عفرين بوست ــ خاص
الانتهاكات المروعة لحقوق الإنسان وحوادث القتل وعمليات الاختطاف والإخفاء القسري والاغتصاب والسرقات والنهب، باتت مضمون العشرات من التقارير الرسميّة الأمميّة والمنظمات الحقوقية والإعلاميّة، وباتت من الثوابت التي لا يمكن الشك فيها، إذ لا تتوفر بالمقابل أية دلائل لاستقرار الوضع والأمن، إلا دعاية الإعلام التركي، وفجأة يخرج “بوق” منفصل عن الواقع، يدافع عن سياسة أنقرة ويبرر كل تلك الانتهاكات الموثقة، بالقول “إنها تصرفات فرديّة” وينكر الأدلة تثبت أنها سياسة رسمية وخطة متكاملة تشرف على تنفيذها الاستخبارات التركية في أدق التفاصيل.
التغيير الديمغرافيّ بتوطين عوائل المسلحين:
ما يجري في عفرين يعد انتهاكاً صارخاً للمواثيق والقوانين الدوليّة، إلا أنّ ما صرح به المدعو نصر الحريري صرح خلال زيارته إلى إقليم كردستان يمكن إدراجه في خانة “الإنكار” لكل الانتهاكات المروعة والموثقة بتقارير أمميّة وحقوقيّة وإعلاميّة، سواء الانتهاكات بحق الأفراد من جرائم قتل واختطاف وإخفاء قسري واغتصاب وسلب ونهب وانتزاع للملكيات، وصولاً إلى التغيير الديمغرافي والتلاعب بالتركيبة السكانيّة لإقليم عفرين المعروف تاريخيّاً بخصوصيته الكرديّة، كما تم فصله عن محيط المحلي وقطع علاقته مع الداخل السوريّ.
أشار المدعو نصر الحريري رئيس ما يسمى “الائتلاف الوطني” إلى أن الممارسات التي تقوم بها مليشيات الإخوانية التابعة لتركيا والممثلة بما يسمى بالجيش الوطني هي تصرفات فردية.
وفي السياق نفسه ادعى أعضاء من المجلس الوطني الكردي من بينهم عبد الحكيم بشار أنّ “لا تغيير ديمغرافيّ في عفرين” منوهاً إلى أن العائلات الموجودة في عفرين” هم أثرياء ولديهم ممتلكات غي مناطقهم وسيعودن إليها، وهم مجرد نازحين فروا من المعارك”.
لكن المسالة ليست بهذه السطحية، لأن التغيير الديمغرافي ليس نتيجة للحرب بل وضعت هدفاً أساسياً لها، وقد بدأت في فترة مبكرة من الاحتلالِ، فهناك قرى لا وجود أبداً لأهاليها بل تُمنع عودتهم مثل بافليون، والتي أصبحت مستعمرة خالصة للمستوطنين، وفي قرية قوجمان مثلاً تم بالقوة إسكان عائلة من المستوطنين في كلّ منزلٍ في القرية، حتى بوجود أصحابها فيه، ومن يعارض إسكان المستوطنين في منزله تختطفه المليشيات وتتهمه بأنه من الموالين للإدارة الذاتية ووحدات حماية الشعب.
لم تقتصر سياسة دولة الاحتلال التركي على المدنيين والاستيطان، بل تشمل نهب خيرات الإقليم الغني بالمنتجات الزراعية وعلى رأسها زيت الزيتون
وبحسب آخر الإحصائيات التي حصل عليها عفرين بوست، فإنه منذ احتلال الدولة التركية لإقليم عفرين حتى اليوم قطع أكثر من مليون وأربعمائة ألف شجرة منها 670 ألف شجرة زيتون، و730 ألف شجرة غابية، بين قطع بشكل كامل أو حرق.
وطالت الانتهاكات المعالم الأثريّة، وسرقت أعداد كبيرة من الآثار واللقى الثمينة، وفي مقدم الآثار المسروقة الأسد البازلتي من موقع عين دارة الأثريّ، واللوحات الفسيفسائية من موقع النبي هوري، وتم تجريف التربة في أكثر من 43 موقعاً أثريّاً ونبش القبور وتدمير المزارات الدينية.
ويتضح سعي دولة الاحتلال التركية إلى إزالة التاريخ ومحو هوية إقليم عفرين وخصوصيته الكرديّة، عبر تغيير المعالم التاريخيّة والحضارية، وفرض ثقافة مغاير عبر تغيير أسماء الساحات العامة والشوارع الرئيسية وبعض القرى وتتريك وتعريب القرى الكُردية، وتغيير ديمغرافيتها بتوطين العرب والتركمان بدلاً من السكان الأصليين الكُرد.
وفيما يتصل بالانتهاكات لحقوق الإنسان والجرائم بحق أهالي عفرين تتكرر جرائم القتل والخطف العشوائيّ، وبلغ عدد المختطفين 7457 مدنيا ولا يعرف مصير أكثر من 3500 مجهول مواطن ومواطنة، وتم نقل بعضهم إلى تركيا لمحاكمتهم.
كما تتواصل عمليات الاستيلاء بقوة السلاح على حقول الزيتون وكل أنواع الممتلكات من منازلٍ وحقولٍ وأراضٍ زراعيّةٍ ويتم التصرف بها بيعاً وشراءً للغرباء بأسعار زهيدة لا تتجاوز 2000 دولار عن كل منزل.
كما فرضت سلطات الاحتلال اللغة التركية مادة دراسية في المنهاج المدرسي، كما تحضر في كل تفاصيل الحياة اليومية، كما تفرض الثقافة وتفتتح المراكز الثقافية في مدينة عفرين، بالتوازي مع نشر الفكر المتطرف وفتح المدارس الإخوانية، بهدف إعادة صياغة ثقافة الإقليم وإيجاد تغييرات عميقة وذات آثار مديدة.
من جملة الانتهاكات وأعمال القتل والتهجير بحق أهالي عفرين
1ــ تهجير 300 ألف مواطن.
2ــ خطف 7457 مدنيا ومصير أكثر من 3500 مجهول
3ــقتل 612 مدنيا وجرح 691 بينهم 303 طفل و214 نساء
4ــقطع أكثر من 315600 شجرة زيتون وأشجار حراجية
5ــحوداث المفخخات والألغام 207
6ــحرق ما يزيد عن 12 ألف هكتار من الأراضي المخصصة للزراعة
7ــ تدمير أكثر من 28 موقعا أثريا و78 تل أثريّ
8ــ تدمير 64 مدرسة
9ــ الاستيلاء على أكثر من 250 منزل
10ــ سرقة الزيت والزيتون وبيعها في الأسواق الأوربية
11ــ سرقة 140 معصرة زيتون من أصل 300 معصرة
عدد السجون والمعتقلين:
لا تخلو قرية أو منطقة تابعة لفصائل الجيش الوطني من سجون غالبا ما تكون سرية، عدا عن سجون عامة نالت شهرتها وكأنّها مسالخ بشرية كسجن عفرين المركزي وسحن معبطلي وسجن جندريسه وغيرهم إضافة إلى سجن الراعي وسجون الشرطة العسكرية في إعزاز والباب وجرابلس ومدينتي تل أبيض ورأس العين.
ففي سجن عفرين يضم السجن بقواطعه الأربعة أكثر من 1200 سجين، حيث تقطن 350 إلى 450 سجين بينهم نساء وأطفال ويتزايد هذا في تزايد كل شهر.
ولا تتعدى كل مساحة السجن 800 م2 ومساحة القواطع وقسم الإدارة وباقي أجزاءه فيما حصة كل سجين أقل من نصف متر فقط.
أبرز السجون:
1ــسجن باسوطة، تديره مرتزقة فرقة الحمزات وبإشراف من الاستخبارات التركية عرف هذا السجن باسم القلعة نسبة إلى إحدى السجون في فترة العثمانيين أثناء احتلالهم مدينة دمشق، وتتواجد فيه كل أنواع التعذيب الوحشية من (البلانغو والكهرباء” والدولاب).
2ــسجن المحطة وسمي بالمحطة نسبة لكونه محطة للقطار أيضا تشرف عليه الاستخبارات التركية ويقع بالقرب من راجو، وأغلب المعتقلين فيه هم من أهالي راجو موباتا ميدانو أيضا يعرف بكونه من السجون السيئة الصيت.
3ــ سجن راجو أو ما يعرف بالسجن السلفي، من السجون الدينية القاسية ويمارس فيه التعذيب بشكل ممنهج ويفرض فيه الصلاة وقراءة القران والدروس الدينية يعامل فيه الكرد بأنّهم كفار.
4ــ سجن الاستخبارات التركية في راجو، ويعتبر أيضا من السجون السرية، وتديره وتشرف عليه الاستخبارات التركية لوحدها، ويعتبر السجن مكان للتحقيق وترحيل المعتقلين إلى تركيا.
5ــ سجن كوران، وهو سجن صغير عبارة عن أحد المنازل الواقعة على أطراف القرية تديره عناصر فيلق الشام الإرهابية أغلب المعتقلين فيه من أهالي قرية كوران وكفر صفرة وناحية جندريسه.
6ــسجن المواصلات، أيضا يعتبر من أسوأ السجون في مدينة عفرين، ويديرها عناصر الجبهة الشامية، ويعرف بسجن التحقيق أيضا تحدث العديد من شهود العيان والمعتقلين فيها عن التعذيب الشديد.
7ــسجن مدرسة الكرامة والتي تعتبر من أقدم المدارس في مدينة عفرين يمارس فيها شتى أنواع التعذيب وتديره عناصر فيلق الشام والاستخبارات التركية وفيها جناح للنساء.
8ــ سجن المحكمة ويقع بالقرب من مشفى آفرين الجراحي قديما وهو عبارة عن إحدى الأقبية التي تقع ضمن المحكمة القديمة وهو سجن خاص بالنساء.
9ــ سجن حاجز ترنده تديره وتشرف عليه الاستخبارات التركية ويعتبر أيضا من أخطر السجون التركية تمارس فيه كل أنواع التعذيب الجسدي والنفسي.
10ــ سجن مدرسة أزهار عفرين الخاصة تديره وتشرف عليه الاستخبارات التركية بشكل مباشر.
11ــ سجن مدرسة أمير غباري في وسط عفرين أيضا تديره وتشرف عليه الاستخبارات التركية.
12ــ سجن مدرسة قرية خراب شران أيضا قامت المجموعات الإرهابية بتحويلها إلى سجن.
13ــسجن مدرسة الاتحاد العربي في عفرين أصبح مقرا عسكري ويوجد فيه جناح خاص للسجناء تشرف عليه مجموعات الجبهة الشامية الإرهابية.
14ــ سجن شارع الفيلات في عفرين، وهو عبارة عن أحد المنازل المهجورة حوله عناصر أحرار الشرقية لسجن.
15ــ سجن الأشرفية، أيضا عبارة عن أحد المنازل التي استولت عليها مجموعات تابعه لتجمع عدل بقيادة المدعو أبو إدريس وتم تحويله إلى سجن سري.
16ــسجن عفرين أو كما يعرف باسم سجن معراته وهو قسمان مدني وعسكري
بالمجمل فإن تصريحات المدعو نصر الحريري وكل أعضاء “جوقة” الائتلاف تهدف إلى تجميل الاحتلال، وإخفاء الحقيقة، والتصالح مع واقع الانتهاكات خدمة لسياسة أنقرة، على حساب السوريين، وبخاصة المكون الكرديّ.