أكتوبر 05. 2024

ملف: ميليشيا فيلق الشام.. نموذج للميليشيات التي تدعمها تركيا

Photo Credit To تنزيل

عفرين بوست ــ خاص

“فيلق الشام” أحد ميليشيات ما يسمى “الجيش الوطني السوري” التابع للائتلاف والموالي لتركيا، وتحظى بدعم تنظيم الإخوان المسلمين في سوريا. ولها علاقة مميزة مع أنقرة، ولذلك تؤمن ميليشيات الفيلق حماية أرتال القوات التركيّة وتحرس نقاطها داخل سوريا، وهي تختلف عنم باقي الميليشيات بقيادتها من قبل شخصيات سياسيّة. وقد نشر تلفزيون “سوريا” تقريراً عنه في 29/10/2020، تحت عنوان ” فيلق الشام.. التحولات وشبكة العلاقات والحالة الفريدة في العسكرة”

التشكيل وشخصية الحاكمي:

تشكلت ميليشيا “فيلق الشام” مما يُسمّى “هيئة حماية المدنيين” والتي انضوى فيها عدد كبير من الفصائل، وكان صاحب فكرتها عضو الهيئة السياسية للائتلاف الوطني هيثم رحمة، وهو المنسق الأول للمشروع في الخارج، بينما يعمل عضو الهيئة السياسية للائتلاف الوطني، منذر سراس مباشرة مع الفصائل. وفيما يعتبر رحمة وسراس واجهة التنسيق الداخليّ والخارجيّ، فإن صاحب القرار والمشروع هو المدعو “صلاح الحاكمي”.

صلاح الحاكمي تاجر من حمص لقبه (أبو عبدو)، ولا يُعرف عنه الكثير، إلا أنّه كان يستحوذ على 80 % من قطاع تجارة الأحجار والمرمر بدول الخليج، وقد نقل استثماراته إلى تركيا في فترة تدهور الاقتصاد التركي، وكوّن علاقات متينة مع مسؤولين أتراك كبار.

دعم الحاكمي بالمال والسلاح كتائب في حمص، ثم شكّل هيئة حماية المدنيين بداية عام 2012، دون هيكلية واضحة لها، ثم توسعت الهيئة شمال سوريا حيث أكبر الفصائل العسكريّة، وضم مجموعات من حمص وبانياس، ولكن البانياسيين انشقّوا لاحقاً عن الهيئة.

كان هدف الحاكمي من تشكيل هيئة حماية المدنيين في الشمال السوري، هو الوصول إلى حمص، بعد تمكّنه من الحصول على صفقات ضخمة من السلاح والذخيرة من السوق السوداء وشراء العتاد الثقيل والمتوسط من باقي الفصائل التي كانت قد استولت عليه خلال معاركها.

طلب الحاكمي من لواء الأنصار، الفصيل الأكبر والأكثر تنظيماً والذي يضم نخبة قتالية مميزة من أبناء ريف حلب الغربي، زيادة عدده حتى 10 آلاف مسلح، وتعهّد بالدعم الكامل، وحذّر لواء الأنصار الحاكمي من صعوبة معركة السيطرة على حمص، ورفض مسلحو حلب وإدلب ترك جبهات الشمال.

أطلقت معركة “قادمون” بنهاية أيلول من عام 2013، وسيطرت الفصائل المدعومة من هيئة حماية المدنيين على عشرات البلدات في ريف حماة الشمالي والشرقي، ثم فشلت المعركة.

قرر الحاكمي والقيادة السياسية والعسكرية العاملة معه، تشكيل فيلق الشام في آذار 2014، وضم ألوية وكتائب في الشمال السوري، وبدأ قتال تنظيم الدولة وطردها من إدلب وحماة واللاذقية وحلب، ومن ثم شكّل “جيش الفتح” الذي كان فيلق الشام أحد أكبر فصائله، واستمر فيلق الشام بضم الألوية والكتائب المحلية، وركّز الفيلق على ضم الضباط المنشقين وتسليمهم مناصب قيادية حساسة.

ومع تمدد فيلق الشام حاول الإخوان الاستفادة من مكاسبه، وعقد الطرفان اجتماعاً في معبر باب الهوى أو في مدينة الريحانية التركية، وعرضوا “تبنّي” الفيلق بالكامل، فرفض الحاكمي، معتبراً أنها “محاولة مكشوفة لاستثمار تضحيات الفيلق سياسياً باسم الإخوان”. إلا أنه بالمقابل نجح بحكم علاقته المتينة بالمسؤولين الأتراك المعنيين بالملف السوري بشكل مباشر، بتقديم فصيله على أنه الخيار الأنسب والحليف الأمثل لتركيا في سوريا.

هيكلية فيلق الشام

منذر سراس (أبو عبادة): وهو قائد ميليشيا “فيلق الشام”، وعضو الهيئة السياسية بالائتلاف الوطني، وكان رئيس اللجنة السياسية لوفد أستانا.

منذر سراس
هيثم رحمة

هيثم رحمة: من “قيادات الظل”، ينحدر من مدينة القصير بمحافظة حمص، وهو حالياً عضو الهيئة السياسية بالائتلاف، وقد أتمَ دراسته الجامعية في رومانيا، وحصل على الدكتواره باختصاص “دقة القياس ثلاثي الأبعاد”، ومعهد الطيران المدني بالسويد وكندا، إضافة لتخصصه بأبحاث الروبوتيك.

ورحمة عضو في جماعة الإخوان المسلمين في سوريا، ومسؤول الإمداد بالسلاح والذخيرة عبر صفقات السلاح من السوق السوداء، نظراً لعلاقاته القديمة مع خلايا جماعة الإخوان في كثير من دول العالم. ونشط معارضاً منذ عام 1984، وغادر سوريا نهائيّاً. ومع انطلاق الأزمة السورية انخرط فيها ناشطاً ومعارضاً، وكان من الأعضاء المؤسسين للمجلس الوطني السوريّ، وهو عضو مؤسس للائتلاف، وشغل رحمة منصب منسق عام لهيئة حماية المدنيين، وهو عضو مكتب سياسي في تيار المستقبل وفيلق الشام.

 محمد نذير الحكيم: وهو عضو الهيئة السياسية في الائتلاف، وحصل على الدكتوراه في فرنسا باختصاص علم الكمبيوتر والإلكترونيات الدقيقة، وعمل أستاذاً في جامعات فرنسا.

محمد نذير الحكيم

يعتبر الحكيم أيضاً “أحد رجال الظل في فيلق الشام”، ولا يمكن التأكد ما إذا ترك العمل في فيلق الشام، وللحكيم علاقات دولية مميزة، استثمرها الحاكمي بالترويج السياسي لمشروعه. وجاء في الموقع الرسمي للائتلاف، “انضم منذ شبابه للحركة السياسية الإسلامية في سوريا، ونظرا لنشاطه المعارض اضطر لمغادرة البلاد عام 1976. وشارك حكيم بتأسيس المجلس الوطني السوري، وكذلك بتأسيس الائتلاف، وانتخب عضواً بالهيئة السياسية للائتلاف، وشغل منصب السفير لدى تركيا”.

 فضل الله الحجي (أبو يامن): القائد العسكري، ضابط منشق برتبة عقيد منذ نهاية 2012، ينحدر من بلدة كفر يحمول بإدلب، وكان نائب قائد لواء درع الثورة، وهو حالياً قائد “الجبهة الوطنية للتحرير”، ويُعرف بنشاطه الكبير في غرف العمليات شمال سوريا.

ومن قيادات الصف الأول الشهيرة، مروان نحاس (أبو صبحي)، وهو مسؤول التنسيق مع الفصائل.

فضل الله حجي

حج محمد حوران (أبو أسيد): قائد قطاع إدلب بفيلق الشام وعضو المجلس العسكري، ولا معلومات إضافية عنه. ويشغل حالياً عضو المجلس العسكري الثلاثي بإدلب إلى جانب النقيب أبو المنذر من أحرار الشام و”أبو الحسن 600″ من هيئة تحرير الشام.

صلاح العراقي (أبو الحمزة): ضابط سابق بالجيش العراقي، ولا معلومات كثيرة عنه، إلا أنّه معروف بالتزامه الديني وحافظ القرآن الكريم، ويُقال إنه على علاقة بالقيادي بهيئة تحرير الشام “أبو ماريا القحطاني” العراقيّ، ويرجّح أن تكون علاقة القائمين على فيلق الشام بالعراقي، قديمة منذ أن كانت قيادات الإخوان السوريين منفية بالعراق. وقيل إن الحاكمي طلب منه المشاركة في تشكيلاته العسكرية بسبب خبرته العسكرية الكبيرة في معارك العراق.

الشيخ عمر حذيفة: وهو الشرعي العام لفيلق الشام، وينحدر من بانياس، ويعتبر عراب اتفاقيات التهدئة ووقف الاقتتال بين هيئة تحرير الشام وباقي الفصائل.

بعض الانتهاكات والجرائم التي ارتكبتها ميليشيا “فيلق الشام”:

رصد “عفرين بوست” جملة من الانتهاكات التي ارتكبتها ميليشيا “فيلق الشام”، وفيما يلي بعضنها:

جرائم القتل: ومنها قتل الشاب الكُردي “المعاق ذهنياً” طاهر محمد حبش (39عاماً) الذي لم يخرج من قريته، بينما كان يسرح بقطيع من المواشي بأواخر آذار 2018، قرب مفرق قرية “شيخ” بناحية بلبله، وقتل المواطن الكردي الإيزيدي نوري جمو عمر شرف /63عاما في قرية شاديريه/شيح الدير، في 13/8/2020 باقتحام منزله وإطلاق الرصاص عليه لرفضه دفع الإتاوة. كما أطلق مسلحو الميليشيا الرصاص على المواطن الكُردي “دلبرين عربو” في 30/8/2020، ومنعوا إسعافه، بعد رفضه إخلاء منزله بقرية باصوفان بناحية شيراوا، لصالح مسلح من الميليشيا. وأطلقوا النار على الشاب محمد حسين (27عاماً)، وأصيب بأطرافه السفلية، خلال وجوده قرب الحاجز الشرقي لمدينة جنديرس في 20/5/2019.

خطف المواطنين الكرد: وطلب الفديات لإخلاء سبيلهم في القرى التي تسيطر عليها. ومنها اختطاف المواطن الكردي “رضوان محمد محمد (٤٠ عاماً)، من منزله بقرية “جقماقي مزن/جقماق كبير” بناحية راجو، واتهامه بالردة، في 30/7/2020. واختطاف القاصر (زياد هورو بن مصطفى (17 عاماً) في 19/2/2020. واختطاف الفتاة القاصر “رويا هنانو مصطفى”، في 16/11/2019 من أمام نزلها بقرية غزاوية واختطاف الكهل الكردي محمد حيدر (70 عاماً)، لمدة عشرين يوم في شباط 2019. واختطاف المواطن “مصطفى إبراهيم بن مصطفى (قصاب) /30/ عاماً” من أهالي ميدان إكبس، والذي اختفى منذ أكثر من سنتين ونصف.

ولدى ميليشيا فيلق الشام” سجن أمني بإشراف الاستخبارات التركية في قرية “ميدان أكبس” بناحية راجو، قرب الحدود السورية – التركية”. ويخضع لإشراف المخابرات التركيّة. تلقى فيه المختطفون والمعتقلون الكُـرد التعذيب وغيره من ضروب المعاملة القاسية إلى جانب إخفاء العشرات قسراً، وفي بلدة ميدان إكبس يقوم متزعما الفيلق المدعوان “صليل الخالدي والرائد هشام الحمصي” وهما من محافظة حمص بإرهاب الأهالي، وقد استوليا على فرن الخبز الآلي العائد للمواطن “فائق خاتون” وعلى معصرتي الزيتون للمواطنين “مسلم شيخو (مرجانة) ويحيى دندش (أبو هشام)”، وقاما بتأجيرهما هذا الموسم بمبلغ /40/ ألف دولار.

الاعتداء على سيدة في قرية ديكيه بناحية بلبله/بلبل.

وهددت الميليشيا أهالي قرية “برج حيدر” الكرد بإخراجهم بالكامل من القرية، بحال مقتل متزعم في صفوفهم، أصيب بجروح نتيجة عملية قتل فيها القيادي في “فيلق الشام” المدعو “أبو خالد”، في مطلع أيار 2020.

التغيير الديمغرافي: قام المدعو “صليل الخالدي”، المتزعم في ميليشيا “فيلق الشام”، بطرد عائلات كردية من قرى ميدان إكبس وخراب سلوك وقره بابا وفرفركه، وتوطين عائلات مسلحين من ريف حمص، فبقي في بلدة ميدان أكبس (120) عائلة من أصل (500) عائلة من أهلها الأصليين، إضافةً إلى طرد إمام وخطيب جامع البلدة السابق ومعاونيه المسنين “محمد شيخو بلو، أحمد موسى بكر” من أهالي البلدة. وفي قرية باصوفان استولى الفيلق على معظم البيوت في القرية، وفرض الدين الإسلاميّ على السكان الإيزيديين وهدم قبة مزار الشيخ علي في القرية.

إنذار العوائل الكردية الأصلية المتبقية في قريتي “إيسكا\الإسكان” وجلمة التابعتين لناحية جنديرس، بإخلاء بيوتهم. وفرض إتاوات على الأهالي مقابل البقاء.

ابتزاز المواطنين الكرد بكل الوسائل ومنها عبر تتبع الصور القديمة والتضييق على أهالي قرية علمدارا بناحية راجو وسرقة مسجد القرية وتحويل مدرسة القرية إلى حظيرة للمواشي.

فرض الإتاوات المختلفة: ومنها إتاوات على السيارات العابرة بالاتجاهين في معبر غزاوية بناحية شيراوا. وعلى جني موسم الزيتون خلال المواسم الماضية سواء مالية للسماح بجني الموسم أو الزيت.. وعلى موسم السماق واللوز في قرى تحتلها (زركا وكيلا وجوبانا). إضافة لفرض إتاوة على الطلاب الذين أرادوا الوصول إلى مدينة لتقديم الامتحانات باسم فدية “نيل العلم”.

قطع الأشجار الحراجية وأشجار الزيتون: ومنها نحو (٢٠٠٠) شجرة صنوبر في الغابة الواقعة بين قريتي كيلا وزركا بناحية بلبله/بلبل، ونحو 3500 من أشجار الزيتون بحجة التقليم بعد سرقة محصول الزيتون عشوائياً، في قرية ميدانا وخلالكو وسرقة أوراق العنب من كروم قرى ناحية بلبله/ بلبل. وقطع أكثر من 3000 شجرة زيتون من جذورها في قرى بناحية “بلبلة\بلبل”، منها 2000 شجرة في مركز الناحية وتنفيذ حملات سلب ونهب وواسعة لموسم الزيتون في قريتي بعية وباصوفان بناحية شيراوا، ودير بلوط بناحية جندريسه ودراقليا بناحية شرا/ شران وتبرير الاستيلاء على موسم الزيتون بفتوى الغنائم. ومن ابتداعات سرقة الزيتون أسلوب التضمين، كما تمنع الأهالي الكرد من الوصول إلى حقول الزيتون العائدة لهم.

يستولي متزعمو وعناصر الميليشيا على آلاف أشجار الزيتون وعشرات هكتارات الأراضي الزراعيّة في سهول بلدة ميدان إكبس وقرى ميدانا المجاورة وأخرى محاذية للنهر الأسود، وتقوم بالسرقات وتفرض الأتاوى والفدى المالية على الأهالي وتقطع الغابات وأشجار الزيتون بغاية التحطيب؛ وقد استولت “فيلا ومزرعة و /1500/ شجرة زيتون و /10/ هكتارات أراضي زراعية عائدة للمواطن خضر حجي محي وأملاك شقيقيه عبدو وأيوب، /1000/ شجرة زيتون ومنزل المواطن محمد إبراهيم (قجيرو)، ونحو (800) شجرة زيتون لـعائلة المرحوم نوري أحمد موسى.

في قرية “كيلا”/بلبل،  استولى مسلحو ميليشيا “فيلق الشام” يتزعمهم المدعو “أبو أزهر” على جميع الأشجار العائدة للمواطنين الكرد المهجّرين قسراً، وعلى محصول الزيتون لعدد كبير من المواطنين الكرد، واستولت الميليشيا على ستة آلاف شجرة زيتون في قرى (زركا – كيلا – ديكي)

الاعتداء على الآثار: تدمير المغارة التاريخية في قرية إيسكا في سفح جبل ليلون، والتي تعود لقرون ماضية. ونبش وتدمير مرقد الشهيد الشيخ “مصطفى درويش” في مزار “قره بابا” الواقع في مفرق قرية قره بابا بناحية راجو، ومزار الشيخ في باصوفان.

Post source : عفرين بوست

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons