عفرين بوست ــ خاص
تستمر عمليات الاتجار بأملاك أهالي عفرين الكرد من عناصر الميليشيات المسلحة والمستوطنين وتتجاوز النشاط المتعارف عبر الدلالين وسماسرة المكاتب العقارية، لاستغلال تطبيقات التواصل الاجتماعي لعرض منازل مهجري عفرين للبيع بأسعار زهيدة والتي تم الاستيلاء عليها بعد إعلان احتلال إقليم عفرين الكردي من قبل الاحتلال التركي وميليشيات تنظيم الإخوان المسلمين.
رصدت عفرين بوست عبر تصفح تطبيقات التواصل الاجتماعي عمليات الاتجار بمنازل أهالي عفرين الكرد المستولى عليها من قبل مسلحي ميلشيات تنظيم الإخوان المسلمين وذويهم من المستوطنين، وقد تم استحداث غرفة خاصة على تطبيق تليغرام لعرض تلك المنازل وبأسعار زهيدة.
وقد نشر مستوطن إعلاناً في تيليغرام في غرفة تُدعي “عفرين لحظة بلحظة” لعرض منزل للبيع فكتب: “منزل للبيع، غرفة واحدة مع منافع، مع أبواب ألمنيوم، على طريق راجو، ويصلح لأن يصبح عيادة، بـ 1000 دولار أمريكي”.
ونشر مستوطن مقطعاً مصوراً لمنزلٍ على تيليغرام، يُظهر فيه على الباب الخارجي اسم أبو جابر، وهذا أمر شاع في أولى أيام احتلال إقليم عفرين، فقد عمد المسلحون إلى كتابة اسم الميليشيا أو أسمائهم على جدار البيت للإشارة إلى وضع اليد عليه، وأنه أصبح بمجرد كتابة الاسم ملكاً خاصاً لا يمكن لجهة أن ينازع فيه عليها.
وقال مراسل عفرين أن المدعو أبو جابر وهو مسلح يتبع لميليشيا السلطان مراد استولى لوحده على عشرات المنازل في مدينة عفرين، وفي هذه الفترة يعرضها للبيع بأسعار زهيدة.
كما رصد المراسل عمليات بيع لعقارات أهالي عفرين، نفذها المستوطنين في حي الأشرفية، بينها بيع منزل المواطن الكُردي “عدنان محمد ” بملغ 1300 دولار أمريكي، علما أن البائع مستوطن منحدر من جرابلس فيما المشتري ينحدر من بلدة بيانون بريف حلب الغربي.
والمواطن “عدنان” من أهلي قرية مازن/ معبطلي، ويقع منزله في بناية عبدو مكانيسيان بالأشرفية.
كما قام المستوطنون ببيع محل تجاري في المنطقة الصناعية بمبلغ 4000 دولار أمريكي، وصاحب المنزل هو المواطن الكُردي محمد سعيد، من أهالي قرية عتمانا/راجو، إضافة لبيع محل آخر بالقرب من مبنى الجمارك سابقا/طريق راجو، وذلك بمبلغ 2800 دولار، وصاحبه الأصلي هو المواطن الكردي محمد حنيف.
يُشار إلى أن استمرار عمليات بيع المنازل والاتجار بالعقارات تُسقط دفعة واحدة جملة من الادعاءات، التي تم الترويج لها عبر الإعلام، وتؤكد أن القادمين إلى مدينة عفرين هم مستوطنون بالقوة، وليسوا نازحين ومهجرين مغلوب على أمرهم، والمسألة الثانية هي تأكيد جديد للانتهاكات التي تم توثيقها من قبل المنظمات الحقوقية والإعلاميّة وكان موضوع نزع الملكيات بالقوة والاستيلاء عليها من أهم القضايا التي كانت محل الاهتمام المؤسسات الحقوقية، وأما المسألة الثالثة فهي سقوط دعاية الائتلاف ومساعي تجميل الاحتلال عبر الزيارات الاستعراضية التي قام بها أعضاء ما يسمى “الائتلاف الوطني” ومن جملتهم نصر الحريري وعبد الله كدو وتشكيل لجنة صورية باسم رد الحقوق.
يذُكر أن نشاط لجنة رد الحقوق ركز على شرعنة الاستيلاء وانحصر بعقد بعض العقود الشكلية بين أصحاب العقارات الأصليين من الكرد والمستوطنين، وكذلك إزالة العوائق وفتح بعض الشوارع. ولتعجَّ على إثرها وسائل الإعلام التركية والموالية لها بتقارير مكذوبة تتحدث عن حالة ارتياح في الشارع العفرينيّ.