ديسمبر 23. 2024

مسن كُردي دفع 1000 دولار لميليشيات الاخوان المسلمين.. لقاء منحه فرصة “الموت في قريته” بعفرين

Photo Credit To الفيس بوك

عفرين بوست – خاص

كثيرا ما ينشر أهالي عفرين المهجرين عن أرض آبائهم وأجدادهم، نعوات إلا أنّها لا تخلو من الحسرات، لأنّ من يتوفى منهم سيدفن في المهاجر القسريّة التي فرضها الاحتلال التركي على أكثر من 350 ألف نسمة من سكان الإقليم الكُردي المحتل، فيما يعتبرون أنّ مجرد الوفاة والدفن في تراب عفرين هو من حسن الحظ، رغم أنّ المتوفى بقي على أرضهم واحتمل أنواعاً من الألم وواجه أشكال المخاطر المختلفة، وأياً كان مكان الوفاة سواء في جغرافيا التهجير القسريّ أو عفرين المحتلة فإنّ مشاعر الغصة والحسرة تكتسح الغائبين عن مراسم التشييع والتعزية.

إلا أنّ قصة المسن محمد علي خليل مختلفة:

 خرج الستيني محمد علي خليل قسراً من قريته كيلا التابعة لناحية بلبله/بلبل، أثناء العدوان التركيّ على عفرين، وتوجه إلى مناطق الشهباء، ومنها انتقل إلى مدينة حلب، ولكن وضعه الصحيّ تدهور وبلغ درجة الخطورة، الأمر الذي أشعره بدنو أجله، فطلب من عائلته إعادته إلى قريته مهما كلف الأمر، ليحظى بالموت على أرض الآباء والأجداد، ونزولاً عند رغبته قررت عائلته إرساله عبر طريق التهريب، ذلك لأنّ سلطات الاحتلال التركيّ والميليشيات التابعة له تمنع عودة المهجرين قسراً إلى الإقليم المحتل.

وفي سياق صفقة التهريب دفعت عائلة المسن محمد عليل خليل مبلغ ألف دولار أمريكي لمسلحي ميليشيات الاحتلال التركي مقابل إيصاله من مدينة حلب إلى مدينة إعزاز المحتلة.

وصل المسن محمد خليل بتاريخ 6 نوفمبر الجاري إلى قريته كيلا متعباً منهكاً بعد رحلة مضنية جداً احتمل فيها جسده الضعيف الذي اجتاحه المرض ألم المسير وحبس في قلبه أمنيات كبيرة عزيزة لم تتحقق، وبات ليلةً في قريته ولكنها كانت الأخيرة، فمع طلوع شمس اليوم التالي كانت روحه قد فاضت بهدوء وسكينة، فيما كانت نفسه مطمئنة راضية.

رحل المسن محمد علي خليل عن العالم، وقد تحققت آخر رغباته المتمثلة بالموت على تراب عفرين والدفن فيها.

في مدينة حلب تتعمد العوائل أن تنزل جثامين المتوفين من أفرادها ضمن صناديق خشبية ويهيلون عليها التراب، على أمل أن يُخرجوها في يومٍ قادم ويصطحبوها معهم في رحلة العودة إلى عفرين ليدفنوها في تراب عفرين في قراهم إلى جانب قبور الآباء والأجداد.

Post source : خاص

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons