عفرين بوست – خاص
تواصل سلطات الاحتلال التركي أعمال التجريف والحفر في تل “دُ ديري” الأثري الذي يقع في محيط قرية ميدانكي / شران، باستخدام الآليات الثقيلة، وذلك في إطار خطتها القاضية بإمحاء الهوية الحضارية والثقافية والتاريخية لإقليم عفرين المحتل شمال سوريا.
بحسب مصادر “عفرين بوست” يقوم مسلحون من ميليشيات “جيش النخبة وفيلق الشام” منذ بداية الصيف الماضي، بتجريف التل الأثري، بواسطة الجرافات الثقيلة تحت إشراف تركي، حيث تتردد عربة عقرب تركية (يستقلها ضباط أتراك) إلى موقع التل خلال فترة العمل في المكان.
وأكدت المصادر أن أعمال التجريف بدأت في بداية الصيف الماضي 2020، وأفضت إلى رفع الستار عن سلالم حجرية تفضي إلى مبنى مقنطر داخل التل، في حين لا تزال أعمال التجريف جارية حاليا، بعد توقف لفترات متقطعة.
موقع التل
تل “دٌ ديري” يقع غرب بلدة ميدانكي السياحية (2) كم تقريباً، على يمين الطريق القادم من مدينة عفرين باتجاه بلدة ميدانكي ويبعد عن مركز مدينة عفرين نحو (25) كم إلى الشمال.
وجاءت تسمية التل من الموروث الشعبي لسكان المنطقة الأصليين وتعني باللغة الكردية (التل ذو البابين) ولا يُعرف تماماً سبب التسمية.
حسبما يقول سكان محليون لـ “عفرين بوست”، كانت هناك قرية باسم دو ديرا بالقرب من التل، إلا أنها انقرضت قبل أكثر من 100 عام، بسبب انتشار مرض معد بين سكانها واستقر قسم منهم في ميدانكي، ولا تزال آثار القرية المندثرة موجودة قرب التل وتُعرف باسم “خرابي دُ ديرا”. وكانت للقرية مقبرة وتقع تحت شجرة بلوط عجمي (كيل باري) بجانب التل الأثري، بينما يقول الدكتور محمد عبدو علي في كتابه “جبل الكرد” إن قرية دوديري Dudêrê، تقع غربي قرية ميدانكي، وهجرها سكانها في الربع الثاني من القرن الماضي.
تل (دُ ديري) من التلال الأثرية غير المسجلة في قيود مديرية الآثار السورية، رغم أهميته الأثرية ووقوعه بجانب الطريق العام.
المظهر العام
كان منحدر التل مزروعاً بأشجار الزيتون المعمرة وتمت زراعة سفحه أيضاً بأشجار الزيتون والكرمة قبل الاحتلال التركي لمنطقة عفرين بخمس سنوات، وثمة شجرة بلوطٍ معمرة تقع شرق التل ببضعة أمتار، لا يُعرف على وجه التحديد عمرها، ولم تٌجرَ على التل أيّة تحريات أثريّة قبل الاحتلال التركي للمنطقة.
وبحسب تقرير مديرية آثار عفرين فقد تعرض التل لحفريات كبيرة بالآليات الثقيلة في فترة الاحتلال التركي، وفي الصورة الفوتوغرافية للتل الأثري بعد إجراء سلطات الاحتلال التركي والميليشيات التابعة له الحفريات التخريبية غير المشروعة، يظهر تل دودري (ميدانكي) وقد تم حفره بالكامل بطريقة بدائية وهمجية وتمتد الحفريات إلى محيط التل في المدينة المنخفضة بين أشجار الزيتون، ويبدو أن الصورة تم التقاطها من الطرف الجنوبي للتل، خلال موسم جني ثمار الزيتون حيث يظهر في الجزء السفلي من الصورة مجموعة من الأشخاص يقومون بجني ثمار الزيتون.
تتطابق تلك المعلومات تماماً مع الصورة الفضائية العائدة لتاريخ 28/9/2019 إذ يظهر التل الأثري وقد تم تدميره بشكلٍ كامل واختفت الأشجار التي كانت تغطي سطحه، وتقدر المساحة المحفورة على سفح التل المرتفع (الأكروبول) بـ(9000) م2 عدا المساحات الواقعة على منحدر التل والأراضي المجاورة ضمن المدينة المنخفضة والتي لا تتوفر معلومات عن حجمها، ولا عن طبيعة المواد والقطع الأثرية التي اُستخرجت من التل بعد هذه الحفريات التخريبية ومصيرها بحسب المديرية.
يُشار إلى أن أعمال التجريف والحفر طالت معظم التلال والمواقع الأثرية في إقليم عفرين، ويقوم بها مسلحو ميليشيات الإخوان المسلمين باشراف مباشر من سلطات الاحتلال التركي التي تزودهم بالآليات والمعدات اللازمة.