نوفمبر 22. 2024

أخبار

الطفلة دلجين: أثناء تهجيرنا القسري جلبت حفنة تراب من قبر جدي.. لئلا أنسى عفرين

Photo Credit To تنزيل

عفرين بوست ــ خاص

دلجين طفلة عفرينية تقيم في مخيمات التهجير القسري في مناطق الشهباء، تروي قصة خروجها مع عائلتها من قريتها إلى عفرين، ومنها إلى المخيمات، ورغم بكائها على فقد بيتها وأرضها إلا أنها متمسكة بالتفاؤل والعودة لتكمل حياتها ودراستها. و

بأسلوبها الطفولي تعرف عن فتقول: “اسمي دلجين جامبو عمري (13 عاماً) من قرية كاخرة، كنت تلميذة في الصف الرابع أتعلم في مدرستنا، إلا أن العدوان والاحتلال التركي حال دون أن أكمل دراستي، لقد دمروا قريتنا ومدرستنا، ولكننا سننتقم منهم يوماً، ونستعيد ما سلبوه منا، ونخرجهم من بيوتنا وقرانا، وسنعود يوماً لقريتنا”.

حفنة تراب من أرض الأجداد

دلجين كانت شاهدة على العدوان في القرية وتحكي بعضاً من مشاهداتها، فتقول: كان المطر غزيراً، لم بالإمكان فعل شيء، ومن وقت لآخر كانت السماء تضيء بضوء أحمر، وتسقط معها القذائف، وكان عددها كبيراً، سقطت في كل أنحاء القرية، حتى المقبرة، وأصابت رجلاً فاستشهد عل إثرها، ولم يكن للرجل الشهيد أفراد من عائلتهن فلا أخ ولا أخت، واستمر نزول القذائف وسقطت قرب مستوصف القرية، وبين البيوت، واستشهد قريبيٌ لنا، وبسبب كثافة القصف لجأت إلينا عائلة من الجوار، ولكننا لم نستطع النوم بسبب القصف الذي استمر حتى الساعة الرابعة من الفجر، وبعد هدوء قصير، اهتز البيت على قذيفة، وجاءنا عمي بعدنا، وقال يجب أن  نخرج من القرية، وسنذهب على بيت عمتي، وفيما كنا نستعد للخروج، سقط نحو عشر قذائف وسط القرية وبخروجنا تعطلت جرار فعمل والدي على إصلاحه، وتابعنا المسير.

بينما كان الناس محتارين في أمرهم، ويضبضبون أمتعهتم، واختيار ما ما خفّ وزنه، كانت دلجين تفكر في قبور الآباء والأجداد التي سيتركوها خلفهم فقررت أخذ حفنة تراب من المقبرة، فتقول: بكينا كثيراً يوم خروجنا من قريتنا وكنا نسأل متى سنعود إليها بكينا، وبوصولنا إلى مقابر القرية توقفنا لنودعهم، ولدى شجرة المشمش، زرت قبر جدي وجدتي، أخرجت كيساً وأخذت حفنة تراب من القبر ووضعتها في الكيس، ثم وضعت الكيس في جيبي، لتكون ذكرى من القرية، إذ لا يجب أن ننسى التراب.

قصدنا عفرين حيث بيت عمتي، وكان بيتها صغيراً وفيه عدة عوائل، وبسبب ضيق المكان كان النوم صعباً، ولا تتوفر اسفنجات كفاية، والبعض على الأرض.

الخروج من عفرين

لم يستقر المقام بعائلة دلجين فتضطر للانتقال مجدداً: “كنا مجبرين للخروج من عفرين مجدداً، واتجهنا مع الجموع إلى جبل الأحلام، لم تتوقف دموعنا طيلة الطريق، لم نستطع أن نأكل شيئاً من الطعام طيلة المسير، ولم يكن لدينا متاع، إذ فقدنا كل شيء، ووصلنا إلى بيت خرب في قرية كيمار، قصدنا البيوت نطلب أي شيء من أجل أختي الصغيرة التي كانت تبكي بسبب الجوع، ولجأنا إلى قبو لدى إحدى العوائل، قمنا بتنظيفه وتعزيله، وبوصول الجرار، انطلقنا مجدداً قاصدين بلدة تل رفعت، وعانينا كثيراً في طريقنا، وتوقفنا مراراً على الطريق وقفنا عشرات المرات، بكت شقيقتي الصغيرة من الجوع والعطش، واضطررنا لشراء رغيف الخبز الواحد بـ 250 ليرة سورية إلى أن وصلنا إلى ناحية تل رفعت”.

ظروف صعبة

رغبة دلجين بالدراسة مقترنة بالعودة إلى  عفرين لتتعلم بلغتها الأم وتقول: “لدى خروجنا كنت تلميذة في الصف الرابع، ولجأنا إلى بيت قريبة لنا، ولكنها بعد فترة تعرضت لحادث، توقفت عن دراستي لعدة أشهر، ثم عدت للدراسة مجدداً وأكملت الصف الخامس، ومع نهاية المدرسة واجهنا صعوبات كثيرة، ومع افتتاح هذا العام عدت للمدرسة، ولكني لم أتمكن من متابعة الدراسة بسبب وباء كورونا، إذ نحضر إلى المدرسة يومين ونغيب عنها لأسبوع، وكل أمنياتي أن ينتظم دوام المدرسة، وأكمل دراستي، بالعودة إلى مدرستي الأصيلة في عفرين لأتعلم بلغتي الأم”.

الطفلة دلجين هي الثانية من بين أخواتها الثلاثة، سكنت حتى سن السادسة من عمرها في حي الأشرفية بمدينة حلب، ومع بدء الأزمة السورية وهجوم الميليشيات المسلحة نزحت مع عائلتها نحو مقاطعة عفرين، وتعيش مع عائلتها في الوقت الحالي في مخيم سردم في مقاطعة الشهباء.

Post source : عفرين بوست

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons