي – أحد مكونات الائتلاف الإخواني، أن هذه الدعوة “تتعارض مع أهداف الائتلاف الذي يعمل من أجل تحقيق الحرية للشعب السوري والحفاظ على استقراره وكرامته في دولة حرة ديمقراطية ذات سيادة.” معتبراً أن ما صدر عن “الحريري” “يعبر عن رأيه الشخصي الذي يرفضه المجلس الوطني الكردي ولا يعبر عن موقفه كأحد مكونات الائتلاف، ولم يتم تناوله في هيئاته.”
ودعا المجلس الوطني الكردي المجتمع الدولي بالعمل على إيقاف عمليات التغيير الديمغرافي في سوريا وتسريع العملية السياسية لإيجاد حل للازمة السورية تنهي معاناة السوريين.