عفرين بوست-خاص
تواصل المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين ممن تسمي نفسها بـ” الجيش الوطني السوري\الجيش الحر”، انتهاكاتها بحق السكان الأصليين الكُرد في إقليم عفرين الكُردي المُحتل، التابع لـ “الإدارة الذاتية في شمال سوريا” سابقاً.
وفي هذا السياق رصدت “عفرين بوست” جملة من الوقائع التي حصلت خلال الفترة من الأول ولغاية الثامن من يناير/كانون الثاني، (علماً أن هذه الانتهاكات ليست إلا ما تمكنا من توثيقه، وهي لا تتعدى أن تكون غيضاً من فيض الاحتلال!).
وفيما يلي الملخص الأســـبوع:
- أكثر من خمسين حالة وفاة لمسني عفرين، وتسجيل نحو 150 إصابة بقريتي عشونة وزفنكي بناحية بلبل
- قطع نحو 320 شجرة زيتون في قرية بابليت ومعرسكة في تواريخ متفاوتة. والاستيلاء على 200 شجرة أخرى في قرية جومكي.
- الخطف: متابعة ملفات مختطفين سابقين لا زال مصيرهم مجهولاً. وظاهرة اختطاف العوائل والقاصرين
- اشتباك بين مسلحي على خلفية محاولة سرقة درات نارية،
- التطرف: سلوكيات متطرفة من رجال الدين المستوطنين منها فتوى تحريم صلاة الجنازة على المتوفين الكرد بذريعة كفرهم، واستمرار النشاطات المشبوهة لنشر التطرف تحت ستار بناء المساجد. وس
- النساء: ظاهرة الزواج القسري والاختطاف
- مقتل شخص وإصابة تسعة آخرين في تفجير جنيرس
بينما التفاصيل على الشكل التالي:
حالات وفاة:
في الرابع من يناير/كانون الثاني أفاد مصدر طبي مطلع لـ “عفرين بوست” أن وباء كورونا يفتك بأهالي إقليم عفرين المحتل، وبخاصة المسنين والمسنات منهم، في ظل انعدام الثقة بالمؤسسات الطبية التي تديرها سلطات الاحتلال التركي، علاوة على صعوبات التنقل بين الريف والمدينة نتيجة فقدان الأمن وتفشي اللصوصية والإجرام. وأشار المصدر إلى أن وباء كورونا تفشى بين سكان قريتي عشونة وزفنكي التابعتين لناحية بلبل، وتم تسجيل نحو 150 حالة إصابة في القريتين منوها أن أغلبية الكبار بالسن المصابين توفوا نتيجة المرض.
وأضاف المصدر الطبي أن أكثر من خمسين مسناً ومسنة توفوا في مركز الإقليم وريفه خلال الفترة الممتدة بين نهاية شهر تشرين الثاني ونهاية ديسمبر عام 2020.
ويشكل الكبار بالسن النسبة الأكبر من المواطنين الذين عادوا لديارهم عقب احتلال الإقليم من قبل القوات التركية وميليشيات تنظيم الإخوان المسلمين” الجيش الوطني”، ويقدّر عدد السكان الأصليين في مركز الإقليم وريفه بنحو 125 ألف نسمة، أغلبهم من المسننين، مقابل نحو 550 ألف نسمة من المستوطنين الذي جلبهم الاحتلال التركي من مناطق الصراع السورية وفق صفقات آستانا بين تركيا وروسيا وإيران.
الاختطاف وعمليات الابتزاز..
في الثاني من يناير/كانون الثاني نشر عفرين بوست أنه في خطوة تصعيدية غير مسبوقة في تعاملها مع العشائر العربية، أقدمت سلطات الاحتلال التركي على اعتقال وجيه عشيرة البوبنا العربيّة، إضافة لعدد من المواطنين الكُرد بإقليم عفرين المحتل لتختم انتهاكاتها وجرائهما لعام 2020. وأفاد مراسل عفرين بوست بأن ميليشيا “الشرطة العسكرية” التابعة للاحتلال التركي استدعت يوم الإثنين 28 كانون الأول 2020، المواطن “فارس الخليل”، شيخ عشيرة “البوبنا” العربية، واعتقلته بتهمة التعامل مع الإدارة الذاتية السابقة فور وصوله لمقر الميليشيا في مدينة عفرين، ولم ترد معلومات حول مصيره فيما بعد.
والشيخ فارس الخليل شخصية معروفة ومن وجهاء مدينة عفرين، وكل المعلومات حوله معروفة منذ بداية إعلان احتلال إقليم عفرين، وتم اعتقاله بعد نحو ثلاث سنوات رغم إبدائه المرونة في التعامل مع ميليشيات الاحتلال. ويُشار إلى أن سلطات الاحتلال حاولت تجنب استفزاز العشائر العربية في المدينة وعملت على كسبها إلى جانبها.
يذكر أنَّ أفراد من عشيرة البوبنا، واجهوا واشتبكوا في 26/6/2018، مع مسلحي مليشيا “أحرار الشام”، عندما حاول مسلحو المليشيا سرقة جرّافة تعود مليكتها لأبناء العشيرة. وفي 3/1/2020 اعتدى مسلح من جماعة “نضال البيانوني” التابعة لميليشيا “الجبهة الشامية”، على أحد أبناء “عشيرة البوبنة” مالك محطة وقود بسبب تصديه لمحاولة أخذ كمية من مادة البنزين عنوة دون دفع ثمنها، ما أدى إلى عراك بالأيدي، تدخل على إثرها جنود الاحتلال التركي، وساقوا الطرفين إلى السراي. وفي 23/2/2020 اقتحم مسلحون من ميليشيا “الحمزات” منزلين تعود ملكيتهما لأبناء عشيرة البوبنة قرب ضفة نهر عفرين في محاولة للاستيلاء عليهما وإسكان مستوطنين قادمين من ريف إدلب في تلك المنازل. ما أدى لنشوب عراك.
في الثالث من يناير/كانون الثاني نشر عفرين بوست نقلاً عن منظمة حقوق الإنسان ــ عفرين أن مجموعة مسلحة غير معروفة جهة تابعيتها من الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركيّ، تستقل سيارة اختطفت يوم الثلاثاء التاسع والعشرين من كانون الأول الماضي، المواطن الكردي آزاد جميل نبو (40 عاماً) من أهالي قرية باصلحايا التابعة لناحية شيراوا، من أمام محله بالمنطقة الصناعية في مدينة عفرين، دون أن يُعرف إلى أي جهة تم اقتياده إليها، ولا أسباب اختطافه، كما لم يقم الخاطفون بتحديد هويتهم. إلا أنهم من المؤكد من عناصر الميليشيات. ويعمل المواطن الكردي آزاد نبو في مهنة النجارة المنزلية (أبواب ونوافذ) وبذلك ليس له علاقة بهيئات الإدارة الذاتية والعمل لديها. إلا أن تكون الغاية هي عملية ابتزاز وفرض للفدية قسراً. ولم يُعرف حتى تاريخه مصير المواطن آزاد.
أفاد مصدر محلي من داخل عفرين بأن مجموعة مسلحة من ميليشيات تنظيم الإخوان المسلمين التابعة للاحتلال التركي، وبالتنسيق مع ميليشيا “الشرطة العسكرية” أقدمت قبل نحو أربعة أشهر على اعتقال المواكن الكردي أمين معمو (47 عاماً) من أهالي قرية افرازة التابعة لناحية معبطلي. وأوضح المصدر بأن تم إخبار عائلته قبل أيام بأنه معتقل في سجن المركزي في قرية معراته، وقد أصدر بحقه حكم بالسجن لمدة سنة ونصف بتهمة التعامل مع الإدارة السابقة.
وفي سياق متصل بأعمال الاختطاف أقدمت دورية تابعة لميليشيا “الشرطة العسكرية” في بداية شهر آذار/مارس 2020 على “اختطاف” المواطن الكردي شعبان علي جمعة (٦٦عاماً) من أهالي قرية كورزيليه التابعة لمركز مدينة عفرين، والسبب أنه طالب باستعادة منزله المستولى عليه من قبل المستوطنين المستجلبين من مناطق أخرى، ويقع المنزل في حي عفرين الجديدة الأوتوستراد الغربي. وتواصل الخاطفون آنذاك مع عائلته وطلبوا فدية مالية مقدارها (2) مليونا ليرة سورية لقاء الإفراج عنه، علماً أن عملية الاختطاف كانت الثالثة التي يتعرض لها المواطن شعبان.
ويذكر أن المواطن شعبان قد تم اختطافه لأكثر من مرة مع إخوته محمود وجمال (35 عاماً) ووجهت لهم التهمة نفسها، وأُفرج عنهم مقابل دفعهم فدية مالية مقدارها مليون ونصف لكل واحد منهم، واضطروا لبيع أملاكهم ليتمكنوا من تأمين مبلغ الفدية المالية، وخلال فترة الاعتقال تعرضوا لأسوأ معاملة، فكان الضرب والتعذيب. وعُلم لاحقاً أن العائلة رضخت لشروط الخاطفين ودفعت مبلغ مليوني ليرة سورية لتفرج ميليشيا الشرطة العسكرية عن المواطن شعبان، إلا أنه لم يتمكن من استعادة منزله الذي استولى عليه المستوطنون.
في الرابع من يناير/كانون الثاني أفاد مراسل عفرين بوست أن ميليشيا “الحمزات” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين اختطفت يوم الجمعة 2/1/2021 المواطن عبدو شيخ كدرو الملقب “عبدو الحلاق” في قرية بابلبت/جنديرس، بعد اعتراضه على قيام مسلحي الميليشيا بقطع 220 شجرة زيتون عائدة له ولأشقائه. واقتادته المواطن عبدو شيخ كدرو إلى مقرها في قرية ماراتي وأخضعته للتعذيب الشديد لتفرج عنه بعد ثلاثة أيام من اختطافه.
في متابعة لقضية اختطاف المواطن عدنان رحيم جمو وعائلته، نشر عفرين بوست في الخامس من يناير/كانون الثاني نقلاً عن مصادره، أن مصير العائلة بما فيها القاصر الكردية علياء عدنان جمو/13عاما/ ما زال مجهولاً، منذ اختطافها مع كامل أفراد أسرتها من منزلها في حي المحمودية بمركز إقليم عفرين، على يد مسلحين من ميليشيا “الحمزات” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين أوائل شهر ديسمبر 2020. وقد سلمت ميليشيا الحمزات عليا وباقي أفراد أسرتها (والدها عدنان جمو بن رحيم 50 عاما- والدتها فاطمة محمود هونيك 50 عاماً – وشقيقها – رزكار عدنان جمو 25 عاماً) إلى ميليشيا الشرطة العسكرية، ولا تتوفر أي معلومات عن مصيرها وعائلتها لحد اليوم.
في الخامس من يناير/كانون الثاني أفاد مراسل عفرين بوسا أن دورية تابعة للاستخبارات التركية، اعتقلت قبل نحو أسبوعين المواطن الكردي رشيد عمر عمر (35 عاماً) من منزله بقرية كاواندا – إحدى قرى ميدانيات- بتهمة العمل في مؤسسات الإدارة الذاتية السابقة واقتادته إلى مقرها في مدينة عفرين. والمواطن رشيد من عائلة “قولاق”، متزوج ولديه ولدان.
وبحسب مراسل عفرين بوست فإن ميليشيا “أحرار الشرقية” كانت اختطفت المواطن رشيد واحتجزته في مقرها بالقرية مدة أربعة أيام، وما أن الإفراج عنه، داهمت دورية للاستخبارات التركية منزله لتعتقله مجدداً، علماً أنه يقبع حاليا في سجن “معراتة” المركزي، ومن المزمع الإفراج عنه قريباً بعد دفع فدية مالية.
واختطفت مجموعة مسلحة مجهولة المستوطن “عمار مدلج” من أهالي بلدة عندان من وسط مركز مدينة عفرين المحتلة دون تدخل الأجهزة الأمنية التي شكلتها سلطات الاحتلال التركي بحجة حفظ الأمن والأمان.
في السياق ذاته، علمت عفرين بوست من مصادرها أن سلطات الاحتلال التركي أفرجت اليوم في تمام الساعة السادسة مساء عن المواطن عبد المطلب شيخ نعسان، الرئيس السابق لمجلس معبطلي المحلي التابع للاحتلال التركي، وأفرج عن المواطن الكردي “كانيوار محمد” الذي كان يعمل مستخدم مدني في مجلس موباتا.
في السادس من يناير/كانون الثاني، نشر عفرين بوست تقريراً في متابعة للمواطن الكردي المختطف “عبد القادر محمد” من أهالي قرية كيمار- ناحية شيراوا، والذي لا يزال مجهول المصير منذ اختطافه على حاجز ترندة (المدخل الجنوبي لمدينة عفرين) قبل أكثر من أربعة أشهر، بتهمة التعامل مع الإدارة الذاتية، في حين يجهل ذويهم أي معلومات عنه. وأضاف المراسل أن المصير ذاته يلف حالة الشاب الكردي القاصر “محمد عبدو 16عاما”، وهو من أهالي قرية كُرزيليه- مركز عفرين، والذي اعتقل منذ أكثر من تسعة أشهر في المنطقة الصناعية بمدينة عفرين بتهمة تشكيل “خلية إرهابية”، القاصر الكردي الذي كان يعمل في مجال دوزان السيارات في الصناعة، لا يعلم ذويه عنه أي معلومة.
وبتاريخ 3/1/2021، نشرت منظمة حقوق الإنسان التي تتخذ من مخيمات الشهباء مقرا لها، تقريرا بمجمل الانتهاكات الحاصلة في إقليم عفرين المحتل خلال عام 2020 – وصلت عفرين بوست نسخة منه- قالت فيه إنها تمكنت من توثيق 987 حالة اعتقال بينهم 92 امرأة.، في حين جرى إطلاق سراح 26 شخصا فقط، بينهم 10 نساء بحسب المنظمة الحقوقية.
الاستيطان في عفرين..
في الرابع يناير/كانون الثاني أفاد مراسل عفرين بوست أن منظمة إغاثية كويتية تتبع لتنظيم الإخوان المسلمين، أقدمت على تقديم منحة مالية لقاطني مخيم كائن في ناحية شرّا/شران، مشيرا إلى المنحة المالية تبلغ 150 دولار أمريكيا بحيث يتم توزيعها على 400 عائلة تسكن المخيم بهدف تدعيم المخيم الخدمات وتثبيته.
ومن جهة أخرى أقدم مستوطن غوطاني بتجهيز بناء سكني كان قيد الإنشاء (على الهيكل) وقام ببناء القواطع وتركيب الأبواب والنوافذ وتمديد الخدمات الصحية من مياه وأقنية صرف وذلك بمساعدة منظمات إغاثية.
وأوضح المراسل أن البناء يعود ملكيته لمتعهد كردي من بيت هورو/قرية شيخورزي، مشيرا إلى أن البناء السكني الواقع على ضفة نهر عفرين، يتألف من 15 شقة سكنية وتم بيع كل واحدة منها بمبلغ 700 دولار أمريكي.
في الخامس من يناير/كانون الثاني نشر “عفرين بوست” تقريراً عن قرية راجا/ راجو حمو إحدى قرى إقليم عفرين المحتل، التي تعيش ظروف الاحتلال وتعرضت للاستيطان وحملات الاعتقال والاختطاف، وهجرها أكثر من ثلاثة أرباع أهلها الأصليين الكرد.
تقع قرية راجا/ حموراجو في ناحية موباتا/معبطلي في ريف عفرين، وكان عددُ البيوت فيها (55) منزلاً، وبلغ عدد سكانها نحو (800) نسمة.
احتلال القرية: في 15/3/2018 أعلنت ميليشيات ما يسمى “الجيش الوطني السوري” على معرفاتها السيطرة على قرى بركة وجومازنا وحمو راجو في ناحية شيخ الحديد في عفرين، ويومها كان معظم أهلها قد نزحوا إلى مدينة عفرين بسبب القصف والمعارك.
ووفقاً لمصدر من أهالي القرية فقد ألحق القصف أضراراً بالبيوت والمباني في القرية من أبرزها: تضرر نصف مدرسة القرية وعددٍ من البيوت مثل فيلا فائق رمزي حقي بالكامل ومنزل فخري حقي من أهالي قرية علي جارو الواقع على طريق راجا.
تخضع القرية لسيطرة ميليشيا “الجبهة الشامية، وقد ارتكبت منذ احتلال القرية كل أنواع الانتهاكات من خطف وطلب الفديات وقطع الأشجار وفرض الإتاوات.
ويتزعم الميليشيا في القرية المدعو فداء الجاسم الملقب أبو سفيان وينحدر من منطقة الباب، ومن المسلحين القياديين يُعرف كلٌّ من أبو ديبو، أبو حمزة، أبو محمد الحمصي من حمص، خالد أبو حيدر، أبو الهول، يتحكمون بالقرية، وقد اتخذوا من مقر الأسايش سابقاً مقراً لهم.
وبحسب مصدر من القرية فإنّ 715 مواطن من أصل 800 هم تعداد أهل القرية قد هجروا، وأضاف: “قام الاحتلال التركيّ بتوطين 1300 مستوطن من ينحدرون من الغوطة الشرقية وإدلب”.
انتهاكات ميليشيا الاحتلال:
ــ السرقات: وفيما يتصل بأبرز الانتهاكات التي تعرضت لها القرية قال المصدر: “تعرض منزل عبدو بريم بكر للسرقة من قبل المسلح أبو حمزة قبل أن يستولي على المنزل، بينما استولت كل عائلة مستوطنة على منزل لمواطن كردي مهجر”.
-أشجار الزيتون: بحسب المصدر، استولى المسلحون والمستوطنون على حقول الزيتون العائدة لـكل من المواطنين: وليد حجي بكر (200) شجرة، عبدو بريم بكر (600) شجرة، محمود عارف بكر (200) شجرة، محمد حجي بكر (300) شجرة وقطع (50) وقادر خليل إبراهيم (300) شجرة.
كذلك تم فرض الإتاوات على أهالي القرية لقاء السماح لهم بجني موسم الزيتون.
ــ الاختطاف والاعتقال:
تعرض أهالي القرية لعمليات اعتقال واختطاف جماعية وفرديّة والذريعة الاعتقالات هي نفسها في كل مرة وهي العمل مع الحزب، وتشمل الاعتقالات كل الفئات العمريّة من أهالي القرية بما فيهم كبار السن، الذين لا يمكن إثبات أنهم عملوا مع الإدارة الذاتية سابقاً، فيما نسبة الشباب في القرية متدينة، وقد تعرضوا للاختطاف وفرضت عليهم فديات تراوحت بين (400-600) ليرة تركية.
يستهدف تكرار عمليات الخطف والإفراج الضغط على المواطنين الكرد وابتزازهم للحصول على الأموال وفي الوقت نفسه إجبارهم على ترك القرية وتهجيرهم، في إطار خطة التغيير الديمغرافي. ومن أبرز من تم اختطافهم وهم: “عبدو بريم بكر (مرتين)، شرفان بكر (4 مرات وسُجن لمدة شهرين)، فؤاد علي بكر (4 مرات)، شيخو محمد بكر (مرتين).
ومن أبرز المواطنين الذي تم اختطافهم الشابة القاصرة “نيروز أنور بكر” (17 عاماً)، والتي ظهرت في المقطع المصور بين النساء المختطفات في سجن مرتزقة الحمزة بتاريخ 28/5/2020. وكانت أولى النساء اللواتي تم الإفراج عنهن، إذ أفرج عنها مسلحو ميليشيا الحمزة بتاريخ 1/6/2020.
بتاريخ 26/5/2020 تعرضت القرية لحملة اعتقال طالت سبعة مواطنين كرد بينهم مسنون، وهم:
1ــ حسين شيخو /مختار القرية (65 عاماً) الذي أفرج عنه لتدهور وضعه الصحي، 2ــ بطال محمد شيخو (55 عاماً)، 3ــ هيثم رمزي حمو (52 عاماً)، 4ــ علي حمو (55 عاماً)، 5ــ حنيف عارف شعرة (56 عاماً)، 6ــ حنيف حنان (60 عاماً)، 7ــ محمد بريم (60 عاماً). وأفرج عنهم بعد أيام بعد دفعهم الفدية الماليّة
في 3/6/2020 وعلى مدى ثلاثة أيام، فرضت ميليشيا “الشرطة العسكرية” بالتنسيق مع ميليشيات ما يسمى “الجيش الوطني” حصاراً خانقاً على قرية (راجا) التابعة لناحية معبطلي، وبدأت بتفتيش كلّ المنازل عشوائياً، وتكسير المحتويات ومصادرة الأجهزة الخلوية، وأجهزة الكمبيوتر المتوفرة. واعتقلت دفعة إضافية من خمسة مواطنين تبقى من أهالي القرية بينهم مسنون، وهم:
1ــ حميد إبراهيم بن خليل (70 عاماً) ، 2ــ عزيز حسين بن شيخو (60 عاماً) ، 4ــ هوريك نعسان بن رشيد (37 عاماً) ، 5ــ آزاد إبراهيم بن جميل (30 عاماً).
في 8/6/2020 أقدم مسلحو ميليشيا “الجبهة الشامية” على اختطاف 8 أشخاص من أهالي قرية راجا. وهم:
1ــ علي حمو، 2ــ حسين شيخو، 3ــ عزيز شيخو، 4ــ بطال محمد شيخو، 5ــ حنيف حنان، 6ــ هيثم رمزي حجي حمو، 7ــ حنيف عارف شعرة، 8ــ محمد بريم “. وطالبوا ذوي المختطفين بدفع الفدية مقابل إطلاق سراحهم، ليطلق سراح كل من حنيف حنان ومحمد بريم بعد دفع الفدية من قبل ذويهم.
وضع النساء في عفرين..
في الثالث من يناير/كانون الثاني نشر عفرين تقريراً بعنوان “اختطاف القاصرات ــ الملف الأكثر ألماً والأكثر سريّة”، وذكر إحدى القصص التي تسربت من إقليم عفرين المحتل، نقلاً عن مصادر خاصة بأن مجموعة مسلحة تابعة لميليشيا السلطان مراد أقدمت قبل نحو شهر ونصف على اختطاف فتاة كردية قاصر لا يتجاوز عمرها ثلاثة عشر عاماً، من منزلها الكائن في حي الزيدية بمدينة عفرين، وقد تم التحفظ على اسم الفتاة لاعتبارات عديدة اجتماعية وأمنية.
ولم تكن عملية الاختطاف التي تتعرض لها الفتاة من قبل المسلحين، ولم تُعرف بعد أسباب واضحة لاختطافها، إذ لا يمكن توجيه أية تهمة لطفلة كان عمره عشر سنوات يوم تم احتلال إقليم عفرين.
وأوضحت منظمة حقوق الإنسان أن الفتاة القاصر تعرضت للعنف الجنسي من قبل المجموعة المسلحة الخاطفة، وتم نقلها إلى المشفى إثر تعرضها لهذه الجريمة البشعة، واختفت منذ حينها، رغم سؤال أهلها المتكرر عنها، إلا أن مسلحي ينكرون صلتهم بها.
يذكر أنّ قصة الفتاة الكردية القاصرة ملك نبي خليل، هي مثال آخر من بين القصص الكثيرة وقد اختطفت في وقفة عيد الفطر المصادف 23/5/2020 من منزلها في قرية درويش التي تحتلها ميليشيا “جيش النخبة”.
وفي قصة ثانية أقدم مسلحو ميليشيا “جيش النخبة” في 19/8/2020 على اختطاف الفتاة الكردية القاصرة “سلوى”، من أمام منزلها الكائن في سارع الفيلات وسط مدينة عفرين واقتادوها إلى مقرها في قرية عمارا، وذلك عبر الاستدراج إذ عمد المسلحون إلى فصل الكهرباء عن منزل العائلة الكُردية، وعندما نزلت الفتاة لرفع القاطع المثبّت في مدخل البناء السكني، قاموا بخطفها، إلا أن الجيران أحسوا بهم وأبلغوا ميليشيا “الشرطة العسكرية”، لتنكشف مع التحقيقات عمليات قتل متسلسل وقبور سرية تضم جثث 14 شخصاً قتلوا في أوقاتٍ مختلفة. إلا أن الفتاة سلوى عاد إلى المنزل في حالة هذيان وهي تقول “لا أريد الذهاب إلى ليبيا”
ومن الأمثلة أيضاً اختطاف المواطنة الكردية نادية حسن سليمان (20 عاماً)، من أهالي قرية “قزلباشا” والمواطنة فالنتينا عبدو من قرية درويش.
كانت حادة اقتحام مقر ميليشيا الحمزات مناسبة لخروج الموضوع إلى العلن بقوة لأول مرة، عندما تم الحديث عن وجود نساء عاريات محتجزات في المقر، وتم التلاعب بالملف ونقل المختطفات ليتم بعد أشهر الإفراج التدريجيّ عن معظمهن، ولكن يبقى السؤال مطروحاً ما مصير باقي النساء المختطفات.
وخلص التقرير إلى أن اختطاف النساء وبخاصة الفتيات القاصرات سيبقى الملف الأكثر ألماً والأكثر سرية، ويستمر رغم الحديث عنه في متن التقارير المنظمات الحقوقية والإعلامية، وما يتداول هو الجزء اليسير منه.
في السادس من يناير/كانون الثاني تابع عفرين بوست ملف الانتهاكات بحق المرأة ونشر تقريراً حول حالات الزواج القسري والاغتصاب واعتبره أكثر القضايا حساسية، إذ تكمن المفارقة في أن الضحية أحرص من الجاني بكتمان وطي أسرار الجريمة، وفي الوقت نفسه فإن هذا الملف ينزع عن ميليشيات الاحتلال التركي أي توصيف أخلاقي، ويسقط كل الشعارات التي ترفعها، وتؤكد أنها أداة أنقرة لاستباحة الإقليم، والضغط على الأهالي لتهجيرهم كلياً.
علمت “عفرين بوست” من مصادرها أن مسلحاً من ميليشيا “الحمزات” هدد عائلة كردية بريف عفرين بخطف ابنتها في حال إصرارها على عدم تزويجها بها.
وأوضحت المصادر أن الفتاة الكردية رفضت الزواج من المسلح الذي تقدم لها، إلا أنه حاول ممارسة شتى أنواع الضغوطات على ذويها للقبول بالأمر، ومن جملة ما قام به أنه جرّ والد الفتاة مرتين متتاليتين إلى مقر الميليشيا، وعمل على تخويفه وترهيبه بتوجيه اتهامات مفبركة له.
وفي إطار الضغط على العائلة أقدم المسلح على قطع 200 شجرة زيتون تعود ملكيتها للعائلة. وبعد استنفاذ كافة الأساليب، لجأ إلى التهديد باختطاف الفتاة بذريعة الانتماء إلى الحزب، ويقصد قوات سوريا الديمقراطية، ومن جانبهم استنفدت عائلة الفتاة فرص الأمن، ما اضطرها إلى إرسالها لخارج إقليم عفرين لحمايتها ومنع اختطافها والزواج القسريّ بها.
ونظرا للظروف الأمنية للضحايا ومراعاة للحرج الاجتماعي الناجم عنها في مثل هذه الحالات، تمتنع “عفرين بوست” عن نشر تفاصيل إضافية.
وفي واقعة أخرى اضطرت امرأة كردية أم لولدين من الفرار من حي المحمودية بعفرين وتوجهت عبر طرق التهريب إلى مناطق الشهباء قبل نحو شهر من الآن، بعدما ضغط عليها عنصرٌ مسلح من ميليشيا “الحمزات” للقبول بالزواج منه تحت تهديد السلاح، مستغلاً ظرفها بسبب اعتقال زوجها في فترة سابقة.
في 9/9/2020 نشرت “عفرين بوست” نقلاً عن مراسلها أنّ مسلحين من ميليشيا “الحمزات” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، قصدا منزل شاب كرديّ من قرية كازه، بعد أربعة أيام فقط من زواجه، وطلبا منه بكل وقاحةٍ عروسه لترافقهما إلى مسكنهما. وأضاف المراسل أن الزوج كان على درجة من الدراية فاستوعب خطورة الموقف وأدرك أن أي تصرف أو موقف ضدهما ستكون نتائجه سيئة جداً عليه، بفبركة تهمة له وإيداعه السجن أو اختطافه وحتى قتله، فاستمهلهما إلى الغد، متذرعاً بوعكة صحية، وبذلك كان الاتفاق على العودة في اليوم التالي، وبرحيل المسلحين تدارك الزوج الموقف واستغل مهلة الساعات المتبقية وبادر للهرب مع زوجته تاركاً البيت والقرية، وقصدا مناطق الشهباء.
وفي حادث مشابه وقع منتصف يونيو/حزيران 2020، حضر متزعمٌ في ميليشيا أحرار الشرقية بالمحمودية إلى صالون للسيدات (كوافيرة) وأخبرها بأنها مطلوبة للتحقيق، واتصلت السيدة فوراً بزوجها وطلبت منه التحدث مع المحقق والذي قال بأنه سيجري التحقيق في منزله مع زوجته وامرأة أخرى هي جارتها ومساعدتها بعد انتهائها من العمل، بتهمة العمل بالسحر والشعوذة، وفي الثامنة مساءً حضر المحقق ومعه شخصٌ آخر. فاتصل زوج الكوافيرة بزوج المرأة الأخرى ليحضر، فجاء بصحبة مسؤول في “ميليشيا الشرقية” ليتوسط لدى المحقق، فحادثه على انفراد، ومضى.
استدعى المحقق زوج المرأة وضربه أمامنا حتى أُغمي عليه، ولدى صحوته طالبه بدفع 4 آلاف دولار أمريكي، وبعد مفاوضة خفّض المبلغ إلى ألفي دولار، دفع الرجل ألف دولار على أن يتم تأمين الألف المتبقية في صباح اليوم التالي. وغادر الرجل وزوجته.
لكن المحقق ومرافقه بقيا بذريعة استكمال التحقيق، وبقي مرافقه مع الزوج، فيما انفرد المحقق بالزوجة في الغرفة حتى الساعة الثانية عشر وطلب منها القيام بأعمال شائنة (غير أخلاقية)، بعد فرض الغرامة عليها أيضاً، ووجه إليها كلمات نابية وهددها بتصفية زوجها أو اتهامه بتهمة تغيّبه في سجون المليشيات الإخوانية، وأنها استمهلته ليوم واحد فقط لتلبية حاجته. وبرحيل المحقق أخبرت السيدة زوجها بالتفاصيل.
بادرت العائلة للفرار مستغلة المهلة، وتمكنت من الوصول إلى منطقة الشهباء عبر مهربين في اليوم التالي، ودفعت مبلغاً وقدره 1250 دولار أمريكي للنجاة.
وكان المرصد السوري قد نشر خبراً عن اغتصاب فتاة عفرينية مساء يوم الثلاثين من يونيو/حزيران 2020، إلا أنّه حذف الخبر حرصاً على سلامة الفتاة بعد التهديدات الكثيرة من قبل المليشيات الإخوانية بتصفية العائلة بحال تحدثها حول الأمر، ثم عاد المرصد السوري لنشر الخبر مجدداً بعد التواصل مع أقرباء الفتاة.
والحادثة وقعت في أوائل حزيران 2020 عندما أقدم مسلحون من ميليشيا “فرقة السلطان مراد” على طلب يد فتاة كُردية عشرينية من والدها، يتقدمهم مختار القرية المُعيّن من قبل الميليشيا، إلا أن طلبهم جُوبه برفض قاطعٍ من الأب فردوا بالاعتداء عليه وضربه واختطاف ابنته عنوةً لتزويجها غصباَ عنها وعن والدها لأحد المسلحين. وبعد مضي ثلاثة أيام، أُعيدت الفتاة إلى عائلتها، ليتبين فيما بعد أن كل المسلحين الأربعة الذين حضروا إلى منزل العائلة تناوبوا على اغتصابها.
ملف الزواج القسري وحوادث اختطاف النساء والاغتصاب معقد بسبب عدم توفر المعلومات الكافية عنه، ولجوء الميليشيات إلى إنكار احتجازها للنساء، وكان اقتحام مقر ميليشيا “الحمزات” في 28/5/2020 أحد أهم الحوادث التي كشفت دفعة واحدة عن اختطاف عشرة نساء ظهرن في مقطع مصور لتكون دليلاً ثابتاً على وجودهن في عهدة الميليشيا بعد انقطاع أخبارهن. وبذلك اضطرت الميليشيا للإفراج التدريجيّ عنهن.
ــ في متابعة لحالة اختطاف المواطنة الكردية الإيزيدية غزالة منان سلمو، نشر عفرين بوست في السادس من يناير/كانون الثاني بأنه علم من مصادره بتعرضها لتعذيب شديد بعد اختطافها من منزلها في قرية باصوفان. وأن الميليشيا تتكتم على مصير “غزالة” التي لا تزال تقبع في سجن الميليشيا بقرية إيسكا، وسط ورود أنباء عن إصابتها بانهيار عصبي وفقدان للذاكرة جراء التعذيب الشديد الذي تعرضت له في السجن.
وكانت المواطنة غزالة منان سلمو (45 عاماً) اختطفت في 4/12/2020 من قبل ميليشيا “فيلق الشام” التي فرضت حصارا خانقا على قرية باصوفان والقري المجاورة لها، ومن ثم أقدمت على اقتحامها واختطاف العديد من أهالي تلك القرى، وذلك على خلفية انفجار عبوة ناسفة بسيارة متزعم في الميليشيا بمحيط قرية باصوفان.
في حين لا يزال التضييق مستمرا على سكان قريتي باصوفان وبعية في ناحية شيراوا وبتعرض الداخلين إليها والخارجين من للتفتيش الدقيق على حواجز الميليشيا في القريتين.
وأكدت المصادر أن الميليشيا أرغمت المعتقلين ممن تم الإفراج عنهم (12 مواطنا من قرية باصوفان – 15 مواطنا من قرية بعية) على توقيع تعهد لعدم الإدلاء بأي معلومات حول ظروف اعتقالهم والادعاء بأنهم لاقوا معاملة حسنة من قبل المسلحين أثناء اعتقالهم، علما أن الجميع تعرض للضرب والتعذيب والإهانات.
في السابع من يناير/كانون الثاني نشر عفرين بوست تقريراً حول نمط جديد من الاختطاف هو الاختطاف العائلي، لتشمل الأطفال والقاصرين أيضاً، فقد أقدم مسلحون من ميليشيا “الحمزات” بالتنسيق مع عناصر من ميليشيا “الشرطة العسكرية” نحو الساعة الثامنة صباحاً من يوم الأحد 03/01/2021 على مداهمة منزل المواطن الكردي روني خليل دادو من أهالي قرية كفر دليه چيرين/ كفردل تحتاني التابعة لناحية جندريسه/ جنديرس، واختطفوه مع زوجته وطفليه الاثنين، بتهمة أداء خدمة واجب الدفاع الذاتي في فترة الإدارة الذاتية السابقة.
وقد اقتيد المواطن روني مع عائلته إلى المقر الأمني في مركز إقليم عفرين، ولم ترد معلومات عن المواطن روني وعائلته حتى تاريخه، رغم أن عملية الاختطاف بهذه الصورة من الضغط والترهيب تهدف إلى الابتزاز المالي وتحصيل الفدية.
يذكر أن عمليات الاختطاف وطلب الفديات باتت سلوكاً يومياً شائعاً تمارسه كل الميليشيات، وتستهدف عقاباً جماعياً لكل أهالي عفرين الكرد، وكثيراً ما يتم توجيه تهمة العلاقة مع الإدارة الذاتية إلى كبار السن من الرجال والنساء، وفي حوادث الاختطاف العائلي فإنها تشمل أطفالاً وقاصرين لممارسة مزيدٍ من الضغط.
وفي مثال آخر للاختطاف العائلي أقدمت ميليشيا “الحمزات” الإسلامية بداية الشهر ديسمبر الماضي على اختطاف جميع أفراد عائلة المواطن عدنان رحيم جمو /50 عاما/، من أهالي قرية كفرشيل/المركز، من منزلهم الكائن في حي المحمودية، وسلمتهم إلى ميليشيا “الشرطة العسكرية” التابعة للاحتلال، ولم تُعرف التهمة الموجّهة للعائلة. وتتألف العائلة من أربعة أشخاص وهم كلٌّ من:
1ــ الأب عدنان جمو بن رحيم (50 عاماً)، 2ــالزوجة فاطمة محمود هونيك (50 عاماً)، 3ــ البنت القاصر عليا عدنان جمو (13 عاماً)، 4ــ الابن رزكار عدنان جمو (25 عاماً).
هذا وتنتهج ميليشيات الاحتلال التركي على اختلاف تسمياتها (الجيش الوطني السوري – الشرطة العسكرية – الشرطة المدنية – الأمن السياسي وغيرها)، سياسة التعذيب والاعتقال والاختطاف، واستهداف المسنين خصوصاً، منذ أن احتلت الإقليم الكُردي أوساط آذار 2018، في مسعى منها للتضييق على ما تبقى من السكان الكُرد الأصليين ليتركوا ديارهم لصالح المستوطنين للاحتلال التركي.
التفجيرات في عفرين..
في الأول من كانون الثاني 2021، ضربت ثلاثة تفجيرات شمال وشرق سوريا إلا أن أشدها كانت في مدينة جندريسة/ جنديرس في إقليم عفرين المحتل، بينما حصل التفجيران الآخران مدينة سري كانيه/ رأس العين المحتلة ومدينة الباب وذلك باستخدام السيارات مفخخة.
أفاد مراسل عفرين بوست بوقوع انفجار ضخم دوّت به بلدة جندريسه/جنديرس، سببه انفجار سيارة مفخخة قرب أحد المخابز في محيط مفرق قرية جلمة، ما أدى إلى مقتل شخص وإصابة 9 آخرين من بينهم 3 نساء وطفلان ولم تعرف هويتهم. والإصابات متفاوتة إلا أن إحداها وُصفت بالخطرة.
في مدينة سري كانيه/ رأس العين المحتلة وقع انفجار كبيرٌ بسبب سيارة مفخخة قرب سوق الخضار، ما أودى بحياة خمسة أشخاص على الأقل بينهم طفلة وامرأة وإصابة أربعة آخرين بينها حالات خطرة كما ألحقت أضرارٌ كبيرة في المكان. وأفادت مواقع إعلامية بأن عنصراً من قوات الدفاع الوطني ألقى قنبلة يدوية على دورية تابعة للأمن الجنائي في شارع فلسطين بمدينة الحسكة، حيث الازدحام ما أودى بحياة شخص وإصابة أكثر من 25 آخرين، وتم نقل المصابين أغلق الشارع واستنفرت القوى الأمنية. بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
الاستيلاء على أملاك الكُرد العفرينيين
في الثاني من يناير/كانون الثاني رصدت عفرين بوست، عمليات جديدة لبيع واستيلاء على العقارات العائدة لمهجري عفرين، قام بها مسلحو الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، بينها بيع محل تجاري يقع مقابل مركز الاتحاد النسائي سابقا، على طريق جنديرس بمدينة عفرين بـ 1300 دولار أمريكي، علما أن صاحبه أحد المواطنين (لم نتمكن من توثيق اسمه) ولكنه من أهالي بلدة شيه وكان يزاول فيه مهنة طباعة بطاقات الأفراح.
-قام مستوطن منحدر من ريف دمشق ببيع منزل المواطن الكردي “رشيد حنان- كوندي ديكي” في منطقة الصناعة بحي الأشرفية بمبلغ 650 دولار إلى مستوطن آخر منحدر من إدلب.
– قام المدعو “ابو زيد الحموي” أحد مسلحي ميليشيا “أحرار الشرقية” في وقت سابق بالاستيلاء على أكثر 12 شقة سكنية في حي المحمودية بمحيط سوق الدواب في مركز الإقليم، ويؤجرها لصالحه الخاص وهذه أسماء أصحاب بعض تلك الشقق:
1- حنان خليل من قرية كوندي ديكة – 2- محمود خليل من قرية حسنديرا – 3- نوري محمد من قرية كفرشيليه – 4- أحمد خليل من أهالي قرية خلنيريه.
كما قام المسلح ذاته ببيع منزل المواطن “شيخ موس محمد” من قرية ميدانا/راجو، والذي يقع في حي المحمودية وبمبلغ قدره 1000 دولار أمريكي.
-بيع منزل المواطن الكردي “زياد منان” وهو من أهالي قرية عمارا، بمبلغ 1200 دولار، علماً أنَّ المنزلَ يقع في شارع دوار القبّان بحي الأشرفيّة.
السرقات والإتاوات في عفرين
في الثالث من يناير/كانون الثاني أفاد مراسل عفرين بوست أن مسلحي ميليشيا “السلطان مراد” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، نفذوا عمليات سطو مسلحة خلال ليلة رأس السنة، بحق مواطنين كُرد في مدينة عفرين، وجرى خلالها مصادرة 4 دراجات نارية بحجة احتفالهم بأعياد الميلاد التي تحظرها المليشيات الإسلامية المرتبطة بتنظيم الإخوان المسلمين. ووثق المراسل أسماء ثلاثة مواطنين جرى سلبهم دراجاتهم النارية وهم كل من (دليل رفعت من قرية قده- كمال محمد من قرية بعدينا – محمد كمال من قرية شيخ). وكانت ميليشيا “جيش النخبة” قد منعت سكان القرى الخاضعة لسيطرتها في ناحية موباتا/معبطلي من الاحتفال بأعياد رأس السنة الميلادية تحت طائلة الغرامة المالية والسجن لمن لا يلتزم بفتاوى الميليشيا، وخاصة في قرية شيخوتكا.
في السابع من يناير/كانون الثاني أفاد مراسل عفرين بوست في مركز إقليم عفرين المحتل، بأن صاحب مولدة كهربائية “موزع أمبيرات” في حي الأشرفية، اضطر لإيقاف العمل بسبب إقدام متزعم ميليشيا “الشرطة العسكرية” التابعة للاحتلال التركي، على سحب العشرات من “الأمبيرات” الكهربائية مجانا. وأوضح المراسل أن مقر الميليشيا سحبت 145 أمبير من المولدة دون أن يدفع المستحقات المالية، بينها 40 أمبيراً لمتزعمها المدعو “محمد الحمادين” المكنى بـ “أبو رياض”.
في الرابع من يناير/كانون الثاني أفاد مراسل عفرين بوست باستمرار عمليات السرقة والسطو المسلح بحق الممتلكات الخاصة والعامة مستمرة، إذ تم رصد سرقة بعض العدادات والأكبال الكهربائية والتي تم تركيبها حديثا في حي المحمودية من قبل مسلحي ميليشيا “السلطان مراد” كما جرت ليلة أمس الأحد، عملية سطو مسلحة واستهدفت تشليح شاحنة محملة بالإطارات في وادي “تيرا”/ راجو، وتم سلب السائق “إدلبي” مبلغ 1800 دولار أمريكي إضافة لـ 3000 ليرة تركية، علما أن الشاحنة تعود ملكيتها لتاجر من بلدة سرمدا.
في السابع من يناير/كانون الثاني أفاد مراسل عفرين بوست بأن ميليشيا “السلطان مراد” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، إتاوة مالية كبيرة على أهالي قرية إيكيدام – ناحية شران، في إطار سياسة التضييق على السكان الأصليين الموضوعة من قبل سلطات الاحتلال التركي. وبحسب مصادر عفرين بوست الخاصة فإن الميليشيا التي يتزعمها المدعو “أبو يزن” فرضت مبلغ مئتي دولار أمريكي على كل عائلة مقيمة في القرية، تحت طائلة حجز الآليات أو الممتلكات من منازل وحقول في حال الامتناع عن الدفع.
اقتتال المليشيات التركية والإخوانية
في الثالث من يناير/كانون الثاني أفاد مراسل عفرين نشب شجار بين مسلحين من ميليشيا “الحمزات” الإسلامية ومستوطني الغوطة الشرقية ظهر الأحد 3/1/2020، ليتطور إلى اشتباك بالأسلحة الخفيفة في حي المحمودية بمركز إقليم عفرين المحتل، ما أدى لإصابة طفل من مستوطني الغوطة برصاصة طائشة. ووفقاً لمراسل عفرين بوست، فإن مسلحين من ميليشيا “الحمزات” أقدموا على محاولة سرقة دراجتين ناريتين تعود ملكيتها لمستوطنين من الغوطة الشرقية، إلا أنه ومع محاولتهم صد عملية السرقة نشب شجار بين الطرفين ليتطور لاشتباكٍ بالأسلحة الخفيفة، ما أسفر عن إصابة طفل غوطاني بالرصاص في منطقة كازية المحمودية.
مهجرو عفرين في الشهباء وشيراوا..
في الثاني من يناير/كانون الثاني قصفت قوات الاحتلال التركي وميليشياته الإسلامية مساء اليوم، بلدة تل رفعت ومحيطها في مناطق الشهباء، بعدة قذائف مدفعية، دون ورود معلومات عن خسار بشرية. ووفقاً لمراسل عفرين بوست فإن بلدة رفعت ومحيطها شهدت سقوط أكثر من عشرة قذائف حتى لحظة إعداد الخبر، مشيرا إلى أن القصف مستمر ويتم بشكل عشوائي.
وكانت قوات الاحتلال التركي قد قصفت ظهر اليوم أيضا عدة قرى في مناطق الشهباء بالصواريخ سقطت بعضها في محيط قرية منغ ومطارها.
في حين ذكرت قنوات إعلامية موالية للاحتلال التركي أن القصف يأتي ردا على استهداف قوات تحرير عفرين جنودا أتراك بواسطة القنص، بينما لم يصدر أي بيان من تلك القوات بشأن الاستهداف المشار إليه.
في الثالث من يناير/كانون الثاني، نشر عفرين بوست ألقت عفرين بوست الضوء على حالة عائلة عفرينيّة مهجّرة، اجتمع فيها البلاء كالإعاقات والتشوهات الخلقية، وفي زمن الحرب وبلد الحرب تجتمع البلايا لتلقي بأعبائها الثقيلة جداً على كاهل الأهالي، إذ تطيح الحرب وظروف النزوح بكلّ مقومات الحياة، وخيمة التهجير لا تنفع مكاناً للأصحاء، فكيف حال الأسر التي لديها أولاد معاقون أو مسنون أو مرضى يحتاجون لعناية خاصة، وقصة المواطن الكردي مصفى شيخو مثال اجتماع البلايا في أسرة عفرينيّة مهجرة.
عفرين بوست التقت أسرة مهجرة قسراً من عفرين، تعيش حالياً في مخيم التهجير القسريّ في ظروف بالغة الصعوبة، وفي تعريف أولي يقول رب العائلة: اسمي مصطفى شيخو من أهالي قرية شوديريه، أنا أبٌ لأربعة أولاد، بينهم اثنان يعانون من مرض الشلل الدماغي منذ ولادتهم وهما فاطمة (22 عاماً) وهوزان (18 عاماً)، حينما كنا على أرضنا عفرين كان وضعنا جيد ولم نكن نحتاج لأحد، فلدينا وارد ماديّ من الموسم، وعمل متواصل وبذلك كنا نتدبر عيشنا”.
ويضيف: “في خروجنا قسراً من عفرين واجهنا الكثير من المصاعب في ظل البطالة وعدم دخول المنظمات الدولية وتقديم المساعدات لمهجري عفرين ولا نتمنى أن يعيش أحد أخر هذه الصعوبات، مأساة هذين الطفلين يصعب تحمله حيث أن علاجهم يتطلب السفر لدول أوروبا”.
يوم التغريبة وخروج عشرات آلاف الأهالي سيراً على الأقدام عبر الحقول، كان استثنائياً في تاريخ عفرين ويشكّل جزءاً مهماً من ذاكرة المواطن العفريني، والمواطن مصطفى يسترجع ذلك اليوم: “يوم تهجيرنا من عفرين عانينا كثيراً مع حال هؤلاء الأولاد مع عدم توفر سيارة ولم يكن هناك من يساعدنا ويحملنا، فقد كان كل الأهالي منشغلين بحالهم، وسط قصف جيش الاحتلال التركي بالطائرات والقذائف، ودمروا منازلنا وقطعوا أشجارنا ونهبوا ممتلكاتنا ولم يتركوا شيئاً من خلفنا.
يتذكر مصطفى مشوار المسير: “بواسطة دراجة نارية ومن سيارة إلى أخرى بصعوبة في حمل ونقل أولادي مشلولين، استطعت إنقاذهم من الخطر، وأوصلهم إلى مدينة نبل، وهناك حاجز تابع لقوات النظام السوري، طالبونا بمبلغ قدره 100 ألف ل.س، فشرحنا لهم أوضاعنا، وأننا نزحنا هرباً من القصف، وتركنا كل شيءٍ خلفنا، ولا نملك المال، وأن لدي ولدان معاقان، إلا أن كل ذلك لم يغير من الأمر شيئاً، بل على العكس أهانونا بالكلام، وخيّرونا بين دفع المال أو العودة من حيث جئنا، إلى مكان القصف، وبذلك اضطررنا أن ندفع لنعبر الحاجز”.
من المؤكد أن مخيم التهجير ليس بديلاً للوطن، ولا تتوفر فيه مصادر العيش، والحاجة ماسة للمساعدة، فالتهجير انتقال من الاكتفاء إلى الحاجة، ويقول المواطن مصطفى: “نحن الآن في الشهباء وليس هناك مصدر رزق، وما من منظمات تساهم في مساعدتنا، وقد راجعنا الكثير من الأطباء في سوريا، وأكدوا عدم وجود علاج لهذا المرض في المنطقة، ما يستوجب السفر للعلاج خارج البلاد، أتمنى أن يصل صوتي للعالم، إلى من يعرف معنى حقوق الإنسان، وحجم المعاناة بوجود ولدين مشلولين مقعدين على الأرض، وأن يساعدوننا لعلاجهم في الخارج”.
الزوجة تشاطر زوجها المعاناة وربما كان العبء على كاهلها أكبر، وتقول بنبرة كسيرة: “اسمي سهام علوش، أنا والدة هذين المعاقين، وأواجه الكثير من الصعوبات اليومية معهم، بدءاً من طعامهم الذي لا يأكلون سواه منذ أكثر من 20 عاماً وهو الحليب فقط، وفي كل صباح استيقظ لأحضر لهم الحليب وأغيّر ملابسهم، وفي ظل هذه الظروف مع أيام الشتاء، وضعف الإمكانيات وعدم توفر المحروقات تزداد المعاناة حدةً”. وتختم الأم بمجرد الأمنية: “أتمنى من المنظمات الدولية والإنسانية، وكل من يسمع صوتي بأن يساعدوننا لتقديم العلاج والعون لهذين المعاقين”.
عائلة المواطن مصطفى شيخو هي واحدة من آلاف القصة، والذاكرة العفرينية أضحت اليوم مختزن عشرات آلاف قصص الوجع التي تحتاج للعون والدعم، وستبقى دون علاجٍ، إلا أن يعود العفريني إلى بيته ويزول الاحتلال.
أشجار عفرين ومحاصيلها..
في الثالث من يناير/كانون الثاني أفاد مراسل عفرين بوست بأن عناصر مسلحين أقدموا على قطع 30 شجرة زيتون من حقل يقع بعد مفرق قرية جوقه، وتعود ملكيته للمواطن الكردي إبراهيم عثمان من أهالي قرية جوقة. وفي السياق نفسه، تم قطع نحو 70 شجرة زيتون من حقل يقع بين قريتي كفر مز ومعرسكه/ معرسته الخطيب، وتعود ملكيته للمواطن الكردي المهجّر أحمد عثمان من أهالي قرية قورت قلاق.
فيما يستمر مسلحو ميليشيا “جيش النخبة” بالتحطيب الجائر وقطع الأشجار الحراجية في الحرش المطل على بحيرة ميدانكي في ناحية شران.
يذكر أن وتيرة أعمال قطع أشجار الزيتون تزداد في فصل الشتاء من أجل تجارة الحطب للتدفئة، وتتم بصورة جماعيّة من قبل الميليشيات لحقول كاملة، أو يقوم بها مسلحون ومستوطنون عبر التحطيب العشوائي إفرادياً.
في الرابع من يناير/كانون الثاني نشر عفرين بوست نقلاً عن بحسب مصادر عفرين بوست بأن عناصر مسلحين اقتلعوا نحو 220 شجرة زيتون تعود ملكيتها لثلاثة أشقاء في قرية بابليت التابعة لناحية جندريسه موزعة بينهم كما يلي:
– الشيخ عبد القادر شيخ كدرو: 100 شجرة من أصل 800 شجرة علماً أنه دفع للميليشيا مبلغ 1600 دولار أمريكي لتقوم بحماية حقل من القطع
– عبدو شيخ كدرو: 70 شجرة زيتون
– مصطفى شيخ كدرو: 50 شجرة زيتون
وأضافت المصادر أن الميليشيا أقدمت على قطع أعداد أخرى من الحقول العائدة لأهالي قرية بابليت، دون التمكن من توثيق أسماء أصحابها وحجم خسائرهم من الحملة التي يشنها مسلحو لميليشيا لقطع أشجار الزيتون لبيع أحطابها وقطع أرزاق الأهالي.
في الخامس من يناير/كانون الثاني رصد مراسل عفرين بوست استيلاء مسلحين من ميليشيا السلطان مراد التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، على حقل يضم نحو 200 شجرة زيتون، وتعود ملكيته للمواطن الكردي “عبد الرحمن أمين محمد” (من أهالي قرية جومكي القريبة من مدخل مدينة عفرين –منطقة القوس). رغم تواجده في الإقليم.
وأضاف المراسل أن الميليشيا استولت أيضاً على موسم العام الحالي من ذلك الحقل، وبلغ محصوله نحو 150 جوال زيتون، مشيرا إلى المواطن الكردي تقدم بشكوى بحقهم لدى “لجنة رد الحقوق والمظالم” مطالباً بحقه، إلا أن للجنة رفضت البت في القضية.
نشر التطرف..
في الثاني من يناير/كانون الثاني أفاد مراسل عفرين بوست بأن مسلحي ميليشيا “جيش النخبة” يجبرون تحت تهديد السلاح الرجال من أهالي قرى (شيخوتكا، عمارا أومر سمو زيتوناك، كردو، عبودان، ميدانكي) على ارتياد الجامع والصلاة سواء في يوم الجمعة أو الصلوات في مواقيتها اليوميّة، ويصفون أهالي هذه القرى بأنهم خنازير وكفرة. وكل من يرفض الذهاب للجامع ومن لم يتعلم فالسجن هو مصيره. وقد بدئ بتطبيق هذه الإجراءات منذ خمسة أيام.
في قرية شيخوتكا نادى مسلحو ميليشيا “النخبة” على الأهالي عبر مكبر جامع القرية وطلبوا منهم الاجتماع في ساحة القرية بأمر من متزعم الميليشيا النخبة بالقرية المدعو “أبو نصر”، ليصدر إليهم بأمر الصلاة ووصف أهل عفرين “بالكفار والخنازير” وقال: “جئنا إليكم لإرشادكم إلى طريق الصواب، وبحال امتناعكم عن الصلاة سنستعمل القوة معكم”.
ويذكر أن المدعو “أبو نصر” متزعم ميليشيا “النخبة” في قرية عمارا ينحدر من سهل الغاب وكذلك أغلب مسلحيه من ريف حماه، وأما إمام الجامع فهو من أبناء حي الحاضر في مدينة حماه، المعروف بأنه كان حاضنة تنظيم الإخوان المسلمين في الثمانينات، وكان عنصراً مسلحاً في الميليشيا، إلا أنه لديه إعاقة جسديّة بسبب إصابته خلال المعارك التي شارك فيها، ويبدو أنه تفرغ من القتال للزواج، إذ تزوج حتى تاريخه سبع مرات، وطلق أربع نساء، ولديه شقيق هو عضو بارز في جبهة النصرة.
في السادس من يناير/كانون الثاني أفاد مراسل عفرين بوست بأن أحد مشايخ الاحتلال ويُدعى “الشيخ حمصي” الذي ينحدر من ريف حمص يرفض حضور جنازات المتوفين الكرد في قرية بعرافا والقرى المحيطة بها ويعتبر ذلك حرام شرعاً، معللا ذلك بأن” الأكراد كفار وملحدين”.
وأشار المراسل أن رجل الدين المستوطن “الشيخ حمصي” يحتل منزل أحد مهجري قرية بعرافا، ويؤوم في جامعها بعد أن قام مسلحو الميليشيا وذويهم (ينحدرون من حمص) بطرد إمام كردي كان بعمل الجامع ويدعى ” أبو محمد الكردي” ليحل محله “الشيخ الحمصي” ليساهم شرعا في استحلال القرية وممتلكات الأهالي.
وأضاف المراسل أن “الشيخ” المستوطن يعمل بالتعاون مع ثلاثة مسلحين آخرين في تنفيذ أعمال نبش وحفر في تلة أثرية تقع بالقرب من القرية، بحثا عن الدفان والكنوز الأثرية، منوها أن المدعو “الشيخ حمصي” قام بترميم جامع القرية بواسطة الأحجار المسروقة من المنازل المدمرة العادة لمهجري القرية.
لا تزال القرية شبه خالية من سكانها الأصليين، حيث لم تتمكن سوى 6 عائلات فقط من أصل 90 منزلا، من العودة إلى ديارهم، بينما يحتل المستوطنون التركمان 14 منزلاً، وينحدرون من ريف حمص، حيث أتى بهم الاحتلال وفق صفقة عقدها مع الروس.
وتسيطر ميليشيا “السلطان مراد” بقيادة المدعو “أبو عبد الله” على القرية، ولا تسمح لسكانها الأصليين الكُرد بالعودة إلى ديارهم، وأقدمت أيضا على طرد عائلة “رفعت ياسين خليل” منها.
في السابع من يناير/كانون الثاني أشار موقع عفرين بوست وفقاً لمصادره قس قرية إيكيدام التابعة لناحية شران بأن القرية شهدت في الآونة الأخيرة بناء مسجد من قبل جمعية ”الأيادي البيضاء” الإخوانية في إطار نشاط موسع ومريب تقوم به المنظمات والجمعيات التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين الإرهابي، التي تسعى لبناء بنية تحتية لنشر أفكار “الإسلام السياسي” في الإقليم الذي لطالما عرف بتنوع المعتقدات الدينية عبر التاريخ.
تآمر الاحتلال التركي ومخططاته..
في الخامس من يناير/كانون الثاني نشر عفرين بوست نماذج من عمل لجنة ما يسمى “رد الحقوق والمظالم” التي أوجدها الاحتلال لمجرد الدعاية وتجميل واقع الاحتلال، مقابل تقارير المنظمات الحقوقيّة والإعلاميّة.
وفي قضية ثانية مازالت مجموعة مسلحة تتبع لميليشيا “الجبهة الشامية” والتي ينحدر مسلحوها من بلدة حيان، تستولي على كامل البناء السكني الذي كان يشرف على إنشائه متعهد كردي (اسمه عبدو من أهالي قرية إشكان التابعة لناحية جنديرس)، علما أن المبنى يقع في محيط المنطقة الصناعية بالمدينة ــ بناية منير.
وأكد المراسل أنه رغم تقديم أصحاب الشقق بشكاوى عند ميليشيات “الشرطة المدنية والشرطة العسكريّة”، وكذلك لجنة ما يسمى “ردُّ الحقوق والمظالم” إلا أنه لم يُتخذ أي إجراء بشأن البناء حتى تاريخه.
وكان المتعهد المواطن عبدو قد اتجه إلى مدينة حلب هرباً من التهديدات التي تلقاها من الجماعة المسلحة التي يتزعمها المدعو أحمد هاشم التي تنضوي في صفوف ميليشيا “الجبهة الشامية”.
القضايا التي يروّج على أن اللجنة قامت بحلها هي مجرد دعاية، وأقصى ما فعلته تنظيم عقود إيجار بين أصحاب العقارات الكرد والمستوطنين أو المسلحين الذين يستولون عليها فعلياً فيما لن يلتزم هؤلاء بدفع الإيجار، من جهة ثانية تمت الدعاية على أن اللجنة قامت برفع الكتل الإسمنتية والمتاريس التي تقطع الشوارع قرب مقرات الميليشيات، وتم بث مقاطع مصورة بهذا الخصوص، إلا أن العمل شمل عدداً من الحواجز التي انتهى العمل فيه.
جرائم الاحتلال وتنظيم الإخوان المسلمين..
في الرابع من يناير/كانون الثاني نشر عفرين اليوم الثالث على التوالي تشدد الحواجز الأمنيّة التابعة لسلطات الاحتلال التركيّ التفتيش على المارة في مداخل ومخارج مركز إقليم عفرين المحتل، وذلك بذريعة البحث عن خلايا تنظيم داعش.
وفقا لمراسل عفرين بوست فإن سلطات الاحتلال أضافت عنصرين من ميليشيا “الأمن السياسي” إلى تلك الحواجز ومهمتها التضييق على السكان الكرد وتلفيق التهم لهم وخاصة على حاجزي “طريق جنديرس وحاجز ترنده”، حيث تقوم الحواجز بإنزال الشباب الكرد حصراً من المركبات ويحققون معهم حول تهم ملفقة، أبسطها الخروج في نوبة حراسة خلال فترة الإدارة الذاتيّة.
مقاومة الاحتلال..
في الثاني من يناير/كانون الثاني كشفت “قوات تحرير عفرين”، اليوم في الأول من كانون الثاني 2021 في بيان رسميّ، حصيلة عملياتها ضد القوات التركية وميليشيات “الجيش الوطني السوري”، وحصيلة الهجمات التركية على المنطقة خلال عام 2020 وفقا لما يلي:
ــ القضاء على 265 جندي وعنصر من الميليشيات التابعة له، منهم 235 مسلح من الميليشيات و30 جندياً تركياً.
ــ إصابة 214 بجراح، منهم 172 مسلح من الميليشيات و42 جندياً تركياً.
ــ تم تدمير 35 سيارة عسكرية و3 سلاح دوشكا، بالإضافة إلى طائرتين مسيرتين، ودبابات وعربات مدرعة، تم إعطاب 11 عربة عسكرية.
وأضافت قوات تحرير عفرين أن الجيش التركيّ شن 375 هجوماً على المنطقة خلال العام 2020، خلال تلك الهجمات استشهد 7 مدنيين، وأصيب 14 آخرون بينهم أطفال، وشنت الفصائل الموالية لتركيا هجومين بريين.
وارتقى 20 مقاتلاً من قوات تحرير عفرين إلى مرتبة الشهادة.