عفرين بوست ــ بوست
تسعى ميليشيات تنظيم الإخوان المسلمين إلى إيجاد تغييرات عميقة في ثقافة مجتمع عفرين عبر نشر الفكر المتطرف من خلال الدروس الدينية، وفي قرية شيخوتكا تجبر ميليشيا “جيش النخبة” الأطفال والأهالي حضور الدروس الدينية، والترويج للقدوم الوشيك لجبهة النصرة واحتلال القرية بدلاً منهم.
أفاد مراسل عفرين بوست بأن مسلحي “ميليشيا جيش النخبة” يضيّقون الخناق عبر الممارسات اليومية على أهالي قرية شيخوتكا التابعة لناحية موباتا/معبطلي، ويُوجدون لذلك ذرائع مختلفة.
وذكر المراسل أن الميليشيا تجبر الأهالي وبخاصة الأطفال على حضور الدروس الدينية في مدرسة القرية وجامعها لتعلم القرآن. وفيما أغلقت سلطات الاحتلال التركي المدارس وأوقفت عملية التعليم بسبب جائحة كورونا، فإن الدروس الدينية لم تخضع للحظر ولازالت مستمرة.
وأشار المراسل إلى أن أحد المسلحين ويُدعى “أبو عمار” أنبأ الأهالي أن “جبهة النصرة قادمة إلى منطقة عفرين، وأضاف: “نريد منكم أن تتعلموا كي تكونوا مقبولين لدى النصرة”.
ومن الجدير ذكره أن الشرعي البارز في جبهة النصرة المدعو عبد الله المحيسني يرافقه المدعو مصلح العليا قد زارا عفرين في وقت سابق، والتقيا متزعمي ميليشيا فيلق الشام. وجاءت زيارته موازاة الجهود التركية لتعويم “النصرة” التي تقود هيئة تحرير الشام، وإخراجها من مأزق التوصيف بالإرهاب من جهة وكذلك تجنيبها النتائج المحتملة لاستمرار الحملة العسكرية الروسيّة في محافظة إدلب.
في سياق حملات التضييق والسعي لنشر التطرف، نشر عفرين بوست في الثاني من يناير/كانون الثاني أن مسلحي ميليشيا “جيش النخبة” يجبرون تحت تهديد السلاح الرجال من أهالي قرى (شيخوتكا، عمارا أومر سمو زيتوناك، كردو، عبودان، ميدانكي) على ارتياد الجامع والصلاة سواء في يوم الجمعة أو الصلوات في مواقيتها اليوميّة، ويصفون أهالي هذه القرى بأنهم خنازير وكفرة. وكل من يرفض الذهاب للجامع ومن لم يتعلم فالسجن هو مصيره. وقد بدئ بتطبيق هذه الإجراءات منذ خمسة أيام.
وفي قرية شيخوتكا نادى مسلحو ميليشيا “النخبة” على الأهالي عبر مكبر جامع القرية وطلبوا منهم الاجتماع في ساحة القرية بأمر من متزعم الميليشيا النخبة بالقرية المدعو “أبو نصر”، ليصدر إليهم بأمر الصلاة ووصف أهل عفرين “بالكفار والخنازير” وقال: “جئنا إليكم لإرشادكم إلى طريق الصواب، وبحال امتناعكم عن الصلاة سنستعمل القوة معكم”.
ويذكر أن المدعو “أبو نصر” متزعم ميليشيا “النخبة” في قرية عمارا ينحدر من سهل الغاب وكذلك أغلب مسلحيه من ريف حماه، وأما إمام الجامع فهو من أبناء حي الحاضر في مدينة حماه، المعروف بأنه كان حاضنة تنظيم الإخوان المسلمين في الثمانينات، وكان عنصراً مسلحاً في الميليشيا، إلا أنه توقف عن العمل العسكري بسبب إعاقة جسديّة نتيجة إصابته خلال المعارك التي شارك فيها، ويبدو أنه تفرغ من القتال للزواج، إذ تزوج حتى تاريخه سبع مرات، وطلق أربع نساء، ولديه شقيق هو عضو بارز في جبهة النصرة.