عفرين بوست – خاص
أفاد مصدر خاص لموقع عفرين بوست بأنّ قوات الاحتلال التركي أرسلت منذ نحو ثلاثة أشهر متزعم ميليشيا فرقة الحمزة المدعو “سيف أبو بكر” إلى النيجر برفقة ما يقرب من 300 عنصر من ذات الفصيل.
وانطلقت تلك الميليشيات من معبر الحمام وباب السلامة إلى مدينة عنتاب براً، ومن ثم تمّ نقلهم جواً إلى مطار إسطنبول، ومنها توجهت بطائرات عسكرية إلى النيجر، بذريعة محاربة “داعش” إلى جانب القوات التركية.
وقد رافق “سيف أبو بكر” أولئك المرتزقة في هذه الرحلة، بأوامر مباشرة من الاستخبارات التركية، بغية الإشراف عليهم، كون أغلبهم من بين صفوف فصيله؛ وكذلك، عمدت الاستخبارات التركية إلى إرسال عددٍ من متزعمي ميليشيا فرقة السلطان مراد من تركمان بلدة الراعي بريف الباب إلى النيجر، دون أن نتمكن من معرفة أسمائهم.
وأوهمت الاستخبارات التركية “سيف أبو بكر” بأن رحلته إلى النيجر قصيرة الأمد، ولن تتعدى أكثر من أسبوعين، وتنحصر مهمته في فرز العناصر على القطع العسكرية والإشراف عليهم، إلّا أنه وبعد مضي أكثر من ثلاثة أشهر من تواجده في النيجر، خالفت الاستخبارات التركية وعودها التي قطعتها لسيف أبو بكر وامتنعت عن إعادته إلى سوريا دون توضيح.
ولم تكتفي قوات الاحتلال التركي بذلك، وإنما قامت بنقل المرتزقة إلى معسكرات ونقاط عسكرية روسية في النيجر، الأمر خلق نوعاً من الصدّمة لدى أغلب المرتزقة والمتزعم “سيف أبو بكر” بحدّ ذاته، كون هذه الإجراءات التي اتخذتها قوات الاحتلال التركي تعارض الوعود والاتفاقات التي جرت بينهم قبيل الذهاب إلى النيجر.
وقد خسرت “فرقة الحمزة” عدد كبير من عناصره في النيجر، جراء تعرّضهم لكمائن وهجمات مباغته من قبل عناصر “داعش”، كما أنّ عدم إلمام الميليشيات بتضاريس المنطقة، وغياب الدعم الجوي، جعلهم فريسة سهلة لـ “داعش” وسط الصحراء، وللتعتيم على تلك الأحداث قامت قوات الاحتلال التركي بدفن جثث العناصر المقتولين ضمن أراضي النيجر.
منع تداول الخسائر البشرية
أصدرت الاستخبارات التركية أوامر مباشرة إلى قادة ميليشيات “الجيش الوطني السوري” بمنع تداول أي معلومات عن أعداد القتلى أو تسريب أي معلومات أو حتى إخبار ذوي الضحايا بمقتل أبنائهم في النيجر، كي لا تتعرقل عمليات دفع المزيد من المرتزقة للتوجه إلى النيجر.
اتباع سياسة تجويع عامة الناس لأجل تجنيد المرتزقة
تعتمد قوات الاحتلال التركي والمليشيات الموالية لها على سياسة إفقار أتباعها من عامة الناس، بينما يقابل ذلك، تقديم مغريات مالية لحث الفئة الشّابة على الانضمام إلى قوافل المرتزقة، هرباً من الواقع المعيشي المتدهور.
وتأكيداً على ذلك، أفاد المصدر الخاص لعفرين بوست، بأنّ أحد عناصر مرتزقة “الجيش الوطني السوري” يدعى «محمد علي» الملقب بـ أبو حسن من مدينة معرّة النعمان بريف إدلب الجنوبي ويسكن في إحدى مخيمات مدينة الباب الخاضعة لسيطرة قوات الاحتلال التركي، وضّح أسباب توجهه إلى النيجر قائلا:
“ذهابه إلى النيجر تعود إلى الفقر الشديد، وقلة فرص العمل، واستحواذ ميليشيات الجيش الوطني على أغلب المساعدات الإنسانية، وعدم استلامه أي مواد إغاثية منذ نحو 9 أشهر على التوالي، الأمر الذي دفعه إلى التوجه إلى النيجر لمساعدة عائلته على حسب زعمه”. موضحاً بأن تركيا تستغل حالة الفقر وقلة العمل لتجنيد أكبر عدد ممكن من المرتزقة بهدف إرسالهم إلى النيجر، لقاء راتب شهري قدره 1500 دولار أمريكي، تذهب منها 300 دولار أمريكي لصالح مليشيات “الجيش الوطني”.
وتجدر الإشارة إلى أنّ هذه الممارسات التركية جعلت المرتزقة في حالة سخط وتخبط، لا حول لهم ولا قوة، وباتت مسألة عودتهم إلى الأراضي السورية حلماً في أذهانهم.