ديسمبر 23. 2024

مهجّر عفريني كسر عتبة القرن من العمر ولازال يصنع السكاكين(فيديو)

Photo Credit To عفرين بوست

عفرين بوست ــ خاص

العم حميد عيسو، مهجر عفرينيّ قسريّ تجاوز عمره قرناً كاملاً، يقيم في جغرافيا التهجير، ويواصل حرفة صنع السكاكين، يختزن في عقله كثيراً من الأحداث والوقائع التي مرت على سوريا ومسقط رأسه عفرين، اعتباراً من الاحتلال الفرنسي لسوريا وحتى الاحتلال التركي لإقليم عفرين، ويبقى الإعجاز حقاً أن رجلاً يواصل العمل بعد قرن من العمر متحدياً ظروف التهجير.

التقت عفرين بوست المعمر الكُردي العم حميد عيسو الذي يعيش في مناطق التهجير القسريّ (بلدة الأحداث) بمناطق الشهباء، وهو من أهالي قرية كفر دلي تحتاني ويبلغ 101 عام من العمر، يقوم بصنع السكاكين الزراعية، والذي يكاد لا يخلو بيتٌ في عفرين من سكين من صنع يديه، يُستخدم في الحقول ولقتل الديدان في جذوع أشجار الزيتون.

فكيف تعلّم المهنة

في حديثه لـ “عفرين بوست” كشف العم أنه عندما كان في قريته، جاء إليهم جماعة من “الغجر”، وكان بينهم من يصنع السكاكين، وكان يرتاد إلى خيمتهم لمراقبة عملية الصنع ومراحله، متابعا عن قرب كيف يضعون الحديد على النار لدرجة الإحماء، ومن ثم بَردَه وسنّه، حينها قفزت إلى رأسه هذا السؤال “ألا يمكنني أن أصنع السكاكين بنفسي؟” وبالفعل جربت خوض التجربة، ولكني فشلت بصناعة أول سكين، وجربت للمرة الثانية ونجحت إلى حد ما، وبمرور الأيام أتقنت حرفة صنع السكاكين، واستخدم مقلمة السكين لمهنتي هذه”. ويتابع: وهكذا صرتُ أتدبر شؤوني معيشتي من خلال هذه المهنة البسيطة بصناعة السكاكين وتحديد المقصات والمناشير وغيرها من الأدوات الحديدية”. يقول العم حميد

عودة للعمل… رغم التهجير… رغم العمر

كانت البداية من حديث الأسى والتهجير، فقال العم حميد: “عند العدوان التركي وقبيل احتلال المنطقة خرجنا منها واتجهنا إلى الشهباء، ولم أترك في عفرين أملاكاً، إذ لا أملك إلا منزلي الذي تركته خلفي، وبعد التهجير، لم أجد شيئاً أمامي أفعله فعدت إلى حرفتي والعمل في صناعة السكاكين لأعيش من خلاله”.

ويؤكد المعمّر عيسو أن ميليشيات الاحتلال التركي سيطرت على منزله في قريته، ونهبوا كافة محتويات منزله، وتقطنه عائلة من ذوي المسلحين.

في مقارنة بين العمل حالياً وسابق عهده في عفرين يقول العم حميد: “في عفرين كنت أصنع ما يقارب 12 سكيناً، فقد كانت جميع الأدوات متوفرة، إنما هنا أملك مقلمة واحدة أعمل عليها لذا لا أستطيع صنع أكثر من اثنين، كما أني تقدمت بالعمر، وقد بلغت 101 عام، ولا يمكنني العمل أكثر، وكنت أبيع السكين في عفرين بـ 200 ل.س في البازارات الأسبوعية في المنطقة، واليوم أبيعه بـ 800 ل.س بسبب الكلفة وتغير قيمة الليرة السورية”.

المعمّر حميد عيسو

وعن نوعية السكاكين وأكثرها جودة أشار إلى أنها تلك التي تُصنع قبضاتها من خشب الأبواب، والمبرد، وهي سكاكين الجيب العملية، التي تُستخدم للعمل به في الحقول الزراعية بشكلٍ سريع، وتكون في جيب الفلاح على الدوام.

من الذاكرة والجوع في فترة الاحتلال الفرنسي

تعود الذاكرة بالعم حميد إلى فترة الاحتلال الفرنسي لسوريا والظروف الصعبة لتأمين المعيشة فيقول: “في البدايات وقبل صناعة السكاكين، تعلمت صنع الأفخاخ، وكان ذلك خلال الاحتلال الفرنسي في سوريا الذين نهبوا من منازل الأهالي المحاصيل الزراعيّة ولم يتركوا لنا شيئاً نعتاش به، فمررنا بفترة عانينا فيها الجوع، فاضطررنا للقطف من شجر السنديان وأكله وهو في أول نموه، وكنا نعيش على النباتات كالخبيزة والكربش وغيرها، وخلال الفترة صنعت الأفخاخ لاصطاد العصافير تحت هطول الثلوج لنأكل منه، ولو لم نفعل ذلك حينها لكنا سنموت من الجوع”.

يتابع العم حميد: “أديت الخدمة العسكرية الإلزامية بعمر متأخر (نحو 38 عاماً)، وكان ذلك في عهد الوحدة بين سوريا ومصر برئاسة عبد الناصر، بعدها انتقلت من قريتي كفردلي إلى مدينة عفرين، وكنت أصنع السكاكين، وأتجول ما بين جندريسه وعفرين وراجو وما حول هذه المناطق وأبيع السكاكين”.

رُزق العم حميد بسبعة أولاد، فقد أحدهم حياته خلال الخدمة الإلزامية بالجيش السوري كما قال.

Post source : عفرين بوست

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons