نوفمبر 22. 2024

أخبار

مجالسُ الاحتلالِ المحليّة.. وجودٌ صوريّ ودورٌ مشبوهٌ

عفرين بوست ــ خاص

رغم أن الاحتلال يعتمد القوة لتنفيذ مخططه، إلا أن يستخدم أفراداً محليين في التفاصيل، وهؤلاء مهمتهم أن يكونوا واجهة صورية للأهالي فيما هم بالحقيقة أدوات الاحتلال، ولهذا أوجد الاحتلال التركي مجالس محلية في إقليم عفرين المحتل، واليوم يقوم بعض أعضاء المجالس بإعلام المواطنين بأوامر صورية تمنح الميليشيات مزيداً من الذرائع لتبرير سرقة موسم الزيتون.

وفي التفاصيل، أفاد أحد المواطنين من إقليم عفرين المحتل لموقع عفرين بوست، بأن المدعو “فاضل هورو” رئيس مجلس بلدة راجو الذي شكّله الاحتلال التركي، دعا قبل يومين مخاتير القرى إلى الاجتماع، وأعلمهم بقرار جديد، وقال إنه يمكن للمواطنين الكُرد جني موسم الزيتون دون الرجوع إلى أيّة جهةٍ، أياً كانت، وأن لهم مطلق الحرية في عملهم، ولا يجوز أن يعطوا أي قسمٍ من الموسم بأي نسبة كانت لأي جهة، كما يمكن للمواطن التصرف بأملاك عائلته (الإخوة والأخوات) بالطريقة التي يشاء دون تدخل أيّة جهة.

المخاتير المجتمعون استغربوا القرار، وقالوا: إن المسألة لا تتعلق بالمواطنين العاديين، بل بالميليشيات المسلحة التي تسيطر على القرى، وهي يجب أن تعلم بمضمون القرار لتلتزم به، ولا تتعرض للمواطنين، فالقرار يصدر من قبل مجلس البلدة، دون صلاحية والتزام من قبل الميليشيات، التي تقر به، بل إنها تمزق ورقة القرار، ليجيب المدعو فاضل على أسئلة المخاتير بالتأكيد مجدداً بأن لا علاقة لأي جهة بمواسم المواطنين.

وإذ لم يقتنع المخاتير بالإجابة، طلبوا من المدعو من فاضل بصفته رئيس المجلس المحلي، أن يحصل على مصادقة الوالي التركي على القرار وأن يمهر القرار بخاتمه، ليأخذ صفة الإلزام، ويعلق على جدران المؤسسات والأماكن العامة ويتم تبليغ كل الجهات به، وعندئذٍ يمكن القول إن القرار هو أمرٌ من الوالي، وإزاء طلب المخاتير، جدد المدعو فاضل التأكيد بالقرار وان يؤخذ كلامه محمل الثقة.

ومع عودة المخاتير إلى قراهم، تم سؤالهم عن مضمون الاجتماع وما دار فيه، وحرية التصرف بالموسم وإدارة أملاك العائلة، فكان الرد من المسلحين، إنه ومن قبيل النكاية بالقرار، لن نكتفي بأخذ مواسم أفراد العائلة الغائبين، بل حتى مواسمكم.

ويردف المواطن الكردي: “أمام هذا التناقض، راجعنا المدعو فاضل هورو عبر الاتصال، وأن القرار الذي أبلغنا به لن يؤخذ به (من قبل المسلحين)، فكانت الإجابة نفسها، فطلبنا منه الحضور للفصل بالمسألة وتبيان الأمر.

ويتابع المواطن: “ما يحصل يعزز القناعة لدينا بأن المدعو فاضل هورو على علاقة مع الميليشيات، فيما يشبه التواطؤ، لأن حديثه يضع المواطنين بين طرفين متناقضين، ويشكل عامل تحريض، ما يدفع لسلوكيات من المواطنين تكون حجة للميليشيات لمصادرة مواسمنا كلها، ويبدو لنا جلياً مدى حرص المدعو فاضل هورو على تحصيل مزيدٍ من المكاسب عبر علاقته بالميليشيات المسلحة، وبخاصة المدعو صليل الخالدي المتزعم في ميليشيا “فيلق الشام”، والمدعو الرائد هشام (أبو عبدو)”.

ويكمل المواطن العفريني: “ما يقوم به المدعو فاضل هورو عبر استغلال مجلس البلدة، لا يختلف عما يقوم المدعو نورس سليمان إسماعيل باستغلال المعونات الإغاثية، وبالإجمال هناك حالة تذمر عامة من الأهالي تجاه سلوكهما، ولكن لا حول ولا قوة لهم، فهم يعلمون ارتباطهما بالميليشيات المسلحة واستقوائهما بها”.

ويضيف المواطن “إن ما كل يحصل هو عملية تكاذب من طرفين، ضحيتها المواطنون العاديون، والنتيجة هي سرقة الموسم”، ويذكر المواطن ما حصل بموسم القمح الماضي، فيقول: “أعلمنا المدعو فاضل هورو بأن نطمئن، وأن بإمكاننا حصاد القمح براحة كاملة، دون تدخل أي جهة، وعندما أخبرناه بأننا مطالبون بضريبةٍ مقدارها 10% أجاب بالنفي وأنه لا يجوز منح أي نسبة من الموسم لأي جهة”.

وذكرناه بما حصل بالموسم السابق، وأنه قال الكلام نفسه، إلا أن الميليشيات المسلحة لم تلتزم وأخذوا منا ما يريدون غصباً، فأعاد القول نفسه متجاهلاً حقيقة ما يحدث، بأن لا علاقة لأي جهة معنا، وبالنتيجة أخذوا منا الموسم غصباً أيضاً. 

ويذكر أن المدعو صليل الخالدي هو تركماني الأصل وينحدر من محافظة حمص، معروف بتعدياته على الأهالي في بلدة ميدان إكبس واستيلائه على منزل لمواطن كردي واعتدائه عليه بالضرب وسلب المواشي وقطع الأشجار المثمرة.

والمفارقة أنه رغم ما يبديه المدعو فاضل هورو (محمد فاضل قرة بيك)، من تعاون مع سلطات الاحتلال وميليشياته، إلا أن ذلك لم يشفع له فقد اقتحم مسلحون من ميليشيا “أحرار الشرقية” بصحبة عناصر المكتب الاقتصادي التابع للمليشيا، مبنى “المجلس المحلي” التابع في الناحية، في 26/2/2020 ودخلوا عنوة إلى غرفته، وصادروا سلاحه وضربوه ومن ثم تم سحله على الدرج وتهديده بالسلاح لتلبية مطالبهم بالاستيلاء على الخيم المخصصة للقادمين من أرياف إدلب وتأجيرها لهم لقاء مبلغ مالي وفرض ضريبة على أصحاب المواشي بمبلغ مالي قدره 2500 ليرة سورية عن كل رأس ماشية وبيع السلات الغذائية والمساعدات الإنسانية والانتفاع مادياً منها.

ومما يعرف عن المدعو فاضل هورو استيلاؤه على محاصيل الزيتون العائدة للمهجرين من أهالي الناحية، وعقد صفقات شراء الزيت المسروق مع الميليشيات الإسلامية وتحديداً ميليشيا “أحرار الشرقية”.

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons