ديسمبر 23. 2024

“عفرين بوست” تكشف حيثيات جريمة اغتصاب ارتكبها مسلحو مليشيا “العمشات” بحق فتاة كُردية من ذوات الاحتياجات الخاصة

عفرين بوست ــ خاص

علمت “عفرين بوست” من مصادر متقاطعة أنّ مسلحين من ميليشيا “السلطان سليمان شاه” المعروفة بـ”العمشات”، أقدموا أوائل عام 2019، على الاعتداء جنسيّاً على فتاة كُردية، مستغلين وضعها الخاص كونها من ذوات الاحتياجات الخاصة (مُعاقة ذهنياً) وتعيش وحدها في منزلها بإحدى قرى ناحية “شيه/شيخ الحديد” بريف إقليم عفرين الكردي المحتل شمال سوريا.

وأوضحت المصادر أن المسلحين كانوا يترددون إلى منزل الفتاة البالغة من العمر (30 عاماً) بذريعة مساعدتها وتقديم مواد غذائيّة لها، كونها كانت تقيم لوحدها في المنزل، وفي سلوك بغاية الانحطاط، كانوا يحتالون للاعتداء الجنسي عليها، بوضعِ حبوباً منوّمة في الطعام، فلا تقاوم أو تصدر صوتاً، وما أن تتناول الفتاة الطعام أو الشراب الذي يقدمه لها المسلحون، كانت تغط في نوم عميق يستمر لصباح اليوم التالي، وخلال نومها كان المسلحون يتناوبون على الاعتداء عليها جنسياً.

وأكدت المصادر أنه بعد أن بدأت الألسن تلوك قصتها مع ملاحظة الجيران التطور المريب على صحتها وانتفاخ بطنها وانكشاف حملها، وذلك في الفترة الواقعة بين شهري حزيران – آب 2109، اضطرت شقيقتها المقيمة في عفرين، لأخذها إلى طبيب/ة نسائية لتجري لها عملية إجهاض، بناءً على طلب الشقيقة، ولا تزال الضحية تعيش في قريتها حتى تاريخ كتابة هذا التقرير.

ولم تعرض الفتاة على طبيب شرعي، ولم تجمع الأدلة الكافية للتقدم إلى المحاكم، بسبب السوابق والسجل الإجرامي للميليشيا المقرّبة من أنقرة، والتي تتحكم بتفاصيل الحياة العامة وتحمي المجرمين وتشيع الفوضى لأهدافها الخاصة المتمثلة في طرد السكان الكُرد من إقليمهم المحتل. 

وبقيت قصة الفتاة طي الكتمان طيلة هذه الفترة، يعلمها المقربون ويحفظون سريتها فلا يبوحون بها، خشية إقدام المسلحين على الانتقام واستكمال جريمتهم بجرائم أكبر بحق الفتاة وأهلها.

وتمكنت “عفرين بوست” من الوصول إلى خيوط الجريمة وحيثياتها، لتتكفل بنقلها مع التحفظ على ذكر البيانات والتفاصيل الأخرى، حرصاً على أمن الفتاة وعائلتها وسلامتهم، وكذلك تجنباً للحرج الاجتماعي المرافق للحوادث المشابهة، (علماً أن الموقع يمتلك كافة المعلومات عن الضحية، وعلى استعداد لتزويد المنظمات الحقوقية المعنية بها).

وتحتل ناحية “شيه/ شيخ الحديد” ميليشيا سليمان شاه (العمشات) التي يتزعمها المدعو “محمد الجاسم” المعروف بـ”أبو عمشة”، وهو صاحب سجل حافل بالانتهاكات والجرائم كالسرقة والإتاوات والقتل والاغتصاب، فقد أسرف هو ومسلحوه كثيراً بارتكاب الانتهاكات بحق من تبقى من الأهالي الكُرد، وحتى بحق المستوطنين أيضاً.

وفي وقت سابقٍ، أفادت المدعوة “إسراء يوسف الخليل (26 عاماً) وهي زوجة أحد مسلحيه، في مقطع مصوّر تم تداوله على نحو واسع في آب 2018، بتعرضها للاغتصاب مرات عديدة من “أبو عمشة” شخصياً تحت الضغط وتهديد بالسلاح والتصفية.

وأكدت إسراء أن حوادث الاغتصاب التي تعرضت لها أدت إلى إجهاضها، وأشارت إلى تلقيها تهديدات بقتلها مع عائلتها، وفي سبيل القيام بالاعتداء كان أبو عمشة يتعمد تكليف زوجها بمهام لإبعاده.

وقد كان وقع الحادث كبيراً، وأثار لغطاً بين صفوف مسلحي الميليشيا نفسها، وخرجت تظاهرات وسط مدينة عفرين، وخشيت قيادات ما يسمى “الجيش الوطني من تداعياته” فعملت على التغطية عليه، وشكلت لجنة ضمت: العقيد هيثم العفيسي، والقاضي فراس النجار من المحكمة العسكرية، والعقيد حسن الحسين قائد الشرطة العسكرية في عفرين، والمقدم جراح الكماري قائد الشرطة العسكرية في ناحية راجو، وأحمد حافظ مندوباً عن الأركان، ليتم التغاضي عن القضية وإغلاقها.

ومن الجرائم المعروفة التي ارتكبتها الميليشيا وتمت تغطيتها، حادثة قتل نائب رئيس المجلس المحلي لبلدة “شيه/ شيخ الحديد”، المدعو “أحمد شيخو بن محمد من مواليد 1968″، من أهالي الناحية، بتاريخ 11/6/2018، بعد أن تعرض لتعذيب شديد مع آخرين من رجال البلدة على يد مسلحي ميليشيا “السلطان سليمان شاه” (العمشات).

ويجري تجاوز الجرائم التي يرتكبها مسلحو ميليشيات تنظيم الإخوان المسلمين في إقليم عفرين، إما بالالتفاف عليها أو بالتهديد والضغط على الأهالي، أو عبر تهريب الجُناة، كما تم تهريب المسؤول الأمني في ميليشيا “جيش النخبة” المدعو “خالد إسماعيل زهير” من ريف إدلب، والمتهم بارتكاب عدة جرائم قتل، كشفتها التحقيقات وكذلك جرائم اختطاف لرجال ونساء.

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons