عفرين بوست-خاص
يُسهّل الاحتلال التركي طريق خروج الكُرد من إقليم عفرين المحتل شمال سوريا، صوب تركيا، وذلك خدمةً للتغيير الديمغرافي التي تحدثه بأيدٍ مستوطنة مساهمة في التهجير القسري والتطهير العرقي الممنهج.
وفي الصدد، قال مراسل “عفرين بوست” في مركز ناحية “بلبله\بلبل”، إن الاحتلال التركي والميليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، ممن تسمي نفسها بـ”الجيش الوطني السوري\الجيش الحر”، يسهّلون خروج الكُرد من عفرين، بل ويشجعونهم على ذلك، وأضاف إن ذلك حدث مع مواطنين كُرد.
وأضاف المراسل إنه قبل أسبوع، تم إيقاف مجموعة تحاول تجاوز الحدود بالتهريب، وأردف: “كانوا اثنين كُرد وخمسة عرب، الضابط التركي في المخفر سمح للكُردييّن بالعبور، إلا أنه أعاد العرب إلى عفرين مرةً أخرى”.
وأشار المراسل إن مستوطناً عرض على مواطنة كُردية إخراج ابنها مقابل 250 دولار وإيصاله إلى إسطنبول، إلا إنها رفضت ذلك وقالت له إنهم سيبقون في عفرين.
وأضاف المراسل نقلاً عن المواطنة: “قال المستوطن لنا إن عفرين بات لتركيا وتركيا ستظلم الكُرد لذلك اخرجوا إلى أوروبا واريحوا أنفسكم”.
وكان قد قال تقرير صادر عن المركز الكُردي للدراسات والاستشارات القانونية “یاسا”، مع منظمة “سيزفاير” البريطانية لحقوق المدنیین، في نهاية يوليو الماضي، بعنوان “زراعة الفوضى: عفرین بعد عملیة غصن الزیتون”، إن “الاحتلال التركي لمنطقة عفرین في شمال غربي سوریا، أدى إلى تغییر الطابع الدیموغرافي للمنطقة”.
واستند التقرير “إلى أكثر من 120 مقابلة أجریت مع أشخاص من سكان عفرین الأصلیین، منذ أن وقعت المنطقة تحت السیطرة التركیة قبل أكثر من عامین”، ویوثق الانتھاكات بحق السكان بما في ذلك عملیات القتل والاعتقال التعسفي والتعذیب والعنف الجنسي والنھب والسرقة والھجمات على سبل العیش.
وخلص التقریر إلى أن “تواجد الفصائل یتسبب في استمرار نزوح السكان، ویشكل عائقاً أمام عودة غالبیة سكان عفرین من الكرد، وفي غضون ذلك، تم توطین آلاف العائلات التي تم استقدامھا من أجزاء أخرى من سوریا في المنازل الشاغرة التي تعود ملكیتھا للسكان الكرد الأصلیین الذین نزحوا من المنطقة إبان غزوھا”.
وأشار التقریر إلى “أن ھذه العملیات وما یتم في المنطقة لیس من الآثار الجانبیة للعملیة العسكریة والغزو، وإنما كانت أحد أھدافھا الرئیسیة على ما یبدو”، حيث قال جیان بدرخان، المستشار القانوني في مركز یاسا “إن وجود الكرد في عفرین في خطر حقیقي” ویضیف بأن “نسبتھم كانت أكثر من 95 بالمائة لدى الغزو التركي، بینما تقدر الآن بأقل من 40 بالمائة”.