عفرين بوست – خاص
لا يبدو أن أنقرة عازمة على إعادة كافة المرتزقة السوريين الذين تم نقلهم إلى جبهات القتال في الحرب التي دارت بين أذربيجان وأرمينيا، وقد عرضت الاستخبارات التركية (الميت) على المرتزقة السوريين إمكانية اصطحاب عوائلهم من أجل الاستقرار فيها.
وتفيد المعلومات المسربة والمتداولة بين مسلحي تنظيم الإخوان المسلمين الموالين لأنقرة والذين شاركوا في الحرب إلى جانب القوات الأذرية ضد أرمينيا في إقليم نارغورني كراباخ بأن الاستخبارات التركية قد عرضت على ميليشيات ملكشاه وقسم من “سليمان شاه – العمشات” و”السلطان مراد ” أنه بإمكانهم اصطحاب عوائلهم إلى أذربيجان، ويبدو أن العرض الجديد يمثل إغراءً بالنسبة للمرتزقة للاستقرار وعدم العودة، والهدف الاحتفاظ بالمرتزقة في مناطق الجبهات لمواجهة أي احتمالات لانهيار وقف إطلاق النار.
إلا أنّ الهدف الأبعد من ذلك فيما لو استمر بقاء عوائل المرتزقة هو إجراء تغيير ديمغرافي في المنطقة المتنازع عليها في إقليم ناغورني قره باغ/آرتساخ، وبخاصة أن عدداً من العوائل قد تركت بيوتها وقراها بسبب الحرب، ومن الصعب عودتهم في ظل السيطرة الأذرية عليها.
وأوردت تقارير إعلامية أن أنقرة بصدد إرسال قوات تركية إلى إقليم أرتساخ، وكذلك عوائل المرتزقة الموالين لها مع التركيز على التركمان، ذلك لأنّ أنقرة تعول على الوجود للتدخل كما حدث في قبرص وخلال الأزمة السورية.
وكشفت “سكاي نيوز عربية” نقلاً عن مصادرها الخاصة قيام الحكومة التركية بنقل عشرات الأسر العربية والتركمانية من مناطق سيطرتها شمال شرقي سوريا إلى إقليم ناغورني كاراباخ، لتوطينهم في المناطق التي انسحبت منها القوات الأرمينية، من أجل إحداث تغيير ديموغرافي في المنطقة.
إلا أن العناصر المرتزقة أبدت تردداً في قبول العرض التركي لأنه ينطوي على بقاء مفتوح الأجل في أذربيجان وبالتالي عدم العودة، وتفيد المعلومات أن أياً من الميليشيات لم توافق على هذا العرض.
يذكر أن الحرب بين أرمينيا وأذربيجان قد توقفت بموجب اتفاق أبرم في 10/11/2020 برعاية روسية واحتفظت أذربيجان بالمناطق التي سيطرت خلال الحرب، وقد وقفت أنقرة إلى جانب باكو في هذا الصراع ودعمتها بالطائرات المسيرة “الدرون” ومرتزقة سوريين.