عفرين بوست-خاص
تشنّ ميليشيات الاحتلال التركي، منذ ليلة أمس السبت، حملة اعتقال في أوساط المستوطنين الذين تظاهروا في مركز ناحية راجو، احتجاجاً على تردي الأوضاع المعيشية.
ووفقاً لمراسل “عفرين بوست” في مركز الناحية، فإن الحملة طالت 12 مستوطناً ممن حرّضوا على التظاهر، في حين لا تزال الحملة مستمرة وسط ورود أنباء لم يتم تأكيدها بعد، عن أن أعداد المعتقلين قد بلغ نحو مئتي متظاهر، بينهم شبان كُرد.
وكان العشرات من المتظاهرين قد خرجوا أمس السبت، وطالبوا بتحسين أوضاع المعيشية للمستوطنين في الناحية، مستنكرين الانتهاكات التي ترتكبها الميليشيات بحق الأهالي، ما اثار حفيظتها فأقدمت على تنفيذ حملة اعتقالات.
وتتبع المليشيات الإخوانية ذات الأساليب البوليسية التي كانت تتبعها أجهزة الاستخبارات التابعة للنظام السوري، حيث تحصي على جميع الخاضعين لسطوتهم أنفاسهم، وخاصة الكُرد منهم، كما لا يستثنى المستوطنون المناوئون لهم من التضييق عليهم.
فقد حكمت المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، في الثالث والعشرين من أغسطس الماضي، على ناشط مستوطن في إقليم عفرين الكردي المحتل شمال سوريا، بالسجن لمدة /15/ يوماً وغرامة قدرها /400/ ليرة تركية بتهمة تحقير مليشيات “الجيش الوطني السوري”.
وكان الناشط محمود دمشقي، المستوطن في جنديرس، قد أعلن في الـ20 من تموز/يوليو الماضي إنه سيمثل أمام القضاء العسكري بناحية جنديرس، بتهمة التحريض ضد الأتراك، وإضعاف الشعور القومي، ونشر الناشط المستوطن، على صفحته في موقع “فيسبوك” قرار المحكمة، فيما شهد القرار انتقادات واسعة من جانب معلقين.
وقالت المحكمة في قرارها بأنّه “من الممكن تخفيض عقوبته من ثلاثة أشهر إلى/15/ يوماً …واستبدال المتبقي من العقوبة بالغرامة المالية 300 ليرة تركية”، وأضاف القرار أنه “في حال عدم الدفع يحبس يوماً واحداً عن كل ثلاثون ليرة تركية، يضاف إلى ذلك تضمين الناشط المستوطن رسم القرار مبلغ 100 مائة ليرة تركية”، وختم “دمشقي” منشوره بأنه سيقوم بحذف أي تعليق قد يتسبب بالأذى له، في إشارة إلى أن صفحته مراقبة.
وعبر دمشقي عن موقفه من القرار بمنشور جاء فيه: إنْ “كنت عُقبتُ من أجل منشور، فما بالكم بالذي رمى قنبلة في دكان وقتل امرأة وطفلاً؟ في إشارة إلى حادثة أدت إلى اقتحام مقر فرقة الحمزة في عفرين أواخر أيار/مايو الماضي”.
وأضاف متسائلاً: “ما بالكم بمن يأكل حقوق الإخوة الأكراد لأنه يمتلك القوة والسلاح؟ ما بالكم بالمجرمين الحقيقيين؟ لا بد أنّ هذا القضاء الذي حكمني أن يحكم يوماً على المجرمين الحقيقيين”، حسب تعبيره، وكان “دمشقي” قد اعتقل قبل ذلك في منتصف أيار/مايو الماضي، على خلفية انتقاده لمسلحي الشرطة العسكرية، ووضعهم للعلم التركي على ملابسهم الرسمية.
وكتب حينها على صفحته الشخصيّة: “لا شك أن تركيا لا يشرفها وضع علمها على صدور المنافقين، لو كنتم كالأتراك تعتزون ببلدكم وثورتكم، لأصبحتم نداً لهم وليس مجرد عبيد عندهم”، وأكد الناشط المستوطن حينها أنه استدرج من قبل مليشيا “الشرطة العسكرية” بدعوى استلام مبلغ مالي لصالح أيتام، كما كشف عن تعرضه لتهديد بالقتل من قبل مسلحي مليشيا “الشرطة العسكرية” وتعرضه للضرب والتعذيب.