عفرين بوست ــ متابعة
أصدرت رابطة “تآزر”، أمس الثلاثاء 30 تموز/يوليو، تقريراً يوثق وقوع عشرات حالات القتل والاعتقال التي طالت سوريين على يد حرس الحدود التركيّ “الجندرمة”، أثناء محاولتهم عبور الحدود خلال النصف الأول من العام الجاري.
وقالت “تآزر”: “حالات القتل بالاستهداف المباشر لطالبي اللجوء، والاعتداء عليهم بالضرب والتعذيب، جزءٌ من نمط وحشيّ ينتهجه حرس الحدود الأتراك، دون أن تتصدّى له الحكومة أو تحقق فيه بشكل فعّال. ينبغي على الحكومة التركيّة فتح تحقيق ومحاسبة المتورطين في هذه الانتهاكات وضمان عدم تكرارها”.
ووثق التقرير 17 حالة اعتداء من قبل الجندرمة التركية على سوريين أثناء محاولتهم عبور الحدود، بينها حالتا قتل بإطلاق النار المباشر، في النصف الأول من عام 2024. كما تمّ توثيق حالات اعتقال وتعذيب لطالبي اللجوء من قبل “الجندرمة” قبل تسليمهم إلى ميليشيا “الشرطة العسكرية”، ومن بين 145 طالب لجوء تم توثيق اعتقالهم خلال هذه الفترة، لا يزال مصير 36 شخصاً مجهولاً. واُعتقلت ميليشيا “السلطان مراد” 50 مدنياً قرب صوامع عالية على الطريق الدوليّ M4 أثناء توجههم إلى الحدود السورية التركية خلال نيسان/ أبريل الماضي. وقد أفرج عن 44 منهم، بعد دفع غرامة تُقدر بـ 300 دولار أمريكيّ لكل شخص، وبقي ستة أشخاص قيد الاحتجاز، بتهمة التعامل مع الإدارة الذاتية/قوات سوريا الديمقراطية، وتعرّضوا للتعذيب الشديد.
الضرب والتعذيب سياسة ممنهجة
وقال التقرير إنّ الحكومة التركيّة تتبنى “سياسة اعتداء مُمنهجة” لمنع عبور طالبي اللجوء السوريين إلى أراضيها، وتقوم عناصر “الجندرمة” المنتشرون على طول الحدود بضرب وإهانة وتعذيب الأشخاص الذين يحاولون اجتياز الحدود بطرق غير نظامية، فضلاً عن استهدافهم بإطلاق النار مباشرة، وفي مراتِ كثيرة، أدت إلى مقتل وإصابة العشرات، منذ بناء الجدار الحدوديّ.
أصبح طالبو اللجوء السوريون ضحايا للقوات التركية و”الجيش الوطنيّ السوري” على حد سواء، حيث يتعرضون للاعتقال من قبل الميليشيات أو للاستهداف بإطلاق النار من قبل “الجندرمة” لمنعهم من العبور. وتزامنت هذه الممارسات العنيفة مع ترحيل السلطات التركية آلاف اللاجئين السوريين قسراً والتخطيط لإعادة أكثر من مليون لاجئ إلى الشمال السوري. ووفقًا لجمعية اللاجئين في تركيا، فإن نسبة اللاجئين السوريين في تركيا هي الأقل منذ عام 2017، مما يشير إلى عمليات ترحيل قسرية واسعة النطاق.
متزعمو الميليشيات يديرون شبكات تهريب البشر
بحسب الإفادات التي تحققت منها “تآزر” فإنّ متزعمين في “الجيش الوطني”، يديرون عمليات الإتجار بالأشخاص وتهريبهم بطرق غير نظامية إلى تركيا، مقابل المال، وتم توثيق نشوب 4 حالات اقتتال داخليّ بين الميليشيات خلال النصف الأول من عام 2024، بسبب خلافات حول تقاسم واردات تهريب البشر إلى تركيا.
وقال التقرير إنّ جميع عمليات التهريب تتم عبر وسطاء لهم علاقة مباشرة بالميليشيات العسكرية. ومع ذلك، تقع حوادث الاعتقال بين الحين والآخر، غالباً على الخط الفاصل بين قوات سوريا الديمقراطية ومناطق السيطرة التركية، وأحياناً على الحدود التركية بعد تعذيب وترهيب طالبي اللجوء من قبل الجندرمة أو إطلاق النار عليهم بقصد القتل والترهيب.
إطلاق نار عشوائيّ
وقد قالت هيومن رايتس ووتش في تقريرها الصادر في 27/4/2023، إنّ حرس الحدود الأتراك يُطلقون النار عشوائيّاً على المدنيين السوريين على الحدود مع سوريا، ويُعذّبون ويستخدمون القوّة المفرطة ضدّ طالبي اللجوء والمهاجرين الذين يحاولون العبور إلى تركيا.
حوادث إطلاق نار واعتقال
وثّق تقرير “تآزر” تعرّض امرأة حامل للضرب على يد الجندرمة التركية في 11/6/2024، في قرية العزيزية غربي رأس العين/سري كانيه، وأدى الضرب على بطنها إلى تدهور حالتها الصحية، ما أجبر الأطباء في مشفى رأس العين لإجراء عملية إجهاض للجنين بسبب الإصابات البالغة، ونُقلت بعد ذلك إلى الأراضي التركيّة رفقة أربعة آخرين تعرّضوا للضرب المبرح بأخمص السّلاح، واللكم والركل، ما أسفر عن كسور في اليد والرأس وإصابات متعددة.
كما وثّق اختطاف ميليشيا “أحرار الشرقية” مجموعة من 10 أشخاص بينهم امرأتان في 8/5/2024، ومقتل شخص صباح الإثنين 4/3/2024، في قرية “العزيزية” وذلك ضمن مجموعة من 13 شخصاً، فيما اعتقلت ميليشيا “الشرطة العسكرية” البقية.
وأشار التقرير إلى أنه خلال عام 2023، وثقت “تآزر” مقتل 25 شخصاً، بينهم طفل، من طالبي اللجوء السوريون وإصابة 48 آخرين (بينهم نساء وأطفال)، نتيجة إطلاق النار مباشرة عليهم من قبل قوات حرس الحدود التركية (الجندرمة)، أثناء محاولتهم عبور الحدود إلى تركيا بطريقة غير نظامية، في المناطق التي تحتلها تركيا شمالي سوريا. كما وثقت اعتقال 36 شخصاً، بينهم 7 أطفال، خلال العام نفسه، من قبل ميليشيات “الجيش الوطني السوري” في منطقتي راس العين وتل أبيض أثناء محاولة اللجوء إلى تركيا.