عفرين بوست ــ خاص
العلاقة بين تنظيم داعش الإرهابيّ والحكومة التركية هي مضمون عشرات التقارير الإعلامية، وقد أقر عشرات العناصر الأسرى من “داعش” بالدعم والاحتضان التركيّ لهم، وبعد انتهاء داعش جغرافياً في معركة الباغوز في 23/3/2019، اتخذ أحد شكلين، إما خلايا نائمة في المنطقة بالنسبة للعناصر غير المعروفة أو الفرار على مناطق الاحتلال التركي، وكان إقليم عفرين أحد أهم المناطق التي وصل إليها عناصر التنظيم الإرهابي، وانضموا إلى الميليشيات التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين وأسندت إليهم وظائف أمنيّة.
شعارات داعشية في مناطق الاحتلال التركيّ
في 22/3/2019 خرج المستوطنون في عفرين متظاهرين أمام مدرسة الاتحاد العربي مطالبين الميليشيات الإسلامية التحرك لنصرة الباغوز، حيث كان التنظيم الإرهابيّ يلفظ أنفاسه الأخيرة، وخلال التجمع ألقى مستوطن كلمة قال فيها: “جئنا من الغوطة إلى عفرين لنجاهد في سبيل الله، شوفوا إخواننا في الباغوز، كل يوم هناك ألف قتيل، ما في حدا يتكلم عنهم، نحن نطالب كل الفصائل التحرك لإنقاذ أهلنا في الباغوز”.
كما لم يكن مشهد خروج المتظاهرين في 25/10/2020 وتجمعهم في دوار نوروز في مدينة عفرين المحتلة وحرقهم للعلم الفرنسيّ بعد تحريض الرئيس التركي ضد فرنسا عابراً وبخاصة تداول شعار داعش “باقية… باقية” والمشهد نفسه تكرر في مدينة سري كانيه /رأس العين، وقبل ذلك خروج المتظاهرين في عفرين متضامنين مع عناصر داعش خلال معارك الجيب الأخير في بلدة الباغوز في آذار 2019. فكانت كلها مؤشرات واقعية لوجود عناصر “داعشيّة” في مناطق الاحتلال التركي، وكذلك وجود الحاضنة المجتمعية بين المستوطنين القادمين من مناطق سورية مختلفة.
أقنية وصول داعش إلى عفرين
وصول عناصر داعش إلى عفرين جرى عبر عدة أقنية منها أهمها: العملية العسكريّة التركية في منطقتي جرابلس والباب باسم “درع الفرات” حيث جرى التسليم بين الطرفين، وانضوى المئات من مسلحي داعش في صفوف الميليشيات الإسلاميّة وأهمها ميليشيا “الحمزات”، والقناة الثانية هي ميليشيا “أحرار الشرقيّة التي يتزعمها المدعو “حاتم أبو شقرا” والذي استقطب العشرات من أبناء المحافظات الشرقية إلى صفوفه، والقناة الثالثة هي العملية العسكرية التركية المسماة “نبع السلام التي بدأت في 9/10/2019 وهرب خلالها العديد من عناصر داعش إلى الأراضي التي تم احتلالها، فيما لعب سماسرة التهريب دوراً مهماً في إيصال عناصر داعش وسجنائهم من مدينة الباب إلى إقليم عفرين عبر الأراضي المحتلة أو الأراضي التركية.
أوضح مسؤولو الإدارة الذاتية أنّ 785 شخصاً “يتبعون المقاتلين الأجانب في تنظيم داعش” فروا من مخيم بلدة عين عيسى، التي تعتبر مركز الإدارة الذاتية لشمال سوريا.
وحسب بيان للإدارة الذاتية حينها فقد “هاجم عناصر داعش حراس المخيم، وفتحوا البوابات وهربوا”، وتؤكد معطيات لاحقة أن العملية جرى التخطيط لها من جانب الاحتلال التركي ومليشيا “أحرار الشرقية”، عبر قصف محيط المخيم وخلق حالة فوضى وفلتان أمنيّ، تتيح للمسلحين تأمين خروج آمن للداعشيات إلى مناطق مسلحي درع الفرات وعفرين.
مصادر عفرين بوست ترصد دواعش وسبايا إيزيديات في عفرين
ذكرت عفرين بوست أنها حصلت من مصادرها الخاصة على معلومات تفيد وجود عناصر أجنبيّة وسورية تنحدر من المحافظات كانوا سابقاً عناصر في “تنظيم داعش الإرهابي” وتم رصدهم في المناطق التي تسيطر عليها ميليشيا “أحرار الشرقية” في إقليم عفرين ــ ناحيتي راجو وجنديرس، وبرفقتهم 4 نساء كُرديات شنكاليات على الأقل.
وأوضحت المصادر أن إحداهنّ متزوجة من داعشي من جنسية غير سورية، وترفض العودة لذويها، بسبب وجود أطفالٍ ولدتهم نتيجة الزواج القسري، كما أنها تعرّضت لغسيل دماغ وهي في مقتبل العمر، وسلمت بالأمر أكثر منها اقتناعاً به! وعرف ذلك منها خلال التواصل معها والاستفسار من قبل بعض الخيرين حول إمكانيّة عودتهن لذويهن.
كما رصدت مصادر “عفرين بوست” وجود الإرهابيّ المدعو “أبو أحمد الأثريّ” وهو من أهالي المنطقة الشرقية ويشغل حاليّاً منصباً قياديّاً في “لجنة العلاقات العامة” لدى ميليشيا “أحرار الشرقية” في مدينة عفرين، وكذلك رُصد وجود عنصر داعشي من الجنسية “الألبانية” منضوٍ في صفوف ميليشيا “جيش الإسلام”، ويقيم حالياً في منزل المواطن الكُردي المهجرّ قسراً “يوسف إيبش” في قرية “قُدا” التابعة لناحية راجو.
عناصر من داعش في إقليم عفرين
في إعادة لتدوير استخدام عناصر تنظيم داعش الإرهابيّ، تم تسهيل انضمامهم إلى الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال، ومن جملة هؤلاء العناصر نذكر:
ــ عبدالله الجعشم إعلامي داعش
استقطبت ميليشيا “أحرار الشرقيّة عدداً من عناصر داعش وضمتهم إلى صفوفها ومنهم المدعو عبد الجعشم والملقب محمد الخابوري وكان كبير إعلاميي داعش في الرقة، فيما تؤكد مواقع إعلامية وجود أكثر من 30 مسلح ومتزعم موثقين بالأسماء ضمن صفوف ميليشيا “أحرار الشرقية”.
ــ الداعشي أبو يعقوب يتجول في بلدة راجو
في 22/11/2019 نقلت عفرين بوست عن مصدرين متضافرين أنّ المدعو “أبو يعقوب”، وهو “داعشيّ” معروفٌ، شوهد متجولاً في مركز ناحية راجو، باللباس المتعارف عليه لتنظيم داعش الإرهابي وعناصر القاعدة. كما شوهد مرة أخرى في “المحكمة العسكرية” التابعة للاحتلال مؤخراً، حيث أشارت بعض المواقع الإخبارية إلى عمله في أمنية راجو الذي يقودها المدعو خالد علوش “أبو سليمان” أحد متزعمي ميليشيا “أحرار الشرقية”.
وأشارت المصادر إلى أن بلدة راجو والقرى التابعة لها تعجُّ بعناصر “داعش” الذين يُظهرون انتماءهم للتنظيم الإرهابيّ، بارتداء الكلابيات القصيرة والمشي حُفاة بالشوارع، وبخاصة في صفوف ميليشيا “أحرار الشرقية” التي ينحدر معظم مسلحيها من المحافظات الشرقية.
المدعو “أبو يعقوب” كان من أوائل المنضمين لصفوف “داعش” ولعب دوراً كبيراً وخطراً بالإيقاع بأبناء محافظته أثناء فترة سيطرة “داعش”، وبعد معركة الباغوز” فرّ إلى مناطق الاحتلال التركي، ملتحقاً بميليشيا “أحرار الشرقية” في عفرين.
ــ الداعشي أبو خليل سائقٌ في عفرين
في 29/4/2020 ذكرت “عفرين بوست” أنها رصدت وصول سجناء من تنظيم داعش، كان تم تهريبهم قبل أيام من سجنٍ في مدينة الباب المحتلة، إلى مقر ميليشيا “فرقة الحمزة” الواقعة بالقرب من “مبنى الأسايش/سابقاُ” بمركز عفرين، بينما توجه عدد آخر إلى مناطق سيطرة الميليشيا في قرى ناحية راجو، وتحديدا إلى قريتي “بربنيه/بربند” و”كوليا”، للانضمام لعائلات مُقيمة هناك.
كما رصد مراسل “عفرين بوست” إقامة نساء من جنسيات مغاربية في مقر ميليشيا “لواء الشمال”، الكائن بمحيط مدرسة يوف العظمة على الأوتوستراد الجديد بحي المحمودية بمركز المدينة، وتم رصد داعشي آخر من عائلة “معرزافي/خان شيخون”، يقيم برفقة زوجته التونسية بقرية “عين دارة” التي تسيطر عليها ميليشيا “الحمزة”.
وأضاف المراسل أن داعشياً يدعى “أبو خليل” يقيم برفقة زوجته العراقية، في منزل يقع بجانب خزان المياه بحي الأشرفية، بحماية ميليشيا “أحرار الشرقية”، ويعمل سائق سيارة إسعاف لدى “منظومة “S.D.R” التي اتخذت من مبنى “وكالة أنباء هاوار\سابقاً” مقراً لها بحي عفرين القديمة.
ــ الداعشي”أبو حسنة” مسؤول أمني في عفرين
في 25/3/2020 ذكرت عفرين بوست أن المدعو “أبو حسنة” الأمني السابق في تنظيم داعش، الذي جندته الاستخبارات التركية في صفوف ميليشيا “أحرار الشرقية” يعمل حاليا في مدينة عفرين كمسؤول أمني لدى الميليشيا في الأوتوستراد الغربي بالمدينة. وقد استولى على عددٍ كبيرٍ من المنازل في مدينة عفرين وحقول الزيتون الواقعة بمحيط قناة المياه في حي المحمودية، ويأخذ السلع من المحلات بالسلب (السلبطة).
ــ “أبو البراء” الداعشي المزواج
في 22/3/2020 علمت “عفرين بوست” من مصادرها أن العنصر الداعشي المدعو “ابو البراء”، لا يزال يعمل كشرعي لدى ميليشيا “أحرار الشرقية”، ويقيم حالياً في مقر “أبو محمد شرقية”، بحي الأشرفية. وهو متزوج من ثلاث نساء إحداهن من تونس، ويعمل على تجنيد العناصر المتشددة لصالح الاستخبارات التركية لإرسالهم إلى ليبيا، للقتال إلى جانب حكومة الوفاق الإخوانية الليبية.
ــ أبو أسامة الشامي” داعشي باسم جديد في عفرين
في 9/11/2019 ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، حصوله على معلومات تفيد بوجود عناصر من “تنظيم داعش الإرهابي” في صفوف الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين. موضحاً أنهم غيروا أسماءهم وانتقلوا للقتال بصفوف ما يسمى الجيش الوطنيّ”، وذكر اسم المدعو “أبي أسامة الشامي”.
أبو أسامة الشامي من مواليد دمشق عام 1993 وانضم إلى جبهة النصرة عام 2012 في غوطة دمشق، ثم بايع “داعش” عام 2014 وقاتل في صفوفه في غوطة دمشق وريف السويداء”.
ونقل المرصد عن مصادر موثوقة أن “أبو أسامة الشامي” كان قيادياً داعشياً انتقل “عام 2016 إلى مجال الأمن الخارجي تابعاً لولاية دمشق، ثم خرج إلى إدلب عام 2017 واتبع دورة عسكرية في تركيا”. عاد بعدها باسم جديد (ب.غ.ع)، ليقاتل في صفوف الميلشيات التابعة لأنقرة بالعدوان على عفرين في كانون الثاني/يناير 2018”. وأكدت مصادر المرصد، الذي وصفها بالـ”موثوقة” أنّ الإرهابي “الشامي” انتقل للقتال في تل أبيض، ضمن القوات الخاصة في ميليشيا “الحمزات”.
ــ غسان جاموس: طبيب بايع داعش في عفرين
في 4/10/2019 تمكن مراسل “عفرين بوست” من رصد وجود طبيب داعش يدعى “غسان جاموس” أخصائي بالجراحة العظمية في مركز إقليم عفرين الكُردي المُحتل، وهو يُزاول مهنته منذ فترة ليست بالطويلة في “مشفى قنبر” الذي استثمر المستوطنون بعض أقسامه وغيروا اسمه إلى “مشفى عفرين المركزي الخاص” ضمن ساحة (آزادي/البازار القديم).
وأكد المُراسل أنّ المدعو “جاموس افتتح إلى جانب عمله بالمشفى، عيادة في جوار مدرسة “الثانوية الشرعية” بحي عفرين القديمة، ويزاول مهنته بشكل اعتيادي.
وكان المدعو” جاموس” قد أعلن مبايعته لتنظيم “داعش الإرهابي” بشكل رسمي وصريح عام 2015، وانشقاقه عن الميليشيات الإسلامية المعروفة باسم “الجيش الحر”.
وذكرت وسائل إعلامية عديدة قصة تحوّل الطبيب المتطرف وانضمامه إلى “داعش”، وتحت عنوان “الحملة العسكرية في سوريا تدفع بطبيب من المعارضة المعتدلة في إدلب للانضمام لتنظيم الدولة في الرقة” تحدثت صحيفة “القدس العربي في تقرير لها بتاريخ 7/10/2015، خبر التحاق المدعو “جاموس” بمناطق التنظيم الإرهابيّ شرق سوريا.
المدعو “غسان جاموس (39 عاماً) ينحدر من منطقة “طيبة الامام” بريف حماه الشمالي وتخرج من كلية الطب البشري ـت جامعة حلب عام 2004 مختصاً بالجراحة العظمية. وبعد الباغوز آخر معقل للتنظيم الإرهابي في بلدة الباعوز في 23/3/2091، أكدت مصادرة موثوقة لـ “عفرين بوست” وصول تكفيريين من “داعش” و”الإخوان المسلمين” إلى إقليم عفرين المُحتل، وقوبلوا بترحيب الاحتلال التركي والميليشيات التابعة له.
ــ انضم إلى ميليشيا الشرقية قادماً من العراق
وذكر موقع “العربية” في 1/1/2020 نقلاً عن المرصد السوريّ لحقوق الإنسان أن الميليشيا ضمت عنصراً من داعش هو (ن.ص.ح)، من أهالي مدينة الميادين، وبايع تنظيم داعش عام 2014، ونُقل إلى منطقة الأنبار في العراق، ثم إلى دير الزور، وتحديداً جبهة مطار دير الزور عام 2017، وبعد خفض الرواتب إلى 50 دولاراً، هرب إلى منطقة الباب بالتنسيق مع ابن خالة متزعم بميليشيا (أحرار الشرقية) وانضم إلى صفوفه وشارك بالعدوان التركي على شمال شرق سوريا، وهو مقيم حالياً في مدينة عفرين.
ــ داعشيان في ميليشيا “أحرار الشرقية”
في 15/12/2019 ذكر قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، حصوله على معلومات جديدة حول عنصرين سابقين من “داعش” ضمن مسلحي المليشيات الإسلامية التابعة لتركيا وتنظيم الإخوان المسلمين، وهما من أبناء منطقة الميادين بريف دير الزور الشرقي، وكانا في مليشيا “صدام حسين” التابعة لمليشيات ما يسمى “الجيش الحر” بمدينة الميادين، ثم بايعا “تنظيم داعش” لدى سيطرته على المنطقة. وأضاف المرصد، كانت مهمة العنصرين مرافقة دوريات التنظيم للتعريف على منازل الأشخاص المطلوبين أثناء المداهمات.
وقد ترك العنصران صفوف التنظيم وفرّا باتجاه مناطق سيطرة المليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين والاحتلال التركي عام 2017، والتحقا بميليشيا “أحرار الشرقية” وشاركا باحتلال عفرين مشيراً إلى وجودهما في منطقة جنديرس.
إعادة استخدام في جبهات متعددة
في 5/3/2020 عرضت “سكاي نيوز عربية” في الخامس مقاطع مصورة لمسلحين ينتمون إلى تنظيم داعش الإرهابي، يقاتلون إلى جانب جيش الاحتلال التركي في محافظة إدلب شمال غربي سوريا، في أحدث إشارة إلى استغلال تركيا للتنظيمات الإرهابية، وظهر المسلحون الذين يضعون أعلام داعش فوق زيهم العسكري باستعراض أمام جثة جندي من قوات النظام السوري.
وباتت تلك التنظيمات ركيزة الجيش التركي المحتل في أي هجوم بري في سوريا، وقد قامت بارتكاب جرائم حرب في جميع المناطق التي حاربت فيها مع الغزو التركي إن كان ضد قوات سوريا الديمقراطية والمكون الكُردي حين نفذوا إعدامات ميدانية، أو ما يقومون به من قتل على الطريقة الداعشية لمن يقع في أيديهم من أسرى.
والأخطر من كل ذلك هو تحقق المخاوف الدولية من بث الروح في جسد داعش وأمثاله على يد الجيش التركي، الذي بدد جهوداً دولية مضنية امتدت لسنوات للقضاء على أخطر التنظيمات الإرهابية في التاريخ الحديث.
وأكدت وقائع عديدة وجود علاقات بين تركيا وتنظيم داعش الإرهابي منذ سنوات طويلة، على الرغم من إنكار أنقرة علناً لوجود هذه العلاقة، وفي نوفمبر 2019، قالت وزارة الخزانة الأميركية إن هناك كيانات وأشخاص يمولون تنظيم داعش الإرهابي داخل تركيا ويقدمون له الدعم اللوجستي.
في 7/3/2020 ذكرت “عفرين بوست” بأنها علمت من مصادر في أوساط مسلحي الميليشيات الإسلامية، أنّ المخابرات التركية أشركت عناصر من “تنظيم داعش الإرهابي”، في معركة السيطرة على بلدة “الشيخ عقيل” بريف حلب الغربي. وهم ممن كانوا معتقلين في سجن “ماراتي/معراتيه”، وقد قُتل بعضهم، فيما أعيد من بقي إلى السجن.
نساء داعشيات هربن إلى عفرين
في 17/11/2019 ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، أنه حصل على معلومات جديدة بشأن ٤ مِن نساء عناصر “تنظيم داعش الإرهابيّ” كن مختبئات بمنطقة “كفر جنة” التي تأوي عدداً كبيراً من مسلحي مليشيا “أحرار الشرقية والغوطة الشرقية”. وبحسب معلومات المرصد السوري، فإن ميليشيا “الجبهة الشامية-الفيلق الثالث” يسيطر على المنطقة، وأن الميليشيا اعتقلت ٣ أشخاص تتراوح أعمارهم (٢٧ ــ ٥٥ عاماً)، بتهمة إيواء عناصر نسائيّة من تنظيم داعش بالمنطقة.
وأظهرت التحقيقات، أن مستوطناً من الغوطة الشرقية أوصل النساء الأربعة إلى المنطقة، دون تحديد تاريخ دخولهم، وقد أسكنهن في منزل القرية، وقد اُعتقل الغوطاني مع ثلاثة من أبناء عمومته، وأما النساء فقد اُعتقلن في مدينة إعزاز خلال توجهن لشراء بعض الأغراض، واعترفن بأنهن انتقلوا إلى كفرجنة بسيارة هيونداي.
في 22/12/2019 ذكرت عفرين بوست نقلاً عن وسائل إعلام تابعة للاحتلال التركي أن 5 نساء من الجنسية التركية وكن عناصر في تنظيم “داعش”، سلمن أنفسهن للسلطات الأمنية في معبر “جيلوة غوزو” بقضاء “ريحانلي” التابعة لولاية هاتاي، بعد هروبهن من مخيم الهول. وجاء الخبر متزامناً مع فرار 7 سجناء من عناصر داعش من سجن ماراتي التابع لميليشيا “الشرطة العسكرية”، في 20/12/2019، ليثبت أنّ العملية كانت تهريباً متعمداً.
شهادة صحف غربية
وكانت صحيفة الاندبندنت البريطانية، قد أكّدت في بداية مطلع فبراير/شباط العام 2018، أنّ تركيا جنّدت ودرّبت مسلحي تنظيم “داعش” للمشاركة في غزوة “غصن الزيتون” التي أطلقتها ضد عفرين بهدفِ القضاء على “الإدارة الذاتية”، ولاذ تكفيريو تنظيم “داعش” بالفرار من المناطق الشرقية، خشية الاعتقال والمحاسبة على الجرائم التي ارتكبوها خلال فترة ما سُمّي “الخلافة”.
وذكرت صحيفة الإندبندنت البريطانية المدعو “فرج” (32 عاماً) وهو مسلح سابق في “داعش” وينحدر من مدينة “الحسكة”، بالإضافة إلى أن أغلب المسلحين المشاركين بالحرب على عفرين، ينتمون إلى “داعش”، موضحةً أنّ القادة العسكريين الأتراك يحاولون تغيير الطرق السابقة التي اعتمدها مسلحو “داعش”، وعدم استخدام أسلوب العمليات الانتحارية والسيارات المفخخة، في قتالهم بعفرين.
وفي سبتمبر/أيلول 2018، نشرت صحيفة The Region مقالاً يشير إلى تعرض المدنيين في عفرين إلى تهديدات على غرار تهديدات “تنظيم داعش”، وأشار المقال إلى أن الميليشيات الإسلامية المسماة “الجيش الحر/ الجيش الوطني” تستخدم تكتيكات داعش لتهديد المدنيين. واستذكرت الصحيفة وجود اعتقاد بأنّ تركيا استخدمت أعضاء سابقين في داعش في “عملية غصن الزيتون”، وأنه في تسجيلات الفيديو لمسلحي “غصن الزيتون”، أنشد هؤلاء أناشيد داعش واستجوبوا المدنيين بخصوص ممارسات دينيّة ليحددوا عقيدتهم، وهددوا بقطع رؤوس “الأكراد الكفار”.
وختمت الصحيفة بالقول: “إن هذه الممارسات تؤكد التحذيرات التي أثارتها السلطات المحلية والناشطون بأنَّ غزو تركيا واحتلالها لعفرين سيخلق ملاذاً جديداً وآمناً للتطرف في سوريا.
مسرحيات الهروب تغطية على التهريب
في 23/1/2021 ذكرت عفرين بوست أنّ المناطق التي تحتلها تركيا وميليشيات تنظيم الإخوان المسلمين باتت ملاذاً آمناً لعناصر داعش الهاربين، وقد لجأ عدد منهم إلى إقليم عفرين المحتل انضوى في صفوف الميليشيات الإخوانية، والآخر أودع السجن على سبيل الأمانة ريثما يتم دفع المال المطلوب للإفراج عنه وتسهيل عبوره إلى الأراضي التركية،
أفاد مراسل عفرين بوست أنه علم من مصادر خاصة بأنه تم يوم الأربعاء 20/1/2021 تهريب معتقلين كانوا سابقاً عناصر مسلحين في داعش من سجن الشرطة العسكرية في بلدة راجو، وتفيد المعلومات أن العملية تمت عن طريق مسلحين من ميليشيا “أحرار الشرقية” الذين سهّلوا هروب المعتقلين. وكانت وجهة الهروب إلى الحدود التركية، ولم يتم التعاطي مع الحادثة من قبل الجهات الأمنية التابعة للاحتلال التركي والبحث عن الهاربين حتى الآن.
الواقع أنه لا توجد عمليات هروب حقيقية، بل هي تسهيل الخروج مقابل مبالغ مالية كبيرة جداً، ولكن يتم الإعلان عنها عبر مسرحية الهروب.
وقد سبق أن قام متزعم ميليشيا “أحرار الشرقية” المدعو “حاتم أبو شقر” بعمليات تهريب لمتزعمين قياديين من الصف الأول في داعش مثل كاسر الحداوي أحد قيادات داعش والمعروف لأهالي ديرالزور، وقام المدعو “الشقرا” بتهريبه بهوية مزورة مقابل 100ألف دولار، وكذلك المدعو “ماجد سليمان العيد” الملقب أبو فاطمة شنان مسؤول الدورات في القاطع الشمالي لدى داعش بديرالزور وتم تهريبه إلى أورفا التركية بعدما قامت أخته بتحويل مبلغ مالي كبير من دولة الكويت.
في 6/12/2019 هرب 10 سجيناً بينهم خمسة ينتمون لداعش – بينهم جنسيات غير سورية – من سجن ناحية راجو الذي تديره ميليشيا “أحرار الشرقية” بمنطقة راجو.
وفي 27/4/2020 تمكن ثمانية من سجناء تنظيم داعش، بينهم متزعمان، من الهروب من سجن الزراعة التابع لمليشيا “فرقة الحمزة” بمدينة الباب بريف حلب، لتكشف عن نشاط الجهاز الأمني لتنظيم “داعش”، في مختلف المناطق الخاضعة لسيطرة الاحتلال التركي، مستفيداً من الحماية التركية، ومن علاقاته الوثيقة مع الميليشيات التابعة له، سيما وأن التنظيم يمتلك ميزانية ضخمة، فيما تعاني تلك المليشيات من شح التمويل الذي باتت أنقرة عاجزة عن توفيره. وتصل المبالغ المدفوعة لتهريب سجين “داعشي” إلى 50 ألف دولار، ليتم التهريب عبر مشهد هروب تمثيليّ.
لا اختلاف سلوكي أو وظيفي
بالمجملِ فإنّ “داعش” يبقى مجرد اسم لتنظيم إرهابيّ أذاق الناس الويلات وفرض عليهم قوانينه القاسية والمجحفة، وقد استخدمت أنقرة الاسم للتهويل واستثمرته واحتلت منطقتي جرابلس والباب بزعم محاربته، فيما كان عناصر داعش ينضمون إلى الميليشيات الموالية لتركيا، كما تثبت الوقائع وشهادات الأهالي واعترافات من ألقي القبض عليه من عناصر التنظيم الإرهابيّ، أنهم غيروا ولاءاتهم وانتقلوا من صفوف ما يسمى “الجيش الحر” إلى “داعش” واليوم أضحوا مسلحين منضوين في ميليشيات ما يسمى “الجيش الوطنيّ”، ولم يطرأ أي اختلاف سلوكي أو وظيفي أو في الشعارات ولا في جهات الدعم، بل مجرد نقل للبندقية من كتف أخرى.