عفرين بوست – خاص
يواصل مسلحو الاحتلال التركي وذويهم من المستوطنين الاستيلاء على ممتلكات أهالي عفرين الباقين منهم والمهجرون قسراً، ويقومون باستثمارها لصالحهم الخاص منذ أكثر من 3 أعوام من إحتلال الإقليم الكردي شمال سوريا.
في السياق، قال مراسل “عفرين بوست” في المدينة أن المدعو “فراس أوسو” وهو مسلح من ميليشيا “الجبهة الشامية” التابعة للاحتلال التركي، يستولي على ثلاث محال تجارية على طريق السرفيس بحي الأشرفية ويستثمرها لصالحه الخاص.
“أوسو” المنحدر من بلدة حيان بريف حلب، يقوم بتأجير كل محل تجاري بمبلغ 50 دولاراً شهريا، علما أن تلك المحال تعود للمواطن الكردي “محمد حمو” المهجر قسراً، وهو من أهالي قرية قره تبه – مركز عفرين.
وعلى صعيد متصل، أصدرت منظمة “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة” تقريراً سلطت فيه الضوء على أنماط من عمليات الاستيلاء على الملكيات العقارية في المناطق الكردية المحتلة في الشمال السوري” عفرين وسريكانيه/رأس العين”.
واعتبرت المنظمة “قيام قوات الجيش الوطني بتلك الأفعال وبدون محاسبة من قياداتها، ولاسيما قادة الفصائل ووزارة الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة، والحكومة التركية” مؤشراً إضافياً على تواطئ من تلك الأطراف السياسية/العسكرية، وتعزيزاً للأدلّة القائلة “برغبة الحكومة التركية وفصائل المعارضة السورية المسلّحة بإجراء تغييرات ديمغرافية في المناطق ذات الغالبية الكردية وسحق الوجود الكردي فيها”
وأشارت المنظمة إلى أن الكثير من عمليات الاستيلاء والمصادرة حدثت خارج سياق العمليات العسكرية/القتالية، وأخذت أشكل متعددة، منها إخلاء الكثير من المنازل من ساكنيها الكرد وتوطين عائلات قادمة من خارج عفرين ورأس العين/سري كانيه، جزء غير قليل منها،من عوائل مسلحي الميليشيات.
وأضافت المنظمة الحقوقية أنه حتى العائلات التي سُمِحَ لها بالبقاء في منازلها، كانت الميليشيات تفرض عليها دفع مبلغ مالي معين مقابل البقاء في العقار الذي تعود ملكيته للعائلة الكردية التي تقطنها، كما إن بعض تلك العقارات تم الاستيلاء عليها ومصادرتها بقرارات من “المجالس المحلية” في تلك المناطق، كما حصل بخصوص منزل الناشط الكردي محي الدين عيسو، حيث تم تحويل منزله إلى معهد لتحفيظ القرآن الكريم وبحضور وإشراف والي مدينة شانلي أورفة التركية.
وقالت المنظمة إن هذه الممارسات ما تؤكد وجود النية المبيتة بإجراء التغيير الديموغرافي في المناطق المذكورة، بالإضافة إلى استقدام السوريين من مناطق مختلفة وإسكانهم في المنازل التي تم تهجير قاطنيها الأصليين، هو إعلان الحكومة التركية لأكثر من مرة بنيتها بإعادة السوريين إلى” المناطق الآمنة شمال سوريا” والمقصود بها المناطق التي استولت عليها تركيا بالتنسيق مع ميليشيات” الجيش الوطني”
وكان الرئيس التركي رجب أردوغان قد أعلن في أيلول/سبتمبر 2019، “إن تركيا ستسعى لإقامة “منطقة آمنة” في مناطق الإدارة الذاتية لشمال شرق سوريا والتي يمكن أن يعود إليها ما بين مليون وثلاثة ملايين لاجئ سوري”، وقد سبق هذا التصريح قيام الحكومة التركية بإعادة العشرات من السوريين بشكل قسري إلى الشمال السوري.