ديسمبر 23. 2024

تركيا تعتزم تصدير زيت عفرين المنهوب إلى الأسواق الأمريكية

Photo Credit To تنزيل

عفرين بوست

زيت عفرين الذي يسرقه مسلحو ميليشيات تنظيم الإخوان المسلمين ويدخل إلى الأراضي التركية، يتم تصديره إلى أسواق العالم بأسماء مزورة على أنه منتج تركي، وبعد توريده إلى أوروبا في الموسم الماضي، تتخذ الإجراءات هذا الموسم لتوريده إلى الولايات المتحدة الأمريكية.

هيئة تركية تحضر لتوريد الزيت إلى الولايات المتحدة

نقلت مواقع إعلامية تركية معارضة وأخرى كردية، أن ممثلي هيئة زراعية تركية زاروا الولايات المتحدة بهدف تسويق 90 ألف طن من زيت الزيتون المسروق من عفرين المحتلة على أنّه منتج تركي.

الهيئة “التركية” هي تعاونيات الائتمان الزراعي التركيّ T.T.K هي شبكة من التعاونيات تضم مزارعين مستقلين وتعمل بإشراف بنك زراعت، وهو بنك أنشئ لدعم المزارعين في تركيا حتى عام 1977، وكانت تحكمه وزارة الزراعة بين عامي 1985-1995. وقد مُنح وضعاً شبه رسمي الحالي بقانون صدر عام 2005.

فقد تواردت الأخبار طيلة موسم الزيتون الحالي التي تفيد بسرقة الزيتون وكذلك الزيت بمختلف الطرق، وبوشر بجني المحصول قبل أوانه، كما أجبر مسلحو الميليشيات الأهالي على إرسال الزيتون إلى معاصر محددة وفرضوا إتاوات على الزيت أيضاً. وهذه الكميات الكبيرة من الزيت كانت تُدخل إلى الأراضي التركية.

نقل موقع “أحوال” المتخصص بالشأن التركي عن النائب عن حزب الشعب الجمهوري المعارض أونال تشفيكوز، قوله “الميليشيات الموالية لأنقرة تسرق أشجار الزيتون من أصحابها في منطقة عفرين”، وأضاف “الزيت الذي يتم تصديره إلى الغرب عبر تركيا”.

وقال حكمت شينتشين رئيس غرفة التجارة في هاتاي: “يدخل الزيتون إلى تركيا شريطة بيعه للأسواق الخارجية فقط”. وأضاف مبرراً انتهاك قوانين المنافسة التركية: “تعاونيات الائتمان الزراعي التركي منحت سلطة استثنائية لاستيراد زيت الزيتون”.  وجاء حديث شينتشين خلال اجتماع للمائدة الاقتصادية لحزب الشعب الجمهوري في هاتاي ونقلت وكالة انكا/ تركيا الآن، قوله: “تعاونيات الإقراض الزراعيّ تحاول بيع 90 ألف طن من زيت الزيتون كان آخرها استيراده من عفرين إلى الولايات المتحدة”. وأضاف تشينشين “الآن سمعت أن ممثلين عن تعاونيات الائتمان الزراعي ذهبوا إلى نيويورك لبيع زيت الزيتون”.

وقال رئيس غرفة تجارة وصناعة أنطاكيا حكمت سينكون: “إن رجال الأعمال في هاتاي يريدون إنشاء منطقة حرة في عفرين، مضيفًا “تم منح هذه الميزة لتعاونيات الائتمان الزراعي”. وأضاف: “نعتقد أن هاتاي يجب أن تلعب دورها أيضا من خلال بيع زيت عفرين كتعويض لولاية هاتاي”.

اتهامات أوروبية بسرقة الزيت

في كانون الثاني/يناير 2019 اتهم البرلماني عن الحزب الديمقراطي السويسري المحافظ، برنارد غول، الحكومة التركية، بتغليف زيت الزيتون المنهوب من سوريا على أنه تركي لبيعه في دول الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك إسبانيا، وذلك بهدف تمويل الميليشيات المدعومة من أنقرة. وجاء تصريح البرلماني السويسري خلال جلسة للبرلمان السويسري استفسر فيها غول عن الإجراءات التي اتخذت للتحقيق في الأموال التي يجنيها الاحتلال والمجموعات التابعة له من بيع زيت الزيتون المنهوب من عفرين بعد احتلال المقاطعة في آذار العام الفائت. ورفع النائب عن حزب الشعوب الديمقراطي، تولاي حاتيموغولاري، وعضو البرلمان عن حزب الشعب الجمهوري سوزان شاهين، والنائب عن حزب الحركة القومية من هاتاي، لوتو كاشيك بير، القضية إلى البرلمان التركي.

وذكرت صحيفة Público الإسبانية، أن الحكومة التركية تستخدم شركات وسيطة لتصدير زيت الزيتون المنهوب من المواطنين الكرد في عفرين إلى إسبانيا. ونقلت الصحيفة عن مصادر إسبانية محليّة أنَّ الزيت المنهوب يُخلط بزيت تركيّ محليّ قبل أن يتم وسمه بعلامة تجارية أخرى ومن ثم يتم تصديره لإسبانيا. كما نقلت صحف أوروبية أخرى من بينها التلغراف البريطانية تقارير عن أعمال سرقة الزيت من عفرين.

اعتراف تركي رسمي بالسرقة

من المؤكد أنّ عملية سرقة زيت عفرين المحتلة متكاملة، ففيما تقوم الميليشيات بأعمال السرقة والنهب، يتولى المسؤولون الأتراك على أعلى المستويات تبرير السرقة وتجميلها، فقد سبق أن قال وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو “إن الزيت السوري يُعاد تصديره عبر تركيا، وأن العائدات تعود إلى أصحاب بساتين الزيتون، وقال: “لا توجد سرقة أو أي شيء هنا”.

وأوضح رئيس نقابة مصدري زيت الزيتون في منطقة بحر إيجة داود إر، إن قرار جلب الزيت السوري إلى تركيا كان “في الأصل قرارا سياسياً وليس اقتصادياً، لكن المنتج أصبح جزءاً منهما من قطاع زيت الزيتون” في تركيا.

فيما كان وزير الزراعة التركي بكير باكدميرلي قد اعترف في 17/11/2018، “إننا لا نريد أن يكون زيت عفرين مصدر دخل لحزب العمال الكردستاني، ولهذا نريد أن يمر الأمر عن طريقنا، وأن تأتي العوائد إلينا”، بحسب صحيفة “جمهوريت” التركية. وجاء كلام الوزير التركي رداً على اتهام رئيس حزب الشعوب الديمقراطي لتركيا بنهب محصول زيت الزيتون في عفرين. كما قال الوزير التركي خلال جلسات للبرلمان التركي حول موازنة عام 2019 “إننا في الحكومة نريد أن نضع أيدينا على موارد عفرين بطريقة أو أخرى …”.

وقالت الأمم المتحدة العام الماضي، إن تركيا متهمة بارتكاب جرائم حرب وارتكاب انتهاكات حقوق الإنسان، وغض الطرف عن جرائم الميليشيات السورية الموالية لها. وتشمل الانتهاكات التي وثقّتها المنظمة الدوليّة “نهب” محصول الزيتون من طرف الجماعات المسلحة.

وقالت وزارتا الزراعة والمالية نريد أن يتم إصلاح هذا في أقرب وقت ممكن وتوفير منطقة حرة مؤقتة عند بوابة غصن الزيتون من الأفضل أن تكون بشكل دائم.

حجم الإنتاج وواقعه الحالي

يذكر أنّ عدد أشجار الزيتون يبلغ نحو 18 مليون شجرة، وتصل كمية إنتاج الزيت إلى 270 ألف طن في الأعوام المثمرة، وتوجد في المنطقة 250 معصرة زيت زيتون.

يذكر أن عوائد صادرات تركيا من زيت الزيتون المحلي تراجعت من 120 مليون دولار في يناير وفبراير 2018، إلى 28 مليون دولار في الفترة نفسها من عام 2019، بسبب ندرة محصول الزيتون، فيما ساهم الزيت القادم من سوريا في تعويض المصدرين الأتراك لبعض عائداتهم. وفي عام 2018، فتحت تركيا معبراً حدودياً في محافظة هاتاي الحدوديّة المحاذية لمنطقة عفرين، لنقل زيت الزيتون مباشرة إلى البلاد.

اتبعت سلطات الاحتلال التركي سياسة إفقار لأهالي المنطقة الكرد وأنهكت الفلاحين، عبر استهداف أشجار الزيتون وإنتاج الزيت الذي يشكّل مصدر لأكثر من 70% من دخل المنطقة، وتولت الميليشيات الإخوانية ومعها المجالس المحليّة تنفيذ الخطة التركية، ففرضت أنواع مختلفة من الإتاوات على الحقل والنقل والعصر، وتعرضت الحقول لطوابير اللصوص التي اجتاحتها وسرقت الموسم حتى آخر حبة، ويضاف إلى ذلك تكلفة الإنتاج وجني المحصول. وبالنتيجة فإن ما يصل إلى الفلاح أقل من 40% من قيمة الموسم، فيما يتم سرقة كامل محصول الأهالي المهجرين قسراً، وبسبب الإتاوات الباهظة امتنع بعض الأهالي عن جني محصولهم هذا العام.

كما لم تكتفِ الميليشيات بسرقة الموسم، فعمدت إلى قطع أشجار الزيتون وبيعها حطباً لتحصيل مصدراً آخر للمال، وبذلك كان الزيتون ضحية مباشرة للعدوان والالاحتلال.

Post source : عفرين بوست

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons