عفرين بوست ــ خاص
كشمير جزء من سياسة التدخل التركي في صراعات تاريخية مزمنة والشؤون الداخلية للدول الأخرى، وتخوض تركيا نموذج الحرب المجانية على حساب تجنيد مرتزقة سوريين، وآخر تطورات هذا الملف تجهيز قائمة تضم 350 مسلح من ميليشيا السلطان مراد للسفر إلى كشمير
أفاد مراسل عفرين بوست بأنه حصل على معلومات تفيد بأن ميليشيا “السلطان مراد” الإسلامية تجهز قوائم تضم 350 مسلح تمهيداً لنقلهم إلى تركيا لإجراء دورة ونقلهم إلى باكستان للانضمام لجبهات القتال في كشمير.
وسبق أن نشر موقع “عفرين بوست” في 8/12/2020 معلومات حصل عليها مراسله من أوساط المسلحين في ميليشيات الاحتلال التركي، أن الاستخبارات التركية أمرت ميليشيا “السلطان مراد” و”ملكشاه” بتجهيز قوائم اسمية لمئتي عنصر لكل منهم كدفعة أولية، بهدف إجراء دورة تدريبية في مدينة مرسين التركية تمهيداً لإرسالهم إلى الحدود الهندية- الباكستانية للمشاركة بالقتال إلى جانب الباكستانيين في نزاعهم ضد الهند على إقليم كشمير.
ونقل المراسل عن المسلحين أن الراتب المخصص للالتحاق بجبهة كشمير يبلغ نحو 3000 دولار أمريكي، منوهاً فيما يفكّر بعض المسلحين جدياً بتسجيل أسمائهم، إلا أن آخرين متوجسون من احتمال عمليات احتيال من قبل متزعمي الميليشيات وسرقة الراتب المخصص كما حصل في ليبيا وقره باغ/آرتساخ، لذلك اشترطوا على الاستخبارات التركية بأن يتم تسليمهم الرواتب مباشرةً، وليس عن طريق متزعمي الميليشيات، قبل الالتحاق بالدورة التدريبية في مرسين التركية.
وكان عددٌ من المسلحين الذين قاتلوا في ليبيا وأذربيجان قد اشتكوا من قيام متزعمي الميليشيات الإسلامية وكذلك ضباط أتراك بخصم مبالغ من رواتبهم بذريعة العمولة.
إغراءات التجنيد
موضوع نقل مرتزقة سوريين إلى كشمير كان محل اهتمام كثير من وسائل الإعلام، وكشفت تقارير إعلامية، عن تحضيرات تركية لنقل عدد من المرتزقة إلى منطقة كشمير للقتال ضد الهند.
من جهة أخرى ذكرت ما تسمى “تنسيقيات المسلحين” عن مصادر وصفتها بـ “الموثوقة” أن متزعمي ميليشيات (السلطان سليمان شاه، فرقة الحمزة والعمشات) تبلغوا أمراً بتجهيز نحو ألفي مسلح واختبارهم بغاية إرسالهم إلى إقليم كشمير. وأضافت أيضاً أن ميليشيا “العمشات” جنّدت 550 مسلح في عفرين سيتم تدريبهم بداية في معسكرات خاصة في ناحية شيه/ الشيخ حديد، وقد تم اختيارهم بدقة دون إبلاغهم إلى أي جهة أو دولة سيتم إرسالهم. وأن ميليشيا “الحمزة” جنّدت 320 مسلح في منطقة تل ابيض بريف الرقة الشمالي، ليتم تدريبهم في معسكر للجيش التركي جنوب المدينة.
ولفتت المصادر إلى أنّه تم إبلاغ المرتزقة أنه سيدفع ما مقداره 2500 دولار شهريا لكل مسلح، وتم أخذ تعهد كتابي من كل مسلح بأنهم سيجندون كمرتزقة للقتال لصالح تركيا خارج سوريا لكن دون إبلاغهم بوجهة السفر. فيما قالت مصادر أخرى، بأن القوات التركية قدمت عرضاً لكل مسلح يقاتل في كشمير، يتمثل براتب شهري قدره /2000/ دولار أمريكي، يُدفع للمسلح بموجب عقد نصف سنوي، إلى جانب تقديم الأتراك امتيازات لعوائل المسلحين المقاتلين في كشمير، كحصول كل عائلة على إعانات غذائية مستمرة، وضمانات بعدم التعرض لهم.
وتضمنت التقارير أن المدعو “أبو عمشة” متزعم ميليشيا “سليمان شاه” أبلغ مسلحي الميليشيا بداية الشهر الجاري برغبة أنقرة بإرسال تعزيزات إلى كشمير. وأن الضباط الأتراك طلبوا من متزعمي الميليشيات تسجيل أسماء الراغبين بالذهاب للقتال إلى في كشمير. وأشارت معلومات إلى أن أنقرة تقوم بجمع المسلحين من مناطق أعزاز وجرابلس والباب وعفرين وإدلب، وستنقلهم إلى كشمير سرًا.
مصادر أخرى قالت إن القوات التركية قدمت عرضاً لكل مسلح يقاتل في كشمير، يتمثل براتب شهري قدره /2000/ دولار أمريكي، يُدفع للمسلح بموجب عقد نصف سنوي، إلى جانب تقديم الأتراك امتيازات لعوائل المسلحين المقاتلين في كشمير، كحصول كل عائلة على إعانات غذائية مستمرة، وضمانات بعدم التعرض لهم.
لا تفويض بالتصريح
وتفيد معلومات نقلتها مواقع إعلامية أن السلطات التركية أبلغت المدعو “نصر الحريري” والمدعو “عبد الرحمن مصطفى” بالخطوة وأمرتهم بعدم إعطاء أي تصريحات إعلامية تفيد بنفي أو تأكيد الأمر.
وتقول المصادر أن هذه التحضيرات جاءت بعد اجتماع عقد قبل أيام بين مسؤولين في الاستخبارات التركية ومتزعمي ميليشيات ما يسمى “الجيش الحر”، وتزامن ذلك مع افتتاح كليات عسكرية ومعسكرات تدريب، فقد افتتحت ميليشيا “الحمزة” كلية حربية بمعبر حوار كلس، وبدأ ميليشيا “العمشات” ببناء معسكرات جديدة بتكاليف عالية جدًا.
ورجّحت أوساط إعلامية إرسال مسلحين سوريين إلى كشمير للقتال ضد الهند وليس إلى قطر، معللة ذلك بإمكانية قطر على استقدام عمال من عدّة دول وبأجور أرخص. وفيما يتصل بضعف إقبال المسلحين على التسجيل فيعود إلى تزعزع الثقة بين المسلحين ومتزعمي الميليشيات الذين لم بدفعوا كامل المستحقات المالية لعناصرهم الذين قاتلوا في “ناغورنو قره باغ” وعدم التزام الجانب التركي بإعادة جثث جميع المسلحين الذين قتلوا خلال المعارك إلى سوريا.
أهداف بعيدة
يأتي إرسال المرتزقة السوريين في إطار تلاعب الرئيس التركيّ أردوغان بوتر الصراعات التاريخية والمزمنة التي تحمل طابعاً دينياً وقومياً، كما هو الحال بين أرمينيا وأذربيجان بالقوقاز، ومن بعدها بين الهند وباكستان.
وأكد أندرياس مونتزورالياس، الصحفي اليوناني في تقريره بعنوان “أردوغان يرسل مرتزقة إلى كشمير” في صحيفة بينتابوستاجاما، تفاصيل خطط الرئيس التركي أردوغان، ووفقاً للتقرير، فإن التحرك يأتي في إطار محاولة أنقرة لمد نفوذها إلى الإسلاميين في جنوب آسيا وسط خطوات الرئيس أردوغان المستمرة لتحدي هيمنة السعودية على العالم الإسلامي.