مايو 20. 2024

أخبار

مُلخص الاسبوع: استشهاد مواطن وحراك دبلوماسي مع ذكرى الغزو.. فيما الفساد يَسري في مجالس الاحتلال والتطرف يُدمر مَقابر الكُرد!

عفرين بوست-خاص

تواصل المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي انتهاكاتها المتواصلة بحق المدنيين في إقليم عفرين الكُردي التابع للإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، وفي هذا السياق رصدت “عفرين بوست” جملة من الوقائع التي حدثت خلال أسبوع، في الفترة المُمتدة ما بين الحادي عشر الى السابع عشر من يناير الجاري.

ومن أبرز الانتهاكات المرصودة هذا الأسبوع، تدمير مقابر كُردية في عدة قرى، إضافة الى استشهاد شاب في الرابع والعشرين تحت التعذيب، إلى جانب ملفات فساد لمجالس الاحتلال، والسرقة متواصلة عنوان للتحرير المزعوم من قبل الاحتلال التركي وميلشياته الإسلامية.

حراك مجتمعي مع قرب فاجعة الغزو..

تحت عنوان “عفرين في ظل الاحتلال التركي”، توجهت كلاً من “جمعية هيفي في بلجيكا” و”الهيئة القانونية الكُردية” لإلقاء مُحاضرة وندوة سياسية سينظمها البرلمان البلجيكي، وجاءت هذه الندوة بناءاً على دعوة من الكتلة البرلمانية لـ “حزب الشعب البلجيكي”، وحول ذلك، قال المحامي “حسين نعسو” من الهيئة القانونية الكُردية في تصريح خاص لـ “عفرين بوست” أن “الهدف من تنظيم هذه الندوة والقاء المحاضرة تحت عنوان “عفرين في ظل الاحتلال” في قاعة البرلمان البلجيكي، هو ايصال مُعاناة اهالي عفرين إلى الرأي العام البلجيكي والاوروبي، لفضح وتعرية جرائم وانتهاكات الاحتلال التركي ومرتزقته من فصائل ما يسمى (الجيش الوطني) بحق السكان الكُرد الآمنين”، ونوه “نعسو” أنها بمثابة “دعوة لأعضاء البرلمان البلجيكي وممثليهم في البرلمان الأوربي، للسعي والعمل على ممارسة الضغط على تركيا لإنهاء احتلالها لمنطقة عفرين والخروج مع مرتزقتها منها”.

إلى ذلك، نظمت الخميس، مجموعة من أبناء الجالية الكُردية في برلين، وقفة احتجاجية أمام السفارة الأمريكية في المانيا، بناءاً على دعوة مشتركة من “جمعية الدفاع عن الشعوب المهددة” و”حزب الوحدة-يكيتي”، تنديداً بالغزو التركي الذي أدى إلى احتلال عفرين قبل قرابة العام، حيث تصادف النكبة الأولى لاحتلال عفرين الثامن عشر من آذار مارس، وفي هذا السياق، قال الدكتور “كمال سيدو” لـ “عفرين بوست”: “التقى وفد من الجمعية وحزب الوحدة، تكون الوفد من صلاح علمداري ونوروز حسو بالإضافة إلى شخصين من جمعيتنا، مع الجانب الأمريكي وهي السكرتيرة الاولى للسفارة ومسؤولة قسم سوريا قسم الأقليات الدينية”، وأوضح “سيدو” لـ “عفرين بوست” أنهم قدموا مُذكرة من ستة صفحات بالإنكليزية، طالبوا فيها بإدانة الاحتلال التركي الإسلاموي لعفرين، وحث الدولة التركية إلى الانسحاب من عفرين والمناطق الأخرى في شمال سوريا، مُستطرداً: “كما طالبنا من الحكومة الأمريكية والكونجرس بالعمل لإنهاء التهديدات ضد مناطق شرق الفرات، بالإضافة إلى مطالبتنا بحماية دائمة للكرد والمكونات القومية والدينية الأخرى كالسريان الكلدان الآشوريين والأرمن والمسيحيين والإيزيديين والعلويين”، أما بخصوص المنطقة الآمنة، قال “سيدو”: “أشرنا أنها لا يمكن أن تكون تحت سيطرة تركيا والمجموعات القريبة منها، لان تركيا وأنصارها هم الذين يهددون امن السكان المدنيين في شمال سوريا وخاصة الكُرد والمكونات القومية والدينية الأخرى”.

الانتقام من الأجداد..

أقدمت الميليشيات الاسلامية التابعة للاحتلال التركي على تدمير شواهد القبور في مقبرة بلدة ميدانكي التابعة لناحية شران، وقامت أيضا بقطع الأشجار الحرجية المحيطة بالمقبرة والتي تكتسب صفة القدسية لدى سكان البلدة، وبلدة ميدانكي/Meydankê/ المُطلة على سد ميدانكي، تتكون من نحو 600 منزل، لم يعد اليها سوى 100 عائلة بعد احتلال عفرين في 18 من شهر آذار عام 2018، بينما تستوطن بقية المنازل عائلات مسلحي المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي من مناطق أرياف حمص وحماه ودمشق.

كذلك، تناقل ناشطون كُرد صوراً لتدمير مقبرة قرية آدما\ادمانلي التابعة لناحية راجو بريف إقليم عفرين الكُردي التابع للإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، وأكدوا أن ميلشيا “فيلق الشام” المعروفة بتبعيتها لجماعة الإخوان المسلمين السورية، حطمت شواهد القبور في مقبرة آدماEdema\ التابعة لناحية راجو، وسبق ان دمر مسلحو المليشيات وعناصر جيش الاحتلال مقابر الكُرد في قرى عديدة كـ (كفر صفرة – ممالا – سنارة – ميدانكي) وغيرها.

استيلاء وسطو..

قال مركز عفرين الإعلامي أن قوات الاحتلال التركي والمليشيات الإسلامية التابعة له، استولت على منازل مئات المدنيين الكُرد في حيِّ “الأشرفية” بمدينة عفرين، منذ احتلالها إقليم عفرين الكردي التابع للإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا في الثامن عشر من آذار العام المنصرم، وحسب المصدر، فقد “استولت قوات الاحتلال التركي على 130 منزلاً للمدنيين الكُرد في شارع (الفيل) بحيِّ (الأشرفية) في مدينة عفرين، وقال المصدر إن قوات الاحتلال التركي والمليشيات الإسلامية التابعة له طردت أصحاب تلك المنازل منها، ثم استولت عليها، وأضاف المصدر ذاته أن “كافة محتويات تلك المنازل، بالإضافة إلى محتويات وأبواب المحلات، نُهبت وسُرقت”.

من جهتها، أكدت “منظمة حقوق الأنسان في عفرين” الاثنين، أن المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي اقتحمت منزل مواطن كردي بمركز إقليم عفرين الكُردي، وقالت المنظمة: “اقتحمت العناصر المسلحة التابعة لفصيل أحرار الشرقية المنضوية ضمن إطار الجيش السوري الحر بتاريخ 03/01/2019 منزل المواطن عبد القادر من أهالي قرية جولاق التابع لناحية جنديرس والكائن في مدينة عفرين جانب الثانوية التجارية وقاموا بطرد العائلة واستولوا على كافة محتويات المنزل بحجة أن ملكية العقار مسجلة باسم أبنتهم التي تقيم في حلب”، مردفةً: “علما بأن المنزل المذكور تشغله العائلة المؤلفة من الأب (الوالد) والأم وأبنها وابنتها الأخرى، وبالرغم من مناشدتهم ومطالبتهم من عدة جهات مسؤولة ولتاريخ اليوم لم يستطيعوا استرجاعه وما زالوا مشردين لدى بعض الأقارب والأهالي الخيرين”، وتعمل المليشيات الإسلامية على السطو المسلح على منازل المُهجرين الكُرد من عفرين سواء الى الشهباء او حلب او غيرها، بحجة غياب أهلها، حيث يفضل مئات آلاف العفرينيين العيش في ظروف التهجير القاسية وضمن مخيمات الشهباء، على العودة للحياة في ظل المليشيات الإسلامية التي تحتل أرضهم.

ترسيخ للتغيير الديموغرافي..

بحجة القتال بين النصرة و الزنكي، ادخل الاحتلال التركي أعداد كبيرة من مسلحي المليشيات الإسلامية برفقة عائلاتهم للاستيطان في قرى عفرين الكردية، قادمين من ريف حلب الغربي ومن ادلب وريفها، وبحسب مصادر محلية وصل حوالي ثلاثة آلاف مسلح من حركة نور الدين الزنكي مع عائلاتهم إلى ناحية جنديرس، فيما وصل عدد منهم لقرى ناحيتي راجو وبلبلة، وفي ذات السياق، أكدت مصادر خاصة لـ “عفرين بوست” السبت، أن مسلحي المليشيات الإسلامية التابعة لقوات الاحتلال التركية اقتحمت قرية كيلا في ناحية بلبلة\بلبل بريف إقليم عفرين الكُردي، وأشارت أن مسلحي ميليشيا “نور الدين الزنكي” التي هزمت خلال الأسبوع الماضي، أمام مسلحي هيئة تحرير الشام\فرع القاعدة السوري، قد اقتحمت قرية كيلا\كيلانلي التابعة لناحية بلبل، وقاموا بأعمال سطو مُسلح ونهب طالت منازل السكان الكُرد الآهلة بالسكان، وأفادت مصادر أن المسلحين اقتحموا مساء السبت، منزلين اثنين، من كبار في لسن، وسطوا تحت تهديد السلاح على أموال ومصاغ ذهبية، إضافة إلى استمرار أعمال السطو المسلح والسلب في الحي التحتاني من قرية (كيلا تحتاني).

من جانبها، قالت وسائل اعلام موالية للمليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي الاحد، أن ألف مسلحي من ميلشيا “أحرار الشام الإسلامية”، ومليشيا “جيش النصر” وصلوا من ريف حماة إلى عفرين، بموجب اتفاق مع “هيئة تحرير الشام” بعد دخولها إلى المنطقة وفرض سيطرتها، ما اثار مخاوف مراقبون كُرد من عمليات التدفق المتواصل من قبل مسلحي المليشيات الإسلامية بحجة الفرار من القتال مع جبهة النصرة، حيث أكدت جهات وأحزاب كُردية أنها تنفيذ لمخطط تركي، لزيادة عدد المستوطنين في عفرين، الذين يتشكلون في غالبيتهم من عوائل المسلحين، وقالت تلك الوسائل أن هؤلاء المسلحين هم من مجموع 2700 مسلح، ممن يتجهزون للخروج إلى مناطق ريف حلب الشمالي، مُبررة تدفق المستوطنين الى عفرين بعدم ثقتهم بـ ”تحرير الشام” بعد فرض سيطرتها على مناطق كانت تحتلها المليشيات الإسلامية بريف حلب الغربي وريف ادلب.

وعلى صعيد ترسيخ الاستيطان، قالت وسائل إعلام موالية للمليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي الاحد، أن مستوطنين افتتحوا دائرة للسجل المدني في إقليم عفرين الكردي التابع للإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، وبحسب مكتب تابع لمستوطني دير الزور في عفرين، فإن عدد تلك العائلات المستوطنة يبلغ نحو ألف عائلة، يعود غالبيتها لمسلحي مليشيات مُتطرفة كـ (أحرار الشرقية وجيش الشرقية) وغيرها، وهي مليشيات سيئة الصيت ونشرت السرقة والنهب في المناطق والقرى التي تحتلها بإقليم عفرين، ويؤكد ناشطون من عفرين مساعي الاحتلال التركي لتزوير الحقائق والعمل على إحداث دوائر نفوس وسجلات مدنية للمستوطنين في عفرين، بغية دمجهم مع السكان الأصليين من الكُرد في الإقليم، ويؤكد هؤلاء بأن هذه الخطط قد تكون بالتنسيق مع النظام السوري، كونه عمل سابقاً على تنفيذ مخططات مُماثلة للتغيير الديموغرافي، بائت بالفشل، ويشير هؤلاء أن الاحتلال يسعى إلى استصدار بطاقات تعريف جديدة لا تميز بين السكان الأصليين من الكُرد والمستوطنين، الذين سيمكن تزويدهم ببطاقات تعريف جديدة تنسبهم إلى عفرين، بحجة ضياع او تلف او احتراق ثبوتياتهم، إضافة إلى تسجيل مواليد المستوطنين الجدد على أنهم من ولادة عفرين.

وفي الصدد، قال المكتب الإعلامي لحزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا-يكيتي: “سياسات أنقرة تلك ومطامعها من خلال تصريحات مسؤوليها الشوفينية والهجومية، ومن خلال تهديدات تركيا باجتياح مناطق شمال شرق سوريا، وممارساتها في منطقة عفرين المحتلة، إذ يتصدرها تغيير ديمغرافي ممنهج وقمع واضطهاد متواصل، حيث أن ألاف من مسلحي إدلب المهزومين مؤخراً أمام هجمات جبهة النصرة (المصنفة إرهابية) قد دخلوا المنطقة مع عوائلهم، وأُسكنوا في منازل شاغرة وغير مكسية بمدينة جنديرس وغيرها، وبعضهم في مخيمات، بتخطيط تركي، إضافةً إلى جملةٍ من انتهاكات وجرائم يومية”، مستعرضاً إلى مجموعة من القرى التي يطالها التغيير الديموغرافي.

وأعد “عفرين بوست” تقريراً عن إقامة الاحتلال التركي لـ “قاعدة عسكرية” في قرية تللف التابعة لناحية جنديرس في إقليم عفرين الكردي، ضمن منازل سكان القرية الواقعة على قمة التلة، مع منع سكانها من العودة إلى ديارهم، والسماح للمستوطنين بدخولها والاستيطان فيها، ونقل مراسل “عفرين بوست” عن أحد سكان القرية قوله: “أقيم وعائلتي منذ احتلال قريتنا في مدينة عفرين، حاولنا مرارا العودة إلى بيوتنا وتوجهنا أكثر من مرة إلى حاجز ميليشيا “الحمزة\ينحدر غالبية مسلحيها من التركمان” للسماح لنا بالعودة، وفي كل مرة كنا نُجابه بالرفض، بحجة أن الجنود الأتراك لا يسمحون بذلك”، كما تقدم أهالي القرية المهجرون في القرى المجاورة ومدينة عفرين، بشكاوىً إلى المجلس الاحتلال المحلي في عفرين، بغرض التوسُّط لدى جنود الاحتلال، دون جدوى، وتمكنت 12 عائلة كُردية فقط من العودة إلى “الحي التحتاني” من القرية، من مجموع 65 منزلاً تتشكل القرية منها، ودفعت تلك العائلات مبالغ مالية طائلة لحاجز القرية التابع لميليشيا “الحمزة” لقاء السماح لهم بالعودة إلى منازلهم، واستجلبت قوات الاحتلال التركي وميليشياته رعاة غنم إلى القرية في وقت سابق، حيث قاموا بنصب الخيام في ميادين القرية للإقامة فيها، ويعمد هؤلاء الرُعاة إلى رعي قطعان مواشيهم بين حقول الزيتون بشكل جائز، ما تسبب بالحاق أضرار بالغة بالحقول الزراعية في القرية.

نهب الزيتون الكردي ونسبه للمستوطنين..

خرجت خلال الأسبوع الماضي تقييمات عديدة للمبالغ التي سرقها الاحتلال التركي والمليشيات الإسلامية من موسم الزيتون الكردي في عفرين، وقال المكتب الإعلامي لحزب الوحدة أن انتاج كمية الزيت التقديرية في عفرين تبلغ /3/ مليون تنكة بوزن /16/كغ، وأن إجمالي خسائر الضياع وفرق السعر حوالي /105/ مليون دولار، عدا التكاليف المختلفة”.

بدورها خصصت مجلة “لوبوان” الفرنسية ملفاً كاملاً لـ “تخلي الغرب عن الاكراد” تحت عنوان “مأساة الاكراد”، الى جانب تحقيقات كشفت كيف “قامت تركيا بنهب محصول الزيت في عفرين، وقد بلغت قيمته 130 مليون يورو العام الماضي، بعد ان هجّرت انقره 200 ألف كردي من المنطقة لدى استيلائها عليها في 18 من آذار/مارس الماضي، خلال عملية أطلق عليها، يا للمفارقة،” تقول “لوبوان”، اسم “غصن الزيتون”، وتشير “لوبوان” إلى أن “عائلات عفرين الكُردية، التي لجأت الى فرنسا، تستعد لتقديم شكوى ضد تركيا بتهمة التطهير العرقي لأكراد عفرين من خلال الخطف والتعذيب والنهب الممنهج وهي جرائم يمكن إدراجها تحت خانة الجرائم ضد الإنسانية” تقول “لوبوان”.

فيما دعا عضو البرلمان السويسري بيرنهارد غول حكومة بلاده والبرلمان إلى إجراء تحقيق في صفقات مشبوهة لنظام الرئيس التركي رجب طيب اردوغان يقوم من خلالها بتمويل التنظيمات الإرهابية في سورية، ونقلت صحيفة بيبلكو الاسبانية عن غول قوله في رسالة وجهها إلى البرلمان السويسري إن “هناك عمليات تجارية غير مشروعة عبر بيع زيت الزيتون المسروق من منطقة عفرين شمال سورية والتي تحتلها قوات النظام التركي إلى دول أوروبية عدة” مؤكدا أنه “لا يهم إذا كانت الوجهة النهائية هي إسبانيا أو ألمانيا ولكن في رأيي من المهم للغاية أن تقوم الدول التي تقوم باستقبال البضائع التركية بإجراء تحقيق جنائي تحدد فيه الشركات التي تتعامل بتجارة الزيتون أو الزيت المسروق وفي حال ثبت أنه يباع كأنه زيت تركي فهو خرق واضح للقوانين”.

ولعل أكثر ما اثار استهجان العفرينيين، كان أن وصل الزيت العفريني المنهوب من قبل الاحتلال التركي والمستوطنين المرافقين للمليشيات الإسلامية، إلى الأسواق الخليجية بطريقة مستهجنة، عندما نسب المستوطنون الزيت الكردي لأنفسهم، حيث تفاجئ الأربعاء، أحد أهالي عفرين المقيمين في السعودية بعبوات زيت الزيتون معروضة في احدى أسواق السعودية ومصدرها من جبال عفرين حسب المعلومات المكتوبة على العبوة، حيث توضح الصورة التي لقطت من مدينة الطائف السعودية، أن الشركة التي قامت بتعبئة الزيت العفريني المنهوب وتصديره إلى الأسواق السعودية هي مؤسسة “محمد سمير التتان” المسجلة في /سوريا-حماه/ وجرى تصدريها خصيصا لشركة “بركات الغوطة” التجارية في السعودية، وفي تعليق لها حول “وصول زيت عفرين المنهوب إلى الأسواق الخليجية والأوروبية”، استهجنت الصحفية الكُردية، “أمينة مستو” ذلك، وقالت لـ “عفرين بوست”: «بعد فشل كل المحاولات لحماية ربع الموسم على الأقل من السرقة، كان أبي الأكثر حظاً كونه لم يغادر عفرين واستطاع أن يحمي بعض التنكات للمونة بعد أن استولى المسلحون على كل موسم المنطقة»، وأضافت مستو أن «الصدمات تتوالى على المواطنين الذين يعيشون في أوربا ودول الخليج، وهم يرون زيت أهلهم المسروق في الأسواق بشركات تركية أو شركات تابعة لمستوطنين من الغوطة وغيرها من مناطق التسوية في سوريا».

الخطف يتواصل..

واصل جيش الاحتلال التركي وميليشياته الإسلامية انتهاكاتهم ضدَّ المدنيين العزّل في عفرين المحتلة، وقالت مصادر إعلاميّة كُردية، الأحد، إن مسلّحي مليشيا “العمشات” اختطفت 3 مدنيين في ناحية “شيه” بريف عفرين، وهم (أحمد كعلو- 27 عاماً، وليد جوجو- 24 عاماً، محمد كوجر- 36 عاماً).

محو خصوصية عفرين الكردية..

أظهر مقطع مُصور حصلت عليه “عفرين بوست” أن المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي قامت برسم شعاراتها على واجهات المحال التجارية التي قامت بالاستيلاء عليها من ملاكها الكرد في شارع السرفيس بحي الاشرفية بقلب إقليم عفرين الكردي التابع للإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا.

وعلى صعيد آخر، ذكرت مصادر خاصة لـ “عفرين بوست” أن مجلس الاحتلال المحلي فرض على موظفيه استصدار بطاقة التعريف التي يحاول الاحتلال التركي فرضها على العفرينيين كبديل عن الهوية السورية في التعاملات الرسمية، وأشارت أن الموظفين الذين قد يمتنعون عن استصدار بطاقة التعريف تلك، سيصار إلى قطع مرتباتهم، وأنه يجري الحصول على وصل لبطاقة التعريف مقابل مبلغ 500 ليرة سورية، فيما يتم استقاء المعلومات من الهويات النظامية أو دفاتر العائلة، وأشارت المصادر أن الاحتلال التركي وميلشياته الإسلامية يمنعون المواطنين من التنقل عبر حواجز الا بموجب البطاقة الجديدة، وذلك لدفع السكان الأصليين من الكُرد، والمستوطنين إلى استصدار هذه البطاقة.

من جهتها، قالت “منظمة حقوق الإنسان في عفرين” الإثنين، أن مجالس الاحتلال تقوم “بإصدار بطاقات إلكترونية شخصية للسكان الأصليين والمهجرين إليها باللغتين العربية والتركية، وربط السجل المدني مع ولاية (هاتاي)” (وتقصد بالمهجرين “المستوطنين” من عوائل المليشيات الإسلامية)، وقالت المنظمة أن “الهدف من هذا الإجراء هو توطين المهجرين إلى منطقة عفرين، واعتبارهم من السكان الأصليين”، متابعة بالقول: “هذا ما سيؤدي بالنسبة للمهجرين إلى عدم التفكير بالعودة إلى ديارهم وممتلكاتهم” في مناطقهم الأصلية”، واعتبرت المنظمة هذا الإجراء خطوة أولى لعملية التغيير الديموغرافي وشرعنته حسب القوانين والتشريعات الصادرة عن حكومة الاحتلال التركي.

عام والجراد لم يشبع..

في سياق استمرار عمليات السرقة التي بدأت منذ عام ولم تنتهي بعد، أقدمت مجموعة مسلحة من ميليشيا “الحمزة” الإسلامية التابعة للاحتلال التركي، على مداهمة منزل مواطن كُردي في مدينة عفرين، وسلبت منه مبالغ مالية كبيرة تحت تهديد السلاح، وأفاد مراسل “عفرين بوست” في المدينة أن مسلحين يتبعون لميليشيا “الحمزة” الاسلامية أقدمت على اقتحام منزل المواطن الكردي “مصطفى عبد القادر قدو” الكائن في قرية “ترنده\الظريفة” القريبة من مركز المدينة، ووجهت الأسلحة إلى رأسه وزوجته مهددين إياهما بالقتل في حال حاول الاستنجاد بالجيران، وأشار المراسل أن مسلحي المليشيا تمكنوا من سلب العائلة الكردية مبلغ /6/ ملايين ليرة سورية، علاوة عن تشليح زوجته عدد من المصوغات الذهبية.

الفساد في مجالس الاحتلال..

علمت “عفرين بوست” الأربعاء، من مصادر مطلعة على أن المجلس المحلي التابع للاحتلال التركي في مدينة عفرين، تقدم بطلب مبالغ مالية طائلة لدى جمعية خيرية لتغطية نفقات المحروقات والمدارس، وفي تفاصيل الخبر وصلت لـ عفرين بوست” معلومات تفيد بأن المجلس المحلي التابع للاحتلال التركي برئاسة المهندس، محمد سعيد سليمان، تقدم بطلب خطي إلى جمعية الرحمة الخيرية، يدعي حاجته إلى مبلغ 220 ألف دولار لتغطية نفقات سد ميدانكي ومدارس الإقليم من مادة المحروقات، وكذلك طلب مبلغ 180 ألف دولار لتغطية المستلزمات المدرسية من كتب وألبسة لطلاب المدارس في اقليم عفرين الكُردي التابع للإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، وأكدت المصادر أن الجمعية المذكورة رفضت الطلب كونه يتضمن مبالغ خالية وكذلك قلقها من حصول عمليات نصب واحتيال يعتزم المجلس القيام بها.

في السياق ذاته، يتداول المواطنون انباء عن اتهامات عدة تدور حول فساد رئيس المجلس المحلي لناحية راجو، المدعو فاضل هورو، الذي عينته الاستخبارات التركية في ذلك المنصب، حيث تتردد أنباء عن قيامه بالاستيلاء على محاصيل الزيتون العائدة للمهجرين من أهالي الناحية وكذلك اقدامه على عقد صفقات شراء للزيت المسروق مع الميليشيات الإسلامية وبالتحديد مع ميليشيا “أحرار الشرقية”.

العفرينيون يعايشون إرهاب المليشيات الإسلامية..

وقع انفجار الثلاثاء، في مدينة عفرين مساءاً بالقرب من مركز الاسايش السابق في حي المحمودية، ناجم عن تفجير عبوة ناسفة بسيارة فان من نوع هيونداي، وقال ناشطون أن التفجير الذي حصل في حي المحمودية بعفرين، استهدف مقراً لمليشيا “فرقة الحمزة” التابعة للاحتلال التركي، مشيرة في هذا السياق إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف المسلحين، وأظهر مقطع مصور بثه ناشطون سيارة وقد تم تدميرها بشكل كامل، إضافة إلى انتشار الفوضى والتسيب في صفوف مسلحي المليشيات الإسلامية.

كذلك، قُتل الأربعاء، مسلحان من الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي، في اقتتال داخلي فيما بينهم وقع وسط مركز إقليم عفرين الكردي التابع للإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، وأفاد مراسل “عفرين بوست” أن اقتتالاً داخلياً نشب فجر الأربعاء، بين ميليشيا “جيش الإسلام” المَطرودة من غوطة دمشق من جهة، ومليشيا “أحرار الشرقية” التي ينحدر غالبية مسلحيها من ريف دير الزور من جهة أخرى، ونوه المراسل أن الاقتتال جرى بالقرب من دوار القبَّان، بمحيط الجسر الجديد وسط عفرين، ما أسفر عن سقوط قتيلين من مليشيا “احرار الشرقية”، دون تكشف أسباب الاقتتال، التي من المُرجح أن تكون نزاعاً على السطوة والنفوذ، إذ عادةً ما تقتل المليشيات على تقاسم مسروقات أهالي عفرين، أو على أحقية إقامة الحواجز وفرض الأتاوات على السكان الأصليين.

حق الحياة غير مُصان..

عثر مواطنون يوم الثلاثاء، على جثمان المواطن الكُردي “عكيد محمد شيخ حسن”، وهو مَرمي بين حقل زيتون عائدةٍ له، في سهل قرية آفرازي بالقرب من منطقة زرافكي، وذلك بعد فترة اختفاء طالت ثلاثة أيام، وبحسب مصادر خاصة لـ “عفرين بوست” أن الشاب “عكيد” خرج من منزله قبل أربعة أيام إلى مدينة عفرين لتسجيل حضوره لدى محكمة عفرين، ولم يعد بعدها، إلى أن عثر مواطنون على جثته مَرمية قرب سيارته في حقل الزيتون العائد له، وأكدت تلك المصادر أن “عكيد” كان في الفترة الماضية، معتقلاً لدى الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي، والتي فرضت عليه زيارة المحكمة لتسجيل وجوده في الإقليم، ولم تتوضح بعد ملابسات استشهاده والجهة التي تقف ورائها، والمواطن عكيد /24عاماً متزوج ولديه ولدين، وهو من أهالي قرية آفرازي التابعة لناحية موباتا/معبطلي، ويشير التضيق الذي مورس على عكيد واختطافه السابق من قبل المليشيات الإسلامية بأصابع الاتهام إلى المسلحين التابعين للاحتلال التركي، خاصة أنهم الجهة المسؤولة حالياً عن سلامة المواطنين الكُرد، بعد أن فرضوا أنفسهم بقوة السلاح التركي على أهالي المنطقة الكردية، وانهوا بذلك حالة الأمن التي كانت تعيشها عفرين إبان حكمها من قبل “الإدارة الذاتية” الكُردية.

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons