ديسمبر 29. 2024

خلال عام واحد فقط ..”أبو عمشة” يجني 12 مليون دولار من الفدى المالية والإتاوات في ناحية شيه بعفرين

Photo Credit To الفيس بوك

عفرين بوست ــ خاص

ميليشيا “سليمان شاه” المعروفة باسم “العمشات” هي نموذج الأداة التي اعتمدتها تركيا في احتلال إقليم عفرين واستباحته، عبر ارتكاب مختلف أنواع الانتهاكات والجرائم.

كشفت مصادر خاصة من مركز ناحية شيه استمرار مسلحي ميليشيا “سلطان سليمان شاه” التي يتزعمها المدعو محمد حسين الجاسم الملقب (أبو عمشة)، بالقيام بعمليات سطو وسلب ممتلكات الأهالي وفرض إتاوات على أهالي ناحية شيه/ شيخ الحديد لعام 2020 تقدر قيمتها بنـحو 12 مليون دولار أمريكي.

منذ إعلان احتلال إقليم عفرين الكردي في 18آذار 2018 من قبل جيش الاحتلال التركي وميليشيات تنظيم الإخوان المسلمين”الجيش الوطني السوري” ، تمارس أبشع الانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية بحق أهالي الكرد سكان عفرين الأصليين، بعد تهجير قسري لنحو 80% من أهلها إلى مناطق الشهباء.

ومن جانب آخر يفرض مسلحو الميليشيات كل أنواع الإتاوات على المحاصيل والمواسم الزراعية وعلى مختلف أنواع الممتلكات، ويحصّلون الفدية المالية جراء القيام بأعمال الخطف للمواطنين الكرد بعد اتهامهم بحجج واهية وتهم مفبركة، بغية التضييق على الأهالي وتضيق الخناق عليهم وتهجير من تبقى من الأهالي من ديارهم.

ومن أبرز تلك ميليشيات التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين والتي تعمل بأمر مباشر من قبل الاستخبارات التركية ميليشيا “سلطان سليمان شاه” والمعروفة بالعمشات نسبة إلى متزعمها المدعو “محمد الجاسم” الملقب “أبو عمشة”.

من هو “محمد الجاسم”/ “أبو عمشة“؟

هو محمد حسين الجاسم يُعرف بلقبه “أبو عمشة” متزعم ميليشيا “سلطان سليمان شاه”، من مواليد 1985 قرية الجوصة في منطقة السقيلبية بريف حماة الشمالي، ينحدر من أصول تركمانية، وقد اقترن اسمه بأبشع الجرائم والانتهاكات التي لا تعد ولا توصف في عفرين المحتلة.

محمد الجاسم كان يعمل في مقلع الحجر في منطقة السقيلبية بريف حماة براتب شهري لا يتجاوز 30 ألف ليرة سورية، ومع بدء الأزمة السورية وفي أواخر العام 2011 أسس ما يعرف بـ”لواء خط النار” بدعم من المخابرات التركيّة والذي ضم 500-700 مسلح من أصحاب السمعة السيئة بالمنطقة الغربية بريف حماه. وعمل قواداً لدى للمدعو أبو الوليد الكويتيّ متزعم “كتائب شهداء بسقلا” وأصله من درعا وابتزّه بصور في موقف شائنٍ،

وتؤكد مصادر كثيرة، أنّ “أبو عمشة” اشتهر ببيع وتجارة الأسلحة والمحروقات وقطع الطرق وسرقة المنشآت الحيوية والمعامل وطلب الفدية من المدنيين تحت تهديد السلاح منذ 2012، وقد غدر بالفصائل التي انضوى في صفوفها، وشارك القتال مع جبهة النصرة وكان يتمركز هو وجماعته في منطقة كفرنبل وهرب مع السلاح وكذلك فعل مع حركة حزم.

عمل “أبو عمشة” مع المدعو “أبي وليد الكويتي” بتهريب المحروقات من سوريا إلى تركيا، وبوصوله إلى منطقة إعزاز تعرف إلى أبو علي سجو وضباط في الاستخبارات التركية وشكل ميليشيا باسم “سلطان سليمان شاه”.

“أبو عمشة” صناعة الاستخبارات التركيّة ومعروف عنه وعن مسلحيه ارتكاب الانتهاكات بالجملة ومنها: قتلُ نائبِ رئيس مجلس “شيه” المحليّ، أحمد شيخو، بعد تعذيبه بطريقةٍ وحشيّة. ومنذ سيطرة ميليشيا العمشات على ناحية “شيه/ شيخ الحديد، لم يتورعوا عن ارتكاب كلِّ أعمال النهب والسلب وسرقة المنازل وممتلكات المواطنين الكرد هناك، وكذلك أعمال الخطف لمئات المواطنين الكرد وطلب الفديات منهم.

وأبو عمشة أحد عرّابي عملية نقل المرتزقة للقتال إلى ليبيا وأذربيجان، وقد ذهب بنفسه إلى هناك دعماً لحكومة الإخوان المسلمين، ونشر صوراً له في زيارة جرحى مرتزقته بمشفى في ليبيا.

سلطان سليمان شاه متى تأسس؟ ومن يدعمه؟

تنضوي ميليشيا “السلطان سليمان شاه” اليوم في صفوف الفيلق الأول فيما يسمى “الجيش الوطني، وتعود بداية تشكّله إلى نهاية عام 2011، باسم “لواء خط النار”، وضم مسلحين أغلبهم من أصول تركمانية ينحدرون من ريف محافظة حماة. وشاركت في معارك عدة على الجبهات ضد قوات النظام في أرياف إدلب وحماة وحلب أيضاً، وقد كان يتراوح عدد مرتزقتها قرابة 700 مسلح براتب شهري يقدر بـ 150 دولار أمريكي.

وفي مطلع 2016 تم تغيير اسم الميليشيا من “لواء خط النار” إلى “سلطان سليمان شاه” وهو اسم افتراضي فبركه مؤرخون أتراك لمؤسس الإمبراطورية العثمانية البائدة.

يتعمد مرتزقة “سلطان سليمان شاه” إظهار أقصى درجات الولاء للدولة التركية والرئيس التركي وتقديس العلم التركي في كل مناسبة، كان أبرزها مباركة فوز أردوغان في الانتخابات الرئاسية التركية 2018. ويتلقى المدعو أبو عمشة الأوامر من الاستخبارات التركية مباشرةً، وله علاقات وثيقة بضباط الاستخبارات التركية. وفي 28/4/2019 قامت ميليشيا “سليمان شاه” (العمشات) بتخريج كتيبة تحت مسمى “أشبال أرطغرل”. ولا ينفكُّ “أبو عمشة” يتغنّى بالدولة العثمانيّة في تغريداته وأنّه جاهزٌ للقتال في أيّ مكانٍ في العالم في سبيل ولائه للسلطانِ العثمانيّ.

سوء أخلاق وتطهير عرقي

ويشتهر مسلحو ميليشيا “العمشات” بتعاطي المواد المخدرة والحبوب وممارسة أفظع الجرائم والانتهاكات بحق المدنيين في ناحية شيه/ سيخ الحديد والقرى التابعة لها، وتدريجياً أضحت ناحية شيه ولاية مستقلة يحكمها المدعو “أبو عمشة” وإخوته. حيث تُفرض الضرائب والإتاوات بشكل اعتباطي وتمارس أعمال السرقة والنهب لمواسم ومحاصيل الأهالي ويتم بيعها عنوة بقوة السلاح.

عرف المدعو أبو عمشة بسوء صيته وقيامه باغتصاب زوجات عناصر الميليشيا مستغلاً غيابهم بسبب إرسالهم إلى ليبيا ونارغونو كارباغ، فيما يقوم بتحضير أعدادٍ منهم لإرسالهم مؤخراً إلى إقليم كشمير المتنازع عليه بين الهند وباكستان. وقد كشفت زوجة أحد المسلحين المدعوة “إسراء خليل”، في مقطعٍ مصوّر انتشر على نطاق واسع، أن “أبو عمشة” اغتصبها مراراً وتكراراً.

تتهم منظمات ووسائل إعلام كردية ميليشيا “السلطان سليمان شاه” بالقيام بالتطهير العرقي وتهجير المواطنين الكرد في إطار العملية العسكرية المسماة “درع الفرات” إذ تم تفريغ 70 قرية كردية شمال الباب من أهلها، وأقر المدعو “أبو عمشة” بتهجير الأهالي الكرد من قريتي سوسنباط وقباسين بريف حلب الشرقي، قائلاً “تم توطين 60 عائلة تركمانية قدمت من حمص، ومن مخيمات جرابلس في منازل الكرد”.

الانتهاكات في ناحية شيه/ شيخ الحديد

وقد أفاد مصدر خاص من ناحية شيه/ شيخ الحديد بنماذج من الجرائم والانتهاكات التي يرتكبها مسلحو ميليشيا “سلطان سليمان شاه”/ “العمشات” بقيادة أبو عمشة، في مقدمها اختطاف مئات المواطنين الكرد وفرض الفديات عليهم للإفراج عليهم. بالإضافة الاستيلاء على ممتلكات المدنيين.

الاستيلاء على ممتلكات ومحاصيل أهالي ناحية شيه

وأكد المصدر على إقدام المدعو “أبو عمشة” الاستيلاء على محطة الوقود (كازية) العائدة ملكيتها لآل كوجر، بالإضافة الاستيلاء على بستان عائلة شيخ إسماعيل زادة بمساحة تقديرية خمسة هكتارات من أشجار التفاح والإجاص الكائنة وتحويله إلى مركز تربية للخيول وحلبة سباق وتدريب.

الاستيلاء على معصرة الزيتون العائدة ملكيتها لعائلة شيخ إسماعيل زادة وجعلها مقراً لمرتزقتها ومركز تدريب لعناصره.

الاستيلاء على المحلات التجارية الكائنة مقابل محطة الوقود، العائدة ملكيتها لآل شيخ مراد واستثمارها لصالح المدعو أبو عمشة.

الاستيلاء على سبعة محلات تجارية تعود ملكيتها إلى أهالي ناحية شيه بغية تحويلها إلى سوبرماركت ومول، وذلك لصالح أبو عمشة.

الاستيلاء على حقول الزيتون لكافة الأهالي المهجرين قسراً إلى مقاطعة الشهباء المقدّرة بنحو 270 ألف شجرة زيتون والاستيلاء على أكثر من 300 حقل من كروم العنب والمحاصيل الأخرى، كما استولى على حقل الزيتون العائدة ملكيتها إلى عائلة كمال آغا والمقدر عدد أشجارها بحوالي 3000 شجرة زيتون وجنى ثمارها.

فرض الإتاوة وتحديد نسبة فرضها على أهالي شيه

يفرض المدعو “أبو عمشة” الإتاوات على أهالي ناحية شيه بحجج واهية وهي التعامل مع مؤسسات الإدارة الذاتية سابقاً في عفرين.

ــ عمد إلى فرض إتاوة نسبتها 15% من محصول الأهالي المهجرين قسراً لصالح المسلحين باسم المجلس المحلي لناحية شيه، بالإضافة إلى فرض مبلغ مالي قدره 8 دولارات عن كل شجرة لقاء السماح لجني الثمار.

ــ فرض مبلغ مالي قدره 3 دولار أمريكي عن كل شجرة عائدة ملكيتها للأهالي الموجودين في قراهم ناهيك عمليات السرقة والسلب والنهب.

ــ تحصيل نسبة 1/8 من أجور العمال اليوميين بعد تحديد ساعة العمل بمبلغ مالي قدره 500 ليرة سورية.

ــ فرض إتاوة تعادل نصف دولار أمريكي من سعر صفيحة الزيت الفارغة (تنكة) المقدّرة قيمتها بـ 3000 ليرة سورية.

ــ فرض الإتاوة على أهالي القرى من موسم الزيتون، بنسب متفاوتة من صفائح الزيت، وهي (جقلا تحتاني 800 تنكة زيت ـ جقلا وسطاني 700 تنكة زيت ـ كاخرة 2000 تنكة زيت).

ــ فرض إتاوة على كل معصرة مقدارها 500 تنكة، والقيام بجرد عدد تنكات الزيت الصادرة بغرض تحصيل نسبة 20% من مردود زيت الزيتون من الأهالي.

ــ بحسب مصادر من ناحية شيه تم فرض إتاوة مقدارها 250 ألف دولار على مركز الناحية وقرية قرمتلق التابعة لناحية شيه 125 ألف دولار، إضافة إلى قرى جقلا الثلاث 150 ألف دولار.

وقد وصل مجموع الإتاوات في ناحية شيه لعام 2020 ما مقداره (12) مليون دولار أمريكي.

Post source : عفرين بوست

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons